كانت و لا تزال ...

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

سمير الديمشقي

:: عضو منتسِب ::
كانت و لا تزال ...
كانت هناك ...
و لا تزال ...
عالية في سماء السواد
تضيء على الناس لياليهم الدامسة
و ترشد التائهين إلى وجهاتكم و مقاصدهم
تغازلها الصراصير في الليالي الطويلة
و يكسو القمر بهاءها في سكون الليل
يغار منها القمر ...
لأنها سبب جماله و تعاسته
ربما هي لا تدرك ...
أنها هي التي تمنح الليالي السود جمالا
ربما لا تدرك ...
أن ملايين المعجبين بها
يجلسون طوال الليالي يتأملونها و يؤملونها أمالهم
و أحلامهم البريئة...
يحاكونها و يسرون إليها
يجالسونها لساعات طوال
في حزن ...
يشكون إليها هموم الحياة
و مشاكل الحياة الطويلة و القاسية
كانت أما للجميع ...
تغمر بحنانها كل أولادها
تسهر على راحتهم طوال الليالي
تنشر ضوئها الهادئ هنا و هناك
نجمتي ...
نور عيني و قرة فوائدي
كانت هناك مع كل النجوم
يواسيني وجودها و يؤرقني النوم ...
لما تبتعد عني وراء السحاب
حتى لما تبتعد عني أحس أنها هناك
تنزل مع المطر
تكسو الأرض بهاء و جمالا
ترسل لي مع المطر أحلاما سعيدة ...
و آمالا مليئة بالشوق
تمسح عن وجهي أحزان الزمان
و آلام المكان
وسط الظلام ....
أتسامر معها تحكي لي
و أقص عليها همومي كلها
نظرتها التي تغمرني سعادة و حنان
تحولني من حزين كئيب ...
إلى اسعد إنسان في الوجود
تأخذني هناك بعيدا و تأسرني في قلبها
تنزع عني رداء الأحزان ....
و تكسوني بابهي درر السلام
هي ربما لا تدرك هذا ...
ربما لا ترى لها مكانا
سوى أنها زينة في السماء
يتلذذ الجميع بمنضرها ثم يفر لينام
و يتركها وسط السواد
هي لا تعرف أنها تزيد أليالي بهاء
و نورها يدخل البهجة في القلوب
لازلت اذكر ...
لما خرجت مسرعا ككل مساء
خرجت فلم أجدها في مكانها
قالت لي جارتها أنها غادرت
تركت مكانها قالت أنها تريد أن تجرب حضها
قلت في نفسي الم تكفها المكانة التي كانت لها
كانت سيدة الجمال في حلة السماء
افتقدها و أخاف عليها من الحياة الجشعة ...
أخاف أن تدمر حياتها و تفقد جمال روحها
و تذبل و تتلاشى مع الأيام ...
حتى يتلاشى نورها
و تفقد كيانها

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom