التفاعل
			40
		
	
		
			الجوائز
			67
		
	- تاريخ التسجيل
- 16 أوت 2006
- المشاركات
- 728
- آخر نشاط
- الوظيفة
- موظف
 
			صبيحة الإيدز ـ طاعون العصر ـ ذلك المرض المخادع يتحرك بسرعة مرعبة، يهجم كالثعبان ويلدغ كالحية، كلما حاصره العلماء وهاجمه الأطباء عاد فظهر لهم بشكل جديد يستعصي على أدويتهم، ويقهر علاجاتهم، هو أشرس الأمراض وأكثرها عنفاً، وأشدها بطشاً وأقساها وقعاً، هو المرض الذي لا يمكن مقارعته ولا مقاومته.
والإيدز هو عقاب الله الدنيوي العاجل لمن يحارب الله ورسوله بفعل الفواحش وانتهاك المحرمات بمقارفة الزنا والسحاق واللواط وإدمان المخدرات، حيث يقول ـ سبحانه وتعالى ـ : " ... وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً " (الفرقان:87,86).
كما يقول ـ سبحانه وتعالى ـ عن قوم لوط : " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ " (هود:83,82).
أما نبينا المعصوم ـ عليه أفضل الصلوات والتسليم ـ فقد تنبأ بهذه الكارثة الإنسانية حين قال: " ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية، إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ".
فما هو ذلك المرض ـ الطاعون ـ الذي تنبأ به نبينا الكريم، أو الإيدز ـ كما يسميه العلماء في هذا العصر ـ ؟، وما سببه ؟، ومن يحمله ؟، وأين يكمن فيه ؟، وكيف يخترق أجساد ضحاياه ؟، وماذا يفعل بهم ؟ وما المصير المحتوم لمن يقع بين أنيابه وتحت مخالبه ؟. ذلك ما نحاول بفضل الله ـ تعالى ـ أن نجيب عليه في هذا الملف.
ما مرض الإيدز ؟:
مرض الإيدز ـ أو طاعون العصر ـ هو أخطر الأمراض المنقولة جنسياً، بل يمكن القول إنه من أخطر الأمراض التي عرفتها البشرية على الإطلاق، مرض مصدره الشواذ واللوطيون، يسببه فيروس متناهٍ في الصغر والضعف يصيب جهاز المناعة في جسم الإنسان ويدمره فيجعله فريسة سهلة للإصابة بالجراثيم والميكروبات والأورام الخبيثة التي تنتهي به إلى الموت المحتوم.
- والاسم الكامل للمرض هو (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، أو (Aquired Immune Deficiency .(Syndrome)، ويختصر إلى (AIDS).
- أما الفيروس المسبب للمرض فيطلق عليه (فيروس نقص المناعة البشرية) أو (Human Immune .(deficiency Virus)، ويختصر إلى ((HIV.
وتبدأ الإصابة بالإيدز عندما ينجح ذلك الفيروس في اختراق جسد الإنسان المصاب والوصول إلى مجرى الدم، حيث يبدأ في مهاجمة وتدمير نوع معين من كرات الدم البيضاء هي الجزء الأساسي في جهاز المناعة، أو القوة المقاتلة المخصصة للدفاع عن جسم الإنسان ضد أي هجوم أو غزو من الميكروبات والجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض المختلفة أو الأورام الخبيثة.
وبعد أن يهاجم فيروس الإيدز جهاز المناعة ويدمره يصبح المصاب ضعيفاً ومجرداً من أي قوة دفاعية تحميه، فيتحول إلى فريسة سهلة لأنواع خطيرة من الأمراض والأورام الخبيثة التي لا تنتهي إلا بموته والقضاء عليه، ونحن عندما نسمع عبارة (إنسان مات بالإيدز) فإننا يجب أن نعلم أن الموت لم يكن بسبب فيروس الإيدز، وإنما كان نتيجة الأمراض التي أصابته لضعف جسده وانهيار جهازه المناعي.
وكيف اكتُشف ذلك المرض ؟ ومتى ؟:
اكتُشف مرض الإيدز لأول مرة في عام 1981م في أمريكا في خمسة مرضى تبين أنهم جميعاً من الشواذ جنسياً ـ اللوطيين ـ وقد بدأت القصة عندما كان أحد الأطباء في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية يعالج عدداً من المرضى الشبان، فلاحظ أنهم جميعاً يعانون من التهابات رئوية ومعوية مزمنة سببها جراثيم ضعيفة جداً لا تسبب مرضاً للإنسان العادي، كذلك فقد كان هؤلاء المرضى يعانون من التهابات فطرية بالفم والمريء، وحمى مزمنة مع تضخم في الغدد الليمفاوية، ونقص شديد في الوزن مع هزال وضعف مستمر، كما لاحظ أن بعض المرضى مصاب بنوع نادر من سرطان الجلد يسمى (كابوس ساركوما) لا يصيب عادة من هم دون الستين من العمر، وكان الأمر الغريب أن كل هؤلاء المرضى الشبان كانوا من الشواذ جنسياً ـ اللوطيين ـ ولغرابة الحالات قام بالاتصال ببعض زملائه من الأطباء في عدة ولايات أخرى يسألهم عن وجود حالات مماثلة لديهم، فكانت المفاجأة هي وجود حالات أخرى مشابهة.
وهكنا بدأ العلماء يفسرون سبب ذلك المرض، فكانت أولى النظريات أن السبب هو بعض المواد الكيميائية التي يستخدمها الشواذ لتنشيط الرغبة الجنسية عندهم وتسهيل عملية اللواط، في حين ركزت نظرية أخرى على أن السبب هو تعرض الشواذ لأنواع عديدة من السائل المنوي من أطراف متعددة، وأن هذه السوائل المنوية تدخل من خلال خدوش أو جروح وتهتكات في منطقة الشرج إلى الدورة الدموية للمصاب فتؤدي إلى فقدان المناعة، وأخيراً اكتشف العلماء فيروس الإيدز المسمى بفيروس نقص المناعة البشرية HIV))، وذلك في عام 1983م على يد البروفيسور الفرنسي ( لوك مونتنيه)، وفي العام الذي تلاه تم عزل ذلك الفيروس من مرضى الإيدز بالولايات المتحدة من قِبَل الدكتور (روبرت جالو).
وفي نهاية عام 1992م انتشر المرض واكتُشف في العالم أجمع، حيث أعلنت حوالي 173 دولة عن وجود حالات إيدز بها، وبنهاية عام 2002 م، وصل عدد حاملي الفيروس في العالم إلى ما يقرب من أربعين مليوناً، وفي عام 2002 م فقط، توفى نحو ثلاثة ملايين مريض بالإيدز، وأصيب حوالي خمسة ملايين جدد.
وقد اجتمع لذلك الفيروس خصائص عجيبة وصفات غريبة جعلته سيفاً مسلطاً على الأعناق، ورعباً يحلق فوق الرؤوس، وفزعاً وهلعاً يزلزل القلوب ويدمر النفوس، وعظة وعبرة للمعتبرين. ومن هذه الخصائص:
1- اختياره العجيب لأهم وأخطر أجهزة الجسم الدفاعية ـ وهو جهاز المناعة ـ ليكون هدفه الذي يدمره، وفريسته التي يمزق أشلاءها.
2- اختياره للسائل المنوي ليكون وسيلته في الانتشار بين هؤلاء الشواذ الذين يتمردون على ناموس الحياة، وينقلبون على فطرة الطبيعة، فيتحول سائلهم المنوي من مصدر الحياة ـ كما خلقه الله ـ إلى أداة لزرع الموت واستجلاب الدمار.
3- تلك المفارقة العجيبة بين ضعف المفترس وقوة الفريسة؛ فالمفترس ـ وهو فيروس الإيدز ـ يعتبر من أصغر الكائنات وأضعفها على الإطلاق، حيث تحتوي الخلية منه على عشر وحدات وراثية فقط، بينما الخلية في أصغر أنواع البكتريا تحتوي على خمسمائة وحدة وراثية، أما الفريسة ـ وهو الإنسان ـ فإن الخلية فيه تحتوي على خمسين ألف وحدة وراثية. فسبحان من جعل أضعف وأصغر مخلوق قادراً على قتل وتدمير أعظم مخلوق، وصدق ربي في قوله ـ تعالى ـ : "ّمّا يّعًلّمٍ جٍنٍودّ رّبٌَكّ إلاَّ هٍوّ " (المدثر:31).
4- إن هذا الفيروس له القدرة على تغيير شفرته الوراثية مما يمكنه من الهرب من وسائل الجسم الدفاعية، كما أن اختباءه داخل خلايا الدم وعدم وجوده خارجها إلا بأعداد ضئيلة يجعل من الصعب على الأجسام المضادة مهاجمته والقضاء عليه.
وكيف تتم تلك المعركة بين فيروس الإيدز والجهاز المناعي في الجسم ؟:
إننا لا نستطيع أن نقول إنها معركة، وإنما إذا أردنا الإنصاف فإننا نقول إنها مذبحة، وهي مذبحة عجيبة؛ فالقاتل فيها لا يكتفي بذبح ضحيته، وإنما يمزقها، ثم يستخدم اشلاءها في عملية توالد عجيبة ينتج عنها ألوف الفيروسات الجديدة التي تخرج إلى مجرى الدم لتعيد مهاجمة الألوف من كرات الدم البيضاء لتفعل بها ما فعلته بسابقاتها، وهَلُمَّ جَرَّا.
فكيف تتم تلك المذبحة ؟:
تبدأ المعركة بين الفيروس وكرات الدم البيضاء المسئولة عن إعطاء الأوامر لإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي تسمى باسم (CD4) بعد وصوله إلى الدم مباشرةً، حيث يبدأ الفيروس في غزو واختراق تلك الخلايا ليبدأ دورة حياته وتكاثره داخلها، وترجع خطورة فيروس الإيدز إلى ذكائه الشديد في اختيار الهدف، فهو يختار الخلية المحورية في جهاز المناعة والتي تنظم عمل ذلك الجهاز للتصدى للفيروسات ومهاجمتها، ويتم ذلك علي النحو التالي:
- يقوم الفيروس من خلال زوائد موجودة على سطحه بالالتحام بخلية الدم البيضاء من خلال مستقبلات موجودة علي سطحها، ثم يبدأ جدارا كلٍ من الفيروس والخلية في الالتحام حتى يصبح الاثنان غلافاً واحداً تنفذ من خلاله محتويات ومكونات الفيروس ـ وأهمها الجينات حاملة الصفات الوراثية ـ إلى قلب الخلية البيضاء ليصبح الاثنان خلية واحدة.
- يبدأ الفيروس في عملية تفكيك جيناته ـ حاملات الصفات الوراثية ـ وفي نفس الوقت تفكيك جينات الخلية الحية، ثم يبدأ في دمج جيناته بجيناتها ليعيد صياغتها علي صورته هو، وبذلك تتحول وظيفة جينات تلك الخلية من إنتاج خلايا جديدة من كرات الدم البيضاء إلى إنتاج نسخ جديدة من الفيروس الغازي لها، وبذلك تتحول الخلية إلى مَعِينٍ لا ينضب يزود الفيروس بكل ما يحتاجه من طاقة ومواد عضوية لصناعة المئات والألوف من نسخ ذلك الفيروس،. في نفس الوقت الذي تأخذ الخلية فيه في التآكل والتناقص حتى يتم استهلاكها بالكامل، فتموت بعد أن تكون قد أنتجت العشرات والمئات والألوف من نسخ الفيروس الوليدة التي تخرج منها لتهاجم خلايا جديدة من كرات الدم البيضاء لتعيد الكرَّة معها، وهكذا تأخذ تلك المعادلة الجهنمية في التصاعد، الفيروس يتكاثر بمئات الألوف والملايين، وخلايا الدم البيضاء المسئولة عن جهاز المناعة في جسم الإنسان تموت وتتناقص بعشرات ومئات الألوف، ويظل هذا التناقص حتى يصل عدد كرات الدم البيضاء إلى 200 خلية بدلاً من 1200 خلية في كل سنتيمتر مكعب من الدم، فيتحول مصاب الإيدز إلى مريض بالإيدز.
وما أسباب ذلك الرعب القاتل من الإصابة بمرض الإيدز ؟:
هناك عدة أسباب لذلك، منها:
1- أن أي شخص من الممكن أن يصاب بذلك المرض حتى ذوو العفة والشرف.
2- أن ذلك المرض لا يوجد له مصل أو لقاح للوقاية منه، ولا علاج لمن يصاب به.
3- أن نهاية ذلك المرض هي الموت الحتمي.
4- أن المصاب بالإيدز يظل على صورة ظاهرية سليمة لفترة قبل أن تظهر عليه أعراض المرض، وطوال هذه الفترة التي قد تمتد لسنين طوال يظل ذلك المصاب يتنقل بين الناس ناشراً الموت بينهم والجميع في غفلة عنه، وقد يكون هو أول الغافلين عن حاله.
5- أن مريض الإيدز تنقلب حياته رأساً على عقب، فيعيش محكوماً عليه بالإعدام في انتظار تنفيذ الحكم بموت لا يعلم متى يأتي، ملفوظاً من المجتمع، منبوذاً من الناس، يعاني آلاماً جسدية مبرحة، ومعاناة نفسية عنيفة، تعصف بروحه وتمزق قلبه وتدمي مشاعره، وتحرمه من أحب أحبائه وأعز أعزائه.
ولكن أين يوجد فيروس الإيدز في جسد المصاب أو المريض ؟:
يوجد فيروس الإيدز في أغلب سوائل الجسم المصاب أو المريض بدرجات مختلفة، ولكن هناك ثلاثة سوائل تحتوي على الفيروس بكميات قادرة على نقل العدوي إلى الآخرين، هي:
1- السوائل الجنسية: وهي السائل المنوي في الذكر، وإفرازات المهبل في الأنثى.
2- الدم ومشتقاته.
3- لبن الثدي.
فكيف ينتقل الفيروس من الشخص المصاب أو المريض إلي السليم ؟:
يحدث ذلك بالتعرض لأي من هذه السوائل، وذلك من خلال ثلاثة طرق رئيسية، هي:
1- الاتصال الجنسي.
2- نقل الدم ومشتقاته.
3- الحمل والولادة والرضاعة.
أولاً: الاتصال الجنسي:
بدايةً يجب أن نعرف أن العدوى بالإيدز لا تحدث إلا عندما يكون أحد الطرفين حاملاً للفيروس، فإذا كان الرجل هو المصاب كان الفيروس موجوداً في السائل المنوي، وإن كانت المرأة هي المصابة كان الفيروس موجوداً في إفرازات المهبل التي تكثر وتزداد أثناء الجماع، وفي هذه الحالة يكون الفيروس قادراً على الانتقال من الطرف المصاب إلى الطرف الآخر حتى في جماع طبيعي.
فما العلاقة بين الشذوذ الجنسي والإصابة بالإيدز ؟:
إن الشذوذ الجنسي ليس مُنْشِئَاً للمرض، بمعني أنه لو كان الطرفان خاليين من الفيروس فلا مجال لإصابة أحدهما بالمرض، ولكن في حالة إصابة أحدهما بالفيروس فإن الشذوذ يرفع احتمالات الإصابة إلى نسب عالية تكاد تصل إلى حد التأكيد.
وما السبب في ذلك ؟:
				
			والإيدز هو عقاب الله الدنيوي العاجل لمن يحارب الله ورسوله بفعل الفواحش وانتهاك المحرمات بمقارفة الزنا والسحاق واللواط وإدمان المخدرات، حيث يقول ـ سبحانه وتعالى ـ : " ... وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً " (الفرقان:87,86).
كما يقول ـ سبحانه وتعالى ـ عن قوم لوط : " فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ " (هود:83,82).
أما نبينا المعصوم ـ عليه أفضل الصلوات والتسليم ـ فقد تنبأ بهذه الكارثة الإنسانية حين قال: " ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية، إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ".
فما هو ذلك المرض ـ الطاعون ـ الذي تنبأ به نبينا الكريم، أو الإيدز ـ كما يسميه العلماء في هذا العصر ـ ؟، وما سببه ؟، ومن يحمله ؟، وأين يكمن فيه ؟، وكيف يخترق أجساد ضحاياه ؟، وماذا يفعل بهم ؟ وما المصير المحتوم لمن يقع بين أنيابه وتحت مخالبه ؟. ذلك ما نحاول بفضل الله ـ تعالى ـ أن نجيب عليه في هذا الملف.
ما مرض الإيدز ؟:
مرض الإيدز ـ أو طاعون العصر ـ هو أخطر الأمراض المنقولة جنسياً، بل يمكن القول إنه من أخطر الأمراض التي عرفتها البشرية على الإطلاق، مرض مصدره الشواذ واللوطيون، يسببه فيروس متناهٍ في الصغر والضعف يصيب جهاز المناعة في جسم الإنسان ويدمره فيجعله فريسة سهلة للإصابة بالجراثيم والميكروبات والأورام الخبيثة التي تنتهي به إلى الموت المحتوم.
- والاسم الكامل للمرض هو (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، أو (Aquired Immune Deficiency .(Syndrome)، ويختصر إلى (AIDS).
- أما الفيروس المسبب للمرض فيطلق عليه (فيروس نقص المناعة البشرية) أو (Human Immune .(deficiency Virus)، ويختصر إلى ((HIV.
وتبدأ الإصابة بالإيدز عندما ينجح ذلك الفيروس في اختراق جسد الإنسان المصاب والوصول إلى مجرى الدم، حيث يبدأ في مهاجمة وتدمير نوع معين من كرات الدم البيضاء هي الجزء الأساسي في جهاز المناعة، أو القوة المقاتلة المخصصة للدفاع عن جسم الإنسان ضد أي هجوم أو غزو من الميكروبات والجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض المختلفة أو الأورام الخبيثة.
وبعد أن يهاجم فيروس الإيدز جهاز المناعة ويدمره يصبح المصاب ضعيفاً ومجرداً من أي قوة دفاعية تحميه، فيتحول إلى فريسة سهلة لأنواع خطيرة من الأمراض والأورام الخبيثة التي لا تنتهي إلا بموته والقضاء عليه، ونحن عندما نسمع عبارة (إنسان مات بالإيدز) فإننا يجب أن نعلم أن الموت لم يكن بسبب فيروس الإيدز، وإنما كان نتيجة الأمراض التي أصابته لضعف جسده وانهيار جهازه المناعي.
وكيف اكتُشف ذلك المرض ؟ ومتى ؟:
اكتُشف مرض الإيدز لأول مرة في عام 1981م في أمريكا في خمسة مرضى تبين أنهم جميعاً من الشواذ جنسياً ـ اللوطيين ـ وقد بدأت القصة عندما كان أحد الأطباء في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية يعالج عدداً من المرضى الشبان، فلاحظ أنهم جميعاً يعانون من التهابات رئوية ومعوية مزمنة سببها جراثيم ضعيفة جداً لا تسبب مرضاً للإنسان العادي، كذلك فقد كان هؤلاء المرضى يعانون من التهابات فطرية بالفم والمريء، وحمى مزمنة مع تضخم في الغدد الليمفاوية، ونقص شديد في الوزن مع هزال وضعف مستمر، كما لاحظ أن بعض المرضى مصاب بنوع نادر من سرطان الجلد يسمى (كابوس ساركوما) لا يصيب عادة من هم دون الستين من العمر، وكان الأمر الغريب أن كل هؤلاء المرضى الشبان كانوا من الشواذ جنسياً ـ اللوطيين ـ ولغرابة الحالات قام بالاتصال ببعض زملائه من الأطباء في عدة ولايات أخرى يسألهم عن وجود حالات مماثلة لديهم، فكانت المفاجأة هي وجود حالات أخرى مشابهة.
وهكنا بدأ العلماء يفسرون سبب ذلك المرض، فكانت أولى النظريات أن السبب هو بعض المواد الكيميائية التي يستخدمها الشواذ لتنشيط الرغبة الجنسية عندهم وتسهيل عملية اللواط، في حين ركزت نظرية أخرى على أن السبب هو تعرض الشواذ لأنواع عديدة من السائل المنوي من أطراف متعددة، وأن هذه السوائل المنوية تدخل من خلال خدوش أو جروح وتهتكات في منطقة الشرج إلى الدورة الدموية للمصاب فتؤدي إلى فقدان المناعة، وأخيراً اكتشف العلماء فيروس الإيدز المسمى بفيروس نقص المناعة البشرية HIV))، وذلك في عام 1983م على يد البروفيسور الفرنسي ( لوك مونتنيه)، وفي العام الذي تلاه تم عزل ذلك الفيروس من مرضى الإيدز بالولايات المتحدة من قِبَل الدكتور (روبرت جالو).
وفي نهاية عام 1992م انتشر المرض واكتُشف في العالم أجمع، حيث أعلنت حوالي 173 دولة عن وجود حالات إيدز بها، وبنهاية عام 2002 م، وصل عدد حاملي الفيروس في العالم إلى ما يقرب من أربعين مليوناً، وفي عام 2002 م فقط، توفى نحو ثلاثة ملايين مريض بالإيدز، وأصيب حوالي خمسة ملايين جدد.
وقد اجتمع لذلك الفيروس خصائص عجيبة وصفات غريبة جعلته سيفاً مسلطاً على الأعناق، ورعباً يحلق فوق الرؤوس، وفزعاً وهلعاً يزلزل القلوب ويدمر النفوس، وعظة وعبرة للمعتبرين. ومن هذه الخصائص:
1- اختياره العجيب لأهم وأخطر أجهزة الجسم الدفاعية ـ وهو جهاز المناعة ـ ليكون هدفه الذي يدمره، وفريسته التي يمزق أشلاءها.
2- اختياره للسائل المنوي ليكون وسيلته في الانتشار بين هؤلاء الشواذ الذين يتمردون على ناموس الحياة، وينقلبون على فطرة الطبيعة، فيتحول سائلهم المنوي من مصدر الحياة ـ كما خلقه الله ـ إلى أداة لزرع الموت واستجلاب الدمار.
3- تلك المفارقة العجيبة بين ضعف المفترس وقوة الفريسة؛ فالمفترس ـ وهو فيروس الإيدز ـ يعتبر من أصغر الكائنات وأضعفها على الإطلاق، حيث تحتوي الخلية منه على عشر وحدات وراثية فقط، بينما الخلية في أصغر أنواع البكتريا تحتوي على خمسمائة وحدة وراثية، أما الفريسة ـ وهو الإنسان ـ فإن الخلية فيه تحتوي على خمسين ألف وحدة وراثية. فسبحان من جعل أضعف وأصغر مخلوق قادراً على قتل وتدمير أعظم مخلوق، وصدق ربي في قوله ـ تعالى ـ : "ّمّا يّعًلّمٍ جٍنٍودّ رّبٌَكّ إلاَّ هٍوّ " (المدثر:31).
4- إن هذا الفيروس له القدرة على تغيير شفرته الوراثية مما يمكنه من الهرب من وسائل الجسم الدفاعية، كما أن اختباءه داخل خلايا الدم وعدم وجوده خارجها إلا بأعداد ضئيلة يجعل من الصعب على الأجسام المضادة مهاجمته والقضاء عليه.
وكيف تتم تلك المعركة بين فيروس الإيدز والجهاز المناعي في الجسم ؟:
إننا لا نستطيع أن نقول إنها معركة، وإنما إذا أردنا الإنصاف فإننا نقول إنها مذبحة، وهي مذبحة عجيبة؛ فالقاتل فيها لا يكتفي بذبح ضحيته، وإنما يمزقها، ثم يستخدم اشلاءها في عملية توالد عجيبة ينتج عنها ألوف الفيروسات الجديدة التي تخرج إلى مجرى الدم لتعيد مهاجمة الألوف من كرات الدم البيضاء لتفعل بها ما فعلته بسابقاتها، وهَلُمَّ جَرَّا.
فكيف تتم تلك المذبحة ؟:
تبدأ المعركة بين الفيروس وكرات الدم البيضاء المسئولة عن إعطاء الأوامر لإنتاج الأجسام المضادة للفيروس والتي تسمى باسم (CD4) بعد وصوله إلى الدم مباشرةً، حيث يبدأ الفيروس في غزو واختراق تلك الخلايا ليبدأ دورة حياته وتكاثره داخلها، وترجع خطورة فيروس الإيدز إلى ذكائه الشديد في اختيار الهدف، فهو يختار الخلية المحورية في جهاز المناعة والتي تنظم عمل ذلك الجهاز للتصدى للفيروسات ومهاجمتها، ويتم ذلك علي النحو التالي:
- يقوم الفيروس من خلال زوائد موجودة على سطحه بالالتحام بخلية الدم البيضاء من خلال مستقبلات موجودة علي سطحها، ثم يبدأ جدارا كلٍ من الفيروس والخلية في الالتحام حتى يصبح الاثنان غلافاً واحداً تنفذ من خلاله محتويات ومكونات الفيروس ـ وأهمها الجينات حاملة الصفات الوراثية ـ إلى قلب الخلية البيضاء ليصبح الاثنان خلية واحدة.
- يبدأ الفيروس في عملية تفكيك جيناته ـ حاملات الصفات الوراثية ـ وفي نفس الوقت تفكيك جينات الخلية الحية، ثم يبدأ في دمج جيناته بجيناتها ليعيد صياغتها علي صورته هو، وبذلك تتحول وظيفة جينات تلك الخلية من إنتاج خلايا جديدة من كرات الدم البيضاء إلى إنتاج نسخ جديدة من الفيروس الغازي لها، وبذلك تتحول الخلية إلى مَعِينٍ لا ينضب يزود الفيروس بكل ما يحتاجه من طاقة ومواد عضوية لصناعة المئات والألوف من نسخ ذلك الفيروس،. في نفس الوقت الذي تأخذ الخلية فيه في التآكل والتناقص حتى يتم استهلاكها بالكامل، فتموت بعد أن تكون قد أنتجت العشرات والمئات والألوف من نسخ الفيروس الوليدة التي تخرج منها لتهاجم خلايا جديدة من كرات الدم البيضاء لتعيد الكرَّة معها، وهكذا تأخذ تلك المعادلة الجهنمية في التصاعد، الفيروس يتكاثر بمئات الألوف والملايين، وخلايا الدم البيضاء المسئولة عن جهاز المناعة في جسم الإنسان تموت وتتناقص بعشرات ومئات الألوف، ويظل هذا التناقص حتى يصل عدد كرات الدم البيضاء إلى 200 خلية بدلاً من 1200 خلية في كل سنتيمتر مكعب من الدم، فيتحول مصاب الإيدز إلى مريض بالإيدز.
وما أسباب ذلك الرعب القاتل من الإصابة بمرض الإيدز ؟:
هناك عدة أسباب لذلك، منها:
1- أن أي شخص من الممكن أن يصاب بذلك المرض حتى ذوو العفة والشرف.
2- أن ذلك المرض لا يوجد له مصل أو لقاح للوقاية منه، ولا علاج لمن يصاب به.
3- أن نهاية ذلك المرض هي الموت الحتمي.
4- أن المصاب بالإيدز يظل على صورة ظاهرية سليمة لفترة قبل أن تظهر عليه أعراض المرض، وطوال هذه الفترة التي قد تمتد لسنين طوال يظل ذلك المصاب يتنقل بين الناس ناشراً الموت بينهم والجميع في غفلة عنه، وقد يكون هو أول الغافلين عن حاله.
5- أن مريض الإيدز تنقلب حياته رأساً على عقب، فيعيش محكوماً عليه بالإعدام في انتظار تنفيذ الحكم بموت لا يعلم متى يأتي، ملفوظاً من المجتمع، منبوذاً من الناس، يعاني آلاماً جسدية مبرحة، ومعاناة نفسية عنيفة، تعصف بروحه وتمزق قلبه وتدمي مشاعره، وتحرمه من أحب أحبائه وأعز أعزائه.
ولكن أين يوجد فيروس الإيدز في جسد المصاب أو المريض ؟:
يوجد فيروس الإيدز في أغلب سوائل الجسم المصاب أو المريض بدرجات مختلفة، ولكن هناك ثلاثة سوائل تحتوي على الفيروس بكميات قادرة على نقل العدوي إلى الآخرين، هي:
1- السوائل الجنسية: وهي السائل المنوي في الذكر، وإفرازات المهبل في الأنثى.
2- الدم ومشتقاته.
3- لبن الثدي.
فكيف ينتقل الفيروس من الشخص المصاب أو المريض إلي السليم ؟:
يحدث ذلك بالتعرض لأي من هذه السوائل، وذلك من خلال ثلاثة طرق رئيسية، هي:
1- الاتصال الجنسي.
2- نقل الدم ومشتقاته.
3- الحمل والولادة والرضاعة.
أولاً: الاتصال الجنسي:
بدايةً يجب أن نعرف أن العدوى بالإيدز لا تحدث إلا عندما يكون أحد الطرفين حاملاً للفيروس، فإذا كان الرجل هو المصاب كان الفيروس موجوداً في السائل المنوي، وإن كانت المرأة هي المصابة كان الفيروس موجوداً في إفرازات المهبل التي تكثر وتزداد أثناء الجماع، وفي هذه الحالة يكون الفيروس قادراً على الانتقال من الطرف المصاب إلى الطرف الآخر حتى في جماع طبيعي.
فما العلاقة بين الشذوذ الجنسي والإصابة بالإيدز ؟:
إن الشذوذ الجنسي ليس مُنْشِئَاً للمرض، بمعني أنه لو كان الطرفان خاليين من الفيروس فلا مجال لإصابة أحدهما بالمرض، ولكن في حالة إصابة أحدهما بالفيروس فإن الشذوذ يرفع احتمالات الإصابة إلى نسب عالية تكاد تصل إلى حد التأكيد.
وما السبب في ذلك ؟:
 
	 
 
		 
		
			 
		
	 
 
		 
		
			 
		
	
	
			
		 
 
		 
		
	 
 
		 
 
		 
 
		