بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي أعضاء و زوار لمتنا
هذه
واحدة من أجمل قصائدي أردت أن أضعها بين أيديكم و لأول مرة أنشرها منذ أكثر من عشرة أعوام قضتها حبيسة دفاتري
أعرف أنها قصيدة طويلة و مرهقة
لكن من يقرأها بتأني و تمعن سيلتمس فيها الحب الحقيقي و الأحاسيس الصادقة
و الحسرة على ما مضى و العزة التي تعلو كل شيء
دائما أبدأ قصائدي الطوال بشيء من النثر فإليكموها
مسكين
أخيرا يا لونة الأقدار سأنام كما ينام الطفل الصغير بحضن أمه ،و أحلم أنني أحيا بين قطعان الأيائل بسلام حيث ترتفع الجبال الشاهقة قاهرة ببياض ثلوجها ظلمة ليالي الشتاء العاصفة ،لتشعل شموع عيد الميلاد فيشرق فجر مفعم بالأمل والسعادة التي لا تخلو من الخوف والترقب، الذي بات مهيمنا على أمثالي من العابثين السائرين بلا هدى إلى لا نهاية من العذاب و الألم و الكل ينتظر ذلك المصير المحتوم ليقضي بين الأحبة هناك بعيدا ينبعث بصيص من الأمل من ذلك الكوخ الحقير وسط تلك السهول الموحلة والجبال العاتية عند ذلك الكرسي الخشبي القديم أين تصفر الرياح معلنة عن خراب ما بعده خراب . خراب لا يأنس وحدته غير نعيب البوم المعشش في قلوب الهاربين من تلك الأيام أين ترقد ذكرياتي بسلام من حيث تبسط شجرة الكرز بظلالها الوارفة على تلك الربوة العتيدة أين كانت تصطف خمس زهرات على مشط فضي تائه بين ثنايا شعرك الغجري المسافر في فضاء الدنيا معلنا عن بداية المأساة لإنسان مسكين مثلي
ليتني كنت حازم المتاع قانطا بما سلفت من الدهر
و رجعت لماضي زماني
للحزن للأماني
لمّا أنا أشدو خيرة المآثر بنياني
تهزأ بيّ الأقدار معاقلي فطغياني
كذاك عهدت للنفس حبا صغيرا ربّاني
للونة الأقدار قيمي أطلقت عناني
لتستعصي عليّ من بعد كعجز اعتراني
تنفض من حولي رفقتي فتهتز أعياني
و عهدي بها خليلة بأموري البوالي
وإنني اليوم لأراها ضعافا تعاني
مسكين أنا فالأيام تمضي لا تراني
مسكين قد جار عليّ الزمان فأبكاني
قصدت بادئ أزماني بمهالك أذهاني
قديما سلوت الدنيا عنها أنا فاني
لا أبدو فهيما أيامي تبليني بخلاني
لا أنظر خلفي وإلا انقضى زماني
فلما أنا أبدو بالمتاهة لا أبالي
من قدر بشاطئ الحزن والأسى رماني
ليتني أعود لما لم أكن أخاله فاني
يوم الغدو والمجيء تزيدني عدواني
فأدعن لقلبي فقد زادني فأعماني
بذاك الزمان كان ذا موضعي و مكاني
يوم ألفت لذات قلب الألف ترحالي
تقل ليته الحب الذي أماتني أحياني
تقول قد كنت تذلني فأفخر بإذلالي
و كنت أرجوك حبا والكل كان يرجاني
فسلمت منك ثمار الحب فلما نكراني
فإنك قد آلمتني وإني آثرت نسياني
لأبيح لك ما زاد على النفس حرماني
أم أني أبيح غير المراد بالحب إمعاني
علني أستشيط غيظا بالذي اصطفاني
فتلك حجتي وذاك عيبي وتلك أحزاني
فيا قلب بئس ما حبي الأول فالثاني
ويا لونة من رأسي لقدمي حبك كساني
يا لونة الأقدار قيمي وكل ادعاني
يا لونة دونك ثبات العقل واتزاني
ويا طلبة العفو مني مهابة نسياني
ويا خلاصة حبي وحجة خزيي وخذلاني
مسكين أنا فذاك ما ذلني فاجتباني
مسكين هذا قدري وهذا بعض ما أعاني
ويا عالم أحزان بقلب عليل سلاني
يوم تحكم الحب في القلب أعماني
إذ أطاح بعز النفس بالأرض سواني
فكيف للند من بعد الأهوال تنساني
وكيف أجيد من بعد العز إذلالي
كيف أبيح قلبي للفانيات الفواني
أراني بليت وأيامي و هلـّت البوالي
بذات يقيني أشكو قلة حيلتي و هواني
بتعداد أهوالي وعزة نفسي بكمالي
وخسة قدري لكأس الهوى قد رماني
فمنك تعد أهوالي وإليك مشد رحالي
أحلل خلة بلساني أنعم هل يا تراني
أمضي لرغيد العيش لا أزال أعاني
من قدر بطيات الزمان لفني و نساني
فما نبض الحياة عندي ضرورة سمّاني
وما زفرات قلبي تشفع لعاشق أواني
فقد آثرت عليك بالأحلام فآمالي
وقد أسلمتك لمن من جور الحب حماني
قد عشت في لجّة مكامن قلبي فبهتاني
وقد أستوفي في حِل من عاشق أفناني
فثانية عندي تهز المبادئ أركاني
وثالثة قد زاغت بالقلب فردت خلجاني
علني أكفيها مذلة الدمع لجاني
كخل يعاني كأنه قدر أم أنه أماني
فإلى متى تمضي وأيامي ترثي لحالي
غريب قد زاد تكلفي وقل إستكاني
لتدمع أعيني ويقبض قلبي و وجداني
و أطلق من ذات يقيني بعهد أعياني
و صرح آلمني أيام ضعف عدت خصالي
فمنك حسي والملمس و الكريم أبقاني
أنى أحبك يا مناي بعجز قد كساني
وقول هلّ إليك من قبل قتيلا أرداني
أني أراك تملكت قلبي ونفسي وكياني
أني أحبك يا خاتمة أيامي و زماني
أني وفيض القلب لم تحبسه أجفاني
أني مسكين فجود قولي ساء فهجاني
وآت لأيام القول وتعداد الأماني
تقول إليك مضجع القلوب وأيماني
إذ تبكني الرجال وتتحكم التوالي
إذ يقال عليلا فالقبر خير خلاني
فقدري بمواضع الحر و القبل أتاني
وعباب ريحها كالزهر أفاح ريحاني
وصياح بنهدها أذاب عزي وامتناني
للقاصرات و ذات اليقين بحبي تغالي
فسلام لخصرها إذ كل من عليها فاني
تفنى الحيارى و تحيا وكل من عناني
فأغدو بين تسريح لشعرها واتقاني
لما بين جنبيها و منكبيها ادعاني
فلولا ادعاني ما جفت منابت أغصاني
ما سرت عين بلند ما استحالت أجفاني
وما حلت بذات اليقين لوعة لتنساني
لتبيح لقلبي التراب و حبا تهواني
إذ أقوم من الموت لأجلها فلا تبالي
فلست أبالي أنا إن كنت بحبي أعاني
و لست أعاني لكي تبالي سحقا لحالي
وإن كنت أعاني فليست بحبها تراني
عملاق أنا ولها الأقزام ألا تراني
أحيط بالأماني ضرارا وذات المغاني
فأصحب بالبوالي عزيزا و لا أبالي
بقحط كامتثالي و روح أردى كياني
وشأن هز اتزاني و كرب كلجم حصاني
وقول كريم سباني وسر قريب عناني
فأسند للتوالي وأهجر من قد بغاني
ألا من يراني ألا إني بليت فكفاني
فارتقبي مني يوما تكل به الأماني
يوم أصليك بنيران الهجر نسياني
يوم أفاخر بحب نفسي و عزتي أقراني
يوم أهديك من صميم القلب أحزاني
يوم تجهش ملائكتي يفغر فاه شيطاني
يوم أجتثك وقلبي ولن تدوم أحزاني
لأقضي بعيدا فلا من يكيد لأحمالي
لأطلق نفسي يوما ولن تدوم أحزاني
فهل أكيد لنفسي من حسنك فأغالي
فتراني حقير الشأن أكثر ما تراني
فكفاني من الحب ولند وقلبي كفاني
أأداوي جرحي القديم بجرح ثاني
abdou23
آخر تعديل بواسطة المشرف:
