رابع قصة بقلمي*لقاء وردتين*

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

كريمة

:: عضو منتسِب ::
إنضم
3 أكتوبر 2009
المشاركات
15
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
* لـــقـــاء وردتــيـــن *
في يوم من الأيام ولدت وردتان كانتا لونهما أحمر فاقعا كلون رضيع، وعطرهما زكيا كرائحة طفل حديث الولادة.
كانتا متجاورتان وجاءتا للحياة من نفس بقعة الأرض وعاشتا سعيدتين، وكان وقتهما رائعا يمضيان اليوم بالتهامس واستنشاق الهواء ودعوة الضوء إلى قلبهما للمحافظة على وجودهما...
وذات يوم وحين يشاء القدر ذهبت وردة في يد عاشق، فتألمت الوردة لفراق مثيلتها ولكن في نفس الوقت فرحت لأنها ستُهدى إلى حبيبة وتكون سببا في السرور وبذلك تبقى في الذاكرة ولن يحدث الفراق بين الحبيبين...بقيت الوردة تفكر في من تركتها وحيدة ماذا تفعل وهل من لقاء معها؟ ، كانت رحلة الوردة عبر قطار تضمها يد دون خنقها، وقرب قلب يحميها بالدفء إلى أن تصل وترتاح من رحلتها المفاجئة. وفعلا وصلت الوردة وفي خطوات بينها وبين الحبيبة كانت تستعد للقاء وتنال الإعجاب فأهداها الحبيب إلى حبيبته وارتاحت الوردة لأنها وجدت قلب أخر يدفئها فتضمن حياتها على الأقل في ساعات الجنون تلك، واستلقت على مفكرة الحبيبة يغمرها الفرح والسعادة وهي فرحة لأنها كانت هدية ولم تقطف للعبث بها وبأوراقها من طرف مجنون...،هكذا قضت الوردة ساعات وساعات وحدها لأنها وبكل بساطة كانت في بداية لقاء..، فتطفلت إلى حجرة الذكريات وقرأت سطورا من الكلمات وحين قلبت الصفحة فإذا بها تجد وردة جافة بالكامل بين طيات دفتر المذكرات فدمعت عينها وقالت في نفسها: هل سيحل بي ما حل بها؟ وتحسرت على ذلك ثم ابتسمت وقالت: ما دام موتها هو الحياة في قلب الأخر فلا بأس فأنا ضحيت بكل ما أملك من أجل الحبيب وفارقت من أحبهم، وان يكن فيوما سأجفف بين الصفحات وسأبقى كلما فتح دفتر الذكريات وكانت سعيدة لأنها ستكون في النهاية ذكرى سعيدة واستسلمت لتنام داخل دفتر الذكريات الدافئ ... ومضت الأيام وحان لقاء الوردتين وتزامن ذلك مع لقاء الحبيبين، حيث أن الحبيبة قررت إهداء حبيبها وردة حمراء جميلة وسافرت هذه المرة إلى بلاد حبيبها وحين وصولها وإذا بها تمر بإحدى الحدائق الصغيرة وجدت وردة جميلة وحيدة وسط عشب أخضر فقطفتها لتكون هدية لحبيبها في لقاء بعد غياب وسارت الوردة في شوارع المدينة الجميلة وهي تبكي فرحا لأنها تحررت من الوحدة وهي ذاهبة إلى مكان تحس بأنها ستلقى رفيقة دربها...، بكت الوردة ثم كفكفت دموعها وبدأت تستعد للقاء .. فكان لقاء الحبيبين بعد غياب طويل قرب نافورة جميلة وسط المدينة واستلم الحبيب وردة يافعة من يد حبيبته وشكرها على الهدية، وبينما هما يتكلمان تطايرت قطرة ماء ووقعت على الوردة فشعرت برعشة قوية وزاد جمالها وتفاءلت بأنها ستعيش طويلا وأحست بقربها من رفيقتها فإذا بالحبيبة تخرج منحقيبتها دفتر مذكراتها لأنها كانت تريد أن تطلع حبيبها على كلمات قد كتبتها في غيابه فقالت اسمع ما كتبت: أنا من دونك وردة جفت أوراقها وذهب لونها... أنا من دونك نهايتي منعزلة في ظلام... فابقى معي ولا تذهب بعيدا أبدا...، وفي هذه الأثناء وقعت الوردة.. هدية الحبيب والتي كانت بين طيات دفترها فإذا بها تعيش من جديد لأنها التقت بتوأمها، فرحبت بها ودعتها على كرسي خشبي قرب نافورة الماء واقتسمت معها قطرة الماء تلك لتنعشها وتحييها ثم استغرقتا في الحديث لتحكي كل منهما حكايتها،وكذا حكاية لقاءها بوردة ثالثة كانت في دفتر الذكريات وأخبرتها بأنها تستطيع العيش إن كانت هي تريد ذلك، ولكن لم تقبل بالمساعدة وقررت الرحيل دون رجعة لأنها عاشت طويلا مع كلمات كانت تلقاها كل ليلة وحان وقتها لتترك مكانا مزيدا من الورود والكلمات وطلبت من ضيفتها أن تعاهدها أن تكون مكانها وقبل رحيلها قالت: سوف تلتقين بمن فقدته...
وهكذا قصت القصة على رفيقة دربها وقررت أن تعيش كل منها للأخرى وفية معاهدة بأن لا تذهب إلى أي مكان إلا وهما معا. وبذلك كانت لهما حياة سعيدة ملئها الدفء والسعادة...وبقي الحبيبين أيضا بقرب بعضهما إلى الأبد كزهرتين متفتحتين لونهما الحياة السعيدة وعِطرهُماَ الحب.
أتــــــــــــمــــــــــــــنـــــــــــــــــى أن تـــــــــــنــــــــــــال اعـــــــــــجــــــــــابــــــــكــــــم أنــــتــــظــــر ردكـــم وشـــكــرا.*
 
آخر تعديل:
* لـــقـــاء وردتــيـــن *
قصة مؤثرة كما أعجبني العنوان كثيرا..........أتمنى لك مزيدا من التألق و الابداع.
 
رائعة أختي كريمة


قصتك تعبر عن مدى الامل والتفاءل وعن حلاوة اللقاء بعد الفراق ....

فكلنا ورودا في هذه الدنيا .......

نذبل بمجرد الفراق عن الاحبة والاصدقاء

ونفرح بالواننا البراقة عندما تعود الينا روحنا بعد لقاء الاحبة


 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top