[FONT="]الحمد لله ربِّ العالمين ، وأشهد أن لا إلٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أمَّا بعدُ :[/FONT]
[FONT="]الحديثُ - أيُّها الأفاضل - عن قاعدةٍ عظيمةٍ من قواعد هٰذه الشَّريعة دالَّةٍ على كمال عدْلِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وأنَّه جلَّ وعزَّ لا يَظْلِم النَّاس مثقال ذرة[/FONT][FONT="]{ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }[/FONT][FONT="][النساء:40][/FONT][FONT="] ، مستفادةٍ من قول الله تبارك وتعالى في سورة الرَّحمٰن: ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)[/FONT][FONT="]﴾ ؛ فهٰذه قاعدة عظيمة تدلُّ على جمال هٰذه الشَّريعة وبهائِها وعَظمَتِها ووفائها ، فإنَّ كلَّ عاملٍ يوفَّى عمله ؛ إن كان محسِناً فاز بثواب إحسانه وأجره ، وإن كان مسيئًا باء بعقوبة عمله ووزره ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [/FONT][FONT="]﴾.[/FONT]
[FONT="]والإحسان : هو الإتقان والإجادة والإتيان بالعمل على أطيب صورة وأجمل وجه . وهو يكون في عبادة الخالق ، وفي معاملة المخلوق : [/FONT]
v [FONT="] والإحسان في عبادة الخالق بيَّنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بقوله: « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».[/FONT]
v [FONT="]والإحسان في معاملة المخلوق : أن تحبَّ له ما تحبَّ لنفسك ، وأن تأتي إليه الشَّيء الذي تحبُّ أن يؤتى إليك . [/FONT]
[FONT="]فمن كان محسِناً في عبادة خالقه كان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى معه ﴿[/FONT][FONT="]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][العنكبوت:69][/FONT][FONT="] ، وكان جل وعلا قريبًا منه ، وكان حبيبًا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿[/FONT][FONT="]وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][البقرة:195][/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ومن كان مُحسِنًا في تعامله مع عباد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أحسنَ اللهُ إليه في كلِّ إحسانٍ يقدِّمه إلى عباد الله جزاءً له من جنس عمله ، والقاعدة المستفادة من الآية المتقدِّمة : « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، أي أنَّك كما تدين تُدان ، وكما تكون لعباد الله يكون الله لك ، « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ » « وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »، « وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ[/FONT][FONT="]» وهكذا تأتي تفاصيل لهٰذه القاعدة العظيمة في شريعة الإسلام ، فكلَّما عمِلَ العبدُ على الإحسان للخلق أكرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بإثابةٍ ومجازاةٍ من جنس عمله.[/FONT]
[FONT="]يقابل ذلك -والعياذُ بالله- الإساءة وهي ضدُّ الإحسان ؛ فكما أنَّ جزاء الإحسانِ الإحسان ، فكذلك عاقبة من يسيء السوأى جزاء وفاقا، ولهٰذا كما أن الله قال: ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [/FONT][FONT="]﴾أيضًا قال في آية أخرى: ﴿[/FONT][FONT="]ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الروم:10][/FONT][FONT="] ؛ أي جزاءً وفاقا موافقاً للعمل من جنس العمل، فيجب أن نعِي أن من قواعد الشَّريعة العظام في باب الجزاء والحساب « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، وتفاصيل هٰذه القاعدة وبيان أفرادها تجدُها مبسوطة في مواضع كثيرةٍ من كتاب الله جلَّ وعلا وسُنَّة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .[/FONT]
[FONT="]وأحيلكم - أيها الأفاضل- في هٰذا الباب إلى عصارةٍ مفيدة وخلاصةٍ سديدة وافيةٍ في هٰذا الباب للعلامة عبد الرَّحمٰن بن ناصر السّعدي رحمه الله في مجموع خطبه خطبة نافعة مسدَّدة عنوانها « الجزاء من جنس العمل » بسط فيها بإيجازٍ واختصارٍ ووفاء تفاصيل هٰذه القاعدة ؛ فلتُقرأ وليُستفَد منها ولتُخطب منها جُمَعٌ في لاحق وقتكم وفي مستقبل أيَّامكم فيما تعملون على القيام به دعوةً لدين الله ونصحًا لعباد الله . [/FONT]
[FONT="]سدَّد اللهُ خطانا أجمعين ، وهدانا لصالح الأقوال وسديد الأعمال ، ولم يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . والله أعلم ، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله .[/FONT]
[FONT="]فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
[/FONT]
[FONT="]الحديثُ - أيُّها الأفاضل - عن قاعدةٍ عظيمةٍ من قواعد هٰذه الشَّريعة دالَّةٍ على كمال عدْلِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وأنَّه جلَّ وعزَّ لا يَظْلِم النَّاس مثقال ذرة[/FONT][FONT="]{ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }[/FONT][FONT="][النساء:40][/FONT][FONT="] ، مستفادةٍ من قول الله تبارك وتعالى في سورة الرَّحمٰن: ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)[/FONT][FONT="]﴾ ؛ فهٰذه قاعدة عظيمة تدلُّ على جمال هٰذه الشَّريعة وبهائِها وعَظمَتِها ووفائها ، فإنَّ كلَّ عاملٍ يوفَّى عمله ؛ إن كان محسِناً فاز بثواب إحسانه وأجره ، وإن كان مسيئًا باء بعقوبة عمله ووزره ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [/FONT][FONT="]﴾.[/FONT]
[FONT="]والإحسان : هو الإتقان والإجادة والإتيان بالعمل على أطيب صورة وأجمل وجه . وهو يكون في عبادة الخالق ، وفي معاملة المخلوق : [/FONT]
v [FONT="] والإحسان في عبادة الخالق بيَّنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بقوله: « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».[/FONT]
v [FONT="]والإحسان في معاملة المخلوق : أن تحبَّ له ما تحبَّ لنفسك ، وأن تأتي إليه الشَّيء الذي تحبُّ أن يؤتى إليك . [/FONT]
[FONT="]فمن كان محسِناً في عبادة خالقه كان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى معه ﴿[/FONT][FONT="]وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][العنكبوت:69][/FONT][FONT="] ، وكان جل وعلا قريبًا منه ، وكان حبيبًا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ﴿[/FONT][FONT="]وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][البقرة:195][/FONT][FONT="] . [/FONT]
[FONT="]ومن كان مُحسِنًا في تعامله مع عباد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أحسنَ اللهُ إليه في كلِّ إحسانٍ يقدِّمه إلى عباد الله جزاءً له من جنس عمله ، والقاعدة المستفادة من الآية المتقدِّمة : « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، أي أنَّك كما تدين تُدان ، وكما تكون لعباد الله يكون الله لك ، « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ » « وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »، « وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ[/FONT][FONT="]» وهكذا تأتي تفاصيل لهٰذه القاعدة العظيمة في شريعة الإسلام ، فكلَّما عمِلَ العبدُ على الإحسان للخلق أكرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بإثابةٍ ومجازاةٍ من جنس عمله.[/FONT]
[FONT="]يقابل ذلك -والعياذُ بالله- الإساءة وهي ضدُّ الإحسان ؛ فكما أنَّ جزاء الإحسانِ الإحسان ، فكذلك عاقبة من يسيء السوأى جزاء وفاقا، ولهٰذا كما أن الله قال: ﴿[/FONT][FONT="]هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [/FONT][FONT="]﴾أيضًا قال في آية أخرى: ﴿[/FONT][FONT="]ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][الروم:10][/FONT][FONT="] ؛ أي جزاءً وفاقا موافقاً للعمل من جنس العمل، فيجب أن نعِي أن من قواعد الشَّريعة العظام في باب الجزاء والحساب « أنَّ الجزاء من جنس العمل » ، وتفاصيل هٰذه القاعدة وبيان أفرادها تجدُها مبسوطة في مواضع كثيرةٍ من كتاب الله جلَّ وعلا وسُنَّة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .[/FONT]
[FONT="]وأحيلكم - أيها الأفاضل- في هٰذا الباب إلى عصارةٍ مفيدة وخلاصةٍ سديدة وافيةٍ في هٰذا الباب للعلامة عبد الرَّحمٰن بن ناصر السّعدي رحمه الله في مجموع خطبه خطبة نافعة مسدَّدة عنوانها « الجزاء من جنس العمل » بسط فيها بإيجازٍ واختصارٍ ووفاء تفاصيل هٰذه القاعدة ؛ فلتُقرأ وليُستفَد منها ولتُخطب منها جُمَعٌ في لاحق وقتكم وفي مستقبل أيَّامكم فيما تعملون على القيام به دعوةً لدين الله ونصحًا لعباد الله . [/FONT]
[FONT="]سدَّد اللهُ خطانا أجمعين ، وهدانا لصالح الأقوال وسديد الأعمال ، ولم يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين . والله أعلم ، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله .[/FONT]
[FONT="]فضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر
[/FONT]
آخر تعديل: