بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
هناك قصة شهيرة فى التاريخ سأرويها باختصار, لملك رفع شعار السلام و التفاوض فقط و لا للمقاومة أو الحرب بدعوى أنه يكفى شعبه و النساء و الأطفال و العجائز ويلات الحرب و الدمار, و القتل.
كان اسم ذلك الرجل (عبد الله الأحمر ) ,آخر ملوك غرناطة ,و آخر سلاطين بنى الأحمر, و رأى ذلك السلطان ,أنه ليس فى استطاعته أو استطاعة دولته الصمود أمام جيوش( فرناندو و إيزابيلا) حاكمى (قشتاله), أو (كاستيلا ) حاليا بالإسبانية, و رأى أنه من الحكمة أن يمضى معاهدات سلام معهم , يقسمون فيها أنه إذا سلم لهم مفاتيح غرناطة ,دون حرب ,أى استسلم , أنهم سيمنحون المسلمين حرية العبادة و تأمين أرواحهم و أموالهم و أملاكهم, ليس فقط فى غرناطة و إنما فى ربوع الأندلس التى ضاعت و استولا عليها (فرناندو و إيزابيلا), و لأنه كان فاهم نفسه ناصح و ذكى , لكى يضمن انهم سيلتزمون بالعهد, و لأنه لم تكن هناك أمم متحدة او مجلس الأمن آنذاك, قال أنه يريد أن يكون توقيع المعاهدة معهم عند البابا فى روما , و البابا يوقع عليها أيضا , كاعتقاد منه أن البابا هو المرجعية لفرناندو و إيزابيلا , اللذان لن ينقضا عهدا وقع عليه البابا ,لأنهم من المفروض يحترمونه و يجلونه, و بالفعل رحبا الملكين بالشرط , و وقعا و وقع البابا و عبد الله الأحمر, و سلم مفاتيح غرناطة للملكين دون حرب أو دون ذرف قطرة دماء واحدة من جسد أى غرناطى, و كانت إيزابيلا مؤجله زواجها بفرناندو منذ اعوام حتى الحصول على غرناطة و قالت له لن نتزوج إلا فى قصر الحمراء, و بالفعل تحققت أمنياتها و أقيمت الأفراح فى قصر الحمراء إحتفالا بالزواج .
و خرج عبد الله الأحمر و عائلته من الأندلس متوجهين إلى المغرب , و بعد خروجهم توجه إلى ربوة عالية تطل على غرناطة كلها , و شاهد لآخر مرة المدينة العامرة و الجميلة , و بكى عليها كثيرا فقالت له امه "الآن تبكى كالنساء على ملك لم تستطع أن تصونه كالرجال"
و مات عبد الله الأحمر , و شوهد أحفاده بعد ذلك بسنوات و هم يشحذون فى شوارع المغرب, و يتكففون السؤال, فهذه عاقبة من يشترى الدنيا بدينه.
أما عما حدث لأهل غرناطة الذين ظن حاكمهم أنه يحمى دماءهم , لا حول و لا قوة إلا بالله ,من مذابح جماعية و تطهير عرقى و محاكم تفتيش , و تحويل الدين بالتعذيب , و كتب التاريخ مليئة بالفظائع لما حدث لهم بعد التسليم , وظنوا أنهم تقوا أنفسهم شر القتال!!!.
بسم الله الرحمن الرحيم (كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم)
و ضاعت آخر حواضر الأندلس إلى الأبد.
بعد ثمانمائة عام من الفتح العربى , و الازدهار و التألق.
و فالتاريخ من العبر ما يشيب الرأس , وما يشبه ما نعيشه الآن , فما أشبه اليوم بالبارحة ....فانظر الآن الى نظام مبارك كيف يصر على السلام بالرغم من كل ما يحدث للبلدان المجاورة له ....
فما أشبه عبد الله الأحمر بحسني مبارك
******************** صديقكم نوح *****
السلام عليكم
هناك قصة شهيرة فى التاريخ سأرويها باختصار, لملك رفع شعار السلام و التفاوض فقط و لا للمقاومة أو الحرب بدعوى أنه يكفى شعبه و النساء و الأطفال و العجائز ويلات الحرب و الدمار, و القتل.
كان اسم ذلك الرجل (عبد الله الأحمر ) ,آخر ملوك غرناطة ,و آخر سلاطين بنى الأحمر, و رأى ذلك السلطان ,أنه ليس فى استطاعته أو استطاعة دولته الصمود أمام جيوش( فرناندو و إيزابيلا) حاكمى (قشتاله), أو (كاستيلا ) حاليا بالإسبانية, و رأى أنه من الحكمة أن يمضى معاهدات سلام معهم , يقسمون فيها أنه إذا سلم لهم مفاتيح غرناطة ,دون حرب ,أى استسلم , أنهم سيمنحون المسلمين حرية العبادة و تأمين أرواحهم و أموالهم و أملاكهم, ليس فقط فى غرناطة و إنما فى ربوع الأندلس التى ضاعت و استولا عليها (فرناندو و إيزابيلا), و لأنه كان فاهم نفسه ناصح و ذكى , لكى يضمن انهم سيلتزمون بالعهد, و لأنه لم تكن هناك أمم متحدة او مجلس الأمن آنذاك, قال أنه يريد أن يكون توقيع المعاهدة معهم عند البابا فى روما , و البابا يوقع عليها أيضا , كاعتقاد منه أن البابا هو المرجعية لفرناندو و إيزابيلا , اللذان لن ينقضا عهدا وقع عليه البابا ,لأنهم من المفروض يحترمونه و يجلونه, و بالفعل رحبا الملكين بالشرط , و وقعا و وقع البابا و عبد الله الأحمر, و سلم مفاتيح غرناطة للملكين دون حرب أو دون ذرف قطرة دماء واحدة من جسد أى غرناطى, و كانت إيزابيلا مؤجله زواجها بفرناندو منذ اعوام حتى الحصول على غرناطة و قالت له لن نتزوج إلا فى قصر الحمراء, و بالفعل تحققت أمنياتها و أقيمت الأفراح فى قصر الحمراء إحتفالا بالزواج .
و خرج عبد الله الأحمر و عائلته من الأندلس متوجهين إلى المغرب , و بعد خروجهم توجه إلى ربوة عالية تطل على غرناطة كلها , و شاهد لآخر مرة المدينة العامرة و الجميلة , و بكى عليها كثيرا فقالت له امه "الآن تبكى كالنساء على ملك لم تستطع أن تصونه كالرجال"
و مات عبد الله الأحمر , و شوهد أحفاده بعد ذلك بسنوات و هم يشحذون فى شوارع المغرب, و يتكففون السؤال, فهذه عاقبة من يشترى الدنيا بدينه.
أما عما حدث لأهل غرناطة الذين ظن حاكمهم أنه يحمى دماءهم , لا حول و لا قوة إلا بالله ,من مذابح جماعية و تطهير عرقى و محاكم تفتيش , و تحويل الدين بالتعذيب , و كتب التاريخ مليئة بالفظائع لما حدث لهم بعد التسليم , وظنوا أنهم تقوا أنفسهم شر القتال!!!.
بسم الله الرحمن الرحيم (كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم)
و ضاعت آخر حواضر الأندلس إلى الأبد.
بعد ثمانمائة عام من الفتح العربى , و الازدهار و التألق.
و فالتاريخ من العبر ما يشيب الرأس , وما يشبه ما نعيشه الآن , فما أشبه اليوم بالبارحة ....فانظر الآن الى نظام مبارك كيف يصر على السلام بالرغم من كل ما يحدث للبلدان المجاورة له ....
فما أشبه عبد الله الأحمر بحسني مبارك
******************** صديقكم نوح *****