التفاعل
3.2K
الجوائز
293
- تاريخ التسجيل
- 4 جوان 2015
- المشاركات
- 1,378
- آخر نشاط
- الجنس
- ذكر
- الأوسمة
- 16
الخيريّة.. الإيجابية.. الطّيبة.. الصّلاح.. الإحسان.. هذا قُطب.. 

وأهلهُ هُم الخيّرون.. الإيجابيّون.. الطيّبون.. الصّالحون المُصلحون..
الشرّ.. الأذى.. الإفساد.. الباطل.. وهذا القطب المقابل..
وأهله هم الأشرار.. المُفسدون.. المُبطلون..
وبين القطبين يتواجد صنف ثالث لا خير فيه فلا هو نصر الحقّ ولا هو جابه الباطل.. وهذا الصنف هو جماهير " الغافلين" .. أناس لا همّ لهم سوى أنفسهم.. شبّههم الله في القرآن بالأنعام.. بل أضلّ..
ولا يعنيني صنف الغافلين في موضوعي هذا.. وإنّما أردت تناول القطبين الأساسيين..
قطب الخيّرين.. وقطب الأشرار المفسدين في الأرض..
وبالمثال يتضح المقال.. وتقول الصورة والمشهد التمثيليّ المرسوم مالا تقوله المواعظ الطويلة والخُطب الجليلة..
لذلك استرعى انتباهي موقف عمليّ اتخذه كُلّ من الوزغ والضفدع... هذين الكائنين الضعيفين مقارنة بغيرهما من الكائنات..
كان الموقف في مشهد مَهيب.. نارٌ عظيمة تُحضّر لإحراق رجلٍ صدح بالحقّ وحده وسمّى الأمور بمسمياتها..ولم يخشَ من الباطل وقُوّته وعُدّته وعديده.. وهو إبراهيم عليه السلام..
ووقف الناس يتفرّجون..
لكن مخلوقا ضعيفا كان له شأنٌ آخر.. لم يبقَ متفرجاً.. بل عمل ما أمكنه وراح يجمع الماء في فمه ويأتي لينفُثه في النّار...
ولو سأله سائل ( وغالبا يكون هذا السائل من صنف المنافقين أو الغافلين ) : ما الذي تفعلهُ يا مسكين.. !؟ ما الذي تعتقد أنك فاعله... جهدك وفعلك هباءٌ منثور.. ولا تأثير له على هذه النار العظيمة... أرِح نفسك واهتمّ بشؤونك...
فماذا كان سيقول الضفدع ؟ حتما كان جوابه سيكون كما ورد في بعض الأحاديث على لسان عصفور سأله جبريل عن فعله وهو يحاول أيضا بما يحمله في منقاره من ماء... أن يطفىء النار.. فأجاب: حتّى يعذُرني الله... ولا أكون مِمّن لم يفعل شيئا وهو يشاهد نبيّ الله يُحرق..
تلك هي الإيجابية في أسمى صُورها..
.. أن تؤدي ما عليك معذرةً إلى ربّك.. ولا تستقِلّ جُهدك.. مهما تضاءل في نظرك أو في نظر بعض المُثبّطين والمُرجفين من القاعدين الغافلين و المنافقين..
عليك بالعمل وإحسانه.. ولا يُكلّفُ الله نفسا إلا وسعها..
وأمّا النتائج فلست مُطالَبًا بها..
لا تستهِن بكلمة تبُثّها هنا أو هناك في الواقع أو على المواقع.. فالكلمة مؤثّرة.. ولو بقدر ضئيل... تراكم الأفعال يصنع الفارق مع الزّمن... لا تستعجل الأثر وحسبك أنّك أدّيت وأبرأت ذمتك.. ولك أجرك..
فرُبّ درهم سبق ألفاً.. وموازين الأمور عند الله غير موازين البشر.. وتذكروا المنافقين الذين كانوا يلمزون فقراء المؤمنين في الصّدقات..
ولننتقل الآن إلى القطب الثاني..
قطب الأشرار والمفسدين في الأرض...
ولنعُد لمشهد النّار.. وإبراهيم عليه السلام.. والوزغ.... ذلك المخلوق الحقير بحجمه وبسلوكه...
نار عظيمة تضطرم يقوم عليها حشدٌ من أهل الشرّ... فهل يحتاجون لوزغ حقير ليزيد من لهيبها ... كان الوزغ ينفخ في النّار ليزيد لهيبها... وهي مشاركة لا وزن لها بالميزان الماديّ... بقانون الفيزياء أو لغة الرياضيات...
لكن لها وزن معنويّ.. معنى يكشف جوهر ومعادن وحقيقة المخلوق...
يساهم في الشرّ ولو بشيء يسير حقير.. مقابل ذلك الضفدع الذي يشارك أيضا بشيء يسير.. يكاد .. أو هو كمٌ مهملٌ بميزان المادة والحساب الظاهري..
لكن شتّان بين الموقفين...
ومن هنا أنصح وأهمس في أذن كل من يمُرّ من هنا.. ونفسي قبلكم..
احرص أن لا تكون أقل شأنا من الضفدع...
واحرص أن لا تُضاهِي الوزغ في حقارته...
وتذكّر بأن كلاً من الضفدع والوزغ قد خَلّد بفعله ذِكرَهُ رغم ضآلته... وتُروى أحاديث فيها نهيٌ عن قتل الضفدع.. وأمر بقتل الوزغ والأجر على ذلك...
أكيد ذلك الضفدع وذلك الوزغ الذي حضر واقعة رمي نبيّ الله في النار ليس هو بشحمه ولحمه وذاته هو من نصادفه في أيامنا وعصرنا... لكنه من جنسه...
ولله في خلقه شؤون.. فهل من مُعتبر..
لذلك جاء في السُنّة: لا تحقِرنّ من المعروف شيئاً..
وقالوا أيضا: صنائعُ المعروف تقي مصارع السّوء..
أختي /أخي القارئ..
لا تكن أقل هِمّة من هذا..
.
..
وإيّاك أن تكون مثل هذا..
.
.
هامش:
الوزغ أو أبو بريص يسمونه في الدارجة الجزائرية: زرمومية أو زرزومية ..الخ
وفي الختام... أرجو أنّ الرسالة وصلت...
وباب النقاش مفتوح لتفصيل المعاني وتوضيح ما يحتاج توضيحا..
تحياتي
الشرّ.. الأذى.. الإفساد.. الباطل.. وهذا القطب المقابل..
وبين القطبين يتواجد صنف ثالث لا خير فيه فلا هو نصر الحقّ ولا هو جابه الباطل.. وهذا الصنف هو جماهير " الغافلين" .. أناس لا همّ لهم سوى أنفسهم.. شبّههم الله في القرآن بالأنعام.. بل أضلّ..
ولا يعنيني صنف الغافلين في موضوعي هذا.. وإنّما أردت تناول القطبين الأساسيين..
قطب الخيّرين.. وقطب الأشرار المفسدين في الأرض..
وبالمثال يتضح المقال.. وتقول الصورة والمشهد التمثيليّ المرسوم مالا تقوله المواعظ الطويلة والخُطب الجليلة..
لذلك استرعى انتباهي موقف عمليّ اتخذه كُلّ من الوزغ والضفدع... هذين الكائنين الضعيفين مقارنة بغيرهما من الكائنات..
كان الموقف في مشهد مَهيب.. نارٌ عظيمة تُحضّر لإحراق رجلٍ صدح بالحقّ وحده وسمّى الأمور بمسمياتها..ولم يخشَ من الباطل وقُوّته وعُدّته وعديده.. وهو إبراهيم عليه السلام..
ووقف الناس يتفرّجون..
لكن مخلوقا ضعيفا كان له شأنٌ آخر.. لم يبقَ متفرجاً.. بل عمل ما أمكنه وراح يجمع الماء في فمه ويأتي لينفُثه في النّار...
ولو سأله سائل ( وغالبا يكون هذا السائل من صنف المنافقين أو الغافلين ) : ما الذي تفعلهُ يا مسكين.. !؟ ما الذي تعتقد أنك فاعله... جهدك وفعلك هباءٌ منثور.. ولا تأثير له على هذه النار العظيمة... أرِح نفسك واهتمّ بشؤونك...
فماذا كان سيقول الضفدع ؟ حتما كان جوابه سيكون كما ورد في بعض الأحاديث على لسان عصفور سأله جبريل عن فعله وهو يحاول أيضا بما يحمله في منقاره من ماء... أن يطفىء النار.. فأجاب: حتّى يعذُرني الله... ولا أكون مِمّن لم يفعل شيئا وهو يشاهد نبيّ الله يُحرق..
تلك هي الإيجابية في أسمى صُورها..
عليك بالعمل وإحسانه.. ولا يُكلّفُ الله نفسا إلا وسعها..
وأمّا النتائج فلست مُطالَبًا بها..
لا تستهِن بكلمة تبُثّها هنا أو هناك في الواقع أو على المواقع.. فالكلمة مؤثّرة.. ولو بقدر ضئيل... تراكم الأفعال يصنع الفارق مع الزّمن... لا تستعجل الأثر وحسبك أنّك أدّيت وأبرأت ذمتك.. ولك أجرك..
فرُبّ درهم سبق ألفاً.. وموازين الأمور عند الله غير موازين البشر.. وتذكروا المنافقين الذين كانوا يلمزون فقراء المؤمنين في الصّدقات..
ولننتقل الآن إلى القطب الثاني..
قطب الأشرار والمفسدين في الأرض...
ولنعُد لمشهد النّار.. وإبراهيم عليه السلام.. والوزغ.... ذلك المخلوق الحقير بحجمه وبسلوكه...
نار عظيمة تضطرم يقوم عليها حشدٌ من أهل الشرّ... فهل يحتاجون لوزغ حقير ليزيد من لهيبها ... كان الوزغ ينفخ في النّار ليزيد لهيبها... وهي مشاركة لا وزن لها بالميزان الماديّ... بقانون الفيزياء أو لغة الرياضيات...
لكن لها وزن معنويّ.. معنى يكشف جوهر ومعادن وحقيقة المخلوق...
يساهم في الشرّ ولو بشيء يسير حقير.. مقابل ذلك الضفدع الذي يشارك أيضا بشيء يسير.. يكاد .. أو هو كمٌ مهملٌ بميزان المادة والحساب الظاهري..
لكن شتّان بين الموقفين...
ومن هنا أنصح وأهمس في أذن كل من يمُرّ من هنا.. ونفسي قبلكم..
احرص أن لا تكون أقل شأنا من الضفدع...
واحرص أن لا تُضاهِي الوزغ في حقارته...
وتذكّر بأن كلاً من الضفدع والوزغ قد خَلّد بفعله ذِكرَهُ رغم ضآلته... وتُروى أحاديث فيها نهيٌ عن قتل الضفدع.. وأمر بقتل الوزغ والأجر على ذلك...
أكيد ذلك الضفدع وذلك الوزغ الذي حضر واقعة رمي نبيّ الله في النار ليس هو بشحمه ولحمه وذاته هو من نصادفه في أيامنا وعصرنا... لكنه من جنسه...
ولله في خلقه شؤون.. فهل من مُعتبر..
لذلك جاء في السُنّة: لا تحقِرنّ من المعروف شيئاً..
وقالوا أيضا: صنائعُ المعروف تقي مصارع السّوء..
أختي /أخي القارئ..
لا تكن أقل هِمّة من هذا..
.
وإيّاك أن تكون مثل هذا..
.
.
هامش:
الوزغ أو أبو بريص يسمونه في الدارجة الجزائرية: زرمومية أو زرزومية ..الخ
وفي الختام... أرجو أنّ الرسالة وصلت...
وباب النقاش مفتوح لتفصيل المعاني وتوضيح ما يحتاج توضيحا..
تحياتي