الإسبان يتذكرون العرب عندما يتحدثون عن الماء

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

abderrahmane123

:: عضو منتسِب ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


الإسبان يتذكرون العرب عندما يتحدثون عن الماء

رغم كل المجهودات التي بذلتها الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية من أجل محو أي آثار للوجود الحضاري العربي والإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية منذ سقوط غرناطة، فإن سكان إسبانيا لا يجدون بدا من الإشارة إلى الحضارة العربية باعتبارها مرجعا في تدبير الماء، فمحاكم الماء مازالت تقام في فلنسية كل يوم أحد، ورغم أنها لا تدوم غير بضع دقائق، بيد أن لانعقادها رمزية كبيرة، مثلما أن النظام الذي وضعه العرب لتوزيع حصص الماء كان عادلا وفعالا بشكل لا غبار عليه، لذلك يقول الإسبان في معرض سرقسطة، الذي افتتح يوم الجمعة الماضي، إنهم امتلكوا سياسة رشيدة لتدبير الماء منذ أزمنة وجود العرب، لأنه قبلها لا يذكر التاريخ أنهم امتلكوا هذه السياسة لسبب بسيط هو أن إسبانيا لم تكن موجودة آنذاك.
ويشكل الماء مصدر نقاش سياسي ساخن في إقليم كتالونيا خلال الشهور الأخيرة، بسبب عجز سكان قصر الجنرالات في برشلونة عن تدبير مسألة إطفاء عطش الكتالانيين. وعاد موضوع الماء ليطفو على السطح خلال معرض سرقسطة الدولي، لكن هذه المرة للحديث عن الماء في مدريد التي يعتقد أن ماءها أعذب ماء في إسبانيا، بل يعود اسمها إلى أصول عربية تعني «مجريط» أو مجرى الماء، لذلك كان لا بد من ذكر العرب خلال الحديث عن الماء في العاصمة الإسبانية في أحد أروقة المعرض.
وكأن مدريد تريد أن تعطي درسا لباقي المناطق، خصوصا كتالونيا، للاقتداء بسياستها في تدبير الماء منذ زمن بعيد، وهو درس سياسي بطبيعة الحال، ورغم أن نظام «سفر الماء»، الذي طبق في مدريد منذ قرون، كان فعلا يشكل منقذا حقيقيا للمدينة من شهور العطش وشح الماء، بيد أن النمو الذي عرفته المدينة في العقود الأخيرة بدأ يطرح بعض المشاكل بالنسبة إلى هذا النظام الذي بات بدوره بحاجة إلى تطوير. ويتذكر الإسبان في رواق المعرض أنه مضت حاليا على تأسيس قناة إيزابيل الثانية أكثر من 150 سنة، وقد ساهمت في تزويد العاصمة بما يكفي من إكسير الحياة، ومثلت حدثا فيصلا في هذا السياق.
ويعني نظام سفر الماء جلب هذه الثروة من الشمال الشرقي لمدريد، حيث يوجد الماء بوفرة، وتزويد باقي المناطق به عبر قنوات مخصصة لهذا الغرض، بشكل يضمن توزيعا عادلا للذهب الأزرق. ويفخر مسؤولو مدريد بقناة إيزابيل الأولى التي كانت في البداية عبارة عن قناة بدائية يبلغ طولها حوالي سبعين كيلومترا، وهو المشروع الذي عرف عدة عراقيل قبل أن يرى النور، فانتشار وباء الكوليرا والفيضانات التي عرفتها البلاد قبل عشرات السنين أجلت مشروع القناة مؤقتا إلى حين افتتاحها يوم 24 يونيو 1858، أي قبل 150 سنة بالضبط، وهو ما شكل حدثا تاريخيا بالنسبة إلى الإسبان الذين يستغلون اليوم معرض سرقسطة للاحتفاء به، وهو الحدث الذي تقول صحافة تلك الأزمنة إن الملكة إيزابيل الثانية حضرته وهي جالسة فوق محفة إلى جانب زوجها وابنها الذي سيصبح فيما بعد الملك ألفونسو الثاني عشر، فما كان من الملكة إيزابيل الأولى إلا أن أدارت مقودا لكي تنفجر نافورة من الماء بلغ طولها ثلاثين مترا، وهو ما أثار دهشة المعجبين في ذلك اليوم الصيفي.
ويحكي المسؤولون في معرض سرقسطة أن مدريد ظلت تستفيد من ماء القناة منذ ذلك اليوم بشكل منقطع النظير، لذلك وجدوا في هذا الحدث، الذي يربو على أزيد من قرن ونصف، مادة خصبة لعقد أيام دراسية خلال الشهر الجاري وللبحث عن السبل الجديدة من أجل التزود بالماء، وإقامة حفل موسيقي بمدريد تخليدا لهذه الذكرى، كما سيتم بهذه المناسبة إحياء التقليد العربي لمحاكم الماء، لإعطاء دروس حول التدبير التقليدي للماء، وعرض الخطوط الكبرى لمشروع الماء الذي أعدته مدريد والمعروف بـ«مشروع مدريد ديبورا»، وفق منطق إياك أعني


 
شكرا لك على الموضوع وبارك الله فيك ..
 
بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع وعلى هذه المعلومات المتميزة
وشكرا .
 
شكرااااااااااا لمرووووركم الجمييل والمعبر
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom