روحي فداك وطني
:: عضو منتسِب ::
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد : فالأكيد أنا الموضوع ليس جديد على الطرح ، وليس غريب على أحد. ولكنني أردت أن أتناوله من زاوية أخرى ــ أرجو أن أوفق في ذلك ــ رأيت أن من خاض فيه من قبل كان لا يولي لها اهتماما ولا يلقي لها بالا ، ربما من جانب أنه يرى أنها غير ذات أهمية وربما أنه لم ينتبه لها. والحقيقة أن هذه النقطة بالذات زادت في تفاقم الظاهرة وارتفاع حدتها، حتى صار عدد موتانا في بالبحر يفوق عدده من مجمل الأسباب الأخرى المختلفة بأضعاف مضاعفة، وصارت عندنا الظاهرة مألوفة فكلما غادرت باخرة مناء من موانئنا إلا وحملت معها شبابا إلى حتفهم ، وكلما رست باخرة في مناء من موانئنا إلا وحملت معها نعوشا لشباب أردوا الهروب من وطنهم فهربوا إلى حتفهم.
الزاوية التي أردت معالجة الموضوع من خلالها هي أننا لم نعد قادرين على انتاج أجيال تحب وطنها ، مشبعة بثقافته وتاريخه والمبادئ التي بني على أساسها وضحى من أجلها ملايين من الأجداد والآباء ، وسيكون رد الفعل دون شك هو أنها لم تعد تسمن ولا تغني من جوع فالبطالة تضرب أطنابها في كل مكان ، والحقرة والتهميش يفعلان فعلهما ، والبيروقراطية واللامبالاة وغيرها الكثير كلها عوامل منفرة لحب الوطن ومشجعة على الهروب ــ حتى لا نقول الهجرة السرية ــ منه والبحث عن موطن آخر أكثر أمنا واستقرارا ومرتعا لحياة الجنة والنعيم.
وسأقول لكم هذا جانب مهم في نشوء الظاهرة وتطورها ، ولكنه ليس الجانب الأساسي فيها. ولا أحتاج في ذلك إلى كثير كلام ولا إلى إحضار الأدلة والبراهين والاستشهاد بالأمثلة والنماذج ، هل مات كل من يعيش في الجزائر فقرا وجوعا هل ، هل كل من بقي هو من الأغنياء والحكام والموظفين ولا ينقصه شيء ، وقد تقولون أيضا لم تتح له الفرصة ، والجواب هو هل سيهرب كل سكان الجزائر إن أتيحت لهم الفرصة؟ إن الهروب هو سمة الضعفاء ، فما هرب قوي ، وهو شمة الجبناء ، فما هرب ذو شهامة
وديننا يعلمنا كيف نعيش أحرارا بأخلاقنا ومبادئنا فلا نهين أنفسنا كي لا يهيننا أحد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها) ونحن بعنا لأجل بطوننا وشهواتنا الغالي بالرخيص : بعنا حب الوطن بلقمة العيش ــ والرزق من عند الرزاق ــ بعنا كرامتنا وكبرياءنا بجنسية مشوهة أوشهادة إقامة مقيدة وبلادنا تكفي سكان العالم وتزيد، بعنا أخلاقنا ومبادئنا بما عرضوا علينا من الشهوة والخلاعة والمجون فصرنا كالبهائم بل أضل ، وإخيرا بعنا لأجل أن نكون عبيدا عندهم أغلى ما يمكن للإنسان أن يبيع وهي روحه بلا ثمن فرمينا بأنفسنا في البحر بعدما كانوا يقتادوننا عنوة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد : فالأكيد أنا الموضوع ليس جديد على الطرح ، وليس غريب على أحد. ولكنني أردت أن أتناوله من زاوية أخرى ــ أرجو أن أوفق في ذلك ــ رأيت أن من خاض فيه من قبل كان لا يولي لها اهتماما ولا يلقي لها بالا ، ربما من جانب أنه يرى أنها غير ذات أهمية وربما أنه لم ينتبه لها. والحقيقة أن هذه النقطة بالذات زادت في تفاقم الظاهرة وارتفاع حدتها، حتى صار عدد موتانا في بالبحر يفوق عدده من مجمل الأسباب الأخرى المختلفة بأضعاف مضاعفة، وصارت عندنا الظاهرة مألوفة فكلما غادرت باخرة مناء من موانئنا إلا وحملت معها شبابا إلى حتفهم ، وكلما رست باخرة في مناء من موانئنا إلا وحملت معها نعوشا لشباب أردوا الهروب من وطنهم فهربوا إلى حتفهم.
الزاوية التي أردت معالجة الموضوع من خلالها هي أننا لم نعد قادرين على انتاج أجيال تحب وطنها ، مشبعة بثقافته وتاريخه والمبادئ التي بني على أساسها وضحى من أجلها ملايين من الأجداد والآباء ، وسيكون رد الفعل دون شك هو أنها لم تعد تسمن ولا تغني من جوع فالبطالة تضرب أطنابها في كل مكان ، والحقرة والتهميش يفعلان فعلهما ، والبيروقراطية واللامبالاة وغيرها الكثير كلها عوامل منفرة لحب الوطن ومشجعة على الهروب ــ حتى لا نقول الهجرة السرية ــ منه والبحث عن موطن آخر أكثر أمنا واستقرارا ومرتعا لحياة الجنة والنعيم.
وسأقول لكم هذا جانب مهم في نشوء الظاهرة وتطورها ، ولكنه ليس الجانب الأساسي فيها. ولا أحتاج في ذلك إلى كثير كلام ولا إلى إحضار الأدلة والبراهين والاستشهاد بالأمثلة والنماذج ، هل مات كل من يعيش في الجزائر فقرا وجوعا هل ، هل كل من بقي هو من الأغنياء والحكام والموظفين ولا ينقصه شيء ، وقد تقولون أيضا لم تتح له الفرصة ، والجواب هو هل سيهرب كل سكان الجزائر إن أتيحت لهم الفرصة؟ إن الهروب هو سمة الضعفاء ، فما هرب قوي ، وهو شمة الجبناء ، فما هرب ذو شهامة
وديننا يعلمنا كيف نعيش أحرارا بأخلاقنا ومبادئنا فلا نهين أنفسنا كي لا يهيننا أحد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تموت الحرة ولا تأكل من ثدييها) ونحن بعنا لأجل بطوننا وشهواتنا الغالي بالرخيص : بعنا حب الوطن بلقمة العيش ــ والرزق من عند الرزاق ــ بعنا كرامتنا وكبرياءنا بجنسية مشوهة أوشهادة إقامة مقيدة وبلادنا تكفي سكان العالم وتزيد، بعنا أخلاقنا ومبادئنا بما عرضوا علينا من الشهوة والخلاعة والمجون فصرنا كالبهائم بل أضل ، وإخيرا بعنا لأجل أن نكون عبيدا عندهم أغلى ما يمكن للإنسان أن يبيع وهي روحه بلا ثمن فرمينا بأنفسنا في البحر بعدما كانوا يقتادوننا عنوة.
