مريم مروة
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
0
الجوائز
1
- تاريخ التسجيل
- 29 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 17
- آخر نشاط
- تاريخ الميلاد
- 10 ماي 1992

قيمة الوقت
كانت الأسرة المكوَََّنةمن الأبويْن,وابنيهماسامي وسمير مجتمعة أمام التلفازتتابع شريطا تربوياوكان الأب يشرح ما يصعب على ولديه فهمه أحيانا ويوضح لهما أهدافه وإيجابياته أحيانا أخرى .
وبعد نهاية الشريط قامت الأم و حضرت الشاي فقام سامي إلى غرفته يراجع ما أخذه في المدرسة ذلك اليوم كعادته قبل أن ينام أما سمير فقد بقي أمام الشاشة رغم انتهاء برامج الأطفال والبرامج التربوية فسأله أبوه:"أما يكفي جلوسا امام التلفاز؟اذهب وراجع دروسك أنت أيضا"
ردّعليه سمير: "سأذهب يا أبي أشرب الشاي معك".
الأب: "لا يإبني الشاي في الليل مضر للأطفال شربه في هذا الوقت سيؤرقك وإذا لم تنم في الوقت المناسب لاتسطيع النهوض في الصباح وتتأخرعن المدرسة قم يا بني ".
قام سمير متثاقلا وقال وهويتجه إلى غرفته:"تصبحان على خير" رد عليه والده ":تصبح على خير يابني"
دخل سمبر إلى غرفته فوجد أخاه سامي على مكتبه يحل واجباته فقال له سمير :" أمانمت حتى الآن؟"
سامي: "كيف أنام وعلي واجبات؟ماذا سأقول للمدرس عندمايسألني عنها ؟"
سمير :"أنسيت أن غدا إجازة الأسبوع؟"
سامي :"مانسيت ولكني لاأضمن ماسيكونفي الغد فلوحصل أي طارئ يمنعني من ذلك لتراكمت علي الدروس وصبت علي المتابعة بعد ذلك ".
وبينما كان سامي يتكلم كان سمير يعتدل في فراشه.ويسحب الخطاء على جسمه.
وعندما لم يسمع سامي ردا من أخيه التفت إليه فوجده قد غطى جسمه وأغمض عينيه استعدادا للنوم.
أما سامي فواصل ما كان فيه وعندما استوعب دروسه,وأكمل واجباته ,ذهب إلى سريره واستسلم لنوم هادئ في راحة واطمئنان.
وفي الصباح,وبعدما تناول الأخوان الإفطار,استأذن سمير من والدته في الخروج للعب بالكرة في ساحة أمام البيت,رفقة أخيه وجارهم خالد,ووافقت والدته شرط ألايتأخرا,فأجابها سامي قائلا :"نعم يا أمي,سنلعب بعض الوقت ونعود اطمئني".
وتدخل سمير" :أليس اليوم إجازة,والإجازة تعني الراحة واللعب".
رد سامي :"لكن الامتحانات على الأبواب,بالاضافة إلى أن الاجازة ليست كلها للراحة وضياع الوقت,فهي بالاضافة إلى الترفيه واللعب,فرصة لتجديدالأفكار,ومراجعة مادرس في الماضي حتى لا يضيع بالنسيان"
لم يرد سمير, بل توجه إلى كرته فأخذها,وخرج بعدما رافقه سامي حيث خالد في انتضارهما,ولعبواوقتا ليس بالقصير,ثم توقف سامي عن اللعب وقال: "لعبنا مافيه الكفاية,هياياسميرلنعودإلى البيت".
سمير: "لماذ أنت مستعجل,ألم يعجبك اللعب وسط هذا الجو الجميل؟".
سامي: " فعلا الجو رائع,لكن هذا لا ينسينا وصية الوالدة,ولاواجبانك التي أجلتها بالأمس".
سمير:"لن أتأخر كثيرا,سألتحق بك بعد دقائق".
توجه سامي إلى البيت,وبقي سمير يلعب مع خالد,وفي هذا الوقت,وصل والده ببعض مستلزمات البيت,كالشاي والسكر والقهوة والصابون,وغيرها من طلبات,كانت زوجته قد أوصته بإحضارها,وعندما وجد سميرا خارج البيت لأنه ناداه,وسلمه هذه الأشياء داخل كيس,وطلب منه أن يدخلها إلى البيت لأنه مستعجل,وأخذ سميرالكيس ودخل البيت,بينما رجع والده إلى عمله,ولكنهلم يدخل حيث توجدوالدته,بل وضعه خلف باب حديقة البيت,حتى لا يتأخر عن اللعب مع خالد,وحتى لاتمنعه والدته من الخروج مرة أخرى,على أن يأخذه معه بعدما أن ينتهي من اللعب ويرجع الى البيت.
وما مرت دقائق,حتى تكاثفت السحب أكثر,ولمع البرق,وقصف الرعد,وبدأت الأمطارتهطل بغزارة,فلمى خالد إليه بالكرة قائلا" :أنا ذاهب,إلى اللقاء".
التقط سمير كرته ورد : "إلى اللقاء يا خالد"،وتوجه نحو البيت يجري هروبا من المطر الذي بلل ثيابه,ونسي الكيس خلف باب الحديقة.وعندما رأته والدته عاتبته بشدة على التأخير,وطلبت منه تغييرثيابه,فاعتذر لها ووعدها أن لايتأخر مرة أخرى,وذهب إلى غرفته لتغيير ثيابه,وعاد وجلس أمام المدفأة,وبدأيحكي لسامي في حماس عن طريقة لعبع مع خالد,وكيف كان يأخذ منه الكرة ويتغلب عليه
وبعد فترة عاد الأب,واجتمعت الأسرة لتناول طعام الغذاء.وأثناء ذلك أخبر الأب زوجته بأن أخه وأسرته سيسهرون عندهم تلك الليلة.
فرح سامي وسمير,وكذلك الأم التي قالت لزوجها :"قد نسيت أن تحضر الشاي,والسكر فالموجود لا يكفي للضيوف".
رد عليها الأب مبتسما":لا لم أنس, لقد أحضرت كل ما طلبت", والتفت لسمير يسأله" :ألم تسلم الكيس لوالدتك يا سمير؟ أين وضعته إذن؟".
تذكر سمبر أنه نسي الكيس,وأدرك أن المطر قد بلله وأفسد ما فيه, فأحس وكأن أطرافه قد تجمدت , وعجزعن الرد مدة وأبوه ينتظر إجابته ثم جمع قواه ووقف وأشار إلى الباب الخارجي قائلا في صوت مرتعش":لقد نسيته هناك ياأبي". وقف الأب واتجه نحو المكان بسرعة, فوجد الكيس قد أغرقه المطر, ولم يعد به شيءصالح,فأخذه ونادى سميرا قائلا له ":تعالى يا سمير وانظر نتيجة إهمالك,وعدم آدائك لأعمالك,و المماطلة فيها, لو أدخلت الكيس إلى البيت في وقته لما حصل الذي ترى ".
وتدخلت والدته:" لقد حذرناه مرارا من هذه العادة السيئة, التي هي من أكبر أسباب الفشل, والندم , دون فائدة".
احس سمير بخطئه, وتألم كثيرا, لأنه تسبب في الخسارة لوالده, فرفع رأسه بعد يكوت طويل يشوبه الخجل, والإحساس بالذنب وقال: "سامحني يا أبي,أعدك بألا أكرر هذا أبدا,ولا أأجل عملا إلى غير وقته بعد اليوم ".
رد عليه والده " :أسامحك إذا كانت نتيجة تصرفك اليوم,تجعلك تدع الإهمال, وتكون لك عظة وعبرة".
سمير: "هي كذلك بإذن الله يا أبي "
ثم طلب منه والده أن يذهب هو لشراء الحاجات محاولا إرضاءه وتصليح خطئه, وذهب واشترى اللوازم
وفي المساء, وبعدما غادرت أسرة العم التي قضوا معها سهرة عائلية جميلة,توجه كل من سامي وسمير إلى غرفتهما ,فاستلقى سامي على سريره ليرتاح ,وجلس سمير على مكتبه ,ليستدرك بعض ما فاته من دروس ,بالرغم مما كان يحس بهمن إرهاق, بسبب اللعب, وطول السهرة, ورغبة في الراحة والنوم.
ومر يومان, كان سمير فيهما يحاول استعادة ما فاته بالجد والمثابرة, وذلك ابعاظا مما حصل له, ووفاء للوعد الذي قطعه على نفسه, ووعد به أسرته.
وفي اليوم الثالث , أخبر المدرس التلاميذ بأن المدرسة ستقوم برحلة إلى مدينة في إسبانيا, فأخبر سامي و سمير والدهما بذلك.
و كادا يطيران فرحا, عندما وافق والدهما على سفرهما, وشغل كل منهما كبقية التلاميذ المسافرين بالإستعداد للسفر, وترقب يوم الرحيل, إلى البلد الذي لا يعرفون عنه إلا اسمه, وأنه موجود في القارة الأوروبية, التي طالما سمعوا عن جمالها و مظاهر الحضارة فيها.
و مرت الأيام سريعة , وسافر الجميع بإشراف مجموعة من بعض مسؤولي التعليم, والمربين.
وقضوا هناك أجمل الأوقات , حيث كانوا يتنقلون بين المدن التارخية,والمتنزهات الفسيحة الخضراء, والآثار المتعددة, في جو ربيعي, وسط طبيعة ساحرة خلابة.
وكان التلاميذ يستمتغون إلى المعلومات من الدليل السياحي والمدرسين, في حيوية ومرح, يسألون عن كل ما يلفت انتباههم, أو يثير اعجابهم, أو تعجبهم إلا سمير فكان هادئا على غير عادته إلى درجة الشرود أحيانا, ولاحظ عليه سامي ذلك فسأله:"ما بك هل تشكو من شيء ؟"
سمير:"لا يا سامي , أنا بخير لا تشغل نفسك"
وواصل التلاميذ رحلتهم, وهم كل يوم يتزودون بمعلومات جديدة , وكلما يعرفون شيئا يزدادون إعجابا بما حققه أسلافهم المسلمون في الماضي.
وانتهت مدة الرحلة , وعاد التلاميذ إلى بلادهم والشوق يسبقهم , إلى رؤية أهاليهم , ومدرسيهم .
وكان والد سمير وسامي أمام المدرسة, ينتظر عودة ولديه كبقية أولياء التلاميذ الآخرين, وتوجه كل تلميذ إلى وليه, بعدما تأكد المسؤولون من وصول الجميع سالمين, وتوجه سامي وسمير إلى والدهما الذي استبلهما مبتسما في حنان , فسلما عليه وركب الجميع السيارة , وسارت متجهة بهم إلى البيت .
وأثناء الطريق سأل الأب ولديه:"هل أعجبتكما إسبانيا؟"
سامي :"نعم يا أبي" ,ولم يتكلن سمير.
فسأل الأ ب مرة ثانية :"وأنت ياسمير ألم تعجبك ؟"
سمير في هدوء:"بلى يا أبي أعجبتني"
الأب :"إذن الرحلة كانت مفيدة , أخبراني ماذا عرفتما عن إسبانيا ؟"
سامي :"عرفنا عنها الكثير يا أبي , لقد كان اسمها الأندلس, وكان يحكمها المسلمون الذين فتحوها , بقيادة القائد المسلم طارق بن زياد".
الأب:"هذه معلومات تاريخية مهمة, وماذا أعجبكما في إسبانيا أو الاندلس سابقا ؟"
سامي:" أعجبتني المدن التارخية الإسلامية, كإشبيليا وغرناطة وقرطبة, بطبيعتها الجميلة وأزقتها الضيقة , والأثر الإ سلامي العربي الذي تحسه في كل مكان , كما أعجبني جدا قصر الحمراء, ومسجد قرطبة, والكثير من الأشياء التي لم نكن نعرف عنها شيئا. بالإضافة إلى جمال الطبيعة الخلاب, والجو المنعش الرائع ".
هز الأب رأسه مبديا إعجابه بكلام سامي وقال :"جميل يا سامي ,يبد أن الرحلة كانت مفيدة فعلا. ثم التفت إلى سمير وقال :"لم أسمع رأيك يا سمير, لماذا أنت ساكت؟ وقبل
أن يرد سمير تكلم سامي وقال لقد كان أغلب الوقت على هذا الحال, لم يكن نشيطا كعادته ,ولم يبد عليه السرور بالرحلة.
وجه الأب السؤال مرة ثانية إلى سمير:"ما بك يا سمير ؟ هل أنت مريض؟
رد سمير:"لا يا أبي"
و لم يواصل أحد الكلام, لأن السيارة وصلت أمام باب البيت , فنزل سامي وسمير من السيارة بسرعة , ودخلا يجريان شوقا لوالدتهما التي كانت في انتظارهما, فسلما عليها, وجلست وأجلستهما بجانبها وقالت:"اشتقت لكما جدا, كيف حالكما؟ هيا أخبراني عن كل شيء "،ودخل الأب ,وسمع الجملة الأخيرة, فأكمل :"نعم كل شيء، خاصة أنت يا سمير،جاء دورك لتتكلم،هل أزعجك شيء؟"
سمير:"لست مريضا يا والدي ولم يزعجني شيء،السبب هو أنني كنت طول الوقت أذكر بأن الإمتحان بعد وصولنا بثلاثة أيام، وأن هذه الفترة لا تكفيني للمذاكرة، وخوفي من الرسوب سيطر على تفكيري، فأفسد علي الرحلة كلها وحال دون الاستفادة منها".
فقال له الأب:"لأنك لم تكن تعلم بالرحلة، ولم تعمل حسابا للمستجدات التي قد تفاجئك، وأجلت دروسك للفترة التي قبل الامتحانات، كعادتك في تأجيل كل شيء"
سمير:"نعم يا أبي،لكن هذا كان قبل وعدي لك بالتخلي عن هذه العادة، التي أدركت سلبيتها وخطرها، ولم أستطع التخلي عن السفر الذي كان فرصة ثمينة لي، خاصة وأن أخي سامي سيكون بصحبتي.
ربّت الأب على كتف سمير, وقال له مخفف عنه":البكاء على ما فات لا يفيد، المهم أنك أدركت خطأك، وعزمت على تصحيحه بإرادة وصدق، إبدأ في دروسك من الآن، ونظم وقتك، واحمد الله أنه ليس الامتحان الأخير.
وبعدما استحم سامي وسمير، وغيّرا ملابسهما، اجتمعت الأسرة لتناول طعام الغذاء، وعاد سمير إلى حيويته، عازما في نفسه بأنّه سينظّم وقته، ويواظب على دروسه، وكل أعماله يوما بيوم، لن يؤخّر عملا إلى غير وقته، حتّى يقهر الفشل، ويهزم النّدم والتّخاذل
كانت الأسرة المكوَََّنةمن الأبويْن,وابنيهماسامي وسمير مجتمعة أمام التلفازتتابع شريطا تربوياوكان الأب يشرح ما يصعب على ولديه فهمه أحيانا ويوضح لهما أهدافه وإيجابياته أحيانا أخرى .
وبعد نهاية الشريط قامت الأم و حضرت الشاي فقام سامي إلى غرفته يراجع ما أخذه في المدرسة ذلك اليوم كعادته قبل أن ينام أما سمير فقد بقي أمام الشاشة رغم انتهاء برامج الأطفال والبرامج التربوية فسأله أبوه:"أما يكفي جلوسا امام التلفاز؟اذهب وراجع دروسك أنت أيضا"
ردّعليه سمير: "سأذهب يا أبي أشرب الشاي معك".
الأب: "لا يإبني الشاي في الليل مضر للأطفال شربه في هذا الوقت سيؤرقك وإذا لم تنم في الوقت المناسب لاتسطيع النهوض في الصباح وتتأخرعن المدرسة قم يا بني ".
قام سمير متثاقلا وقال وهويتجه إلى غرفته:"تصبحان على خير" رد عليه والده ":تصبح على خير يابني"
دخل سمبر إلى غرفته فوجد أخاه سامي على مكتبه يحل واجباته فقال له سمير :" أمانمت حتى الآن؟"
سامي: "كيف أنام وعلي واجبات؟ماذا سأقول للمدرس عندمايسألني عنها ؟"
سمير :"أنسيت أن غدا إجازة الأسبوع؟"
سامي :"مانسيت ولكني لاأضمن ماسيكونفي الغد فلوحصل أي طارئ يمنعني من ذلك لتراكمت علي الدروس وصبت علي المتابعة بعد ذلك ".
وبينما كان سامي يتكلم كان سمير يعتدل في فراشه.ويسحب الخطاء على جسمه.
وعندما لم يسمع سامي ردا من أخيه التفت إليه فوجده قد غطى جسمه وأغمض عينيه استعدادا للنوم.
أما سامي فواصل ما كان فيه وعندما استوعب دروسه,وأكمل واجباته ,ذهب إلى سريره واستسلم لنوم هادئ في راحة واطمئنان.
وفي الصباح,وبعدما تناول الأخوان الإفطار,استأذن سمير من والدته في الخروج للعب بالكرة في ساحة أمام البيت,رفقة أخيه وجارهم خالد,ووافقت والدته شرط ألايتأخرا,فأجابها سامي قائلا :"نعم يا أمي,سنلعب بعض الوقت ونعود اطمئني".
وتدخل سمير" :أليس اليوم إجازة,والإجازة تعني الراحة واللعب".
رد سامي :"لكن الامتحانات على الأبواب,بالاضافة إلى أن الاجازة ليست كلها للراحة وضياع الوقت,فهي بالاضافة إلى الترفيه واللعب,فرصة لتجديدالأفكار,ومراجعة مادرس في الماضي حتى لا يضيع بالنسيان"
لم يرد سمير, بل توجه إلى كرته فأخذها,وخرج بعدما رافقه سامي حيث خالد في انتضارهما,ولعبواوقتا ليس بالقصير,ثم توقف سامي عن اللعب وقال: "لعبنا مافيه الكفاية,هياياسميرلنعودإلى البيت".
سمير: "لماذ أنت مستعجل,ألم يعجبك اللعب وسط هذا الجو الجميل؟".
سامي: " فعلا الجو رائع,لكن هذا لا ينسينا وصية الوالدة,ولاواجبانك التي أجلتها بالأمس".
سمير:"لن أتأخر كثيرا,سألتحق بك بعد دقائق".
توجه سامي إلى البيت,وبقي سمير يلعب مع خالد,وفي هذا الوقت,وصل والده ببعض مستلزمات البيت,كالشاي والسكر والقهوة والصابون,وغيرها من طلبات,كانت زوجته قد أوصته بإحضارها,وعندما وجد سميرا خارج البيت لأنه ناداه,وسلمه هذه الأشياء داخل كيس,وطلب منه أن يدخلها إلى البيت لأنه مستعجل,وأخذ سميرالكيس ودخل البيت,بينما رجع والده إلى عمله,ولكنهلم يدخل حيث توجدوالدته,بل وضعه خلف باب حديقة البيت,حتى لا يتأخر عن اللعب مع خالد,وحتى لاتمنعه والدته من الخروج مرة أخرى,على أن يأخذه معه بعدما أن ينتهي من اللعب ويرجع الى البيت.
وما مرت دقائق,حتى تكاثفت السحب أكثر,ولمع البرق,وقصف الرعد,وبدأت الأمطارتهطل بغزارة,فلمى خالد إليه بالكرة قائلا" :أنا ذاهب,إلى اللقاء".
التقط سمير كرته ورد : "إلى اللقاء يا خالد"،وتوجه نحو البيت يجري هروبا من المطر الذي بلل ثيابه,ونسي الكيس خلف باب الحديقة.وعندما رأته والدته عاتبته بشدة على التأخير,وطلبت منه تغييرثيابه,فاعتذر لها ووعدها أن لايتأخر مرة أخرى,وذهب إلى غرفته لتغيير ثيابه,وعاد وجلس أمام المدفأة,وبدأيحكي لسامي في حماس عن طريقة لعبع مع خالد,وكيف كان يأخذ منه الكرة ويتغلب عليه
وبعد فترة عاد الأب,واجتمعت الأسرة لتناول طعام الغذاء.وأثناء ذلك أخبر الأب زوجته بأن أخه وأسرته سيسهرون عندهم تلك الليلة.
فرح سامي وسمير,وكذلك الأم التي قالت لزوجها :"قد نسيت أن تحضر الشاي,والسكر فالموجود لا يكفي للضيوف".
رد عليها الأب مبتسما":لا لم أنس, لقد أحضرت كل ما طلبت", والتفت لسمير يسأله" :ألم تسلم الكيس لوالدتك يا سمير؟ أين وضعته إذن؟".
تذكر سمبر أنه نسي الكيس,وأدرك أن المطر قد بلله وأفسد ما فيه, فأحس وكأن أطرافه قد تجمدت , وعجزعن الرد مدة وأبوه ينتظر إجابته ثم جمع قواه ووقف وأشار إلى الباب الخارجي قائلا في صوت مرتعش":لقد نسيته هناك ياأبي". وقف الأب واتجه نحو المكان بسرعة, فوجد الكيس قد أغرقه المطر, ولم يعد به شيءصالح,فأخذه ونادى سميرا قائلا له ":تعالى يا سمير وانظر نتيجة إهمالك,وعدم آدائك لأعمالك,و المماطلة فيها, لو أدخلت الكيس إلى البيت في وقته لما حصل الذي ترى ".
وتدخلت والدته:" لقد حذرناه مرارا من هذه العادة السيئة, التي هي من أكبر أسباب الفشل, والندم , دون فائدة".
احس سمير بخطئه, وتألم كثيرا, لأنه تسبب في الخسارة لوالده, فرفع رأسه بعد يكوت طويل يشوبه الخجل, والإحساس بالذنب وقال: "سامحني يا أبي,أعدك بألا أكرر هذا أبدا,ولا أأجل عملا إلى غير وقته بعد اليوم ".
رد عليه والده " :أسامحك إذا كانت نتيجة تصرفك اليوم,تجعلك تدع الإهمال, وتكون لك عظة وعبرة".
سمير: "هي كذلك بإذن الله يا أبي "
ثم طلب منه والده أن يذهب هو لشراء الحاجات محاولا إرضاءه وتصليح خطئه, وذهب واشترى اللوازم
وفي المساء, وبعدما غادرت أسرة العم التي قضوا معها سهرة عائلية جميلة,توجه كل من سامي وسمير إلى غرفتهما ,فاستلقى سامي على سريره ليرتاح ,وجلس سمير على مكتبه ,ليستدرك بعض ما فاته من دروس ,بالرغم مما كان يحس بهمن إرهاق, بسبب اللعب, وطول السهرة, ورغبة في الراحة والنوم.
ومر يومان, كان سمير فيهما يحاول استعادة ما فاته بالجد والمثابرة, وذلك ابعاظا مما حصل له, ووفاء للوعد الذي قطعه على نفسه, ووعد به أسرته.
وفي اليوم الثالث , أخبر المدرس التلاميذ بأن المدرسة ستقوم برحلة إلى مدينة في إسبانيا, فأخبر سامي و سمير والدهما بذلك.
و كادا يطيران فرحا, عندما وافق والدهما على سفرهما, وشغل كل منهما كبقية التلاميذ المسافرين بالإستعداد للسفر, وترقب يوم الرحيل, إلى البلد الذي لا يعرفون عنه إلا اسمه, وأنه موجود في القارة الأوروبية, التي طالما سمعوا عن جمالها و مظاهر الحضارة فيها.
و مرت الأيام سريعة , وسافر الجميع بإشراف مجموعة من بعض مسؤولي التعليم, والمربين.
وقضوا هناك أجمل الأوقات , حيث كانوا يتنقلون بين المدن التارخية,والمتنزهات الفسيحة الخضراء, والآثار المتعددة, في جو ربيعي, وسط طبيعة ساحرة خلابة.
وكان التلاميذ يستمتغون إلى المعلومات من الدليل السياحي والمدرسين, في حيوية ومرح, يسألون عن كل ما يلفت انتباههم, أو يثير اعجابهم, أو تعجبهم إلا سمير فكان هادئا على غير عادته إلى درجة الشرود أحيانا, ولاحظ عليه سامي ذلك فسأله:"ما بك هل تشكو من شيء ؟"
سمير:"لا يا سامي , أنا بخير لا تشغل نفسك"
وواصل التلاميذ رحلتهم, وهم كل يوم يتزودون بمعلومات جديدة , وكلما يعرفون شيئا يزدادون إعجابا بما حققه أسلافهم المسلمون في الماضي.
وانتهت مدة الرحلة , وعاد التلاميذ إلى بلادهم والشوق يسبقهم , إلى رؤية أهاليهم , ومدرسيهم .
وكان والد سمير وسامي أمام المدرسة, ينتظر عودة ولديه كبقية أولياء التلاميذ الآخرين, وتوجه كل تلميذ إلى وليه, بعدما تأكد المسؤولون من وصول الجميع سالمين, وتوجه سامي وسمير إلى والدهما الذي استبلهما مبتسما في حنان , فسلما عليه وركب الجميع السيارة , وسارت متجهة بهم إلى البيت .
وأثناء الطريق سأل الأب ولديه:"هل أعجبتكما إسبانيا؟"
سامي :"نعم يا أبي" ,ولم يتكلن سمير.
فسأل الأ ب مرة ثانية :"وأنت ياسمير ألم تعجبك ؟"
سمير في هدوء:"بلى يا أبي أعجبتني"
الأب :"إذن الرحلة كانت مفيدة , أخبراني ماذا عرفتما عن إسبانيا ؟"
سامي :"عرفنا عنها الكثير يا أبي , لقد كان اسمها الأندلس, وكان يحكمها المسلمون الذين فتحوها , بقيادة القائد المسلم طارق بن زياد".
الأب:"هذه معلومات تاريخية مهمة, وماذا أعجبكما في إسبانيا أو الاندلس سابقا ؟"
سامي:" أعجبتني المدن التارخية الإسلامية, كإشبيليا وغرناطة وقرطبة, بطبيعتها الجميلة وأزقتها الضيقة , والأثر الإ سلامي العربي الذي تحسه في كل مكان , كما أعجبني جدا قصر الحمراء, ومسجد قرطبة, والكثير من الأشياء التي لم نكن نعرف عنها شيئا. بالإضافة إلى جمال الطبيعة الخلاب, والجو المنعش الرائع ".
هز الأب رأسه مبديا إعجابه بكلام سامي وقال :"جميل يا سامي ,يبد أن الرحلة كانت مفيدة فعلا. ثم التفت إلى سمير وقال :"لم أسمع رأيك يا سمير, لماذا أنت ساكت؟ وقبل
أن يرد سمير تكلم سامي وقال لقد كان أغلب الوقت على هذا الحال, لم يكن نشيطا كعادته ,ولم يبد عليه السرور بالرحلة.
وجه الأب السؤال مرة ثانية إلى سمير:"ما بك يا سمير ؟ هل أنت مريض؟
رد سمير:"لا يا أبي"
و لم يواصل أحد الكلام, لأن السيارة وصلت أمام باب البيت , فنزل سامي وسمير من السيارة بسرعة , ودخلا يجريان شوقا لوالدتهما التي كانت في انتظارهما, فسلما عليها, وجلست وأجلستهما بجانبها وقالت:"اشتقت لكما جدا, كيف حالكما؟ هيا أخبراني عن كل شيء "،ودخل الأب ,وسمع الجملة الأخيرة, فأكمل :"نعم كل شيء، خاصة أنت يا سمير،جاء دورك لتتكلم،هل أزعجك شيء؟"
سمير:"لست مريضا يا والدي ولم يزعجني شيء،السبب هو أنني كنت طول الوقت أذكر بأن الإمتحان بعد وصولنا بثلاثة أيام، وأن هذه الفترة لا تكفيني للمذاكرة، وخوفي من الرسوب سيطر على تفكيري، فأفسد علي الرحلة كلها وحال دون الاستفادة منها".
فقال له الأب:"لأنك لم تكن تعلم بالرحلة، ولم تعمل حسابا للمستجدات التي قد تفاجئك، وأجلت دروسك للفترة التي قبل الامتحانات، كعادتك في تأجيل كل شيء"
سمير:"نعم يا أبي،لكن هذا كان قبل وعدي لك بالتخلي عن هذه العادة، التي أدركت سلبيتها وخطرها، ولم أستطع التخلي عن السفر الذي كان فرصة ثمينة لي، خاصة وأن أخي سامي سيكون بصحبتي.
ربّت الأب على كتف سمير, وقال له مخفف عنه":البكاء على ما فات لا يفيد، المهم أنك أدركت خطأك، وعزمت على تصحيحه بإرادة وصدق، إبدأ في دروسك من الآن، ونظم وقتك، واحمد الله أنه ليس الامتحان الأخير.
وبعدما استحم سامي وسمير، وغيّرا ملابسهما، اجتمعت الأسرة لتناول طعام الغذاء، وعاد سمير إلى حيويته، عازما في نفسه بأنّه سينظّم وقته، ويواظب على دروسه، وكل أعماله يوما بيوم، لن يؤخّر عملا إلى غير وقته، حتّى يقهر الفشل، ويهزم النّدم والتّخاذل