كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم (الجزء الأول)

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

KimoB

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
22 مارس 2009
المشاركات
9,349
نقاط التفاعل
4,463
النقاط
351
محل الإقامة
البويرة
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم


الجزء الاول

الفصل الأول




لكي تجني العسل لا تحطم خليه النحل 1

في هذا الفصل يعتمد المؤلف علي ما يعتقده الفرد الذي لا يختلف عليه المجتمع مثلا بانه فاسد ونظرته لنفسه وقد جاء بأمثلة كثيرة سأكتفي بواحدة

في السابع من شهر مايو عام1931 اعتقل في مدينة نيويورك سفاح طاغية لم تشهد المدينة منذ نشأتها مجرما في مثل عتوه وجبروته : ذلك هو كرولي ذو المسدسين القاتل الذي لم يدخن أبدا ولم يشرب الخمر قط

وعندما اعتقل كرولي صرح قائد الشرطة بقوله : أن ذا المسدسين من أخطر المجرمين الذين عرفتهم نيويورك لقد كان يقتل لمجرد قذفه بريشه طائر

ولكن كيف كان كرولي ينظر إلى نفسه ؟!

قال :إن بين جوانحي قلبا محيرا ولكنه رحيم قلبا لا يحمل ضغينة إلى أحد ولا يبغي شرا لمخلوق

وقد حكم عليه بالإعدام بالكرسي الكهربائي فلما جيء به في غرفه الإعدام في سجن (سنج سنج ) لم يقل : هذا جزائي علي ما سفكت من دماء بريئة وإنما قال : هذا جزائي عن دفاعي عن نفسي

وقد جرت بيني وبين (لويس ) مدير سجن (سنج سنج ) -والكلام للمؤلف- مرسلات طريفة في هذا الشأن فكتب يقول لي :قل أن تجد بين المجرمين من ينظر إلى نفسه كشرير أثيم إن نظرة نزلاء السجون إلى أنفسهم لا تقل شيئا عن نظرتك إلى نفسك وهم يستعينون بمنطقهم الخاص في تبرير جرائمهم

فإذا كان هؤلاء القتلة ومرتكبي الشرور بكل أنواعها لا يلومون أنفسهم أبدا فكيف نتوقع من الناس (المحترمين ) الذين تتصل بهم أنت وأتصل بهم أن أن يقبلوا اللوم ؟

فاللوم عقيم لأنه يضع المرء في موقف الدفاع عن نفسه ويحفز إلى تبرير موقفه والذود عن كبريائه وعزته


هل في ذهنك الآن شخص تريد من صميم قلبك أن تقوم طباعه وتهذب خلقه وتهديه سواء السبيل؟
إذا كان الأمر كذلك فهذه أريحية تشكر عليها ولكن ...........لم لا تبدأ بنفسك أولا ؟

فمن وجهة النظر الغريزية الاهتمام بالنفس أحب من الاهتمام بالغير وأقل خطرا كذلك ؟

قال (برا وننج): عندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر

ما قولك في أن تخصص عاما كاملا -مثلا- لإتمام نقص نفسك وتصحيح عيوبها ؟
ولك بعد هذا أن تخصص الأعوام التالية كلها لتقويم الناس وتهذيب خلقهم
ولكن أتمم نقص أولا

قال (كونفشيوس ): لا تتبرم بالجليد المتراكم علي عتبة جارك قبل أن تزيل ما تراكم على عتبة دارك أولا

ينبغي أن تذكر في معاملتك للناس أنك لا تعامل أهل منطق بل أهل عواطف وشعور وأنفس حافلة بالأهواء ملأى بالكبرياء والغرور واللوم شراره خطيرة في وسعها أن تضطرم النار في وقود الكبرياء وأن تضرمها نارا قد تعجل بالموت أحيانا


الفصل الثاني

السر الأكبر في معامله الناس ( 2 )

ليس ثمة إلا طريقهواحده تحمل بها شخصا علي أن يقبل علي عمل ما تلك هي ترغيب الشخص في هذا العمل

يقول العالم النفسي فرويد:( إن تصرفات البشر جميعا تصدر عن قاعدتين اثنتين : الغريزة الجنسية والرغبة في العظم )

ويقول جون ديوي:(أعمق دافع للإنسان إلىالعمل هو الرغبة في أن يكون شيئا مذكور

فهاكم رغبة إنسانية ملحة لا سبيلالي الشك في وجودها فمن وسعه أن يشبع تلك الرغبة فيمن يلقاهم من الناس جمع قلوبهمفي راحتيه ودفع حتى بالحانوتي بالأسف علي موته

ورغبة الإنسان أن يكون شيئامذكورا من أهم الفروق المميزة للإنسان عن الحيوان

وهي نفس الرغبة التي دفعتكاتبا صغيرا في محل تجاري لم ينل إلا قسط ضئيل من التعليم إلى أن يدرس كتب الفنونالتي عثر عليها مصادفه في قاع برميل فارغ .........ولعلك سمعت بهذا الرجلإنه: أبراهام لنكولن

وهذه الرغبة نفسها هي التي أوحت الي ( تشارلزديكنز ) بتأليف رواياته الخالدة وجعلت روكفلر أعني أغنياء العالم

نبئني كيفتشبع رغبتك في أن تكون شيئا مذكورا أنبئك أي الرجال أنت

أمثله منالتاريخ

جون روكفلر : كان يشبع رغبته في أن يكون شيئا مذكورا بمنح الأموالالطائلة لإقامة مستشفي في الصين يلقي فيه العلاج الآلاف من الناس من غير وطنه أوجنسيته

جورج واشنطن : رغب في أن يلقب ب:( صاحب المجد رئيس الولايات المتحدةالأمريكية )

كريستوف كولومبس :التمس لنفسه لقب ( أميرال المحيط ونائب الملك فيالهند)

كاترين العظيمة : كانت ترفض أن تفض أي خطاب لا يسبق اسمها فيهبعبارة ( صاحبة الجلالة الإمبراطورة)

فيكتور هيجوا: لم يكن يطمع في أقل منباريس نفسها لتسمي باسمه تخليدا لذكراه

مسز ماك كنلي :اضطرت زوجها اليالتخلي عن مهام الرياسة وإهمال شئون الدولة لكي يمكث بجوار مخدعها وهو يتوسل إليهاأن تنام وكانت تغذي رغبتها الملحة في ( الإحساس بالأهمية ) بإصرارها على أن يظلزوجها بجوارها وهي تعالج أسنانها

وأحسب أن بعض القراء وهم يقرأون هذهالسطور سيحدثون أنفسهم ساخرين : (رياء - ونفاق - وتملق رخيص ! إنها عمله زائفة لاتنطوي علي أحد - ليس علي الأذكياء علي الأقل (

وهؤلاء علي حق فالرياءوالنفاق والتملق جميعا لا تحوز علي أذكياء الناس فهي ليست سوي أنانيه بغيضة صارخةبغض النظر عن هناك أناسا يغدون في حال الظمأ الي التقدير بحيث يعبون كل ما تقدمإليهم بلا تدبر ولا تمييز مثلهم مثل الضارب في البيداء لا يستنكف أن يجرع الماءالآسن إن هو وجده

بل حتى الملكة فيكتوريا خضعت للتملق واستجابت له إذ صرحدزرائيلي بأنه استخدمه بوفرة في معاملته للملكة

فما هو الفرق إذن بين) التقدير ) وبين (التملق
الأمر بسيط الأول نقي خالص والثاني مغشوش الأول يصدرعن القلب والأخر يصدر عن اللسان الأول مجرد من الأنانية والثاني قطعه من الأنانيةالأول مرغوب فيه من الجميع والأخر مغضوب عليه من الجميع

وقد شاهدت أخيراتمثالا نصفيا للجنرال (أو بريجون) في قصر (شابولتيك ) في مدينه (مكسيكو) فرأيت عليقاعدة التمثال هذه الكلمات الحكيمة المنتقاة من فلسفته: ( لا تخش الأعداء الذينيهاجمونك ولكن اخش الأصدقاء الذين يتملقون!)
ولا أقترح عليكم التملق أبداوإنما أدعوكم الي أسلوب جديد في معامله الناس

والتملق هو:قولك للرجل مايظنه في نفسه
وإنما التقدير الذي أعنيه هو ما ينطبق عليه قول (رالف والدواايمرسون ) :(كل إنسان ألقاه يفضلني في شيء واحد علي الأقل فأنا أتعلم منه)

فلنحاول إذن أن نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نلقاهإنس التملق وامنحتقديرك المخلص المنزه
كن مبذرا في مديحك ومسرفا في تقديرك يدخر كلالناس كلماتكويذكرونها سنوات طوالا حتى بعد أن تنساها أنت

الفصل الثالث
(إن الذي يفعل هذا تنحاز الدنيا الي صفه
أما الذي لايفعله فسيسير طريقا طويلا بمفرده )

يقول (هاري أ اوفرستريت) في كتابه ( التأثير في التصرف الإنساني )(Harry a .over street,(Influencing Human Behavior)


كل نشاط إنشائي مصدره رغبه متأصلة في النفس ومن ثم فأفضل نصيحةللذين يشتغلون بإقناع الناس سواء في العمل أو في البيت أو في المدرسة أو في ميدانالسياسة هي :اخلق أولا في نفس الشخص الآخر رغبه جامحة في أن يفعل ما تريد فان الذييفعل هذا تنحاز الدنيا جميعا الي صفه أما الذي لا يفعله فيسير طريقا طويلا بفرده


واليكم نصيحة من أثمن ما قدم اليوم في فن العلاقات الانسانيه قال ( هنريفورد) : إذا كان هناك سر واحد للنجاح فذلك هو المقدرة علي إدراك وجهه نظر الشخصالآخر والنظر إلي الأشياء بالمنظار الذي ينظر به إليها


ولكن 90بالمئه منالناس يتجاهلون هذه الحقيقة 90 بالمائة من الوقت


قال (أوين يونج ) مره : إنالرجل الذي يسعه أن يضع نفسه موضع الآخرين ويفهم عقلياتهم لا ينبغي أن يتولاهالإشفاق من المستقبل


لقد كان (لويد جورج) يفعل هذا سأله رجل يوما كيف وسعهأن يبقي في الحكم بينما تخلي عنه -أي عن الحكم ساسه الحرب العالمية الأولي جميعهم : ولسون -واوورلاندو-وكليمنصو؟ فأجاب بأن بقاءه في الحكم يعزي الي شيء واحد ذلك أنهيستطيع أن يلاءم بين ما يضعه بالصنارة وبين ما يريد السمك !


فلماذا تتكلمدائما عما تحب؟! بداهة أنت تحب ما تحب وسوف تحبه دائما ولكن محدثك لا يشاطرك هذاالحب وإذن فالطريق إلي التأثير في الشخص الأخر هي أن تحدثه فيما يحبه هو ويرغب فيهوأن تدله علي أن يفعل شيئا فإذا كنت تريد أن تمنع ابنك مثلا عن التدخين فلا تتخذموقف الواعظ ولا تحدثه فيما ترغب فيه أنت بل بين له كيف يعوقه التدخين عن كسبمباراة في الكره مثلا أو في سباق العدو وافعل هذا الشيء في معاملة الأطفال.



بقلم العالم الأمريكي الكبير: دايل كارنيجي


تابع الجزء الثاني...


أخوكم: كمال
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top