أتمنى لو كل واحد منا حضر برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة الذي استضاف رجلا عظيما وعالما جليلا بكل ما تحملها الكلمة من معنى إنه الدكتور عصام البشير حيث كان عنوان الحلقة السلف الصالح مذهب أم منهج حيث شخص المشاكل وعاينها معاينة دقيقة حيث أن كل كلمة كانت تخرج من فمه كانت درة ولؤلؤة من لآلئه الجمة الكثيرة المنيرة .
أحسست بأن أمامي رجلا من السلف الصالح الأخيار من عهدهم يتكلم بلسانهم وكأنه يقول ما يريدونه منا في هذا العصر ويتكلم بما يتطلبه من تجديد وعمل على توحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف وعدم الاستئثار بكلمة السلفية لأي كان وجعلها كلمة شاملة عامة تعم كل ما فيه خير لهذه الأمة من علم وجهاد وصوفية متزنة بعيدة عن البدع وعيش لواقع الأمة وإصلاح له بكل جوانبه وجمع كل السلفيات المعاصرة التي انقسمت وتشتت وجمعها على مفهوم شمولي يشمل كل هذه السلفيات وهو موجود بحمد الله وقد ذكر الشيخ أئمة كثر أخذوا بهذا المعنى الشمولي للسلفية .
ومن الجدير بالذكر أن نأخذ السلفية كمنهج لا مذهب منهج تجتمع عليه الأمة بنكهة جديدة جميلة تراعي متطلبات الحياة والواقع المعيش فالسلف الصالح رضوان الله عليهم اختلفوا في الفروع سواء في فروع العقيدة أو فروع الفقه التي اختلف فيها الصحابة أصلا ولكن الأهم من ذلك ألا يكون هذا الخلاف خلاف أصل يفرق ولا يجمع وإنما أن يكون خلاف فرع يراعي متغيرات الواقع والعصر ويعطي الفرصة للآراء والاختلافات التي تؤدي للتنوع الذي يصب في مصلحة هذا الدين
تعدد الحركات ليس منبوذا إن كان يعني التنوع والتعدد في كل المجالات أي كل يكمل الآخر ولكنه منبوذا إن كان يأخذنا إلى الهاوية وإلى التشرذم والتفرق وكل واحد منا يحمل على الآخر ويتتبع أخطاء الآخر .
لا يوجد أحد معصوم من الخطأ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين لا نزكي أحدا كان من كان كلنا يصيب ويخطئ إلا صاحب هذا القبر أي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا يستدعي منا عدم تتبع عورات الآخرين وأخطائهم وجعلها محور الفرقة والاختلاف .
وأختم بمقولة أعجبتني وهي من لم يتجدد يتبدد أي يتجدد مع متطلبات العصر طبعا بما أتاحه لنا الدين من مجال واسع وفسيح ليسع العصور كلها وليس في النصوص الثابتة .
والله المستعان