التفاعل
8.2K
الجوائز
858
- تاريخ الميلاد
- 19 ماي
- الوظيفة
- نستقي عِلم العَجم
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 14
السلام عليكم و رحمة الله
عسى أموركم على خير ما يرام
ثمة نصوص لا نمر عليها مرور العابرين ، بل تتوقف فينا كما لو أنها تعرفنا سلفًا
نصوص تفتح بابًا قديمًا في الداخل
فنشعر أن ما كُتب لم يكن حبرًا على شاشة
كان مرآة وُضعت فجأة أمام وعينا
و أنا أتصفح أقسام اللمة ، أتجول ككل لمّاوي ..
حطّت رحالي في أحد المواضيع .. من الأرشيف .. يعود لسنة 2021
كتبَته الأخت @Tama Aliche
تتحدث فيه بطريقتها الخاصة و أسلوبها " أسلوب الصحافية الساخرة " عن فلسفة الوجود و الحياة ..
و عَنونته [ فقرة لا تنتهي "تحدث و لا حرج .. " ]
واحد من تلك الشهادات التي تضع إصبعها على ارتجافات الحياة الأولى
على لحظة الشك
و على المسافة المؤلمة بين ما كنّاه و ما صرنا إليه
===
الوجود هنا لا يُقدَّم كفكرة فلسفية مجردة
بل كعمقٍ مُربك ، كمساحةٍ مفتوحة على الأسئلة التي لا جواب لها
الحياة ليست طريقًا نختاره ، و الموت ليس بابًا نعرف ما خلفه ، ومع ذلك نمشي بينهما مثقلين بمحاولات الفهم
نضرب في الاتجاهات كلّها
نلتقط معتقداتٍ ورثناها صغارًا ، و نسميها يقينًا
و نحمل معارف ليست خالصة .. مشوبة بما لقّننا إيّاه المجتمع ، لا بما اكتشفناه بأنفسنا
[ أصغر التفاصيل التي نراها تافهة ، تخبّئ وراءها عوالم كاملة و ضيق نظرتنا لا يعني ضآلة ما خفي ]
الطفولة في موضوع فاطمة ليست ذكرى دافئة ،
بل نقطة البداية لكل سوء فهم لاحق
يولد الإنسان بلا حيلة ، بلا إرادة ، مجرّد كائن يتعلم العالم بعينيه
يُفسَّر ضعفه على أنّه بساطة ، و تُختزل الحياة في صورة ملوّنة قد تكون كاذبة ،
لأنّ ما يُخفى عنه أكثر ممّا يُكشف
هو كائن لا يملك سوى التعبير البدائي ، بينما تُدار الحقيقة من حوله بمهارة الكبار
ثمّ يأتي الطريق الثقيل .. طريق التعليم
ذلك الحمل الذي يُفترض أنه خلاص
فإذا به يلتهم العمر الأجمل ، و يحوّل الأحلام إلى شيء ثانوي ، إلى ترفٍ لا مكان له
ينضج الجسد قبل أن ينضج الوعي ، فيجد المرء نفسه أكبر من سنواته ، و أصغر من الأسئلة التي وُضعت على كتفيه
الأسرة ، التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا ، تتحوّل أحيانًا إلى مصنعٍ للصمت ،
تُدرّبك على التحمّل ، على كتمان ما لا يُقال ، حتى تمتلئ بما لا تجد له مخرجًا
===
لكلّ مرحلة كلفتها ، و لكلّ خطأ جرحه الخاص
ينتهي زمن الأمان ، ويبدأ زمن الاتهام : ضياع ، انكسار ، انطفاء ذلك اللمعان الأوّل
الرغبة في الصراخ تصبح عبئًا ، لأن الألم لا يخرج بالصوت ، بل يزداد
الانسحاب يبدو حلًّا
العلاقات صارت مشروطة
و المصلحة متخفّية في ثوب النصيحة
و اللوم جاهز لكلّ من تجرّأ و اعترض
===
و أضافت الصحافية الساخرة هنا
فكرة قد تبدو جانبية عن فقدان الحضن الأوّل
الأم .. ليست شخصًا عاديًا
هي رمز للأمان الذي لا يُعوَّض ..
حين يغيب هذا الشعور يحاول الإنسان أن يصنع له هوية من الألم : يُسمّى متمرّدًا، أو مجنونًا، أو عاشقًا للطريق
بينما الحقيقة أنّه يقارن بصمت بين من نالوا دعمًا كافيًا ، و من تُركوا لينضجوا بالقسوة
هنا يظهر الفرق .. في الجذور
ما قالته فاطمة لا يبرّئ أحدًا
يعترف بأنّنا قد نكون سببًا في جراح غيرنا
و أن محاولات الإصلاح العنيفة تصنع دمارًا أكثر ممّا تشفي
نخطئ حين نمجّد الناجين و نحوّل معاناتهم إلى قصص بطولة
متناسين أولئك الذين سقطوا بصمت
تلك قسوة أخرى لا تقلّ وجعًا
===
في النهاية
يضعنا نص الموضوع أمام مرآة المجتمع : أفعال نمارسها لأن الجميع يفعلها
ليست صائبة بالضرورة
نخاف نظرة الناس أكثر ممّا نخاف خيانة ذواتنا
نُجهد أنفسنا لإرضاء المحيط
و نخسر أنفسنا في الطريق ، رغم أنّ ما نريده لا يجرح أحدًا و لا يناقض قيمة حقيقية ..
شكرا لفاطمة على الموضوع الجميل
العميق ،
و الراقي
فكرةً و مضمونًا
تحية طيبة
[ لمعانُ الأحداق ]
عسى أموركم على خير ما يرام
ثمة نصوص لا نمر عليها مرور العابرين ، بل تتوقف فينا كما لو أنها تعرفنا سلفًا
نصوص تفتح بابًا قديمًا في الداخل
فنشعر أن ما كُتب لم يكن حبرًا على شاشة
كان مرآة وُضعت فجأة أمام وعينا
و أنا أتصفح أقسام اللمة ، أتجول ككل لمّاوي ..
حطّت رحالي في أحد المواضيع .. من الأرشيف .. يعود لسنة 2021
كتبَته الأخت @Tama Aliche
تتحدث فيه بطريقتها الخاصة و أسلوبها " أسلوب الصحافية الساخرة " عن فلسفة الوجود و الحياة ..
و عَنونته [ فقرة لا تنتهي "تحدث و لا حرج .. " ]
واحد من تلك الشهادات التي تضع إصبعها على ارتجافات الحياة الأولى
على لحظة الشك
و على المسافة المؤلمة بين ما كنّاه و ما صرنا إليه
===
الوجود هنا لا يُقدَّم كفكرة فلسفية مجردة
بل كعمقٍ مُربك ، كمساحةٍ مفتوحة على الأسئلة التي لا جواب لها
الحياة ليست طريقًا نختاره ، و الموت ليس بابًا نعرف ما خلفه ، ومع ذلك نمشي بينهما مثقلين بمحاولات الفهم
نضرب في الاتجاهات كلّها
نلتقط معتقداتٍ ورثناها صغارًا ، و نسميها يقينًا
و نحمل معارف ليست خالصة .. مشوبة بما لقّننا إيّاه المجتمع ، لا بما اكتشفناه بأنفسنا
[ أصغر التفاصيل التي نراها تافهة ، تخبّئ وراءها عوالم كاملة و ضيق نظرتنا لا يعني ضآلة ما خفي ]
الطفولة في موضوع فاطمة ليست ذكرى دافئة ،
بل نقطة البداية لكل سوء فهم لاحق
يولد الإنسان بلا حيلة ، بلا إرادة ، مجرّد كائن يتعلم العالم بعينيه
يُفسَّر ضعفه على أنّه بساطة ، و تُختزل الحياة في صورة ملوّنة قد تكون كاذبة ،
لأنّ ما يُخفى عنه أكثر ممّا يُكشف
هو كائن لا يملك سوى التعبير البدائي ، بينما تُدار الحقيقة من حوله بمهارة الكبار
ثمّ يأتي الطريق الثقيل .. طريق التعليم
ذلك الحمل الذي يُفترض أنه خلاص
فإذا به يلتهم العمر الأجمل ، و يحوّل الأحلام إلى شيء ثانوي ، إلى ترفٍ لا مكان له
ينضج الجسد قبل أن ينضج الوعي ، فيجد المرء نفسه أكبر من سنواته ، و أصغر من الأسئلة التي وُضعت على كتفيه
الأسرة ، التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا ، تتحوّل أحيانًا إلى مصنعٍ للصمت ،
تُدرّبك على التحمّل ، على كتمان ما لا يُقال ، حتى تمتلئ بما لا تجد له مخرجًا
===
لكلّ مرحلة كلفتها ، و لكلّ خطأ جرحه الخاص
ينتهي زمن الأمان ، ويبدأ زمن الاتهام : ضياع ، انكسار ، انطفاء ذلك اللمعان الأوّل
الرغبة في الصراخ تصبح عبئًا ، لأن الألم لا يخرج بالصوت ، بل يزداد
الانسحاب يبدو حلًّا
العلاقات صارت مشروطة
و المصلحة متخفّية في ثوب النصيحة
و اللوم جاهز لكلّ من تجرّأ و اعترض
===
و أضافت الصحافية الساخرة هنا
فكرة قد تبدو جانبية عن فقدان الحضن الأوّل
الأم .. ليست شخصًا عاديًا
هي رمز للأمان الذي لا يُعوَّض ..
حين يغيب هذا الشعور يحاول الإنسان أن يصنع له هوية من الألم : يُسمّى متمرّدًا، أو مجنونًا، أو عاشقًا للطريق
بينما الحقيقة أنّه يقارن بصمت بين من نالوا دعمًا كافيًا ، و من تُركوا لينضجوا بالقسوة
هنا يظهر الفرق .. في الجذور
ما قالته فاطمة لا يبرّئ أحدًا
يعترف بأنّنا قد نكون سببًا في جراح غيرنا
و أن محاولات الإصلاح العنيفة تصنع دمارًا أكثر ممّا تشفي
نخطئ حين نمجّد الناجين و نحوّل معاناتهم إلى قصص بطولة
متناسين أولئك الذين سقطوا بصمت
تلك قسوة أخرى لا تقلّ وجعًا
===
في النهاية
يضعنا نص الموضوع أمام مرآة المجتمع : أفعال نمارسها لأن الجميع يفعلها
ليست صائبة بالضرورة
نخاف نظرة الناس أكثر ممّا نخاف خيانة ذواتنا
نُجهد أنفسنا لإرضاء المحيط
و نخسر أنفسنا في الطريق ، رغم أنّ ما نريده لا يجرح أحدًا و لا يناقض قيمة حقيقية ..
شكرا لفاطمة على الموضوع الجميل
العميق ،
و الراقي
فكرةً و مضمونًا
تحية طيبة
[ لمعانُ الأحداق ]