أحداث وأحاديث || أعراض العلماء... خط أحمر !!!

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

محمد الشفيع

:: عضو مُشارك ::
بسم الله الرحمن الرحيم

(( أحداث وأحاديث || أعراض العلماء... خط أحمر !!! ))

وأنا أتصفح إحدى المنتديات

وقع
نظري على مقال كتبه أحد المجهولين
ممن يرصعون فكرهم بإسم مستعار ؟


كان مفاد المقال
نقدا لاذعا للعلامة ابن باز
رحمة الله عليه

864.JPG

وبغض النظر عن قائله الجاهل حقا
وعن ناشر المقال
أردت أن أطرق هاته النقطة
ولو على سبيل النصح والتذكير


وهي أن الناس سواسية في النقد والتقييم
وما يصدر منهم يحتمل الخطأ والصواب

والعلماء جزء لا يتجزأ من هؤلاء الناس
يمكن أن يجتهد الواحد منهم
فيكون مآله الإصابة أو الزلل


ولكن الفارق الذي أردت توضيحه
هو أن من اتفقت الأمة على علمهم وقدرهم وفضلهم
لا يحق لأي كان ممن هب ودب
أن يوجه لهم انتقادا لاذعا
ويسخر من نتاجهم العلمي
ويشكك في نزاهتهم
ويصفهم بالعمالة والنفاق
تعريضا أو تصريحا
وهو متحامل عليهم ولا يساويهم في القدر

وما يعرفه المتتبع لحالة الحوار
العربي العربي والإسلامي الإسلامي
يلاحظ كم الجهالة والضحالة
في طريقة انتقاد المذاهب
وعلماء المذاهب وأصحاب التيارات ومشائخ الطرق
فقد صرنا نرى صبيانا وشبابا وشيوخا ظلاميين
لا يمتلكون من العلم إلا قشوره

يوجهون أصابع الإتهام لكل عالم أو داعية
يخالف هواهم أو يغاير فكرتهم
ويسلبونه نقاء سريرته
ويصفونه بالنقص والنفاق
والفسوق والعمالة للسلاطين
والنية الفاسدة والإنبطاح للأعداء
ونشر الضلال


وإذا كان الله أمرنا أن لا نسخر من قوم
مهما كانت صفتهم وطبيعتهم
وحرم علينا الغيبة والنميمة وتتبع العورات
بين عامة الناس
فكيف إذا وجهت هاته المفاسد
ضد عالم جليل وشيخ فاضل وداعية مرموق


ومن الطبيعي أن يوجه النقد البناء
لأي عقل ولأي فكر ولأي طرح
ولكن يراعى فيه الأدب الجم
والحوار الحضاري والبضاعة العلمية
المتوازنة أو المتقاربة
واحترام رتب العلم والدين

وهنا لا أريد أن أوصل فكرة أن يمتنع الشباب
من الإعتراض بأسلوب حضاري
على ما يعرض من رؤى وفتاوى
بل لهم الحرية في النقاش والسؤال والتطبيق والترك
وفقا لقناعاتهم ومنطلقاتهم

ولكن
لنتذكر أن الكلام المغرض المشوه لأعراض العلماء
ومحاولة تشويه صورتهم لدى العام والخاص
وخصوصا من مات منهم
أو كان غائبا لا يعلم بما قيل فيه
إثم عظيم وحرام محرم
والمضحك في القضية
أن النقد الساخر البذيء للعلماء
صار موجها لكل الإتجاهات
ففي وقت فات
سمعنا عن نقد علماء الإخوان ووصفهم بالأشاعرة
ونقد علماء الصوفية ووصفهم بالضلال والشرك
ونقد علماء الشيعة ووصفهم بالروافض المجوس
ونقد علماء الحكومات ووصفهم بالعمالة والجهل
واليوم وصل الأمر حتى لعلماء السلفية
وصرنا نسمع كل يوم
عن طرد عالم من دائرة العلم والنزاهة
فكل من دعا للوفاق والوحدة
ومناصرة الحق والرضا والصبر وترك العنف
صار منبوذا لدى جحور الظلام وزعماء الضباب

وهكذا تدور الدائرة
لتشمل كل العلماء الراسخين والدعاة المخلصين
وآخر ما سمعناه
عن نقد الشيوخ الأفاضل :
محمد حسان وعائض القرني
ووجدي غنيم والعريفي

ورميهم بالموالاة للسلطة في الجزائر
وهذا بسبب أنهم وقعوا في ذنب كبير في رأي الزاعمين
حينما وافقوا على زيارة الجزائر
لتعليم الناس دينهم
وتوضيح الحق وكشف الباطل


ألهذا الحد هان أمر العالم في أمتنا
ولماذا ننسى أن سب الغير
مدعاة للسب من الطرفين
فيا ترى متى نصون ألسنتنا عن إيذاء العلماء
وإلى متى نسكت عن الوقيعة فيهم
وفي المقابل
لماذا نخاف من كشف كل ألسنة الكبر التي تؤذي العلماء والدعاة
زعما منها أن في ذلك تجريح علمي

فليكن حوارنا حضاريا
ونقدنا علميا
وتعاملنا أدبيا
مع ورثة النبوة


وأمة تهزأ بعلمائها
لا تستحق النصر والتمكين

نسأل الله السلامة والغفران من الخطأ
 
يعطيك الصحة على الموضوع وجازاك الله خيرا انشاء الله
 
شكرا لك أختي sasa09 على مرورك الطيب وجزيت الخير كله
نفعنا الله وإياك من علمه

 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top Bottom