كيف ننشر ثقافة الحوار وقيمها بين الشباب؟

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

العمدة العراقي

:: عضو مُتميز ::
إنضم
17 أوت 2008
المشاركات
800
نقاط التفاعل
0
النقاط
16
العمر
34
كيف ننشر ثقافة الحوار وقيمها بين الشباب؟


كيف ننشر ثقافة الحوار وقيمها بين الشباب؟
نقلتة الكم للفائدة

د. سعد المولي
لقد تميزت أجيالنا بحملها أفكارا ومفاهيم جعلت منها مطلقات مقدسة لا تقبل الحوار , وعلى الرغم من إدعاءات الديمقراطية والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن , فإن مفهوم الحوار كان يعني بذل الجهد لأقناع الآخر أي جعله يغادر مواقعه ويتخلى عن آرائه وأفكاره ويتبنى ما نؤمن به نحن , إن الحوار بهذا المعنى كان يستبطن على الدوام نظرية القوة , وميزان القوى , ويقوم على الغلبة والأستقواء , وما تحمله من قيم التذكي والتنابذ والتشهير وصولا إلى تجاوز كل المحرمات ...أما اليوم , فإن الجيل لا يملك خبرة الجيل السابق , ولا يملك الظروف الإجتماعية – الأقتصادية – والبيئة السكنية – الحضارية , وإنظومة القيم المجتمعية الضابطة , وحالة الإستقرار والأمان , وعناوين القضايا الكبرى التي شغلت أجيالنا والأجيال السابقة , وتاليا فإن هذا الجيل الجديد يفتقد إلى أدنى حد من المقومات والحوار.
إن الكلام عن الحوار والتغني به وبفضائله وإدعاء احترام الآخر قد يخفي أحيانا (وغالبا ما يكون ذلك صحيحا) إحتقارا للآخر وتجاهلا له وجهلا له وجهلا به وانتفاخا للذات ما يستتبع انتاجا لعصبية مقيتة قد تتحول بركان عنف أعمى , إن الحوار يبدأ من ضرورة قبول الآخر كما هو , لا كما نريده نحن أن يكون أو نتصوره , وقبول الآخر يبدأ من فهمه ومعرفة حقيقته , إن معرفة النفس مقدمة لكل معرفة , كما أن معرفة الآخر مقدمة لمعرفة النفس .
ومن هنا ضرورة نشر وتعميم معنى الحوار وثقافته وقيمه , باعتبار التكامل لا التضاد بين الأنا والأنا الآخر , وباعتبار الأغتناء لا الألغاء , وباعتبار المعرفة لا الجهل , وباعتبار الوصول إلى قواسم مشتركة ننطلق منها لحوار آخر لا التحصن في مطلقات غيبية مقدسة ...
وفي هذا الأطار يدخل أيضا العمل من أجل تربية تعرف بالآخر وتنفتح على تراثه الديني , وهو عمل صعب وخطير , وقد سبق لمجلس كنائس الشرق الأوسط إن قام بمحاولات ونظم مؤتمرات في هذا السبيل , كما قامت بعض مراكز الأبحاث والدراسات بنشر كتب تربية مدنية موحدة وجديدة من نوعها تركز على الحوار وعلى فهم الآخر وقبوله , وما زال المطلوب أكبر بكثير مما هو حاصل , خصوصا إذا عرفنا مقدار الجهل المتبادل ومقدار الخرافات والأوهام السائدة في صورة الآخر والنظرة إليه , إن الإعتراف بالآخر وقبوله كما هو يعني أول ما يعنيه التعرف عليه من خلال تراثه الديني كما هو , ومن خلال مصادره ومن خلال المقاربة النقدية لثقافات وحضارات وديانات الشعوب والأمم ...كما أن وجود طفلين في مدينة واحدة لا يتاح لهما اللعب معا والدرس معا والفرح معا لأن مدارسهما لا تعطل في الوقت نفسه , أو لأن عيد ميلاد السيد المسيح يقتصر على المدارس المسيحية , وعيد مولد الرسول على المدارس الإسلامية لهو أمر يدعو ليس فقط إلى الأسف والحزن , وإنما إلى القلق والخوف. منتظر آرائكم
 
كلام فيه من الفائدة ما يكفي للنهوض بالشباب العربي والصعود به الى القمة

بارك الله فيك
تقبل مروري ياعمدة
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top