brahim638989
:: عضو منتسِب ::
التفاعل
1
الجوائز
2
- تاريخ التسجيل
- 19 أفريل 2009
- المشاركات
- 71
- آخر نشاط
نحن أمام قصة إنسان علّم ابنه, وهو عامل بسيط,كان يتقاضى أجر ضئيل مقابل عمل شاق, كافح وناضل في معركة الحياة
بين إعالة العائلة وسد ما تحتاجه من قوت ولوازم متنوعة, وبين توفير قسم من المال (على السدّة) لتعليم ابنه في الجامعة, وقسم أخر لبناء بيت له متواضع ليأويه وعلئلته مكتفيا بطعام بسيط, يسد رمقهم وربما طوى ليال عدة جوعا بجانب أبنائه, يسرد عليهم القصص المسلية, القصة تلو الأخرى, كي يتسرب النوم لأجفانهم, وهم يعصرون بطونهم الخاوية فيسقطون صرعى, كما تسقط أوراق لأشجار ذوت بعد انحباس الماء عنها, وبعد صراع وانتظار طويل لنقطة ماء, ليستيقظوا في اليوم التالي, كأشلاء انتشلت من غرق محتم يُروا كدمى معلقة على منشر لتعتصر.
وتسير الأيام بخطى حثيثة تقضيها العائلة بأصعب ما يكون من ظروف, من شظف عيش, ومن حرمان من جميع أمور الحياة الوادعة الهانئة, مغمضي عيونهم عن ما تمتع به الآخرون من رغد العيش وتتبع لجنون الموضة وما تمليه عليهم حتى لو كانت سافرة وبأساليب همجية وحشية, ومن قلب المعاناة, يتطرق الأبناء للعمل وإلى توفير المال بامتهانهم جمع القمامة, وجمعهم لعلب مشروبات فارغة وبيعها بثمن زهيد, وبقضاء أيام وليالي جوعا وبردا, ولا يخلو الأمر من أمراض يبتلعونها ويكافحونها ربما بحبة من الإسبرين لاجئين إلى جميع أوراق الأشجار المبعثرة والأوراق البالية وريش الطير لتكون هي وقودهم الرئيسي للإضاءة ولعملية الطهي, هذا إذا وجد هؤلاء ما يطهونه في بيوتهم, وتحصل المعجزة بتوفير أول قسط من أقساط الجامعة مما شجع هؤلاء على الكفاح والعمل ليلا ونهارا دون كلل, وصراعا مع ظروف الحياة القاسية وربما ألغوا من حياتهم شيئا اسمه النوم أو الراحة متخذين شعارا: من أراد العيش والعلا سهر الليالي فلا ياس مع الأمل فحي على العمل, ولا يتوفر النجاح لمن نام الليالي وجلس بالنهار باكيا نادبا حظه شاكيا, يستجدي نظرة عطف ويد سخية تمده بالمال متخذا نهجا من القرآن الكريم: ((إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)) ومتجاهلا قوله سبحانه ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)) يفسرن آي الكتاب على هوى الرؤوس.
ويسير دولاب الزمن يتمكن خلالها الأب من بناء بيت متواضع ليقيم به ابنه بعد أن يتم نصف دينه وهو الزواج, ويتحقق ذلك ويرزق الابن طفلة تملأ عليهم حياتهم وتكون حافزا مشجعا على الكفاح والصمود ومتابعة المشوار, بخوف دائم لما يحمله الغد من مفاجآت بين السارة والغارة.
ويفجأ الأب بآلات القصف تقصف بيته عن بكرة أبيه ويصبح في أقل من ساعة كخبر كان, ذلك بحجة أنه أقيم بغير ترخيص!! فلا ينجو منه إلا الطفلة الصغيرة التي نجت بأعجوبة حيث وجدت بين الأنقاض, والتي بدا واضحا أن لم تع مأساتها بل كل ما شغلها أن لعبها كانت أثرا بعد عين, ثم لا ملابس لتذهب بها إلى المدرسة, لم تع حجم المأساة ولا مصاب والدها الذي أصيب برأسه إصابة بالغة في الرأس وهو بين الحياة والموت وقد شلّت أطرافه.
... ويقف الجد, ذاك المناضل, مشدوها وقد تسمر مكانه وبصره مصوب تجاه البيت دون حراك, وكأنه ينتظر انتهاء حلمه أو.. نهاية مسرح يدمي. يمر بخياله ما كابد وما عانى حتى تمكن من تعليم ابنه وتأسيس بيت له, يمر كل ذلك كشريط سينمائي عبر شاشة تمزق الأحشاء والعقل والفؤاد. وهام على وجهه في أزقة الشوارع ممسكا عصاه التي يتوكأ عليها صائحا بصوت عال:
إخواني هلم نحتفل بتخريج ابني, هيا شاركوني الفرحة, تخرج طبيبا ليكون لكم معينا, هلموا...
ويرتمي على الأرض وهو يحتضن الثوب الملائكي الذي ارتداه ابنه يوم تخرجه...
بين إعالة العائلة وسد ما تحتاجه من قوت ولوازم متنوعة, وبين توفير قسم من المال (على السدّة) لتعليم ابنه في الجامعة, وقسم أخر لبناء بيت له متواضع ليأويه وعلئلته مكتفيا بطعام بسيط, يسد رمقهم وربما طوى ليال عدة جوعا بجانب أبنائه, يسرد عليهم القصص المسلية, القصة تلو الأخرى, كي يتسرب النوم لأجفانهم, وهم يعصرون بطونهم الخاوية فيسقطون صرعى, كما تسقط أوراق لأشجار ذوت بعد انحباس الماء عنها, وبعد صراع وانتظار طويل لنقطة ماء, ليستيقظوا في اليوم التالي, كأشلاء انتشلت من غرق محتم يُروا كدمى معلقة على منشر لتعتصر.
وتسير الأيام بخطى حثيثة تقضيها العائلة بأصعب ما يكون من ظروف, من شظف عيش, ومن حرمان من جميع أمور الحياة الوادعة الهانئة, مغمضي عيونهم عن ما تمتع به الآخرون من رغد العيش وتتبع لجنون الموضة وما تمليه عليهم حتى لو كانت سافرة وبأساليب همجية وحشية, ومن قلب المعاناة, يتطرق الأبناء للعمل وإلى توفير المال بامتهانهم جمع القمامة, وجمعهم لعلب مشروبات فارغة وبيعها بثمن زهيد, وبقضاء أيام وليالي جوعا وبردا, ولا يخلو الأمر من أمراض يبتلعونها ويكافحونها ربما بحبة من الإسبرين لاجئين إلى جميع أوراق الأشجار المبعثرة والأوراق البالية وريش الطير لتكون هي وقودهم الرئيسي للإضاءة ولعملية الطهي, هذا إذا وجد هؤلاء ما يطهونه في بيوتهم, وتحصل المعجزة بتوفير أول قسط من أقساط الجامعة مما شجع هؤلاء على الكفاح والعمل ليلا ونهارا دون كلل, وصراعا مع ظروف الحياة القاسية وربما ألغوا من حياتهم شيئا اسمه النوم أو الراحة متخذين شعارا: من أراد العيش والعلا سهر الليالي فلا ياس مع الأمل فحي على العمل, ولا يتوفر النجاح لمن نام الليالي وجلس بالنهار باكيا نادبا حظه شاكيا, يستجدي نظرة عطف ويد سخية تمده بالمال متخذا نهجا من القرآن الكريم: ((إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)) ومتجاهلا قوله سبحانه ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم)) يفسرن آي الكتاب على هوى الرؤوس.
ويسير دولاب الزمن يتمكن خلالها الأب من بناء بيت متواضع ليقيم به ابنه بعد أن يتم نصف دينه وهو الزواج, ويتحقق ذلك ويرزق الابن طفلة تملأ عليهم حياتهم وتكون حافزا مشجعا على الكفاح والصمود ومتابعة المشوار, بخوف دائم لما يحمله الغد من مفاجآت بين السارة والغارة.
ويفجأ الأب بآلات القصف تقصف بيته عن بكرة أبيه ويصبح في أقل من ساعة كخبر كان, ذلك بحجة أنه أقيم بغير ترخيص!! فلا ينجو منه إلا الطفلة الصغيرة التي نجت بأعجوبة حيث وجدت بين الأنقاض, والتي بدا واضحا أن لم تع مأساتها بل كل ما شغلها أن لعبها كانت أثرا بعد عين, ثم لا ملابس لتذهب بها إلى المدرسة, لم تع حجم المأساة ولا مصاب والدها الذي أصيب برأسه إصابة بالغة في الرأس وهو بين الحياة والموت وقد شلّت أطرافه.
... ويقف الجد, ذاك المناضل, مشدوها وقد تسمر مكانه وبصره مصوب تجاه البيت دون حراك, وكأنه ينتظر انتهاء حلمه أو.. نهاية مسرح يدمي. يمر بخياله ما كابد وما عانى حتى تمكن من تعليم ابنه وتأسيس بيت له, يمر كل ذلك كشريط سينمائي عبر شاشة تمزق الأحشاء والعقل والفؤاد. وهام على وجهه في أزقة الشوارع ممسكا عصاه التي يتوكأ عليها صائحا بصوت عال:
إخواني هلم نحتفل بتخريج ابني, هيا شاركوني الفرحة, تخرج طبيبا ليكون لكم معينا, هلموا...
ويرتمي على الأرض وهو يحتضن الثوب الملائكي الذي ارتداه ابنه يوم تخرجه...
