رسالة الى انت وهو....

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

عبد الستير

:: عضوية محظورة ::
إنضم
16 أفريل 2015
المشاركات
212
نقاط التفاعل
259
النقاط
13
عبد الستير، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
العفة ذرة تاج العزة، وواسطة عقد الكرامة، وقيمة سامية تجعل المتحلي بها متساميا متعال عن الرضوخ لدوافع الغريزة بفعل الإرادة التي يملكها، والتي تجعله يحول تلك الغرائز والدوافع الشهوانية إلى طاقة إبداعية خلاقة، فيشغل النفس بما يفيد ولا يترك لها مجالا للذهاب بعيدا في استيهامات جنسية غير محمودة العواقب، أو يجد الفراغ للنيل من أعراض الناس بالسوء والإهانة، إكراما لها، واعترافا منه بقدسيتها، وأن إهانتها سبيل لتفكك المجتمع وانحلاله، انحلالا تضيع معه براءة الأطفال التي تنهشها ذئاب جائعة تقودها الغريزة الجنسية نحو المهالك؛ فتتولد عنده جرأة زائدة تحرم الناشئة من حقهم في عيش كريم بعيدا عن العقد النفسية والجروح الغائرة التي تصيب الكرامة؛ نتيجة طيش وانحراف في الفطرة أحدثته الحضارة المادية المعاصرة.
ناهيك عن ابتذال كرامة المرأة وإهانتها وجعلها سلعة قابلة للمزايدة في سوق النخاسة الحداثي التقدمي! حيث المرأة فضاء لتصريف الغرائز المكبوتة التي عجز أصحابها عن تهذيبها والسيطرة عليها، واختلاط الأنساب، وحدوث فوضى لا تميز بين المتسربلات بلباس الشرف والشهامة وبين السافلات ومن رضين بالحقارة...

إن التفريط في عقد العفة لدى المرأة يجعلها كيانا جامدا رخيصا محتقرا، لكن ما التزمت المرأة سلوك العفة إلا صانت نفسها وأكرمت أهلها وأعزت مجتمعها، وصارت كالذرة المكنونة والجوهرة المصونة لا تقدر يد العابثين أن تصل إليها بسوء كيفما كان.
إن للحديث عن العفة -التي تعرف وأدا مقصودا- غصة في الحلق؛ حيث يحول بينها وبين التحلي بها صوارف كثيرة منها من يصورها على أنها كبت وحبس للنفس عن التمتع بلذات الحياة المتعددة في زمن الحرية السائبة، ومنهم من يلمز العفيفين والعفيفات متهما لهم بالتشدد والغلو والتطرف، وما إلى ذلك من نعوت تشوه قيم الإسلام وفضائله.
فالحاجة اليوم إلى خلق العفة أشد وأقوى من أي وقت مضى؛ باعتبارها ترك ما لا يحل إلى ما يحل؛ وحالة مهما وقرت في النفس جعلت صاحبها يتسامى على الغرائز دون أن يكون عاجزا عن مقاومتها أو تحويلها إلى أفكار وسلوكات إيجابية. إذ يمكن القول بأن العفة هي أول الدواء لكثير من آفات المجتمع حيث تمنع الإنسان من الوقوع في كل ما يشين فتعف جوارحه وسرائره عن الولوغ في الرذائل التي يتجرأ عليها عديمو العفة.
إن أمراض المجتمع الأخلاقية على تنوعها وكثرتها لا يتسبب فيها إنسان عفيف اللسان والنظر والسمع واليد والرجل والبطن والفرج والخواطر أيضا، ولا يصاب بالأمراض الصحية التي تستنزف البلاد والعباد. ومهما كان أفراد المجتمع بهذا الشكل لم تعرف الأمراض والأوجاع والنقائص إليهم سبيلا؛ فلا الرشوة؛ ولا القمار؛ ولا الزنا؛ ولا الدعارة؛ ولا اللقطاء؛ ولا المخدرات؛ ولا التحرش؛ ولا الفقر؛ ولا الظلم؛ ولا شهادة الزور؛ ولا العري؛ والتبرج؛ ولا قطع الطرق واللصوصية.. وهلم جرا تجد مكانا لها بين أهل العفة والوقار، ولكن ما تظهر الفاحشة وتنتشر فيعتادها مرتكبوها ويتطبع معها مشاهدوها إلا حلت الكوارث المختلفة بأهل الفحش المعلن.
ويذهب الجميع ضحية تهور البعض الذي لم يجد من يأخذ على يديه وصدق الحبيب إذ يقول "ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم...".
وباعتبار الفاحشة هي كل ما بلغ الغاية في القبح من الأقوال والأفعال فإن العواقب لا محالة ستأخذ أشكالا وأنواعا من الطاعون الذي يصيب الأبدان والقلوب، والأفراد والمجتمعات.
لكن في اليوم الذي لا تكاد ترى فيه إلا من يحارب العفة ويسعى في إشاعة الفاحشة ويجد له صدى في المجتمع، حيث تبقى العفة منزوية في ركن بعيد تشعر بالعداوة والغبن والاحتقار، ولا تجد من يلتفت لها أو يخطب ودها أو يزيل عنها غشاوة الإقصاء وغبار الإبعاد، إنها العفة التي ترضع مع حليب الأم فيتشكل منها اللحم والعظم والأضلاع والأمعاء، وتختلط بالدم فيجرى شرفا وعزة وكرامة في عروق الناشئة، وإذ يفتقد الحليب في مكوناته شيئا اسمه العفة والكرامة، فحبذا لو يصنع حليب يكتب عليه حليب العفة يرضعه الصغار، لعله يكون ذلك الجيل الذي يحرر الله به رقاب العبيد من ربقة الشهوات والغرائز التي تقود الناس إلى حتفهم، لكنهم كالميت ما لجرح به إيلام!!!.
حين ندعو إلى العفة يصفنا دعاة الحداثة والتقدم والحضارة والعلمنة أننا ماضويون ندعو لأفكار بالية عفا عليها الزمن وتجاوزها ركب الحضارة، فإن كنا كذلك فإننا ندعوهم ليقتدوا بمن ينشر الحضارة ويرعى التقدم ويمول التغريبيين في بلاد المسلمين، إنها معشوقتهم أمريكا التي تخصص ميزانية مهمة لدعم مشروع العفة التي تتبناه حلا فعالا لمشاكلها الاجتماعية، وتمول جمعيات مدنية آمنت بالعفة كسلوك راق واق من كثير من المشاكل، وليس كجمعياتنا تأخذ الدعم لتحارب العفة عوض نشرها في أوساط الشعب؛ ولا سيما الشباب.
وإليهم نسوق هذا الخبر بدون تعليق فقد أعلنت منظمة أمريكية تسمى (برنامج التربية من أجل العفة قبل الزواج) على منح جائزة قيمتها 10.000 دولار لكل خطيبين لا يوجد بينهما علاقة قبل الزواج، في إطار تشجيع المنظمة لثقافة العفة بين الشباب الأمريكي.
وذكرت صحيفة "واست فرانس" الصادرة في باريس أن المنظمة قد حددت آخر موعد للتقدم للحصول على الجائزة التي تشترط عذرية الخطيبة قبل ليلة الزفاف في 31 أكتوبر2008. وصرحت فيليبا فوست مديرة المنظمة أن الجائزة تهدف إلى تشجيع الشباب الأمريكي على عدم إقامة علاقات غير شرعية قبل الزواج بعد أن أصبح نادرا العثور على شباب يحترم العفة قبل الزواج.
فما أحوجنا اليوم ولو اقتداء بالدولة المتقدمة رقم واحد في العالم لتوعية شاملة بأهمية العفة والمخاطر الناتجة عن التحلل والسعي وراء غرائز الشهوة التي تفني الأعمار وتخرب الديار.
إن العفة سلوك الأحرار؛ وشيمة الأطهار؛ وسجية الأبرار؛ ومطية الأخيار؛ معدن نفيس وأصل عزيز..
إنها خلق يعطي ويأخذ؛ ويبني ولا يهدم؛ ويقدم ولا يؤخر؛ ويجمع ولا يفرق؛ به تحلو الحياة وتصفوا الساعات؛ وخذ هذه الأبيات للإمام الشافعي ففيها أروع العظات وأبلغ العبارات:
عفُّوا تعف نساؤكم في المحرم...... وتجنبوا ما لا يليق بمســــــلم
إن الزنا دين فإن أقرضته...... كان الوفا من أهل بيتك فاعلــــــــم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا...... سبل المودة عشت غير مكــــرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد...... ما كنت هتاكا لحرمة مســـــــلم
من يَزْنِ يزن به ولو بجداره..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهـــــــــم
من يزن في قوم بألفي درهم..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهـم
 
رد: رسالة الى انت وهو....

شكرا اخي
مشكوووووووور ع الموضوع
 
رد: رسالة الى انت وهو....

صحيح ما كتب
يعطيك الصحة
 
رد: رسالة الى انت وهو....

شكرا ع الموضوع
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top