التفاعل
35.6K
الجوائز
5.2K
- تاريخ التسجيل
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 28,156
- الحلول المقدمة
- 1
- محل الإقامة
- حاسي الرمل ولاية الاغواط
- آخر نشاط
- الوظيفة
- أستاذ تعليم ابتدائي
- الحالة الإجتماعية
- متزوج
- العمر
- 40 إلى 45 سنة
- الجنس
- ذكر
1
- الأوسمة
- 54
"أخي، محتاج مساعدة بسيطة."
أو صوتٌ مرتجف يقول: "عندك شغل ولو بسيط؟"
فقرأتَها، تنهدتَ، وقلت في نفسك: "ما بيدي شيء الآن."
ثم انشغلتَ، ونسيت.
لكن الله لم ينسَ أنك كنت آخر بابٍ في طريق ذلك الإنسان.
بعضهم يطلب سندًا عاطفيًا، أو كلمة صدقٍ تطفئ خيبته.
هناك من يرسل “السلام عليكم” لا لأنه يريد حديثًا، بل لأنه يريد أن يتأكد أن أحدًا ما يراه.
هناك من يكتب “دعواتك” وهو في الحقيقة يصرخ بلا صوت: “أنا تعبت.”
هم أحيانًا أكثر من يحتاجون الرحمة،
لكن كبرياءهم لا يسمح لهم بالبوح.
فتراهم يضحكون كثيرًا، وقلوبهم ترتجف من الداخل.
هؤلاء، إن وجدتهم، فلا تقل “هو بخير.”
بل كن له بخيرٍ أنت.
فهو لا يختبره… بل يختبرك أنت.
هل ستقول: “ليس وقتي.”؟
أم ستفهم أن الأقدار رتّبت اللقاء لتكون أنت اللطف الذي ينتظره؟
بل أن تُصغي إليها دون مقاطعة.
لا تملك حلًّا، لكنك تملك أذنًا تسمع.
ولا تعلم… قد تكون تلك الجلسة القصيرة
أقامت صلاة جبرٍ في السماء باسمك.
أن تكون في يد الله بلسمًا يُعيد الحياة لقلبٍ أوجعه الطريق،
أن يُجريك الله لطفًا في حياة أحدٍ كان على وشك الانكسار.
أن تُرسل له رسالة قصيرة تقول:
"لا تقلق، الله كريم."
فتُصبح هذه الجملة الخفيفة جدارًا يحميه من الانكسار الكامل.
لكن ماذا لو لم يكن يكذب؟
ماذا لو كانت تلك آخر محاولة له قبل أن يُغلق قلبه عن الناس؟
هل أنت مستعد أن تكون السبب في أن يكره الناس الرحمة لأنك خذلته باسم الحذر؟
امرأةٌ تقول: “يا رب، جبره في ميزانه.”
رجلٌ بسيطٌ رفع رأسه وقال: “جزاه الله خيرًا، ما قصّر.”
وصار اسمك يُذكر في السماء وأنت نائم،
لأنك فقط كنت لطيفًا في الأرض.
حين ترسل مالًا دون أن تكتب اسمك،
أو حين تبتسم لعاملٍ مُتعبٍ كأنه إنسانٌ لا آلة،
أو حين تمسح على رأس طفلٍ حزينٍ في الطريق،
أو حين تُخفي نيتك الطيبة حتى لا يفسدها الثناء.
أحيانًا تكون “الوقت” الذي تعطيه،
أو “الاحترام” الذي تمنحه،
أو “الدعاء” الذي لا يسمعه أحد إلا الله.
الرحمة ليست عطاءً… بل إحساسًا بالآخر.
فالله وحده هو الذي رأى لحظة صراعك قبل أن تُعطي.
رأى تردّدك، وضيق يدك، ثمّ رغبتك في ألا تُرجِع السائل خائبًا.
وذلك وحده كفيلٌ أن يُبدّلك الله بفرجٍ لم تطلبه أصلًا.
لكن الحقيقة أن الله كان يُنقذهم هم.
يجعلك تُنفق، فتشفى من بُخلك.
تسمع همًّا، فتنسى همّك.
تواسي، فيواسيك هو بطرقٍ لا تُرى.
هو صدقتك التي لم تدفعها بعد.
هو عملك الذي يسبقك قبل أن تموت.
لذلك لا تردّ أحدًا، فربما لم يطرق بابك… بل طرق باب الله بك.
كن من أولئك الذين لا يملكون الدنيا… لكنهم يُشبهون الجنة.
فالذي يُعطي من قلبه، لا يُفلس أبدًا،
لأن الله هو الذي يُعيد إليه عطاياه بأضعافٍ لا تُحصى.