كيف أتوب؟؟؟

bent bladha

:: عضو مُشارك ::
كيــــــــــــــــــــف أتــــــــــــــــــــوب ؟؟

الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب،شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاةوالسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اخواني في الله
...اكثر الناس لايعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟
فتعالوا معي اخواني لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.

كلنا ذوو خطأ كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ،فلست أنا و أنت بمعصومين
{ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي
وحسنه الألباني].

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عنطلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.

أين طريق النجاة؟
قد تقولون: إنناي نطلب السعادة لانفسنا، ونروم النجاة، ونرجوا المغفرة، ولكننا نجهل الطريق إليها، ولا نعرف كيف نبدأ؟
فتقول انت اخي أنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق
وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟والطريق اخي الكريم واضح كالشمس، ظاهركالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: ٌ( وإني لغفارلمن تاب وءامن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) [طه:82].
بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً
مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها و مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه:(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللهإن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53].
ولكن.... ما التوبة ؟ التوبة أختي الحبيبه هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً إلى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي مبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بدايةالعبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله،والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه إلى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.

ولماذا نتوب؟ وقبل أن أجيبكم على هذا السؤال لا بد أن تعلموا أنني ما أردت إلاسعادتكم، وما تمنيت إلا راحتكم، وما قصدت إلا الخير والنجاة لكم في الدارين....

والآن أجيبكم على السؤال: التوبة:
1-طاعة لأمر ربنا سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرنا بها فقال:
(يا أيها الذين ءامنوا توبوا الى الله توبةنصوحاً ) [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

2-سبب لفلاحنا في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: (وتوبوا الى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.

3- سبب لمحبة الله تعالى لنا، قال تعالى:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أنخالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

4-سبب لدخولنا الجنة ونجاتنا من النار، قال تعالى:(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً، إلا من تاب وءامن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً ) [مريم:59،60]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

5-سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراًويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) [هود:25]، وقال:( فقلت استغفرواربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً )[نوح:10-12].

6-سبب لتكفير سيئاتنا وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: (يا أيها الذينءامنوا توبوا الى الله توبة نصوحا ً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جناتتجري من تحتها الأنهار) [التحريم:8]، وقال سبحانه: (إلا من تاب وءامن وعمِل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهمحسنات وكان الله غفوراً رحيماً )[الفرقان:70].

اخواني الكرام :ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا نبخل على انفسنا بما فيه سعادتنا؟.. لماذا نظلم انفسنا بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بنا أن نبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.

كيف أتوب؟
: كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع إلى خالقها، تريد الأوبة إلى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟
إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له
الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر بعض الأمور التي تعيننا على التوبة وتساعدنا عليها:
1-نصدق النية ونخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنهمن عبادنا المخلصين) [يوسف:24].

2- نحاسبانفسنا: فإن محاسبة النفس تدفع إلى المبادرة إلى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.

3-نذكّر انفسنا ونعظها ونعاتبها ونخوّفها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا حتى تخاف من الله .

4- نعزل انفسنا عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعةوتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماًيعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.

5-نبتعد عن رفقة السوء:وخصوصاً أن منورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فلنغيّر رقم هواتفنا، ولنغيّر الطريق الذي كنا نمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبوداود والترمذي وحسنه الألباني].

6-نتدبّرعواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأنالجزاء بالمرصاد دعاه ذلك إلى ترك الذنوب بداية، والتوبة إلى الله إن كان اقترفشيئاً منها.

7_نرِيها الجنة والنار: نذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، ونخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.

8-نشغلها بما ينفع ونجنّبهاالوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء.

9-وهناك أسباب أخرى تعيننا اخواني في الله على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقنا توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن،والصبر خاصة في البداية، إلى غير ذلك من الأمور.

رجاءا لا ترحلوا هناك المزيد ...........................
 
كيف اتوب ؟؟

شروط التوبةالصادقة:
للتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) [النساء:146].

ثانياً:الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.

ثالثاً:الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئلا يعده ذنباً.

رابعاً:الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها
خامساً:العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعودإليه في المستقبل.

سادساً:ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابهاإذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد منعرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواهالبخاري].

سابعاً:أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبدما لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].

علامات قبول التوبة
:وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:
1-أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكان الإنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.

2-ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبضروحه: (ألاتخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتمتوعدون) [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.

3-أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقععليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).

4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار . فمن لم يجد
فليرجع الى تصحيحها.

5-أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذرمن أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذرمن أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه،فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله،ويبتعد عن الرياء والسمعة.

احذرالتسويف:إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل،فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

فلنسارع الى التوبة، ولنحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور،ولنتب قبل أن يحضر أجلنا وينقطع أملنا ، فإننا لا ندري متى تنقضي أيامنا، وتنقطع أنفاسنا

وأخيراً... !!
فِر الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر من الشهوات... فر من الدنيا كلها... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً... اطرق بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّوا الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.



أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمدوعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر... طريق
الايمان ( بالتصرف )
 
طرح ممتاز جدا .. وقيم ونافع.. بارك الله فيك وجزاك كل خير .. مودتي..
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom