التنشئة الاجتماعية 3(مشكلات التنشئة الاج للطفل)

أم لينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
18 سبتمبر 2012
المشاركات
2,192
نقاط التفاعل
5,221
النقاط
111
العمر
39
do.php


do.php


أعزائي زوار منتدى اطفال الجزائر في العدد السابق تطرقنا الى علاقة الطفل بالأسرة و اهمية ذلك في تكوين شخصية الطفل الذي سيصبح عضو فعال في مجتمعه .
هذه المرة سنتطرق الى المشاكل التي تواجه التنشئة الاجتماعية للطفل على مختلف الاصعدة، و نستهل اولى المشاكل التي يصادفها الاهل الا و هي:

المشكلات المتعلقة بالبكاء لدى الأطفال

do.php



إن أول شيء يبدأ به الإنسان حياته هو البكاء ، ولعل أحسن تعليل لبكاء الطفل في الوهلة الأولى هو أنه تعبير عن الشعور الشديد بالعجز المطلق تجاه الواقع الجديد ، وكأن لسان حال الوليد يقول: أغيثوني أغيثوني ، ولعل بكاء الوليد هو البكاء الوحيد الذي يجلب السعادة العظيمة للوالدين ، وللأهل لأنها تعني بالنسبة لهم انتهاء عملية الولادة والخلاص من آلام المخاض والوضع ، وللمشرف على الولادة لأنه يعني بالإضافة ، تمتع الوليد بالصحة والقوة وسلامة الأجهزة العصبية والتنفسية بصورة خاصة .

do.php


ويجمع الخبراء أن الصراخ هو الامتحان الأول للرباط الذي بين الطفل وأمه ، فإذا ترجمت صراخ الطفل ، وقمت بتلبية رغباته على الفور فإننا بذلك نعطينه الشعور بالاطمئنان والثقة ، وفي نفس الوقت عندما ننجح في تهدئة الطفل الصغير المتضجر ؛ فإن هذا يعطي قدراً من الثقة التي نحتاج إليها كثيراً ، وبخاصة في الشهور الأولى المليئة بالقلق والتوجس .
بكاء الطفل يحتاج إلى تفهم وتعرف على أسبابه الكثيرة بدلاً من تفسيره بشيء واحد فقط واستبعاد باقي الأسباب ، (ليس كل بكاء سببه جوع) ، وهذه مشكلة كثير من الأمهات الجدد اللاتي قد يلجأن للرضاعة الزائدة عن الحد ، إما حرصًا شديدًا منهن على أن يكبر الرضيع سريعًا أو فهمًا خاطئًا لكل بكاء على أنه جوع ، وبالتالي يتم إغراق القناة الهضمية بكمية كبيرة من اللبن الذي يؤدي إلى الارتباك المعوي ، وبالتالي المغص والانتفاخ ، وبالتالي البكاء الذي يفسر خطأً على أنه جوع مرة أخرى ، وتحاول الأم التغلب عليه بمزيد من الرضاعة ، وهكذا تستمر الحلقة المفرغة التي لا تنتهي :
بكاء ، رضاعة زائدة ، أرتباك معوي ، بكاء ، رضاعة زائدة ، ارتباك معوي ، بكاء، ...، وتستمر المشكلة وفي هذه الحالة يكون وزن الطفل زائدًا عن المعدل الطبيعي لسنّه ، ولا توجد أسباب أو مشكلات صحية أخرى ؛ لذا يجب على الأم إرهاف الحواس والبحث عن سبب البكاء أو أسبابه الكثيرة غير الجوع المتهم دائمًا دون دليل .
خصائص بكاء الطفل :

do.php


أوضحت الأبحاث أن معظم الأطفال في عمر " أسبوعين " يبكون حوالي ساعتين يومياً ، وفي عمر" ستة أسابيع " يزداد البكاء إلى ثلاث ساعات يومياً ، وعند عمر" ستة أشهر" يقل مرة أخرى إلى "ساعة " واحدة يومياً ، غير أن هذه مجرد متوسطات ، وقد يبكي بعض الأطفال أكثر من ذلك أو أقل ، وقد لا يعبر بكاؤهم بوضوح عن الألم أو الجوع أو الملل ، ومن ثم فإن الأمهات تستغرق وقتاً أطول حتى يدركن ما يضايق أطفالهن .

do.php


كما أن جزءاً كبيراً من طبيعة المزاج يولد مع الشخص ، ولذلك فإن كثيراً من المواليد ذوي المزاج المتقلب يسفرون بعد ذلك عن أطفال أكثر تهيجاً.

ومن ناحية أخرى قد يكون المغص أحد المشاكل الفسيولوجية التي تؤدي إلى الصراخ عند كثير من الأطفال الذين يصبحون أهدأ بكثير بمجرد تخلصهم منه.

وسواء كان الطفل سريع الغضب ، أو مسترخي البال فإن طبيعة بكائه ستستقر على منوال ثابت خاص به عند بلوغه "6 أسابيع " من عمره ، غير أنه إذا حدث تغير مفاجئ في طبيعة بكائه أو معدل تكراره فقد يشير هذا إلى وجود مشكلة ما وأنه لا بد من عرضه على الطبيب.
لا يفرق الطفل حديث الولادة بين النهار والليل فى البداية ، والأطفال الرضع تحت سن "6 شهور" تستيقظ ليلاً (وهو الميعاد غير الطبيعى للاستيقاظ عند الكبار) ، لأن الطفل يحتاج إلى وجبة وخاصة فى الثلاث أو حتى الأربع أشهر الأولى من ميلاده لأن جهازه الهضمى يحتاج إلى العمل بعد انقضاء حوالى أقل من" ست ساعات " ، لكن الأطفال لا تستيقظ ليلاً من أجل الجوع .
فى بداية ميلاد الطفل يكون الأعتماد كلياً على من يقدمون العناية به وخاصة الاعتماد الروحى والعاطفى ، وبنمو الطفل سيكبر معه شعور الطمأنينة بأن الأم موجودة عندما يحتاج لها الطفل لأن الإدراك عنده ينمو ، وتبدأ الأم فى الإحساس بحريتها ، والتخلص من الروتين الذى يكاد تضيق به ذرعاً والذى تدور فى فلكه يوماً بعد يوم .

ويبدأ الطفل مع الإدراك فى الاعتماد على نفسه قليلاً سواء من اللعب مع نفسه ، ومحاولة تسليتها ولكن تبقى احتياجاته الأساسية من الطعام والنو م والدفء والاهتمام ، أى أن للروتين مكان فى حياة الأم على الدوام لكنه يتغير بتغير اهتمامات الطفل ونموه وتقدمه فى العمر، وعلى الأم أن تكون مرنة لا تحاول وضع أسئلة لهذا النمط الروتينى لحياتها الجديدة لأن ذلك سيمثل عائقاً أمام فهمها لطفلها ، والمخرج الوحيد للأم لكى تتحمل هذا العناء من الروتين ولكى تستمر لتقديم الرعاية لطفلها لأنه يحتاجها هو العناية بنفسها وتقديم الطرف الاخر (شريك الحياة) المساندة المعنوية وأيضاً أفراد أسرتها .. أو إذا كان هناك من يعتنى بالطفل لمدة ساعة أو ساعتين من أجل الحصول على راحة من الأمومة.

do.php



لا يطلب الطفل أكثر مما يحتاجه ، وإذا كانت تبدو وكأنها طلبات صعب تحقيقها فهى كذلك لأنه مازال يجرب لكى يعرف ويتعلم ، فالطفل لا يستطيع فهم وجهة نظر غيره أن يضع فى اعتباره مشاعر الغير ، وحتى الطفل الصغير لا يعى إلا القليل من هذه المشاعر، لكن الطفل أو الطفلة خلال العام الأول من عمر ، والذى أخذ الرعاية والحنان يكون قد تولد لديهما شعور الثقة بأن أبواه موجودين عند الاحتياج إليهما وهو بذلك يتعلم معنى الانتظار والمشاركة.


لماذا يبكى الطفل:
يبكى الطفل لأنها وسيلة التعبير الوحيدة عن مشاعره فهو لا يتكلم لإبداء ما يريده .. ولا يسير لكى يأتى إلينا ويطلب ما يريده ، ويبكى لهذه الأسباب : إما لأنه جوعان يطلب طعامه من الرضاعة ، أو المص فقط لإراحته ، والسبب الثانى : أنه يحتاج إلى من يكون بجواره حيث يشعر أنه وحيداً ويريد من يحضنه ليشعره بالدفء والحنان ويتحدث إليه .. أو لأنه مبتلاً يريد ان يغير حفاضته ويشعر بالنظافة مثل الكبير .. أو لأنه يعانى من مغص ، ولا يرتبط البكاء بوقت بعينه ، ونوجز اهم أسباب بكاء الطفل وأسلوب فى السطور القليلة التالية :
أسباب البكاء :
وهناك أسباب كثيرة للبكاء ، ولكن أغلب أسباب البكاء يرجع إلى :
المغص والانتفاخ :
يجب الاهتمام بتجشيء الطفل : فالطفل يبتلع كمية من الهواء مع الرضاعة تسبب له بعض المشكلات ؛ لذا يجب العمل على تقليل مص الطفل للهواء بإرضاعه من الهالة السوداء وهي الدائرة السوداء المحيطة بالحلمة تحاول الأم إدخالها في فم الطفل وليس فقط الحلمة وهي ليست كبيرة ولا صعبة ، بل رخوة ويمكن إدخالها وضغطها بسهولة مع ترك مكان لأنف الطفل للتنفس.
يجب تجشيء الطفل في منتصف الرضاعة بأن تحمله الأم على كتفها (أن تكون معدة الطفل على كتف الأم وليس رأسه ، وذلك بأن ترفع طفلها بحيث يكون تجويف البطن في بروز الكتف) ، ثم تربت على ظهره حتى يتجشأ (يتكرع) بصوت مسموع تسمع خلاله الأم خروج الهواء. والتجشؤ مهم جدًّا في فترة الأشهر السبعة الأولى ، أي قبل جلوس الطفل بسبب مشكلة مص الهواء .

للبكاء أسباب أخرى عديدة منها:
*هناك البكاء الطبيعي الفسيولوجي :
من الطبيعي أن يبكي الطفل الطبيعي حوالي 3 ساعات في المتوسط يوميًّا .بكاء من أجل البكاء
ولكن الطفل إذا كان متقلب المزاج ولا يهدأ بسهولة فقد تجد الأم نفسها أمام مشكلة لا تعلم أسبابها ، وتصف الطفل وكأنه أكثر طفل متهيج في العالم ، أو تشعر بالاكتئاب لأنها فشلت كأم لهذا الطفل ، ولكي تستمر الحياة فلا بد في البداية أن تقبل أن بعض الأطفال يشتد صراخهم لمجرد أنهم في حاجة إلى هذا الصراخ ، ولعل هذا ليس بسبب خطأ من أحد الوالدين ، فالبكاء أحياناً يؤدي وظيفة معينة تفيد الطفل ، وإن كانت لا تفيد الوالدين ، ففي خلال اللحظات الأولى من الولادة يأخذ الطفل نفساً عميقاً لتتمدد رئتاه أثناء البكاء ، ومنذ هذه اللحظة وحتى يبدأ في استخدام الرموز والكلمات كوسيلة للاتصال فإن البكاء يظل هو اللغة الفعالة عند الطفل .
*يبكي الطفل طلبًا للغذاء حينما يؤلمه الجوع : وقد يكون العكس فقد يبكي بسبب الرضاعة الزائدة ، ووزن الطفل مهم للتفريق بين الحالتين ، فالطفل كثير البكاء قليل الوزن بكاؤه بسبب الجوع ؛ والطفل كثير البكاء زائد الوزن بكاؤه بسبب زيادة الرضاعة .
* يبكي الطفل طلبًا للنظافة
* يبكى الطفل بسبب البرد أو الحر أو اللف الزائد للطفل
* يبكي الطفل بسبب المشاكل الطبية بأنواعها : وأشهرها ارتفاع الحرارة وآلام الأذن ؛ بسبب إرضاع الأم أثناء نومه ؛ لذا على الأم أن تجلس أثناء الإرضاع حتى لا يدخل الحليب من حلق الطفل إلى الأذن الوسطى عبر قناة تسمى (قناة إستاكيوس) ، ويسبب لأذن الطفل التهابات ومشكلات عديدة ، وفي هذه الحالة تلاحظ الأم أن الطفل يهز رأسه يمينًا وشمالاً أثناء البكاء أو يفرك أذنه .
* يبكى الطفل بسبب المغص الطفولي الليلي (مغص الأشهر الثلاثة) : هناك نوع من المغص يحدث في الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل ، ويسمى المغص الطفولي الليلي ، ويكون شديدًا وصعبًا ، وقد يستمر مدة تتجاوز ثلاث ساعات ، وقد لا يجدي معه كل وسائل التهدئة ويحتاج إلى التعايش حتى ينتهي بعد مرور المدة وهي الأشهر الثلاثة الأولى.

وهو يبدأ مع بداية الليل ويكون تشنجيًّا مستمرًّا ، وقد يخفف من حدته نوم الطفل على بطنه أو حمل الطفل على الكتف في وضع الوقوف أو وضع كيس من الماء الدافئ على بطن الطفل ، مع استخدام الأدوية الخاصة بالمغص والانتفاخ ، وبعد الفحص الطبي والتأكد من عدم وجود مشكلة طبية وإذا لم تجدِ كل وسائل التهدئة فعلى الوالدين تدبير الأمر بهدوء ودون انفعال ، وبإذن الله تنتهي هذه المشكلة بمرور الأشهر الثلاثة ، مع التأكيد على عدم الانفعال أو التعامل مع الطفل بحدة ، فالطفل الباكي يحتاج إلى الحنان والاقتراب والحمل والهدهدة بآيات من القرآن الكريم أو بأشعار جميلة ، وقد ثبت علميًّا أن الأصوات التي تكرر بترانيم ثابتة تهدئ الطفل .
هل كل الأطفال مختلفون فى أسلوب بكائهم ؟
ولكل طفل بكاؤه المميز كبصمات أصابعه تماماً ، فبمجرد انقضاء الأسبوع الأول من حياة الطفل تستطيع معظم الأمهات التقاط نبرات الصوت المميزة لأطفالهن من غرفة مليئة بأطفال ينوحون .
كيف تفسر الأم صرخات طفلها المختلفة ؟

ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيع الأم من خلال شدة صرخة طفلها ، ودرجة نغمتها ، والوقت الذي تستغرقه ، أن تحدد المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:

الألم : صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية ، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا . وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.

الجوع : نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.

الملل : أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.

التوتر: أنين متضجر بشبه أنين الملل ، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة .

المغص : أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه.
واضافة إلى ذلك توجد بعض العلامات التى ترافق الطفل عند بكاءه ، وهى مايلى:
بكاء الطفل عند الجوع : علامته أن يكون صياحا عاليا ، ويضع أصبعه في فمه وقد ترافقه نغمة تدل على القلق .
بكاء الطفل عند العطش : علامته السكوت عند وصول الماء إليه ..
بكاء الطفل عند المغص : علامته شدة الصياح وثني الفخذين على البطن ..
بكاء الطفل عند البرد : علامته استمرار في البكاء مع المسكنه ثم الوقوف فجأه عند حصول الدفء ..
بكاء الطفل عند القلق : بسبب عدم انتظام ملابسه ، واختلال نظامه وعلامته استمرار في البكاء مع الأصرار.
بكاء الطفل عند النعاس : علامته البكاء مع فرك عينيه .
نصائح هامة للأم عند بكاء الطفل:
ينبغى أن تكون أوقات النوم للطفل وسط بيئة هادئة مريحة له : حتى يستطيع التفريق بينها وبين أوقات النهار المليئة باللعب والصخب.
التحدث لطفلك بصوت هادىء أو المداعبة له: حتى يدخل فى النوم.
محاولة الحصول على أوقات للراحة لأم : حتى تستطع التعامل مع طفلها .
عدم اللجوء إلى العزلة والتعرض للإحباط لبكاء الطفل المستمرة: ومحاولة حصول الأم على المساعدة كلما أمكن ذلك لها .
محاولة الاستمتاع بالطفل عندما يكون سعيداً وهادئاً : لأن هذا سيعطي الأم الصبر أثناء أوقات البكاء الصعبة.
إذا استمر طفلك فى البكاء وعدم القدرة على الاسترخاء .. عليك بالتفكير فى نهاره : وكيف قضاه .. هل هناك شىء ضايقه ؟ لم يقضى نهاراً سعيداً معك ؟ فبعض الأطفال تحب الاستقلال طوال النهار ويأتى الليل ويكونون متشوقون لحنان الأم ودفئها. فعليك بقضاء بعض الأوقات مع الطفل فترة النهار ولا تفكرين فقط فى كيفية تعليمه الاعتماد على نفسه للتخلص من عناء مسئوليته.
الطفل في السن الصغير جداً لا يمكن أن يفسده الدلال : بل أنه كلما كانت الأم أسرع استجابة لبكاء طفلها ، وتوليه العناية والاهتمام في الأشهر الثلاثة الأولى ؛ كان الطفل أقل بكاء في نهاية السنة الأولى ، ولكن هذا لا يعني أن تسقطي كل ما في يدك بمجرد انبعاث أول صرخة من بكاء طفلك ، فليكن هدفك ـ فضلاً عن أن تكون أماً مثالية ـ أن تعطي طفلك شعوراً بالاطمئنان وأنك قريبة منه وتدركين ما يريد، وذلك بأن تلبي احتياجه قبل أن يغمره البكاء. ولا مانع من أن تتركي طفلك إذا بكى ينتظر بعض الشيء إذا اضطررت لذلك طالما تأكدت أنه في مأمن .
ليس هناك قاعدة تحدد بالضبط ما هي المدة التي يمكن أن نترك الطفل يبكي خلالها: فالأمهات يختلفن من حيث مدى تحملهن لسماع صراخ أطفالهن ، وبالطبع فإذا كان الطفل يصرخ من الألم فلا بد من إجابته على الفور، أما الطفل الذي يصرخ لا لشيء إلا للتضجر والملل فمن الممكن تركه فترة أطول.
اعلمي أن الطفل أثناء بكائه قد يصبح أكثر تهيجاً إذا شعر بانزعاج أمه وقلقها وتوترها: فإذا شعرت أنك تريدين أن تصرخي من شدة الإجهاد أو الاكتئاب فينبغي حينئذ أن تعطي طفلك لشخص آخر، أو تتركيه بعض الوقت طالما هو في مكان آمن ، ففي هذه اللحظة يكون الطفل في أشد الحاجة إلى أم أو أب أهدأ.
حسن التعامل مع الأمعاء : نمو الأمعاء والقناة الهضمية يكتمل عند ستة أشهر؛ لذا يجب تجنب إعطاء الأطعمة الإضافية قبل بداية الشهر السابع ؛ لأن إضافة الأطعمة في الأشهر الستة الأولى لا تستطيع الأمعاء غير كاملة النمو التعامل معها، بل تسبب كثيرًا من المشكلات منها المغص والانتفاخ وكثرة البكاء ؛ لذلك فترة الأشهر الستة الأولى تسمى فترة رضاعة مطلقة ، أي لا يجب إعطاء أي شيء إطلاقًا غير لبن الأم أو اللبن الصناعي في حالة الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية.
أهمية النظافة : وكذلك الاهتمام بالحمام الدوري للطفل، فالاستحمام مهم للطفل مثل الرضاعة ، فبالاستحمام تنتعش صحة الطفل ويخلد إلى الهدوء والراحة ، وإهمال حمام الطفل يلوث بدنه ويضيع راحته ويؤدي إلى مزيد من البكاء وتتجمع الميكروبات عليه.
حسن التعامل مع الملابس : هناك الكثير من العادات السيئة بخصوص ملابس الطفل مثل اللف الزائد الذي يؤدي إلى صراخ الطفل ؛ بسبب شعوره بالحر، بل والعرق الشديد وارتفاع الحرارة وبطء الدورة الدموية وهبوط وظائف الجسم ؛ لذا يجب الاعتدال في اللف .

الملابس الخفيفة في الشتاء وشعور الطفل بالبرد : هي من أحد أسباب البكاء عند الأطفال ، والأصل في الأمور تلبية الاحتياجات بما يتناسب مع الجو دون إفراط ولا تفريط .
بكاء الطفل ومستقبله :
ولقد لاحظ الباحثون أنه كلما كان بكاء الطفل في السنتين أو الثلاثة الأولى من العمر أقل كلما كان حظه في مستقبل سعيد أكبر ، ولكن هذا لا يعني البتة أن ندع الطفل يسير تبعاً لهواه ولكن يعني أن نعامله بحكمة ، ولطف ، وحلم وأن نمسح دموعه وحمله بحنان عند شعورنا بحاجته إلى ذلك ، فليس هناك أي خوف من إفساد طبعه إن حمل عندما يبكي رغبة في أن يكون محبوباً وآمناً أو ليشعر بالراحة من جراء ألم أو أذى ألمَّ به ، بل من الخطأ أن نتركه يبكي في مثل هذه الأحوال .

ثـورات الغضب :
تحدث ثورات الغضب عند الأطفال فيما بين نهاية السنة الأولى ، ونهاية السنة الثالثة على الأغلب ، وهذا السن هو سن نمو صفات الذاتية ، والسلبية والمقاومة وحب الأعتداء.
وقد يكون غضب الطفل شديداً فيرمي بأشياء قد تكون ثمينة القيمة ، أو يكسر أشياء وقد يضرب برأسه الأرض ، أو يصفع نفسه أو يشد شعره وما إلى ذلك ، ويقل الغضب مع مر السنين حتى نرى أن الطفل يحاول مسك نفسه عن البكاء بعد العاشرة إن حزبه أمر مراعياً في ذلك النظرة الاجتماعية .
ولننظر بشيء من التفصيل في أسباب ثورات الغضب :
1. شخصية الطفل : إذ لا يصدر الغضب عن الطفل الهادىء اللين بل عن الطفل النشيط العنيد الكثير الحركة .
2. وجود دور المقاومة ونمو ذاتية الطفل : إذ الغضب هو نتيجة صدام شخصية الطفل النامية المتطورة مع إرادة الأهل ، ورغبة الطفل المتزايدة في إظهار قدراته وتوجيه نظر الناس إليه ، وأن يسير حسب رغباته ، إن هذا يوقعه في المشكلات .أيضاً إن وجد أن ذلك يساعده على الحصول على ما يريده ، ويجعله سيد الموقف ، ويجنبه العقاب بل وقد يجلب إليه العطف والمراضاة والهدايا ، ولعل عدم التوفيق في معاملة سورة غضب واحدة أو التحدث عنها على مسمع من الطفل كفيل بأن يجعل الطفل يكررها ، وأن يصبح الأمر عنده عادة .
3. التقليد: فقد يقلد الطفل أبويه أو إخوته إذا ما كانوا كثيري الغضب يقلدهم في إحداثه وفي كيفيته .
4. عدم الاستقرار: إن كل ما يستعدي فقدان الطمأنينة والاستقرار في نفس الطفل يزيد في حدوث سورات الغضب عنده.
5. مستوى ذكاء الطفل : مع أن الغضب يحدث عند الأطفال في أي مستوى كانوا من الذكاء، إلا أنه أكثر حدوثاً عند من يكون ذكاؤهم دون الوسط ، وذلك لأنه يتوقع منهم فوق ما يستطيعون أو لأنهم لا يفهمون حدود حريتهم.
6. الجهل باختلاف طبائع الأطفال : فقد يعامل الأهل طفلهم الثاني نفس معاملتهم لطفلهم الأول مع أن الأول منهما كان هادئاً لين العريكة بينما الثاني هو من النوع النشيط العنيد الصعب المراس ، فلا بد إذن من تجنب القواعد الثابتة الصارمة في معاملتنا لأطفالنا واستبدالها بقواعد أكثر مرونة.
7. المبالغة في الأعتناء بالطفل وتدليعه: إذ الطفل عندئذ لا يعرف حدوداً لرغباته وإذا تمت مقاومته فإنه يحتد ويطلق سورة غضبه.
8. الشدة والصرامة في المعاملة : فالإصرار على أشياء غير معقولة بالنسبة للطفل وطلب الطاعة الفورية كثيراً ما تجلب بكاء الطفل الحاد ، بل إن شدة الكبت ، والضغط تزيد من مقاومة الطفل ، ومقاومة الطفل تزيد من تعنت الأهل فتدخل المشكلة في دائرة معيبة يصعب التخلص منها .
9. عدم انسجام الأبوين : فإذا ما كان سلوك الأبوين غير منسجم ، أو غير مستقر على قاعدة ثابتة فمن شدة إلى تساهل إلى تهديد دون تنفيذ ، فإن الأمر يختلط على الطفل ويقاوم.

الوقاية والعلاج :
يجب أن نتأكد أولاً من سلامة جسم الطفل ، وخلوه من الأمراض التي قد تجعله متعباً سريع الانفعال ، وبعد ذلك علينا أن نستقصي الأسباب الداعية لحدوث غضب الطفل ، وذلك يتم بمراجعتنا الدقيقة لمعاملة الأهل وسياستهم لطفلهم ، فعلى الأم أن تكون عاقلة في معاملة أبنها تهيىء له أسباب المتعة ، والسعادة ، واللعب ليقضي وقته فرحاً ، وأن تقلل من الأوامر والنواهي ما أمكن ، وإن كانت ترغب في نهيه عن شيء فيحسن أن تجذبه إلى أشياء أخرى .
فإذا ما أنتهى وقت اللعب مثلاً فعوضاً عن أن تصرخ به آمرة ناهية متوعدة ،عليها أن تساعده في جمع لعبه بهدوء ووضعها في مكانها ، وعليها أن لا تثير مقاومته فإذا أرادته أن يفعل شيئاً فالأحسن أن تقول له : هيا بنا نفعل كذا وكذا وأن لا تقول له : هل تريد أن تفعل هذا ؟ إذ أن جواب الطفل على السؤال غالباً ما يكون بالنفي.

وعلى الأم ألا تحاول تحطيم إرادة الطفل إذ أن ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على شخصيته في المستقبل.
وإذا ما صدرت نوبة ثورة غضب من الطفل فأحسن علاج لها هو إهمالها ، وإن اللامبالاة بها هو أحسن وأقوى وأنجح عقاب بكل تأكيد ، وإن كان ولا بد فلا بأس بحمله وإشعاره بالمحبة والطمأنينة ولكن لا حلوى ولا هدايا ، وعلى الأم أن تتساءل : ما الذي سبب لأبنها ثورة غضبه ؟ وهل كانت مصيبة وعاقلة في معاملتها له ؟ وهل الحكمة والحلم واللطف شعارها ؟

نوبات حبس النفس :
هي ما يطلق عليها العامة نوبة الغشي وهي ذات صلة وثيقة بثورات الغضب. فبعد أن يبكي الطفل يحبس نفسه فيزرق لونه ويصاب بالغشي، لدرجة تخيف الأهل كثيراً، وبعد برهة يشهق شهقة قوية يدخل فيها الاكسجين إلى جسمه فيرجع لونه وتزول النوبة ، ويكثر حدوث هذه النوبة فيما بين السنة والثلاث سنوات ، وتندر بعد الرابعة من العمر، وهي كثيرة الحدوث بشكلها الخفيف ونادرة بشكلها الخطر المترافق بالاختلاج العام للجسم.
وإن لشخصية حتى تزول نهائياً بعد سن الرابعة ، الطفل أو طبيعته دخلاً في الموضوع إذ تكثر عند البعض دون الآخر ، ويبالغ البعض فيعتبرها اضطراباً نفسياً ناجماً عن قلق داخلي عميق ، والعادة أن تقل النوبات شيئاً فشيئاً ، وسببها هو الغضب الشديد أو الخذلان أو السقوط من مكان مرتفع أو الألم ، والنوبات الناجمة عن الألم لا تتكرر بعكس الناجمة عن الأسباب النفسية ، وقد وجد مؤخراً أن هناك علاقة أكيدة بين هذه النوبات وبين فقر الدم ، دون أن يعرف تعليل ذلك ، لذا يحسن فحص دم كل طفل يصاب بهذه النوبات .
ومعالجة هذه المشكلة مماثلة لمعالجة نوبات الغضب تماماً ، ويلجأ الأهل عادة إلى تنبيه تنفس الطفل بالماء فهذا شيء لا بأس به . وأما الأدوية فليست بذات تأثير يذكر. ويجب الانتباه إلى الطفل كي لا يصاب بأذى أثناء سقوطه . ويجب الانتباه إلى تمييز النوبات الشديدة المترافقة بالاختلاج عن نوبات داء الصرع .
وأخيراً لا بد من التنبيه إلى وجوب عدم إبداء الاهتمام الزائد والقلق الشديد عند حدوث هذه النوبات وإلا فإن الطفل سيجعلها عادة وسلاحاً يكررها كلما أحوجه الأمر.


do.php
 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top