حرب الملفات الوسخة ......

بلادي اهواك

:: عضو منتسِب ::
نشر بتاريخ 21-04-2010
عبد العزيز غرمول


اتصل بي باحث جزائري، خلال هذا الأسبوع، وطلب مني لقاء على عجل. لبّيت دعوته بدافع الفضول وليس بدافع الفضيلة. فالرجل لم أسمع باسمه إلا لماما في الجرائد المكتوبة بالفرنسية، وفي الغالب آراؤه الشوفينية لا تروق لي كثيرا. لكن اختياره للمكان والزمان أثارا حفيظتي، فقد اعتقدت دائما أن الباحث الجزائري الذي لا يرقى راتبه إلى كناس في باريس (وهو باريسي اللهجة بالمناسبة) لا تسمح له إمكانياته بتبذير راتب شهر كامل على عشاء في مطعم فاخر، ولا السهر إلى آخر الليل في قراءة وثيقة يعتقد أنها خطيرة.

ومع ذلك وضع على المائدة بيننا مخطوط كتاب فيما يقارب ستمائة صفحة وراح يشرح لي مضمونه.

حقيقة اندهشت في البداية، فهذا الباحث بذّر مرة أخرى ثلاث سنوات من عمره في التنقل بين باريس ولندن والقاهرة، وأيضا داخل الجزائر لإعداد قائمة تفصيلية بالوثائق والصور والشهادات، وأحيانا بأرقام أرصدة أو مقتطفات من جرائد قديمة، لما يقارب ألف شخصية كانت في كواليس الحكم منذ الاستقلال وحتى اليوم، مطعون في تاريخها ولا ترتبط بهذا البلد ـ حسبه ـ سوى بالرواتب والامتيازات وتحويل الأموال إلى الخارج...


وأضاف الرجل محتدا: ليس الحركى الذين التحقوا بجبهة التحرير وظلوا عملاء لفرنسا خلال الثورة وبعدها، وليس الذين حكمت عليهم الجبهة بالإعدام لأخطاء فادحة تتعلق بالكشف عن مخابئ الجنود أو التدليل على تحركاتهم فقط... بل حتى أولئك الذين باعوا القضية إلى مستعمرهم القديم.

عالم من الحقائق المخجلة، لا يمكن لأكثر كتّاب السيناريو عبقرية أن يتصور تشابكاته وعجائبه. فأولئك الرجال جاؤوا ببعضهم، واختاروا في الترقيات إلى مناصب الدولة مقاييس لا تمتّ لها الكفاءة والنزاهة بصلة، وشكلوا ملفات وسخة على بعضهم البعض، ثم مارسوا وظائفهم بطريقة حربية أي بنفس الطريقة التي كان يمارس بها مستعمرهم السابق، وأضاف محدثي: أعادوا استعمار الجزائر بطريقتهم الملتوية؟!

وكان كلما يذكر اسما يستدل بالمخطوط الذي يحوي تلك الحقائق. وكلما تمر حادثة يعيدها إلى سياقها التاريخي وأبطالها، أو الأحرى مجرميها، الحقيقيين. وللاعتراف، قضيت معه بضع ساعات على أعصابي. فقد كان يتحدث أحيانا عن رجال عرفتهم عن قرب وكنت أظن أن وطنيتهم التي يلهجون بها في وسائل الإعلام صادقة ونظيفة، بل أن بعضهم لا يزال يمارس وظيفته السامية في الدولة... لكنه أعاد خلط الأوراق في ذاكرتي بشكل لا يوصف.

طيلة حديث هذا الباحث المجتهد، كنت أفكر في شيء واحد: هل كانت لدى الجزائر منذ الاستقلال وحتى اليوم ألف شخصية نزيهة ونظيفة حافظت على استقلالها ونافحت عن أرضها وعرضها؟ دون شك نعم، وإلا ما بقيت الجزائر ولا هذا الشعب... ولكن من ناحية أخرى، إذا صحت بحوث هذا الباحث، فإن تلك الألف شخصية تقريبا التي تسللت إلى مستويات مختلفة من وظائف الدولة هي التي سوّدت مستقبل الجزائر ورمت بها في هذا الوضع اليائس الذي لا يتحرك فيه أحد خوفا من ملف وسخ مخبوء...
قلت: والآن ما المطلوب مني؟ ابتسم: شيئان فقط. الأول أن تترجم هذا المخطوط وتنشره على حلقات كي يعرف الجزائريين حقيقة وضعهم المجنون... ولما رآني أحرك رأسي سلبا... أضاف: والثاني هو أن تدفع فاتورة العشاء...

 
موضوع مميز.........
فرنسا رحلت لكنها تركت من ينوبون عنها وينفذون كل ما تأمر به ولهذا حالنا راه .......يفرح :tears:
 

بلا شك أن لكل الشخصيات الوصولية الطفيلية

المتسلقة ملفا وسخا واحدا على الأقل ... و لذلك

فأولئك الذين تسلقوا على ظهر الثورة و صنعوا مجدا

و أسماءا رنانة هم نفسهم الذين تسلقوا على ظهر الدولة

و مؤسساتها و صنعوا مراكزا و كراسي و ثروات على ظهور

الشعب .
 
موضوع مميز.........
فرنسا رحلت لكنها تركت من ينوبون عنها وينفذون كل ما تأمر به ولهذا حالنا راه .......يفرح :tears:

اصبت اختي البسكرية هو استعمار غير مباشر
فالمحتل لم يرحل قبل ان يترك من يعول عليهم
في مواصلة ما بدأه
 

بلا شك أن لكل الشخصيات الوصولية الطفيلية

المتسلقة ملفا وسخا واحدا على الأقل ... و لذلك

فأولئك الذين تسلقوا على ظهر الثورة و صنعوا مجدا

و أسماءا رنانة هم نفسهم الذين تسلقوا على ظهر الدولة

و مؤسساتها و صنعوا مراكزا و كراسي و ثروات على ظهور

الشعب .

فعلا اخي محارب الصحراء من يسير جزائرنا هم حركى
ومتورطون في قضايا الفساد واختلاس اموال الشعب
وملفات تزوير لمجاهدين هم بالاساس خونة عملاء
يتمتعون بعضوية في منظمة المجاهدين وتدر عليهم الخزينة العمومية بالملايين
ورؤساء احزاب انتهازيون هم ايضا غارقون في الرشاوي والفساد بكل انواعه
 
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom