الزواج بلا خلافات سينتهي بـ "الطلاق" !!

issac570

:: عضو متألق ::
أحباب اللمة
919018391.jpg


544475056.jpg



أحد أهم خبراء العالم في الطلاق" هو لقب يطلق على باحث أمريكي لديه مركز أبحاث متخصص في الزواج والطلاق في ولاية كولورادو الأمريكية، وقد حصل على هذا اللقب ببساطة لأنه حقق نسبة 90 في المائة في توقع حصول الطلاق في المستقبل لأسر معينة، أي أنه في حال تمكنه من مراقبة أي أسرة لمدة ساعة والحديث مع الزوج والزوجة على انفراد، فإنه يستطيع أن يتوقع ما إذا كانوا خلال خمس سنوات سيكونون سويا أو مفترقين، وذلك مهما بدت السعادة على محياهم ومهما أكدوا أنهم يمضون أجمل أيام عمرهم وأنهم سيبقون ويموتون معا، ومن خلفهم ذرية الأطفال الذين سيحملون العهد من بعدهم..

هذا الباحث لا يستخدم التنجيم طبعا، بل هو يركز أبحاثه على فهمالمؤشرات التي تدل على أن الأسرة تمر بمرحلة حرجة، وذلك ببساطة حسبما يقول لكي يمكنلهذه الأسر أن تعالج هذه المشكلات في وقت مبكر بشكل وقائي لتمنع حصول "انفجارالمشكلات" ثم الطلاق لاحقا.

في إحدى أبرز الدراسات التي قام بها هذا الباحث علىمدى عشر سنوات، تم إحضار مئات الأسر المتطوعة ووضعها تحت كاميرا فيديو للمراقبة، ثمطلب منهم العمل كزوج وزوجة على حل مجموعة من المشكلات والألغاز، وبناء بيت منالمكعبات، وغير ذلك. بعد التمرين، الذي يستمر لمدة أربع ساعات، يلتقي الباحثالأسرة، ويسمع منهم ليتأكد من استنتاجاته عنهم، يسجل توقعاته بشكل سري، ثم يعطيهمبعض النصائح لتنمية حياتهم العاطفية.

خلال السنوات، يتم الاتصال بهذه الأسر، فقطلمعرفة ما إذا كانوا ما زالوا متزوجين بلا طلاق، وبعد خمس سنوات تماما يتم مقارنةتوقعات الباحث السرية بالحال الفعلية للأسرة، والتي كانت صحيحة في 90 في المائة منالحالات التي درسها.لماذا يتم الطلاق ولماذا لا يتم؟ المؤشر الأهم الذي استنتجهالباحث هو أساليب "إدارة الخلافات الزوجية" Marital Conflict Management، حيث يقولبأن الأسر تعالج خلافاتها بأربع طرق رئيسية:

الأولى: الحوار، حيث يتم مناقشةالمشكلة، ويقدم الزوج فيها حججه وتقدم الزوجة حججها، ويستمر الحوار حتى ينتهيبالإقناع، بمعنى أن الطرفين يشعروا بقناعة بأن هذا أفضل حل للمشكلة، طبعا هذا لايعني أن الحوار موضوعي وعقلاني في كل الحالات، فقد يكون أحد الزوجين "أشطر" منالثاني في النقاش، ولكن في النهاية يخرج كلاهما مقتنعين وسعيدينبالنتيجة.

الطريقة الثانية لمعالجة المشكلات: ممارسة السيطرة، حيث يكون أحدالزوجين أقوى شخصية من الآخر، فيصدر أوامره أو تصدر أوامرها ويتم تنفيذ المطلوببدون نقاش، لأن نتائج النقاش ستكون وخيمة وحادة على الطرف الضعيف !!

الطريقةالثالثة: الصراع، وهنا ينسى الطرفان الموضوع الرئيسي، ويبدأ السباب وربما الضربوالانتقام والصراخ، وبعد فترة من الغضب، تعود المياه إلى مجاريها مع نسيان القضيةالأصلية التي تم الخلاف من أجلها.

الطريقة الرابعة: الانسحاب، حيث يتجنب الزوجانالنقاش، أحدهما يتظاهر بالنوم والآخر ينشغل بهاتفه، أو يبدآن بالحديث عن موضوعمختلف، ويتجاهلان الموضوع تماما، وذلك لأن أحد الزوجين مقتنع بأن النقاش "غير مجد" أو سيجعل المشكلة أكبر، وأحيانا تريد الزوجة النقاش فيهرب الزوج، والعكس ممكن كذلك. هذا لا يعني انتهاء المشكلة، فغالبا تتم الفضفضة مع الأصدقاء والشكوى الدائمة منالطرف الآخر.


حسب هذه الدراسة التي قام بها الباحث تعتبر الطريقة الأولى هي أفضلطريقة تحافظ على الكيان الزوجي، وفي الغالب يكون الزوجان بعيدين عن شبح الطلاق، وهيعموما الأقل حدوثا في علاج المشكلات. الطريقتان الثانية والثالثة تأتيان بعد ذلككحلول شائعة للخلافات، وفيهما تزيد نسب الطلاق، وإن كانت الطريقة الثانية أفضل منالثالثة في إبعاد شبح الفراق بين الزوجين.

أسوأ الطرق على الإطلاق، والتي تنتهيبنسب عالية من الطلاق، و"الطلاق السيئ" بالذات والذي ينتهي بالعداوة الشديدة ورغبةالانتقام على حساب الأبناء ومصالح الطرفين هي الطريقة الرابعة، وذلك ببساطة لأنالغضب والأحقاد تتجمع في العقل الباطن، ثم تخرج في دفعة واحدة على شكل انفجار لايمكن للشخص أن يتحكم فيه، ويجد نفسه منطلقا في تدمير حياته وحياة من حوله كاستجابةلهذا الانفجار الداخلي.

عندما تشاهد بعض العينات التي قام الباحث بدراستها، سترىأن الأسر التي تبدو هادئة ليس بينهم نقاش ولا خلاف ولا أوامر، كلما اختلفوا أدارأحدهم رأسه وانشغل الثاني بنفسه، هي الأٍسر التي تنتهي كثير من علاقاتها بالطلاق عبر السنوات.

الدرس الأساسي الذي سيقدمه الباحث أن خير طريقة لبناء حياة زوجيةسعيدة هي التعامل مع المشكلات بجدية، الحديث حولها، التفكير فيها بصوت مرتفع، ولابأس بشيء من الغضب والصراخ والأوامر الحادة، فبدونها ستكون النتيجة هي "الانفجار" !!
 
توقيع issac570
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom