مولاي صلي .......كم تعجبني

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
محمد.م
.:: عضو بارز ::.


صحبت أهل التصوف منذ زمن وما رأيت منهم ما يجعلني أشك

بل ما يجعلني أشك تكفير إخواننا السلفيين لهم

وإن حاد أحدهم لا يعني أن أتركهم

فجميع من صحبتهم وسمعت لهم ومن بينهم سيدي أحمد قلاش رضي الله عنه وقد مكث فترة سنوات عديدة في السعودية

وعاد وقد اتبعه خلق كثير وتصوفوا فكيف تركوا أهل السنة والجماعة إن اعتبرت أن الصوفيين ليسوا على حق حسب قول البعض
******************************

مشكور الاخ محمد لقد وفيت وما قصرت ..

والصوفية والمتصوفة فرق .. والحكم على الجميع بالشرك نوع من الغلو وعدم الموضوعية في الحكم

وإن أخطأ فرد او فرقة .. فلا يتحمل الجميع وزر ذلك

لكن المتتبع لأخواننا السلفيين يرى أنهم يحكمون علي جميع الصوفيين اليوم بالشرك وعدم صحة

العقيدة ..الخ

اللهم ارنا الحق حيث كان وارزقنا اتباعه .. والسلام.​
يا اخي ليسوا السلفيين وحدهم من تكلموا في الصوفية
بل الصوفيين في حد ذاتهم يكفرون بعضهم بعضا
فتجد الشاذلي يكفر القادري و الحصافي يكفر الشيخي
و التيجاني يكفرهم جميعا و الله المستعان
ثم ما رايك فيما يفعله الصوفية من البناء على القبور و الطواف بها و الذبح لها اليس هذا بشرك
 
اخ محمد هذه المرة الثالثة اطلب تفسير هذه الاية
قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من


الخير ومامسني السوء ان انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون
 
اخ محمد هذه المرة الثالثة اطلب تفسير هذه الاية

قال تعالى

بسم الله الرحمان الرحيم



قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من


الخير ومامسني السوء ان انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون

............
 
يا اخي ليسوا السلفيين وحدهم من تكلموا في الصوفية


بل الصوفيين في حد ذاتهم يكفرون بعضهم بعضا
فتجد الشاذلي يكفر القادري


هذا محض افتراء فسيدي الشاذلي رضي الله عنه طريقته قادرية فلا تقوّلهم وتدلّس على الأعضاء

للأخ عبيدة لم أنساك عائد لأعطيك حجتي وتفسير الآية الكريمة فوالله لا زلت في مكان عملي
 
آخر تعديل:
[font=&quot]أظنني غبت عن نقاش أتمنى أن يكون هادفا، و أن ي[/font][font=&quot]ت[/font][font=&quot]جرد فيه الإخوان الأفاضل للحق بدليله الساطع اللامع، وأن يكون النقل عند الحكم عن المصادر الموثوقة للقوم، لا من التجارب الشخصية كونها تختلف بحسب وجهات نظر أصحابها و قدرتهم في تمييز الخطأ من الصواب، و مدى اطلاعهم على خبايا و خفايا قد تبهر اللبيب، و تهز كيان المؤمن الصادق، و تثير لديه العجب المنقطع النظير.

و إن كان فالاختلاف بين الأمة قديم، ولكل جماعة أصولها و أعلامها و مرجعيتها[/font] [font=&quot]ومصنفتها، فإما أن يناقشها على ضوء الكتاب و السنة و بفهم سلف الأمة الأبرار من كان أهلا للمناقشة و أتاه الله علما و حسن إدراك، أو يكون حظنا على الأقل نقل كلام أهل العلم وفق ما تدعوا اليه الأمانة العلمية و تحفظا على التجرؤ في الحكم بلا ببينة و بصيرة، و في ظني لو كان الأمر هكذا لكفينا كثيرا من الخلاف، هذه من ناحية.

من ناحية أخرى لا بد من تثبيت النقاط التي يدور حولها النقاش حتى لا يتشعب بأهله بلا كبير فائدة، و الا وجدت من لا يمكنه الجواب يطرح عليك من جديد السؤال ليخرج بك الى نقطة أخرى لا تمت الى الأولى بكبير صلة و لا صغيرها، اللهم الا إن كان السؤال تلوا السؤال في جوهر الموضوع، غير خارجا عنه موصلا للجواب، كما هي طريقة العلماء الربانين[/font].

[font=&quot]على كل، المخرج من الخلاف عند الاختلاف و النزاع ليس الا بالرجوع إلى كتاب الله و إلى سنة رسول اللهعليه الصالة و السلام، و إلى هدي السلف الصالح رضوان الله عليهم من الصاحبة ومن تبعهم من أهل القرون المفضلة أهل السبق في كل خير و فضل، أولئك الذين زكى الله منهجهم و أقر عقيدتهم، بل وجعلها المرجع في الصحة و ما خلاها فهو بلا محالة باطل و ضلال، هذا ليس كلامي بل كلام رب العالمين، [/font]

[font=&quot]قال تعالى[/font] ([font=&quot]فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [/font](137)).
[font=&quot]و هذه تزكية إلاهية لإيمان الصحابة الذين نزلت الآيات تقر عقيدتهم و تضلل من خالفهم من اليهود و النصارى، و كذلك كل من خالف نهجهم ممن ينتسب إلى الإسلام للعلة المشتركة في الضلال بالبغي أو الضلال بالجهل، و لهذا ثبت عن سفيان بن عيينة أنه قال ( من ضال من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى) وصدق رحمه الله، فهل يضل من يضل الا بين الكبر و البغي الحامل لصاحبه على مفارقة الحق و معادة أهله حتى و إن أيقنه، قال تعالى[/font] ([font=&quot]وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا[/font])[font=&quot]، أو بين طيات الجهل و في غمرات الهوى المردية الحاملة على إعمال شريعة البدع بدلا من السنن الثابتة و الشرائع القائمة بالأدلة الواضحة[/font].

[font=&quot]وأنظر معي أخي اللبيب أيضا إلى قوله تعالى في سورة النساء، قال عز وعلى[/font] ([font=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [/font](115).

[font=&quot]هذا بيان من العليم الخبير، أن من يشاقق الرسول (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) و هل المؤمنين به أناء التنزيل الا الصحابة الكرام، ماذا سيكون مصيره يا ترى؟؟؟[/font]
[font=&quot]سؤال إجابته سبقت بأفصح لسان و أصدق تبيان[/font] ([font=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[/font]).

[font=&quot]و من أراد مراجعة تفسيرها فليرجعها في تفسير ابن كثير أو ابن جرير يجد ما يروي الظمأ و يكفي نهمة طالب الدليل، وإنما ما قلته مجرد قباسات و إشارات، لا تغني عن زيادة في طلب تأويل هاته الآيات البينات[/font].

[font=&quot]و قد ثبت عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه أنذر بوقوع الخلاف بين الأمة، بل و الخلاف الكثير، و من رحمته ورفقه و حرصه عليه الصلاة و السلام على أمته أنه بين المخرج منه فقال [/font]([font=&quot]أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه [/font][font=&quot]من[/font][font=&quot] يعش [/font][font=&quot]منكم [/font][font=&quot]فسيرى[/font][font=&quot] اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين [/font][font=&quot]من[/font][font=&quot] بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[/font]).

[font=&quot]أريتم الآن كيف المخرج عند التنازع، و إلى من يكون المرجع عند الاختلاف، كتاب الله و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام، و فهم السلف الصالح للنصين، و نقولهم في تفسير الوحيين، و اللذان تركهما النبي عليه الصلاة و السلام في أمته وبشر أنها لن تضل بعده أبدا ما تمسكت بهما[/font].

[font=&quot]كانت هذه توطئة يسيرة و متواضعة لضحالة علم صاحبها، لعلها تكون ضابطة للنقاش، وموجهة للخلاف، مبينة لسبيل الاتفاق لنكون يدا واحدة في نصرة الحق و درء الباطل على اختلاف مراتبه، و بما هو كفيل بدرئه و إبعاده عن القلوب و العقول، لتصفوا بعدها في طلب رضى ربها[/font].

[font=&quot]جعلني الله و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون حسنه، و هداني وإياكم إلى ما أختلف فيه من الحق بإذنه انه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم[/font]
.
 
آخر تعديل:
ماذا تعرف عن قصيدة البردة

نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين"


للشيخ محمد جميل زينوا



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين


أما بعد:


هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين.


ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم !


يقول في قصيدته:



1- يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:

{ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [ يونس: 106].( أي المشركين ) لأن الشرك ظلم عظيم.

وقوله صلى الله عليه وسلم:{ من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } رواه البخاري.
( الند: المثيل ).


2- فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه: { وإن لنا للآخرة والأولى } فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال: { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.


3- ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.

والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل: { وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80].


والله تعالى يقول: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17].


والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: { إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح.



4- فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً * * * وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد ؟

ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:{ سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري.



5- لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم

ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] .


والله تعالى يقول: { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156].



6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى: { وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99].


7- أقسمت بالقمر المنشق إن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: { من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد.

ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:



8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ * * * أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!

وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.

ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه - وهذا كذب وافتراء- حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح.

علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : { أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد.

والند: المثل والشريك.

فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/27.htm

__________________
 
[font=&quot]قوادح عقدية في بردة البوصيري[/font][font=&quot]

[font=&quot]د . عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف[/font][font=&quot]


[/font][font=&quot]الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً ، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها ، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين ، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها ، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً ، فيها ما هو محلى بماء الذهب ! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]يقول الدكتور زكي مبارك : وأما أثرها في الدرس ، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة ، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب ، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة ، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ [1[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - [2[/font][font=&quot]] [/font][font=&quot]فقد ادعى البوصيري - في منامه[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة[/font][font=&quot] ! !

[/font][font=&quot]وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ " الكواكب الدرية في مدح خير البرية " [3[/font][font=&quot]] . [/font][font=&quot]كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة ؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته ، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد ؛ وذلك لأنها[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]وقد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة ؛ فبعضها أمان من الفقر ، وبعضها أمان من الطاعون [4[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة : " ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة ، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن ، منها[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]التوضؤ ، واستقبال القبلة ، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها ، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها ، إلى غير ذلك[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]للناس ، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة ، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح ، نظير أجر معين [5[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها : كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي ، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة ، فعملتها ، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني ، وكررت إنشادها ، وبكيت ودعوت ، وتوسلت ونمت ، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فمسح على وجهي بيده المباركة ، وألقى عليّ بردة ، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة ؛ فقمت وخرجت من بيتي ، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً ، فلقيني بعض الفقراء ، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : أيّها ؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك ، وذكر أولّها ، وقال : والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يتمايل وأعجبته ، وألقى على من أنشدها بردة ، فأعطيته إياها ، وذكر الفقير ذلك ، وشاع المنام [6[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى - بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله[/font][font=&quot] - .

[/font][font=&quot]ثم ادعى أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن يبيّن نعته ؛ فإن من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب صفاته المعلومة فقد رآه ، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث[/font][font=&quot] - .

[/font][font=&quot]ثم ادعى أن النبي في - صلى الله عليه وسلم - مسح على وجهه وألقى عليه بردة ، فعوفي من هذا الفالج ، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة[/font][font=&quot] ! [/font][font=&quot]ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]تمايل إعجاباً بالقصيدة ، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال : ليس بكريم من لم يتواجد [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]عند ذكر المحبوب[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]قال شيخ الإسلام : إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله [7[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]يقول شيخ الإسلام : ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله ، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً ، ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه ، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح ، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء ، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة [8[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو : محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر ، ولد سنة 608هـ ، واشتغل بالتصوُّف ، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة ، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً ، كما لم يكن عابداً صالحاً ؛ حيث كان ممقوتاً عند أهـل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح ، كما أنه كثير السؤال للناس ، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها ، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها ، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها[/font][font=&quot] !

[/font][font=&quot]توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع [9[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع . والله حسبنا ونعم الوكيل[/font][font=&quot] .

1- [/font][font=&quot]يقول البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد [/font][font=&quot]-[/font][font=&quot]صلى الله عليه وسلم- حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله [/font][font=&quot]-[/font][font=&quot]صلى الله عليه وسلم- وقد قال - سبحانه : " ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات : 56] ، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك [10[/font][font=&quot]] .

2 - [/font][font=&quot]قال البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق * * * ولم يدانوه في علم ولا كرم [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]وكلهم من رسول الله ملتمس * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- فالسابق استفاد من اللاحق[/font][font=&quot] !

[/font][font=&quot]فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل : إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم ، ومنه استمد كل علم وعرفان ؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه[/font][font=&quot] ..

[/font][font=&quot]وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين [11[/font][font=&quot]] .

3 - [/font][font=&quot]ثم قال[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]دع ما ادعته النصارى في نبيهم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]منتقداً هذا البيت : ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة ، والشرك بحر لا ساحل له ، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك ، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً - : إنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله ، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته : دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت ، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة [12[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي [/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]صلى الله عليه وسلم- : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله [13[/font][font=&quot]] [/font][font=&quot]، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول ، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم ؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام[/font][font=&quot] - : [/font][font=&quot]إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فهو عبد لا يُعبد ، ورسول لا يُكذب ، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه [/font][font=&quot]
[/font][font=&quot]النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام - ، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم- : كما أطرت هي كاف التعليل ، أي كما بالغت النصارى [14[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث - : لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه ؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه ؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر [15[/font][font=&quot]] .

4 - [/font][font=&quot]وقال أيضاً[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]لو ناسبت قدره آياته عِظماً * * * أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره [16[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي [/font][font=&quot]-[/font][font=&quot]صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم ؟ [17[/font][font=&quot]] .

5 - [/font][font=&quot]وقال أيضا[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه * * * طوبى لمنتشق منه وملتثم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان ، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله ، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح ، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى[/font][font=&quot] - .

[/font][font=&quot]قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله ، وهذا كله محافظة على التوحيد [18[/font][font=&quot]] .

6 - [/font][font=&quot]ثم قال[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له * * * من قلبه نسبةً مبرورة القسم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك [19[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وقال ابن عبد البر - رحمه الله - : لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل[/font][font=&quot] -
[/font][font=&quot]في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال ، وهذا أمر مجتمع عليه ... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها ، لا يجوز الحلف بها لأحد [20[/font][font=&quot]] .

7 - [/font][font=&quot]قال البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]ولا التمست غنى الدارين من يده * * * إلا استلمت الندى من خير مستلم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مع أن الله - عز وجل - قال : " ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " [النحل : 53] ، وقال - سبحانه - : " فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ " [العنكبوت : 17] ، وقال - تعالى - : " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ " [يونس : 31] ، " قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ " [سبأ : 22[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : " قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ " [الأنعام : 50[/font][font=&quot]] .

8 - [/font][font=&quot]قال البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]فإن لي ذمة منه بتسميتي * * * محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]وهذا تخرُّص وكذب ؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه ؟ ! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد[/font][font=&quot] !

[/font][font=&quot]و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله [/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]تعقيباً على هذا البيت : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك [21[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة [22[/font][font=&quot]] .

9 - [/font][font=&quot]وقال البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر ، فانظر إلى قول الشاعر ، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : " قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ[/font][font=&quot] " [[/font][font=&quot]الزمر : 13[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله ، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]تعالى - : " ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " [يونس : 18] ، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً [23[/font][font=&quot]] .

10 - [/font][font=&quot]وقال[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت[/font][font=&quot] - :

[/font][font=&quot]فتأمل ما في هذا البيت من الشرك[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية [/font][font=&quot][24] .

[/font][font=&quot]وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : " وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً " [الجن : 6[/font][font=&quot]] [/font][font=&quot]، أي طغياناً ، واللياذ يكون لطلب الخير ، والعياذ لدفع الشر ، فهو سواء في الطلب والهرب [25[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت[/font][font=&quot] : [/font][font=&quot]فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون [26[/font][font=&quot]] .

11 - [/font][font=&quot]وقال البوصيري[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]ولن يضيق رسول الله جاهك بي * * * إذا الكريم تحلى باسم منتقم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : سؤاله منه أن يشفع له في قوله : ولن يضيق رسول الله ... إلخ ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله [/font][font=&quot]- [/font][font=&quot]تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً [27[/font][font=&quot]] .

12 - [/font][font=&quot]وقال أيضا[/font][font=&quot] :

[/font][font=&quot]فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم [/font][font=&quot]

[/font][font=&quot]فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم - وإفضاله ، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم- ، والله - سبحانه وتعالى - يقول : " وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى " [الليل : 13] [28[/font][font=&quot]] .

[/font][font=&quot]وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم . في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب ، وقد قال[/font][font=&quot] - [/font][font=&quot]سبحانه - : " قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ " [النمل : 65] وقال - عز وجل - : " وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ[/font][font=&quot] " [[/font][font=&quot]الأنعام : 59] ، والآيات في هذا كثيرة معلومة [29[/font][font=&quot]].

[/font][font=&quot]وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر ، واتباعه فيما شرع ، ومحبته دون إفراط أو تفريط ، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع ، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة [/font][font=&quot].

[/font][font=&quot]وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي[/font][font=&quot] .

[/font][font=&quot]اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ؛ إنك حميد مجيد[/font][font=&quot] .
________________________

(1) [/font][font=&quot]المدائح النبوية ، ص 199[/font][font=&quot] .

(2) [/font][font=&quot]يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4 /373) : ورد في بعض الروايات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة وهذا من الأمور المشهورة جداً ، ولكن لم أر ذلك في شيء ، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ؛ فالله أعلم[/font][font=&quot] .

(3) [/font][font=&quot]انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري ، ص 29[/font][font=&quot] .

(4) [/font][font=&quot]انظر المدائح النبوية لزكي مبارك ، ص 197[/font][font=&quot] .

(5) [/font][font=&quot]مقدمة ديوان البوصيري ، ص 29 ، 30[/font][font=&quot] .

(6) [/font][font=&quot]فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي ، 2/258[/font][font=&quot] .

(7) [/font][font=&quot]مجموع الفتاوى ، 11 /598[/font][font=&quot] .

(8) [/font][font=&quot]اقتضاء الصراط المستقيم ، 2/692 ، 693 ، باختصار[/font][font=&quot] .

(9) [/font][font=&quot]انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري ، تحقيق محمد سيد كيلاني ، ص 5 - 44 ، وللمحقق كتاب آخر بعنوان : البوصيري دراسة ونقد[/font][font=&quot] .

(10) [/font][font=&quot]انظر : الصنعاني في موضوعاته ، ص 46 ح (78) ، والسلسلة والموضوعة للألباني ، 1/299 ، ح (282[/font][font=&quot]) .

(11) [/font][font=&quot]انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان ، ص 169 - 196[/font][font=&quot] .

(12) [/font][font=&quot]الدرر السنية ، 9/81 ، وانظر 9/48 ، وانظر : صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا) ، ص 88[/font][font=&quot] .

(13) [/font][font=&quot]أخرجه البخاري ، ح /3445[/font][font=&quot] .

(14) [/font][font=&quot]انظر القول المفيد ، 1 /376 ، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ ، ص 236 ، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان ، ص 208[/font][font=&quot] .

(15) [/font][font=&quot]فتح الباري ، 12 /149[/font][font=&quot] .

(16) [/font][font=&quot]غاية الأماني للآلوسي ، 2 /349[/font][font=&quot] .

(17) [/font][font=&quot]غاية الأماني للآلوسي ، 2/ 350 ، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان ، ص 136[/font][font=&quot] .

(18) [/font][font=&quot]الرد على الأخنائي ، ص 41[/font][font=&quot] .

(19) [/font][font=&quot]رواه أحمد ، ح /4509 ، والترمذي ، ح / 1534[/font][font=&quot] .

(20) [/font][font=&quot]التمهيد ، 14/366 ، 367[/font][font=&quot] .

(21) [/font][font=&quot]تيسير العزيز الحميد ، ص 22[/font][font=&quot] .

(22) [/font][font=&quot]انظر الدرر السنية ، 9 /51[/font][font=&quot] .

(23) [/font][font=&quot]انظر الدرر السنية ، 9/49 ، 82 ، 271[/font][font=&quot] .

(24) [/font][font=&quot]تيسير العزيز الحميد ، ص 219 ، 220[/font][font=&quot] .

(25) [/font][font=&quot]الدرر السنية ، 9/ 80 ، وانظر 9/49 ، 84 ، 193 ، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ، ص 212[/font][font=&quot] .

(26) [/font][font=&quot]الدر النضيد ، ص 26[/font][font=&quot] .

(27) [/font][font=&quot]تيسير العزيز الحميد ، ص 220 ، وانظر الدرر السنية ، 9/52[/font][font=&quot] .

(28) [/font][font=&quot]انظر الدرر السنية ، 49 ، 50 ، 81 ، 82 ، 85 ، 268[/font][font=&quot] .

(29) [/font][font=&quot]انظر الدرر السنية ، 9/50 ، 62 ، 81 ، 82 ، 268 ، 277[/font][font=&quot] . [/font]
[/font]​
[font=&quot]__________________[/font]​
 
آخر تعديل:
مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي

سليمان بن عبد العزيز الفريجي


منذ أن انتشر الإسلام أقبل الأدباء على مدح نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بمدائح كثيرة ، حفظ لنا التاريخ شيئاً منها ، ومن أقدمها ما جاء عن أم معبد - رضي الله عنها - من وصفها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما حل بخيمتها في طريق هجرته إلى المدينة ، وكان من وصفها : ( إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحسنه وأجمله من قريب ، حلو المنطق ، لانزر ولا هزر ) [1] .


كما كان لشعراء الرسول - صلى الله عليه وسلم - كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير وكعب بن مالك والعباس بن مرداس وغيرهم قصائد عدة في مدحه ورثائه ، منها قصيدة حسان بن ثابت - رضي الله عنه - التي مطلعها :


بطيبة رَسْم للرسول ومَعهد * * * منير ، وقد تعفو الرسوم وتهْمَد

ولا تنمحي الآيات من دار حُرْمة * * * بها منبر الهادي الذي كان يصعد

ومنها قصيدة كعب بن زهير - رضي الله عنه - التي قالها عند إسلامه ، واعتذر بها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وألقاها بين يديه في مسجده وسط صحابته ، ومطلعها :


بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * * * مُتَيَّم إثرها لم يُجْزَ مكبول


وفيها يقول :


أنبئت أن رسول الله أوعدني * * * والعفو عند رسول الله مأمول


مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة * * * القرآن فيها مواعيظ وتفصيل


لذاك هيب عندي إذ أكلمه * * * وقيل إنك مسبور ومسؤول


من ضيغم من ضراء الأُسْد مُخْدرة * * * ببطن عثَّر غيل دونه غيل


إن الرسول لسيف يُستضاء به * * * مهند من سيوف الله مسلول


بل إن هناك من شعراء الكفار من مدحه وأثنى على أخلاقه الكريمة ، كعمه أبي طالب في قصيدته المشهورة ، ومنها قوله :


وأبيض يُستسقى الغمامُ بوجهه * * * ثمالُ اليتامى ، عصمة للأرامل


وكالأعشى الكبير ميمون بن قيس الذي مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصيدة رائعة ، وجاء بها ليسلم عنده ويلقيها بين يديه ، ولكن قريشاً أغرته بالدنيا فعاد ومات كافراً . ومن قصيدته قوله :


نبيٌ يرى ما لا ترون ، وذكره * * * أغار لعمري في البلاد وأنجدا


له صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ ونائل * * * وليس عطاءُ اليوم مانعه غدا


وهكذا اتصل مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته ورثائه بعد مماته ، وذكر أخلاقه وأوصافه عند أصحابه والتابعين دون غلو أو تجاوز لحدود المشروع .


وبعد قيام دولة بني أمية والحوادث التي جرت لآل بيت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وتشيع من تشيع لهم بدأت المبالغة في مدحهم والثناء عليهم ، حتى اشتهر شعراء بذلك ، وأكثروا منه ، كالكميت الأسدي ودعبل الخزاعي والشريف الرضي ومهيار الديلمي ، وهؤلاء جاءت مبالغتهم من غلوهم في رجالات آل البيت ، وتفضيلهم على من يرونهم أعداء لهم من الأمويين وغيرهم ؛ فموقفهم في الحقيقة سياسي أكثر من كونه معتمداً على اقتناعاتهم الشرعية ؛ فلهذا جاء كلامهم على آل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - دون غيرهم ، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قل مديحهم له في مقابل مديحهم لآل بيت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .


ومن أشعارهم هاشميات الكميت وأشهرها : البائيتان واللامية والميمية ، يقول في إحدى البائيتين :


إلى النفر البيض الذين بحبِّهم * * * إلى الله فيما نالني أتقرِّب


بني هاشم رهط النبي فإنني * * * بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب


وما جاء عن هؤلاء من المدح الخاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يكاد يكون مدحاً معتاداً لا نجد فيه ما سنجده في مدائح الصوفية في القرن السابع . ومن ذلك قول الكميت :


وأنت أمين الله في الناس كلهم * * * عليها وفيها احتار شرق ومغرب


فبوركت مولوداً وبوركت ناشئاً * * * وبوركت عند الشيب إذ انت أشيب


وبورك قبرٌ أنت فيه وبوركت * * * به وله أهـل لذلك يثرب


لقد غيَّبوا بِراً وصدقاً ونائلاً * * * عشية واراك الصفيح المنصَّب


ومع ذلك كان مدح من مضى لآل البيت أكثره صادقاً ، لأنهم يمدحونهم والدنيا ليست بأيديهم خلاف شعراء الدولة العبيدية المنتسبة - زوراً - إلى فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - التي كان الشعراء يتزلفون إلى حكامهم بمدحهم ومدح آل البيت ومنه مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وهذا المدح غير داخل في حقيقته في المدائح النبوية ، لأنه مدح من أجل الدنيا ، لا لحبهم أو التقرب إلى الله بمدحهم ، ولهذا وصل الأمر ببعضهم إلى حد الشرك كابن هانئ الأندلسي ، حيث يقول في مدح المعز لدين الله الفاطمي :


ما شئتَ ، لا ما شاءت الأقدار * * * فاحكم فأنت الواحد القهار


ويقول :


ولك الجواري المنشآت مواخراً * * * تجري بأمرك والرياح رخاءُ


ولهذا كان مدح هؤلاء منصباً على حكام الدولة العبيدية ومن يزعم هؤلاء الحكام محبتهم من رجالات آل البيت ، ويقل فيه مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - .


وتستمر المدائح النبوية دائرة حول أوصاف النبي -صلى الله عليه وسلم- الخُلُقية والخَلْقية المعروفة ، ولا نجد ذلك الغلو الذي يخرج بالمدائح النبوية إلى رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق مقامه البشري ، وإضفاء بعض الصفات الإلهية عليه إلا في القرن السابع الذي يعرف في التاريخ الإسلامي بانتشار التصوف فيه إلى حد كبير ، مما أثر تأثيراً كبيراً على الشعراء الذين تسابقوا في مضمار المدائح النبوية ، بنَفَسٍ يخالف المدائح السابقة ، ويوافق الفكر التصوفي .


وكانت البداية الفعلية لهذه المدائح بهذا النَفَس الصوفي المتميز على يد محمد بن سعيد البوصيري ، المتوفى في الإسكندرية سنة695 هـ ، فقد نظم عدة قصائد في المدائح النبوية ، وأشهرها قصيدتان :


الأولى الميمية ، وهي على رواية الديوان (160) بيتاً ومطلعها :


أمن تذكُّر جيرانٍ بذي سلم * * * مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم


والأخرى الهمزية ، ومطلعها :


كيف ترقى رقيَّك الأنبياء * * * يا سماء ما طاولتها سماءُ


والميمية أشهر وأذيع عند عامة المتصوفين ومقلديهم ، وقد نسجت حولها المنامات والأساطير ، ابتداء بناظمها الذي جاء عنه أنه بسبب استشفائه بهذه القصيدة مسح النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام عليه فبرئ من فالج كان أبطل نصفه وألقى عليه بردة ، فسميت القصيدة لذلك بالبردة ، ونسجت الأساطير لكل بيت

من أبياتها ، وشاع التبرك والاستشفاء بها ، فصارت تسمى أيضاً : البُرْأَة ، والبُروة ، وقصيدة الشدائد ، وغالى المتصوفة وأتباعهم فيها ( حتى عملوها تميمة تعلق على الرؤوس ، وزعموا فيها مزاعم كثيرة من أنواع البركة ، وهم على ذلك إلى يومنا هذا ) [2] .

ويظهر أن كل هذه التسميات كانت بعد موت البوصيري ، أما هو فسماها :


(الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية) .


وقد أجمع معظم الباحثين على أن ميمية البوصيري أفضل قصيدة في المديح النبوي من الناحية الفنية الأدبية - لا الشرعية - إذا استثنينا لامية كعب بن مالك (البردة الأم) ، حتى قيل : إنها أشهر قصيدة في الشعر العربي بين العامة والخاصة .


ومهما يكن من أمر فقد أثّرت ميمية البوصيري في المدائح النبوية تأثيراً عميقاً ، حيث نقلتها مضموناً وقالباً . أما من حيث المضمون فقد نقلت المدائح النبوية من المدح المعتاد للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأوصافه المشهورة المعروفة إلى أوصاف غلو ومبالغة ( على نحو إعجازي خارق ، بالغ المثالية ، بالغ الكمال ، وبالغ الجلال ... يرقى بالنبي إلى درجة ربانية ) [3] ، ويسمون هذه الأوصاف : (الحقيقة المحمدية) التي يدعي المتصوفة أن غيرهم لا يعرفونها ؛ ولهذا فهم يحملون كل غلو في ميمية البوصيري وغيره ممن سار على دربه على أنه من الحقيقة المحمدية التي ينفردون بمعرفتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - .


أما من حيث القالب فقد جعل المدائح النبوية تتكون من ثلاثة أجزاء : الأول يسمى النسيب النبوي ، وهو التشوق إلى المدينة النبوية التي تضم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها جرى أغلب أحداث سيرته ، ويتلو هذا النسيب بعض الحِكَم التي تحذر من الدنيا وأهواء النفس ، وهذا الجزء يمثل من ميمية البوصيري الأبيات من (1 - 33) ، ومن أجملها قوله :


والنفس كالطفل إن تهمله شب على * * * حب الرضاع ، وإن تفطمه ينفطم


وقوله :


وخالف النفس والشيطان واعصهما* * * وإن هما محَّضاك النصح فاتهم


ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً * * * فأنت تعرف كيد الخصم والحكم


والجزء الثاني مديح النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض سيرته ، وهذا الجزء هو غرض القصيدة ، وفيه يذكر الشاعر سيرته من مولده إلى وفاته - صلى الله عليه وسلم - ، ويتكلم على معجزاته وخصائصه ... ويمثل هذا الجزء من القصيدة الأبيات من (34-139) ، ويبدؤه بقوله :


محمد سيد الكونين والثقلي * * * ن والفريقين من عُرب ومن عجم


وفي هذا الجزء أغلب الغلو المشار إليه من قبل ، وكأن بعض المتأخرين عن البوصيري أحسَّ شدة هذا الغلو فأراد أن يخففه فزاد في القصيدة - وما أكثر ما زيد عليها - بيتاً ناشزاً ألقاه في مكان غير مناسب في القصيدة ، وهو قوله :


فمبلغ العلم فيه أنه بشر * * * وأنه خير خلق الله كلهم


ولم يرض كثير من الصوفية هذا البيت للنص فيه على بشريته وأنها منتهى العلم فيه ، فغيروه إلى :


مولاي صلِّ وسلم دائماً أبداً * * * على حبيبك خير الخلق كلهم


ونسبوا فيه مناماً خاصاً للبوصيري ، فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي ألقى بشطره الثاني على البوصيري .


والجزء الثالث هو إقرار الشاعر بذنوبه وطلب العفو عنها ، ويشمل هذا الجزء الأبيات من (140-160) ويبدأ إقراره بقوله :


خدمته بمديح أستقيل به * * * ذنوب عُمْرٍ مضى في الشعر والخدم


ثم يقول :


لم تشتر الدين بالدنيا ولم تَسم * * * فيا خسارة نفس في تجارتها


ولكن طلبه للعفو كان موجهاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا من أكبر انحرافات البوصيري ، وقد كرر هذا في عدة أبيات ، منها :



إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض * * * من النبي ، ولا حبلي بمنصرم


فإن لي ذمةً منه بتسميتي * * * محمداً ، وهو أوفى الخلق بالذمم


إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً فقل يا زلة القدم


يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العَمِمِ


وعندما ذكر العفو والرحمة من الله رجا أن تكون الرحمة مقسومة حسب العصيان ، لا الإحسان ، فقال :


لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم


وفي آخر هذا الجزء يختم القصيدة بالصلاة والسلام الدائمين على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الجزء يكثر فيه دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به وإضافة صفات ربانية إليه ، وإن كان الجزءان السابقان لا يخلوان من مثل ذلك ، كقوله :


أقسمت بالقمر المنشق أن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم


وقوله :


ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضم


هذه هي ميمية البوصيري التي كان لها أعظم الأثر في المديح النبوي ، وتحويلها من مسارها السليم إلى مسار مليء بالانحرافات الشرعية ، وقد ساعد المتصوفة وأصحاب الطرق على نشرها بغنائها وانشادها وتلحينها في كل مناسبة حتى الحروب فضلاً عن الأفراح والأحزان والموالد المبتدعة واحتفالات الحجيج .



ولم يقتصر أثرها على العامة ، بل تعداه إلى الخاصة ؛ إذ تزاحم الشعراء العرب وغير العرب على تقليدها ، وتفننوا في ذلك حتى أنشؤوا فيها فنوناً أدبية منها :


أ- البديعيات التي تسير على نهجها وزناً وروياً ومضموناً وأجزاءً ، ويكون كل بيت من أبياتها خاصاً بلون من ألوان علم البديع في البلاغة كبديعية صفي الدين الحلي (750 هـ) ومطلعها :


إن جئت سلعاً فسل عن جيرة العلم * * * واقرا السلام على عرب بذي سلم


وبديعية عز الدين الموصلي ومطلعها :


براعة تستهل الدمع في العلم * * * عبارة عن نداء المفرد العلم


ب- المدائح النبوية التي فيها التورية بكل سور القرآن ، ومن أشهرها قصيدة ابن جابر الأندلسي (780 هـ) ، ومطلعها :


في كل فاتحة للقول معتبرة * * * حق الثناء على المبعوث بالبقرة


وقد عارض ابن جابر في قصيدته هذه عدة شعراء حتى أُلِّف فيها كتاب مستقل وهو كتاب : (المدائح النبوية المتضمنة لسور القرآن الكريم لهاشم الخطيب) .


ج - معارضتها وتشطيرها وتخميسها وتسبيعها ... ومن أشهر من عارضها من المحدثين : محمود سامي البارودي بمطولة بلغت (447 بيتاً) هي : (كشف الغمة في مدح سيد الأمة ! ) ، ومطلعها :


يا رائد البرق يمم دارة العلم * * * واحْدُ الغمام إلى حي بذي سلم


وأحمد شوقي في قصيدة في (190 بيتاً) سماها : (نهج البردة) ، مطلعها :


ريم على القاع بين البان والعلم * * * أحل سفك دمي في الأشهر الحرم


وقد زاد الغلو في المدائح النبوية منذ عهد البوصيري إلى بدايات العهد الحديث ، ومن أمثلة هذا الغلو والمغالين محمد بن أبي بكر البغدادي الذي صنف ديواناً كاملاً باسم : (القصائد الوترية في مدح خير البرية) نظم فيه 29 قصيدة ، وكل قصيدة منها 21 بيتاً . بحيث تبدأ أبيات كل قصيدة بحرف وتنتهي به نفسه ، ومن مدحه الغالي قوله :


أغثني ، أجرني ، ضاع عمري إلى متى * * * بأثقال أوزاري أراني أُرزأُ


وقوله :


ذهاباً ذهاباً يا عصاةُ لأحمد * * * ولوذوا به مما جرى وتعوَّذوا


ذنوبكم تُمحى وتعطون جنة * * * بها دُرَرٌ حصباؤها وزمرد



ومن أشد الغالين : عبد الرحيم البرعي اليماني ، فله ديوان شعر أكثره مدائح نبوية ، ومن مدحه الغالي قوله :


سيد السادات من مضر * * * غوث أهل البدو الحضر


وقوله :


يا سيدي يا رسول الله ، يا أملي * * * يا موئلي ، يا ملاذي ، يوم تلقاني


هب لي بجاهك ما قدمت من زلل * * * جوداً ورجح بفضل منك ميزاني


واسمع دعائي واكشف ما يساورني * * * من الخطوب ونفِّس كُلَّ أحزاني


وكذلك أكثر من عارض البردة قديماً وحديثاً - وما أكثرهم - تأثر بما فيها من غلو .


وقد تأثر كذلك المتأخرون بهذا الغلو ، فمستكثر ومستقل ، فهذا البارودي يقول :


أبكاني الدهر حتى إذ لجأت به * * * حنا علي وأبدى ثغر مبتسم


وهذا أحمد شوقي يقول :



فالطف لأجل رسول العالمين بنا * * * ولا تزد قومه خسفاً ولا تسُمِ


ويقول في أحد المدائح الخديوية :



إذا زرت يا مولاي قبر محمد * * * وقبَّلت مثوى الأعظم العطرات



فقل لرسول الله : يا خير مرسل * * * أبثك ما تدري من الحسرات


وهذه شاعرة معاصرة ألفت كتاباً كاملاً من شعر *******ة باسم : (بردة الرسول) من أجل أن تشفى من مرض عانت منه طويلاً ، ملأته بالغلو ، ومن مثل قولها :


يا سيدي ، اسمع دعائي ... كن مًعين


وأجب رجائي ، يا محمدنا الأمين


أما هذا الغلو عند شعراء الصوفية ومقلديهم فأشهر من أن أشير إليه هنا .


ومما سبق نستخلص أن المدائح النبوية الغالية منذ البوصيري ومن قلده لا علاقة لها بالمدائح النبوية قبلها ؛ لأنه شتان بين التصور الواقعي البشري كما صوره شعراء المديح النبوي الأوائل من أمثال كعب بن زهير وكعب بن مالك وحسان بن ثابت ، ومعاصريهم ، وبين التصور المتأخر للرسول - عليه الصلاة والسلام - عند شعراء المديح النبوي المتأخرين الذين أحالوا شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سلسلة طويلة من الخوارق والمعجزات والقدرات فوق الطبعية ، حتى بات النبي -صلى الله عليه وسلم- ذا طبيعة إلهية لا بشرية [4] .


ومع هذا فقد بقي كثير من الشعراء قديماً وحديثاً بمعزل عن هذا الغلو ، ولكن الحديث الآن ليس عنهم ، والله أعلم .


________________________


* (1) المستدرك على الصحيحين ، 9/3 ، وغريب الحديث لابن قتيبة 1/ 463 ، وانظر الإصابة في ترجمة أم معبد .


* (2) دراسة محمد النجار لبردة البوصيري ، ص 62 عن كتاب المقفى للمقريري .


* (3) دراسة محمد النجار للبردة ، ص 11 .



النقول التي سبقت كلها من ملتقى اهل الحديث و لمن أراد تنزيلها على شكل ورد فهذا الرابط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26895
 
والفقير له عودة قريبة للتعقيب على أخي السلفي



وفهمك لما كتبته ليس كما أراده الفقير

ساعود للرد فلا زلت في عملي
الحمد لله رب العالمين
صراحة اخي الكريم فرحت لمّا بينت لي أنني اخطات في فهمي لأني كنت أخشى عليك الكفر والعياذ بالله فكما لا يخفى عليكم اخي الكريم
أنه من يدعي علم الغيب المطلق سواء للرسل أو الملائكة أو غيرهم فهو كافر كفر أكبر خارج عن الملة
ساجيبك ببعض ما أعرفه ريثما أعاود لك

إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشّر بعض أصحابه بالجنة فهل هو غيب لا بل أخبره بذلك سيدنا جبريل عليه السلام بأمرٍ من الله

خاطب الجبل مرةً وقال صلى الله عليه وسلم :

اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان فهل كان مطّلع على الغيب

أخبرنا بأنه سيكون آخر رجل يدخل الجنة كيف هو حاله وكيف يتذلل لله إلى أن يدخلها فل هذا اطلاع على الغيب

اخي سلفي :

لا داعي لتكبير الآيات لمقاس 6 او 7 فيكفي 5 فنظري مليح بحمد الله

بارك الله فيكم على الجواب اخي الكريم
وكبرت لك الخط ليس ظنّا بأنك لا ترى جيدا وإنما لينظر اليها قلبك جيدا ....
فالحمد لله اخي الكريم على سلامة نظرك
فاللهم عافينا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا ابدا ما احيتنا
.....
فالحمد لله نحن نتفق مع بعض في أن كل ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من الغيب الماضي والحاضر والمستقبل مثل بدء الخلق والقيامة والجنة والنار وأشراط الساعة والملائكة والأنبياء كل ذلك بوحيٍ من الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
وقال تعالى ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك )
وقال تعالى ( قُل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إِني ملك إِن أتبع إِلا ما يوحى إِلي )
فلذلك يجب تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام في كل ما أخبر الله به في أمور الغيب وغيرها لأنه الصادق المصدوق فمن كذبه ولو في خبرٍ واحد يعلم أنه ثبت فإنه بذلك يصير مرتدا عن الإسلام إن كان مسلما
================


إن الله لم يطلع على غيبه قال تعالى :

عالم الغيب فلا يظهرعلى غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسولٍ فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً
صدق الله العظيم . الجن 26 ــ 27

أي إن الله يطلع بعض غيبه لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام بلوبعض خواصه

بدليل قول سيدنا عمر رضي الله عنه وهو على المنبر :

ياسارية الجبل .. الجبل

فمن أين عرف وهل أوحى الله له

هنا تكون الكرامة ولن أشعّب الأمر

فإنني بحاجة لأن أسأل أهل العلم لأفيض لأعطيك الجواب الشافي أكثر
اخي الكريم محمد م
اتفقنا على ان الرسل ممكن ربنا يطلعهم على الغيب وهذا واضح
في قوله تعالى
عالم الغيب فلا يظهرعلى غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسولٍ فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً
أما الصحابة والأولياء فهذا لا اتفق معك اخي الكريم
والأية تبين غير ما ذكرت إلا ان كنت تعتقد ان الصحابة والأولياء رسل....
أما القصة التي ذكرتها لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه في قوله يا سارية الجبل
فأولا نطالب بصحة هذه القصة؟؟؟
هل هي صحيحة ثابتة100/100؟؟؟؟
ام انها ضعيفة؟؟؟؟ اترك لك الاجابة...
وان سلمنا بصحة طريق ابن عجلان
فمما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس
ذلك بغريب عنه فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس
فيه أن عمر كشف له حال الجيش و أنه رآهم رأي العين فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب و الاطلاع على ما في الصدور

و الله عز وجل يقول في كتابه : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) .فهل تعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن
يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم سبحانك هذا بهتان عظيم .
على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان
الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج و يضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء أمطري
فتمطر و للأرض أنبتي نباتك فتنبت و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة ...
أما بخصوص الرد على القصيدة فاخي الكريم ابا الليث نقل لنا كلام اهل العلم فيها فيا ليت تقرء تلك المنقولات الرائعة المفيدة
 
آخر تعديل:
اخ محمد هذه المرة الثالثة اطلب تفسير هذه الاية






قل لا املك لنفسي نفعا ولاضرا الا ماشاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من​


الخير ومامسني السوء ان انا الانذير وبشير لقوم يؤمنون​

أعتذر عن تأخري فإني أردت أن آتي بالتفسير مفصلاً من أحد الكتب ولو أن معناها واضحاً

أيضاً أحببت أن أعقب على ردك بآن واحد

تفسير الآية:

أي قل لهم يارسول الله : أنا لا أملك لنفسي أن أجلب لها نفعاً ولا أن أدفع عنها شرّاً إلا بمشيئة الله

ولو كنت أعرف الغيب وماسيحدث في الدنيا لحصلت كثيراً من منافع الدنيا وخيراتها ودفعت عن نفسي الأحداث والكروب


وما أصابني شيء من الأذى والضرر ، ولكنني لا أعلم ذلك ، ولذلك يصيبني المكروه والأذى وما أنا إلا عبد مرسلٌ من عند الله لتذكير الخلق بالنافع والضار ، أبشر المؤمنين ، وأنذر الكافرين

وخص المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون بهداية الأنبياء
(التفسير الواضح الميسر لسيدي الشيخ محمد علي الصابوني حفظه الله ص 478 ــ 479 )

لكن كيف نربط هذه الآية مع الآية التالية :

عالم الغيب فلا يظهرعلى غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسولٍ فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً

صدق الله العظيم . الجن 26 ــ 27

يقول أخي السلفي إلا من ارتضى أي بعض الرسل عليهم الصلاة والسلام وبعض الخواص فمن هم الخواص وأعطيني مثالاً عنهم بالإسم ؟


الآن اسمعا أخوي:

بداية تقول أخي السلفي أن رواية سارية ضعيفة لكن من هو أعلم منك وهو سيدي الحافظ ابن حجر رضي الله عنه قال :

حديث حسن
( ج2 ص 380)


أخرج سيدي البيهقي رضي الله عنه في الدلائل عن أبي هدبة الحمصي قال :
أخبر سيدنا عمر رضي الله عنه بأن أهل العراق قد حصبوا أميرهم فخرج غضبان فصلى فسها فيها في صلاته فلمّا سلّم قال:
اللهم إنهم قد لبسوا علي فالبس عليهم وعجّل عليهم بالغلام الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية لايقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم
قلت: أشار به إلى الحجاج
قال أبو لهيعة : وما ولد الحجاج يومئذٍ
(تاريخ الخلفاء لسيدي السيوطي ص 137 طبعة دار القلم العربي )
عن عروة عن أبيه رضي الله عنهما عن عائشة رضي الله عنها :

أن أبا بكر رضي الله عنه لما حضرته الوفاة دعاها فقال :
إنه ليس في أهلي بعدي أحد أحب إلي غنى منك ، ولا أعز عي فقراً منك وإني كنت نحلتك ( وهبتك أو أعطيتك ) من أرض بالعالية جداد ( جداد بالفتح والكسر :صرام انخل وهو قطع ثمرتها ) عشرين وسقاً ( وسق : 60 صاعاً أو حمل بعير يقال أوسق البعير : حمّله حملاً ) فلو كنتِ جددتهِ تمراً عاماً واحداً انحاز لك ، وإنما هو مال الوارث ، وإنما هما أخواكِ وأختاكِ.
فقلتُ : إنما هي أسماء ( أي ليس لي إلا أختاً واحدة وهي أسماء) فقال : وذات بطن ابنةِ خارجة ، قد ألقي في روعي أنها جارية فاستوصي بها خيراً ، فولدت أم كلثوم
( أخرجه ابن سعد في الطبقات ذكر وصية أبي بكر ج3 ص195 )

قال التاج السبكي رضي الله عنه :
وفيه كرامتان :
الأولى : إخباره أنه يموت في ذلك المرض
والثانية : إخباره بمولود يولد له وهو جارية ، والسرُّ في إظهار ذلك استطابة قلب عائشة رضي الله عنها في استرجاع ماوهبه لها ولم تقبضه ، وإعلامها بما يخصها ، لتكون على ثقة ، فأخبرها بأنه مال وارث ، وأن معها أخوين وأختين
( حجة الله على العالمين للشيخ يوسف النبهاني البيروتي ص 860 )

فهذه بعض أدلة عن الكشف عن غيبيات علمهم الله إياها فأنا لم أقصد أنهم يعلمون الغيب من تلقاء أنفسهم

ولا يقول ذلك إلا غبي أحمق أرعن

وإن شئت زدتك
ونقطة بحثنا الأساسية قصيدة البردة
 
آخر تعديل:
1- يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا أَضلَّ أحدكم شيئًا ، أو أراد أحدكم عونًا ، وهو بأرضٍ ليس بها أنيسٌ ، فَليقلْ: يا عِبَادَ اللَّهِ أَغِيثُونِي ، يَا عِبَادَ اللَّهِ أَغِيثُونِي ، فإِن لله عباداً لا نراهم


فهل يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإشراك ؟
حاشا وكلا
والحديث هنا عن الشفاعة وكلنا يعلم الحديث عندما يتوجه الخلق للأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويلوذون بهم حتى نستقر إلى حبيب الحق وسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

والسؤال هنا لكم :

لِمَ لَمْ نَلُذْ باللهِ وحده ولِمَ نتعب أنفسنا من نبي لنبي عليهم الصلاة والسلام أجمعين ونحن نعلم أن الله موجود ؟

منتظر جوابكم


2- فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه: { وإن لنا للآخرة والأولى } فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال: { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.

أعيد مرة أخرى انت تقول وفق ما أتيت به أن الله وحده يعلم ما باللوح
حسناً السؤال :

هل اللوح والقلم الذي خطه علما بذلك وهل يحتاج الله لخط علمه في لوح محفوظ

ثم إن الله أمر القلم بكتابة ماكان وما يكون إلى يوم القيامة

إلى يوم القيامة

إلى يوم القيامة

فماذا بعد هذا اليوم هل انتهى علم اللوح والقلم ؟ طبعاً نعم بيد أن علم الله لا نهاية له

وأذكرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ما سيكون بعد يوم القيامة وأخبرنا به
وقد اتيت بشواهد تجدها بردودي السابقة لا داعي لإعادتها


3- ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.

والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل: { وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80].

والله تعالى يقول: { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17].

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: { إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم

وقد ضعفه الألباني

لكن هذا لا يعني أنه كفرٌ وما رأيت حديث يدحض حججكم إلا وضعفتموه
أيضاً


إجماع الصحابة على التوسل بذوات الأنبياء والصالحين جائز

فكما روى البخاري في صحيحه باب الاستسقاء أن سيدناعمر رضي الله عنه قال متوسلاً بالعباس رضي الله عنه :

اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا

قال عمر رضي الله عنه خطاباً للصحابة :

فاتخذوه ــ أي ــ عباساً رضي الله عنه وسيلة

فلم ينكر احد من الصحابة على عمر رضي الله عنه في قوله وفعله. واستسقى سيدنا معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه توسلا بيزيد بن الاسود بمحضر الصحابة والتابعين كما مر رواية ابن سعد في الطبقات فلم ينكره احد من الحاضرين على سيدنا معاوية رضي الله عنه

فثبت اجماع الصحابة والتابعين على جواز التوسل بالذوات، ولو كان التوسل بذوات الصالحين شركاً او حراماً او ممنوعاً لما توسل سيدناعمر وسيدنا معاوية رضي الله عنهما بالصالحين ولما سكت سائر الصحابة والتابعين على فعلهما

وقد صرح ابن تيمية في رسالة التوسل والوسيلة بانعقاد اجماع الصحابة في القضيتين المذكورتين وقال :

قال عمر رضي الله عنه في دعائه الصحيح المشهور باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهورة لما اشتد بهم الجدب حتى حلف عمر لا يأكل سمناً حتى يخصب الناس ثم لما استسقى بالعباس قال :اللهم اناكنا، الى اخر الحديث.

هذا الدعاء أقره جميع الصحابة ولم ينكر عليه أحد مع شهرته وهو من اظهر الاجماعات الاقرارية ودعى بمثله معاوية بن سفيان في خلافته، انتهى كلامه. وكذا انعقد اجماع الصحابة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في زمن عمرو وعثمان بن عفان رضي الله عنهما إذ جاء رجل الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :يارسول الله استسق لامتك فانهم قد هلكوا .فاتى الرجل في المنام فقيل له ائت عمر رضي الله عنه وقل انكم مسقون فقال عمر اللهم ما الوا لا ما عجزت
كما رواه ابن شيبة والبيهقي والبخاري وابن عبدالبر وغيرهم

وكذا في قصة الرجل الذي يختلف على عثمان بن عفان في حاجة له ولا يلتفت اليه عثمان فلقى الرجل عثمان بن حنيف فعلّمه عثمان بن حنيف الدعاء :

اللهم إني اسألك وأتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد! اني توجهت بك الى ربي في حاجتي، الى آخر الحديث.

فلم ينكر عمر رضي الله عنه ومن بمحضره من الصحابة على بلال بن الحارث في قوله وعمله ولذا لم ينكر عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن بمحضره على الرجل ولا على عثمان بن حنيف في قولهما وعملهما بل اعترف عمر وعثمان رضي الله عنهما ببركة اصحاب القصة. وكذا اذا اشتهر بشارة السقاء اشتهر سبب البشارة

الذي هو استسقاء بلال بن الحارث المزني برسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :

يارسول الله استسق لأمتك

فلم ينكره احد من الصحابة ومن بعدهمأ فهذا هو الاجماع السكوتي من الصحابة والتابعين وقد اعترف ابن تيمية بانعقاد هذا الاجماع بقوله هذا ادعاء عمر اقره عليه جميع الصحابة ولم ينكره عليه احد مع شهرته وهو من اظهر الاجماعات الاقرارية ودعا بمثله معاوية بن ابي سفيان في خلافته كما مر قوله.

واعلم أن سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام توسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليغفر الله له

4- فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً * * * وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد ؟

ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها:{ سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري.

هذا من باب التدلل وحسن الظن برسول الله صلى الله عليه وسلم

لا كما البعض يسيء الظن بالصالحين

وقد وردت أحاديث بذلك ولو كانت ضعيفة إلا أنه يستأنس بها من باب حسن الظن فلا تسقط مع من سقطوا


5- لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم

ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى: { إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] .

والله تعالى يقول: { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156].

لا داعي لكل هذه الاستدلالات فإنه قال :

لعل اكرر لعل

اي لعل الرحمة تكون على عظم الذنب فإن ذنوبه كثيرة ويتأتيه رحمات مضاعفة فتنبه أرجوك

6- وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى: { وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99].

أخي الكريم الدنيا أهون عند الله من جناح بعوضة أفلا يكون خقها كرمى لعيونه صلى الله عليه وسلم

كنت أود إضافة حديث إن أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر لكنه وحسب البعض موضوع مع أنه حسنه البعض ولذلك لم أورده
لكن أقول لك :

إن كانت القبلة اختارها الله كما أرادها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فماذا تعني الدنيا أمام القبلة

وأما الآية :

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

فكيف كنا سنعرفه ونعبده لولاه صلى الله عليه وسلم

وقله العدم : لغة كما في اللسان الحمق وفقدان الشيء أي الزيغ والضلال

فهل نعتبر أن هناك أمة إن كانت على ضلالة وفي زيغ عظيم

لا والله لا يعترف بها وستكون أسفل السافلين

7- أقسمت بالقمر المنشق إن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: { من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد.


قال الإمام العلامة الفقيه المحدث شيخ الإسلام أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى(909 -973 هـ) في كتابه الماتع العُمدة في شرح البردة ص 378 طبعة دار الفقيه - الإمارات العربية المتحدة, تحقيق وتعليق بسام محمد بارود, تقديم الداعية الإسلامي الكبير علي زين العابدين الجفري, تقريظ الدكتور محمد سليمان فرج :

أقسمتُ بالقمر المنشق إن له *** من قلبه نسبةً مبرورة القَسَم
أقسمت : أي حلفتُ.
بالقمر : أي بربه أو خالقه أو ما يؤاخي ذلك, لأن الحلف بغير الله لا يجوز, لخبر: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت

وهذا من باب حسن الظن به رضي الله عنه فكيف نؤول كلامه على الشرك وهو يمدح خير البرية صلى الله عليه وسلم وينصح نفسه ويعلم الخير

أما الله سبحانه فيجوز في حقه أن يقسم بما شاء من خلقه , وهو في القرآن كثير كقوله تعالى ( والطور) ( والشمس) (والليل) ( والضحى) وغير ذلك.
المنشق: أي المنفلق.
إن له : صلى الله عليه وآله وسلم, وهو من أمهات المعجزات, وأصول الكرامات التي لم تقع لغيره صلى الله عليه وآله وسلم من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين

ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:


8- لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ * * * أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!

وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.

هذا كلام مخالف للصواب، عري عن التحقيق ؛ لأن البوصيري هنا يصف ويتلذذ بالوصف والمناجاة

ولا يقرر عقيدة، ثم هو أنكر أن تحيا الموتى بذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فما مناسبة التحامل عليه وقد أنكر الموضوع؟

ثم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أحيى الله به القلوب، فما المانع من أن يحيي به الموتى، إلا أنه تعالى لم يفعل ذلك لحكمة يريدها تعالى

وهاهو سيدنا عزير عليه السلام، وسيدنا عيسى عليه السلام، وهما دوناه قدراً ــ أي ـ من المصطفى صلى الله عليه وسلم كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد أحيى الله تعالى على أيديهما الموتى

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بنص القرآن "رحمة للعالمين"، ومن عموم الرحمة إحياء الموتى، ولكن لم يكن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فلو ناسبت قدره آياته عظما، لعمت رحمته حتى الموتى فأحياهم الله تعالى عند ذكر اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم

وقوله بأن الشراح قالوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤت معجزة تناسب قدره، حتى القرآن الكريم...​

أقول :فهذا بهتان كبير، فمن قال بذلك من الشراح، وما هو نصه، وأين يقع؟...لم نر ولم نسمع قط بهذا...ولا يقتضيه لفظ الشاعر أبدا، ولا يفهم منه ذلك قطعا...​

وختاما، هذه رقائق ومبالغات لا حصر لها في كلام الشعراء قديما وحديثا، من مدح سعدى وسلما، والدن والدنان، ومن مدح الأنبياء والرسل عليهم السلام، فلا يجب أن نتعامل معها كما نتعامل مع النصوص الفقهية والبحوث الأصولية، لأنه تعارف أنها ألفاظ لا تقتضي ظواهرها، والمعروف عرفا كالمشروط شرطا كما لا يخفى على من يعلم علم الأصول...والله الموفق للصواب، والسلام...​

الإمام ابن حجر الهيتمي في "المنح المكية بشرح الهمزية البوصيرية" ج1 ص105:

ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه - وهذا كذب وافتراء- حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح.

علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : { أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد.
والند: المثل والشريك.

لم يعنفه ولم يقل له أشركت بالله ولم يحذر أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين من هذا الرجل كما أنتم عليه

فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


أسأل الله أنني وفقت في الدفاع عن سيدي البوصيري رضي الله عنه أحد أعلام التصوف

ولن يثنيني عن اعتقادي بهم شيء فلا ولت لمأرَ حجة بالغة من أحد إخواني السلفيين
 
آخر تعديل:

أعتذر على تأخري بالرد أخيتي

وما ذلك إلا لأتكلم بالدليل من الكتاب والسنة

حفظك الله على هذه القصيدة اليتيمة والعصماء

عموماً رددت بما علمته وتعلمته
 
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
مهما اسال اعداء الصوفية من حبر في ذم هذه القصيدة التي لم يكتبها البويصري الا حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فانني احفضها كلها وافسرها كما قصدها لا كما يفسرها المكفرون والطاعنون
اتساءل لماذا يجزم البعض ان الصوفية كلهم فرقة ضالة ويكفرونهم ويؤكدون على مصيرهم
هل تجزمون سادتي ان الامام البويصري ضال ؟
ولماذا لا تقفون مواقفكم هذه تجاه الرافضة والشيعة وبكل هذه الحدة ؟
لا ننكر أن المغالاة والبدع احاطت ببعض المتصوفين لكن ليس الى حد التكفير والاتهام بالضلال بل ان البعض زج بهم في النار قبل قيام الساعة
اشكر الاخ محمد م على كل ما تفضل به
 
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
مهما اسال اعداء الصوفية من حبر في ذم هذه القصيدة التي لم يكتبها البويصري الا حبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فانني احفضها كلها وافسرها كما قصدها لا كما يفسرها المكفرون والطاعنون
اتساءل لماذا يجزم البعض ان الصوفية كلهم فرقة ضالة ويكفرونهم ويؤكدون على مصيرهم
هل تجزمون سادتي ان الامام البويصري ضال ؟
ولماذا لا تقفون مواقفكم هذه تجاه الرافضة والشيعة وبكل هذه الحدة ؟
لا ننكر أن المغالاة والبدع احاطت ببعض المتصوفين لكن ليس الى حد التكفير والاتهام بالضلال بل ان البعض زج بهم في النار قبل قيام الساعة
اشكر الاخ محمد م على كل ما تفضل به

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

بارك الله فيك وسترك وصانك ايتها الفاضلة

نعم هناك من غالى ولكن كما تفضلتي بعضهم وما أخذنا عنهم شيء مما غالوا به


والشكر لك أخية

كل الشكر والامتنان لك

وفقك الله لما يحبه ويرضاه يا فاطم الزهرا
 
قال عمر رضي الله عنه خطاباً للصحابة :

فاتخذوه ــ أي ــ عباساً رضي الله عنه وسيلة

لم يحدد بحال حياته أو حتى بعد وفاته فإني أعلم ردكم مسبقاً

ستقولون كان التوسل بحياة النبي صلى الله عليه وسلم

وقد سقت لكم أحاديث تدل على التوسل بعهبعد موته تجدونها أعلاه
 
آخر تعديل:
تم تصحيح أخطاء املائية ونحوية بردودي السابقة ولونت بعضها للتوضيح أكثر

فمن شاء فليعاود قراءتها

وأعتذر عن الأخطاء فجلَّ من لا يخطئ
 
آخر تعديل:
محمد.م
.:: عضو بارز ::.


صحبت أهل التصوف منذ زمن وما رأيت منهم ما يجعلني أشك

بل ما يجعلني أشك هو تكفير إخواننا السلفيين لهم

وإن حاد أحدهم لا يعني أن أتركهم

فجميع من صحبتهم وسمعت لهم ومن بينهم سيدي أحمد قلاش رضي الله عنه وقد مكث فترة سنوات عديدة في السعودية

وعاد وقد اتبعه خلق كثير وتصوفوا فكيف تركوا أهل السنة والجماعة إن اعتبرت أن الصوفيين ليسوا على حق حسب قول البعض
******************************

مشكور الاخ محمد لقد وفيت وما قصرت ..​

والصوفية والمتصوفة فرق .. والحكم على الجميع بالشرك نوع من الغلو وعدم الموضوعية في الحكم​

وإن أخطأ فرد او فرقة .. فلا يتحمل الجميع وزر ذلك​

لكن المتتبع لأخواننا السلفيين يرى أنهم يحكمون علي جميع الصوفيين اليوم بالشرك وعدم صحة​

العقيدة ..الخ​


اللهم ارنا الحق حيث كان وارزقنا اتباعه .. والسلام.​


الشكر لك بارك الله فيك

كفيت ووفيت وأتيتنا بزبدة الكلام

حفظك الله وأعلى شأنك في الدارين

الغالي عالي :

سلامي لك على ردك الذي أثلج صدري
 
القصيدة ماشاء الله جميلة ورائعة لولا ان كاتبها صوفي وما احتوت من شركيات عظام

فالله المستعان وعليه التكلان

يا أختنا فإنه لا يجوز سماع هذه القصيدة ولا قرائتها لما احتوته من شرك وفرط في خصال رسول الله

واليك اختي هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94912


بارك الله فيك أختي
وجزاك خيرا وجعل كلامك الطيب في ميزان حسناتك
 
لعمرك إن كنت محبا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع


كيف يكون هذا محبا لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يناقذ دعوته و يدعوا للشرك بالله
فلا داعي للاهتمام بهذه القصائد بل المحب لرسول الله يهتم بسنته و بتطبيقها

حفظك الله أخي ورفع قدرك
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top