التفاعل
4.9K
الجوائز
1.2K
- تاريخ التسجيل
- 22 مارس 2009
- المشاركات
- 8,637
- آخر نشاط
- الوظيفة
- أستاذ مكون م إ

لَهفي عَلَيكِ مَتـى أَراكِ طَليقَـةً --- يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقٍ
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِـلالِ مُتَيَّـمٌ --- بِالبَذلِ بَيـنَ يَدَيـكِ وَالإِنفـاقِ
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
ما البابِلِيَّةُ فـي صَفـاءِ مِزاجِهـا --- وَالشَربُ بَينَ تَنافُـسٍ وَسِبـاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُؤوسِ وَتَختَفي --- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـي
بِأَلـــَذَّ مِن خُلُـقٍ كَريـمٍ طاهِـر --- ٍقَـد مازَجَتـهُ سَلامَـةُ الأَذواقِ
فـــَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالنـــاسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمــــالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلـــــمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ
لا تَحسَــبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ ----- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِــمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً ----- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَفَقيهِ قَــومٍ ظَـلَّ يَرصُـدُ فِقهَـهُ ----- لِمَكيـدَةٍ أَو مُستَحَـلِّ طَـلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبــَت عَلَيهِ عِمامَـةٌ ----- َكالبُرجِ لَكِن فَـوقَ تَـلِّ نِفـاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقــاقِ وَمـا دَرَوا ----- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِـدنُ شِقـاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ ------- مـا لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطـونِ وَتـارَةً ------ جَمَعَ الدَوانِقَ مِـن دَمٍ مُهـراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجـارِبِ عِلمِـهِ ----- يَومَ الفَخـارِ تَجـارِبُ الحَـلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيـلِ بـاتَ بِكَفِّـهِ ------ مِفتـاحُ رِزقِ العامِـلِ المِطـراقِ
تَندى وَتَيبَـسُ لِلخَلائِـقِ كَفُّـهُ ------ بِالماءِ طَـوعَ الأَصفَـرِ البَـرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَـواهُ فَحَـدُّهُ ----- في السَلبِ حَدُّ الخائِـنِ السَـرّاقِ
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ ------- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
يَلهو وَيَلعَـبُ بِالعُقـولِ بَيانُـهُ ------- فَكَأَنَّـهُ في السِحـرِ رُقيَـةُ راقٍ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ يَمُـجُّ لُعابُـهُ ------- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيـضٌ نُصَّـعٌ ------- قُدسِيَّـةٌ عُلـوِيَّـةُ الإِشــراقِ
فَيَرُدُّها سـوداً عَلـى جَنَباتِهـا -------- مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلـفُ نِطـاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّـرِ نَفسُـهُ ------- فَحَياتُـهُ ثِقـلٌ عَلـى الأَعنـاقِ
لَو كــانَ ذا خُلُقٍ لأسعَـدَ قَومَـهُ ------- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا ------- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا ----- أَعدَدتَ شَعبــــاً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا ----- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمــــا إيــراقِ
الأُمُّ أُستــاذُ الأَساتِـذَةِ الأولى ----- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفــاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سوافرا ----- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ ----- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- --عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ ----- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ والمز راق
كلا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا ------ في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً ------ خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
شاعر النيل : حافظ إبراهيم
رحمه الله
ق
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِـلالِ مُتَيَّـمٌ --- بِالبَذلِ بَيـنَ يَدَيـكِ وَالإِنفـاقِ
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
ما البابِلِيَّةُ فـي صَفـاءِ مِزاجِهـا --- وَالشَربُ بَينَ تَنافُـسٍ وَسِبـاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُؤوسِ وَتَختَفي --- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـي
بِأَلـــَذَّ مِن خُلُـقٍ كَريـمٍ طاهِـر --- ٍقَـد مازَجَتـهُ سَلامَـةُ الأَذواقِ
فـــَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالنـــاسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمــــالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلـــــمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ
لا تَحسَــبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ ----- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِــمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً ----- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَفَقيهِ قَــومٍ ظَـلَّ يَرصُـدُ فِقهَـهُ ----- لِمَكيـدَةٍ أَو مُستَحَـلِّ طَـلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبــَت عَلَيهِ عِمامَـةٌ ----- َكالبُرجِ لَكِن فَـوقَ تَـلِّ نِفـاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقــاقِ وَمـا دَرَوا ----- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِـدنُ شِقـاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ ------- مـا لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطـونِ وَتـارَةً ------ جَمَعَ الدَوانِقَ مِـن دَمٍ مُهـراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجـارِبِ عِلمِـهِ ----- يَومَ الفَخـارِ تَجـارِبُ الحَـلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيـلِ بـاتَ بِكَفِّـهِ ------ مِفتـاحُ رِزقِ العامِـلِ المِطـراقِ
تَندى وَتَيبَـسُ لِلخَلائِـقِ كَفُّـهُ ------ بِالماءِ طَـوعَ الأَصفَـرِ البَـرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَـواهُ فَحَـدُّهُ ----- في السَلبِ حَدُّ الخائِـنِ السَـرّاقِ
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ ------- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
يَلهو وَيَلعَـبُ بِالعُقـولِ بَيانُـهُ ------- فَكَأَنَّـهُ في السِحـرِ رُقيَـةُ راقٍ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ يَمُـجُّ لُعابُـهُ ------- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيـضٌ نُصَّـعٌ ------- قُدسِيَّـةٌ عُلـوِيَّـةُ الإِشــراقِ
فَيَرُدُّها سـوداً عَلـى جَنَباتِهـا -------- مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلـفُ نِطـاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّـرِ نَفسُـهُ ------- فَحَياتُـهُ ثِقـلٌ عَلـى الأَعنـاقِ
لَو كــانَ ذا خُلُقٍ لأسعَـدَ قَومَـهُ ------- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا ------- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا ----- أَعدَدتَ شَعبــــاً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا ----- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمــــا إيــراقِ
الأُمُّ أُستــاذُ الأَساتِـذَةِ الأولى ----- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفــاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سوافرا ----- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ ----- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- --عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ ----- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ والمز راق
كلا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا ------ في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً ------ خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
شاعر النيل : حافظ إبراهيم
رحمه الله
ق