- إنضم
- 16 أوت 2009
- المشاركات
- 2,946
- نقاط التفاعل
- 38
- النقاط
- 157
- العمر
- 34
حاورت الشيطان الرجيم ... في الليل البهيم ....
فلما سمعت أذان الفجر ... أردت الذهاب إلى المسجد ...
فقال لي: عليك ليل طويل فارقد ..
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة ...
قال: الأوقات طويلة عريضة ...
قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة ...
قال: لا تشدّد على نفسك في الطاعة...
فما قمت حتى طلعت الشمس...
فقال لي في همس: لا تأسف على ما فات ... فاليوم كله أوقات ...
وجلست لآتي بالأذكار ...
ففتح لي دفتر الأفكار ..
فقلت: أشغلتني عن الدعاء ...
قال: دعه إلى المساء ..
وعزمت على المتاب ...
فقال: تمتع بالشباب..!!
قلت: أخشى الموت ..
قال: عمرك لا يفوت...
وجئت لأحفظ المثاني ...
قال: روّح عن نفسك بالأغاني ...
قلت: هي حرام ...
قال: لبعض العلماء كلام ..
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة ...
قال: كلها ضعيفة ...
ومرّت حسناء فغضضت البصر ..
قال: وماذا في النظر..؟!
قلت: فيه خطر ..
قال: تفكّر في الجمال ... فالتفكّر حلال..!!
وذهبت إلى البيت العتيق...
فوقف لي في الطريق ..
فقال: ما سبب هذه السفرة ..؟
قلت: لآخـــذ عمرة ...
قال: ركبت الأخطار ... بسبب هذا الإعتمار ...
وأبواب الخير كثيرة ... والحسنات غزيرة ...
قلت: لا بد من إصلاح الأحوال...
قال: الجنة لا تُدخل بالأعمال..
فلمّا ذهبت لأُلقي نصيحة ...
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة ...
قلت: هذا نفع للعباد...
قال: أخشى عليك من الشهرة ... وهي رأس الفساد ..
قلت: فما رأيك ببعض الأشخاص ..؟
قال: أجيبك على العام والخاص ...
قلت: أحمد بن حنبل..؟
قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل...
قلت: فابن تيمية..؟
قال: ضرباته على رأسي باليوميّة...
قلت: فالبخاري..؟
قال: أحرق بكتابه داري ...
قلت: فالحجّاج..؟
قال: ليت في الناس ألف حجّاج ... فلنا بسيرته ابتهاج ... ونهجه لنا علاج ..!!
قلت: فرعــــــون..؟
قال: له منّا كل نصر وعــون ..
قلت: فصلاح الدين ..بطل حطين ..؟
قال: دعه .. فقد مرّغنا بالطين ..
قلت: و محمد بن عبدالوهاب..؟
قال: أشعل في صدري بدعوته الالتهاب .. وأحرقني بكل شهاب ..
قلت: وأبو جهل..؟
قال: نحن له أخوة وأهل ..
قلت: فأبو لهب..؟
قال: نحن معه أينما ذهب ..
قلت: فلينين..؟
قال: ربطناه في النار مع استالين..
قلت: فالمجلات الخليعة..؟
قال: هي لنا شريعة ..
قلت: فالدشوش..؟
قال: نجعل الناس بها كالوحوش ..
قلت: فالمقاهي..؟
قال: نرحب فيها بكل لاهي ..
قلت: ما هو ذكركم ..؟
قال: الأغــاني ..
قلت: وعملكم ..؟
قال: الأمــاني ..
قلت: وما رأيكم بالأسواق..؟
قال: علمنا فيها خفاق .. وفيها يجتمع الرفاق ..
قلت: فحزب البعث الإشتراكي..؟
قال: قاسمته أملاكي .. وعلّمته أورادي وأنساكي ..
قلت: كيف تُضِلُّ الناس..؟
قال: بالشهوات .. والشبهات .. والملهيات .. والأمنيات .. والأغنيات ..
قلت: كيف تُضِلُّ النساء..؟
قال: بالتبرج والسفور ... وترك المأمور .. وارتكاب المحظور ...
قلت: فكيف تُضِلُّ العلماء..؟
قال: بحب الظهور والعجب .. والغرور .. وحسد يملأ الصدور ..
قلت: كيف تُضِلُّ العامــة..؟
قال: بالغيبة والنميمة ... والأحاديث السقيمة .. وما ليس له قيمة ..
قلت: فكيف تُضِلُّ التجّــار..؟
قال: بالربا في المعاملات .. ومنع الصدقات ... والإسراف في النفقات ..
قلت : فكيف تُضِلُّ الشباب ..؟
قال: بالغزل والهيام ... والعشق والغرام ... والاستخفاف بالأحكام .. وفعل الحرام ..
قلت: فما رأيك بدولة اليهود <<إسرائيل>>..؟
قال: إيّاك والغيبة .. فإنها مصيبة ... وإسرائيل دولة حبيبة .. ومن القلب قريبة ..
قلت: فأبو نواس..؟
قال: على العين والرأس ... لنا من شعره اقتباس ..
قلت: فأهل الحداثة..؟
قال: أخذوا عملهم منّا بالوراثة ..
قلت: فالعلمانية ..؟
قال: إيماننا علماني .. وهم أهل الدجل والأماني .. ومن سمّاهم فقد سمّاني ..
قلت: فما تقول في واشنطن..؟
قال: خطيبي فيها يرطن .. وجيشي فيها يقطن .. وهي لي موطن ..
قلت: فما رأيك في الدعاة ..؟
قال: عذبوني وأتعبوني ... وبهذلوني وشيبوني ..
يهدمون ما بنيت ... ويقرءون إذا غنيت ..ويستعيذون إذا أتيت..
قلت: فما تقول في الصحف..؟
قال: نضيع بها أوقات الخلف .. ونذهب بها أعمار أهل الترف ... ونأخذ بها الأموال مع الأسف ..
قلت: فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ..؟
قال: نُدخِل فيها السم في الدسم ..ونقاتل بين العرب والعجم .. ونثني بها على المظلوم ومن ظلم..
قلت: فما فعلت في الغراب..؟
قال: سلطته على أخيه ... فقتله ودفنه في التراب ... حتى غاب..
قلت: فما فعلت بقارون..؟
قال: قلت له احفظ الكنوز ... يا ابن العجوز .. لتفوز .. فأنت أحد الرموز ..
قلت:فماذا قلت لفرعــون..؟
قال: قلت له يا عظيم القصر ... أليس لك ملك مصر .. فسوف يأتيك النصر ..
قلت: فماذا قلت لشارب الخمر..؟
قال: قلت له اشرب بنت الكروم ... فإنها تُذهِب الهموم ... وتُزيل الغموم .. وباب التوبة معلوم ..
قلت: فماذا يقتلك..؟
قال: آيــة الكرسي .. منها تضيق نفسي .. ويطول حبسي ... وفي كل بــلاء أُمسي ..
قلت: فمن أحب الناس إليك..؟
قال: المغنون ..والشعراء الغاوون.. وأهل المعاصي والمجون ... وكل خبيث مفتون ..
قلت: فمن أبغض الناس إليك..؟
قال: أهل المساجد .. وكل راكع وساجد ..وزاهد وعابد .. وكل مجاهد ..
قلت : أعـــوذ بالله منك ...
فاختفى وغــاب .. كأنما ســاخ في التراب ..
وهذا جـــزاء الكــذّاب ..
المصدر
كتاب مقامات القرني
للشيخ/ عايض القرني
ابو ادهم
فلما سمعت أذان الفجر ... أردت الذهاب إلى المسجد ...
فقال لي: عليك ليل طويل فارقد ..
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة ...
قال: الأوقات طويلة عريضة ...
قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة ...
قال: لا تشدّد على نفسك في الطاعة...
فما قمت حتى طلعت الشمس...
فقال لي في همس: لا تأسف على ما فات ... فاليوم كله أوقات ...
وجلست لآتي بالأذكار ...
ففتح لي دفتر الأفكار ..
فقلت: أشغلتني عن الدعاء ...
قال: دعه إلى المساء ..
وعزمت على المتاب ...
فقال: تمتع بالشباب..!!
قلت: أخشى الموت ..
قال: عمرك لا يفوت...
وجئت لأحفظ المثاني ...
قال: روّح عن نفسك بالأغاني ...
قلت: هي حرام ...
قال: لبعض العلماء كلام ..
قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة ...
قال: كلها ضعيفة ...
ومرّت حسناء فغضضت البصر ..
قال: وماذا في النظر..؟!
قلت: فيه خطر ..
قال: تفكّر في الجمال ... فالتفكّر حلال..!!
وذهبت إلى البيت العتيق...
فوقف لي في الطريق ..
فقال: ما سبب هذه السفرة ..؟
قلت: لآخـــذ عمرة ...
قال: ركبت الأخطار ... بسبب هذا الإعتمار ...
وأبواب الخير كثيرة ... والحسنات غزيرة ...
قلت: لا بد من إصلاح الأحوال...
قال: الجنة لا تُدخل بالأعمال..
فلمّا ذهبت لأُلقي نصيحة ...
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة ...
قلت: هذا نفع للعباد...
قال: أخشى عليك من الشهرة ... وهي رأس الفساد ..
قلت: فما رأيك ببعض الأشخاص ..؟
قال: أجيبك على العام والخاص ...
قلت: أحمد بن حنبل..؟
قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل...
قلت: فابن تيمية..؟
قال: ضرباته على رأسي باليوميّة...
قلت: فالبخاري..؟
قال: أحرق بكتابه داري ...
قلت: فالحجّاج..؟
قال: ليت في الناس ألف حجّاج ... فلنا بسيرته ابتهاج ... ونهجه لنا علاج ..!!
قلت: فرعــــــون..؟
قال: له منّا كل نصر وعــون ..
قلت: فصلاح الدين ..بطل حطين ..؟
قال: دعه .. فقد مرّغنا بالطين ..
قلت: و محمد بن عبدالوهاب..؟
قال: أشعل في صدري بدعوته الالتهاب .. وأحرقني بكل شهاب ..
قلت: وأبو جهل..؟
قال: نحن له أخوة وأهل ..
قلت: فأبو لهب..؟
قال: نحن معه أينما ذهب ..
قلت: فلينين..؟
قال: ربطناه في النار مع استالين..
قلت: فالمجلات الخليعة..؟
قال: هي لنا شريعة ..
قلت: فالدشوش..؟
قال: نجعل الناس بها كالوحوش ..
قلت: فالمقاهي..؟
قال: نرحب فيها بكل لاهي ..
قلت: ما هو ذكركم ..؟
قال: الأغــاني ..
قلت: وعملكم ..؟
قال: الأمــاني ..
قلت: وما رأيكم بالأسواق..؟
قال: علمنا فيها خفاق .. وفيها يجتمع الرفاق ..
قلت: فحزب البعث الإشتراكي..؟
قال: قاسمته أملاكي .. وعلّمته أورادي وأنساكي ..
قلت: كيف تُضِلُّ الناس..؟
قال: بالشهوات .. والشبهات .. والملهيات .. والأمنيات .. والأغنيات ..
قلت: كيف تُضِلُّ النساء..؟
قال: بالتبرج والسفور ... وترك المأمور .. وارتكاب المحظور ...
قلت: فكيف تُضِلُّ العلماء..؟
قال: بحب الظهور والعجب .. والغرور .. وحسد يملأ الصدور ..
قلت: كيف تُضِلُّ العامــة..؟
قال: بالغيبة والنميمة ... والأحاديث السقيمة .. وما ليس له قيمة ..
قلت: فكيف تُضِلُّ التجّــار..؟
قال: بالربا في المعاملات .. ومنع الصدقات ... والإسراف في النفقات ..
قلت : فكيف تُضِلُّ الشباب ..؟
قال: بالغزل والهيام ... والعشق والغرام ... والاستخفاف بالأحكام .. وفعل الحرام ..
قلت: فما رأيك بدولة اليهود <<إسرائيل>>..؟
قال: إيّاك والغيبة .. فإنها مصيبة ... وإسرائيل دولة حبيبة .. ومن القلب قريبة ..
قلت: فأبو نواس..؟
قال: على العين والرأس ... لنا من شعره اقتباس ..
قلت: فأهل الحداثة..؟
قال: أخذوا عملهم منّا بالوراثة ..
قلت: فالعلمانية ..؟
قال: إيماننا علماني .. وهم أهل الدجل والأماني .. ومن سمّاهم فقد سمّاني ..
قلت: فما تقول في واشنطن..؟
قال: خطيبي فيها يرطن .. وجيشي فيها يقطن .. وهي لي موطن ..
قلت: فما رأيك في الدعاة ..؟
قال: عذبوني وأتعبوني ... وبهذلوني وشيبوني ..
يهدمون ما بنيت ... ويقرءون إذا غنيت ..ويستعيذون إذا أتيت..
قلت: فما تقول في الصحف..؟
قال: نضيع بها أوقات الخلف .. ونذهب بها أعمار أهل الترف ... ونأخذ بها الأموال مع الأسف ..
قلت: فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ..؟
قال: نُدخِل فيها السم في الدسم ..ونقاتل بين العرب والعجم .. ونثني بها على المظلوم ومن ظلم..
قلت: فما فعلت في الغراب..؟
قال: سلطته على أخيه ... فقتله ودفنه في التراب ... حتى غاب..
قلت: فما فعلت بقارون..؟
قال: قلت له احفظ الكنوز ... يا ابن العجوز .. لتفوز .. فأنت أحد الرموز ..
قلت:فماذا قلت لفرعــون..؟
قال: قلت له يا عظيم القصر ... أليس لك ملك مصر .. فسوف يأتيك النصر ..
قلت: فماذا قلت لشارب الخمر..؟
قال: قلت له اشرب بنت الكروم ... فإنها تُذهِب الهموم ... وتُزيل الغموم .. وباب التوبة معلوم ..
قلت: فماذا يقتلك..؟
قال: آيــة الكرسي .. منها تضيق نفسي .. ويطول حبسي ... وفي كل بــلاء أُمسي ..
قلت: فمن أحب الناس إليك..؟
قال: المغنون ..والشعراء الغاوون.. وأهل المعاصي والمجون ... وكل خبيث مفتون ..
قلت: فمن أبغض الناس إليك..؟
قال: أهل المساجد .. وكل راكع وساجد ..وزاهد وعابد .. وكل مجاهد ..
قلت : أعـــوذ بالله منك ...
فاختفى وغــاب .. كأنما ســاخ في التراب ..
وهذا جـــزاء الكــذّاب ..
المصدر
كتاب مقامات القرني
للشيخ/ عايض القرني
ابو ادهم