التفاعل
306
الجوائز
73
- تاريخ التسجيل
- 2 أفريل 2010
- المشاركات
- 788
- آخر نشاط
- الأوسمة
- 6
آلهــة الكرة ..... أم كرة الآلهــــة ..؟
مقدمة
هذه كلمات كنت قد كتبتها ونشرتها على غير هذا المنتدى ، ولقد بدا لي منذ ايام ان اعيد ما كتبته بشكل آخر ، فلم أوفق الى ذلك ، فرايت ان اعيد ادراجها على هذا المنتدى المبارك بعد ما لاحظت ان حمية كرة القدم ما زل لها صدى في نفوس بعض اخواننا ....
ولم اتصرف كثيرا فيما سبق ان كتبته الا بشيئ يسير موافقة للأحداث والله المستعان
***
الكرة المستديرة ..، أو كرة القدم .، أو سمها ما شئت أن تسمها ، لعبة اكتسبت بطريقة أو أخرى شعبية كبيرة لدى الشعوب كلها ، فأصبحت بقدرة قادر محط اهتمام الحكام والمحكومين على حد سواء
بل حتى التجار والحرفيين والسماسرة وأهل الحل والعقد، فقد أصبح أهل الحل والعقد ربما أقل شأنا من السماسرة والحرفيين في عالمنا العربي فلا تعجب من قولي إن وجدتهم في ذيل الترتيب ...
والحقيقة التي ينبغي أن لا نتغافل عنها أن كرة القدم لعبة للفرجة والمتعة ، ولا اعتراض ... ،عندما تبقى في حدود هذا الاصطلاح .
أما عندما تتحول الى آلهة تعبد من دون الله فتلك هي المشكلة
قد يستغرب أحدكم هذا القول فأقول : أين الغرابة في كون هذه الكرة في عالمنا العربي أصبحت محور الولاء والبراء والحب والبغض . والحرب والسلم .
و هل العبادة إلا حب .. وبغض .. وولاء .. وبراء ؟
حتى وإن سلمنا بمسالة العذر بالجهل فهذا لا يحمل كثيرا من المسؤولين والإعلاميين وأرباب القرار أن يزرعوا تلك المفاهيم الخاطئة في نفوس تلك الشعوب بهذا الشكل الذي لا يمت الى العقل بصلة تذكر ،
حتى تبقى المفاهيم الصحيحة تصب في مصب النهر الصحيح ..
ما يثير اشمئزازي حقيقة أن بعض المفاهيم والمصطلحات أقول ربما يتعمد كثير من أرباب الجاه والسلطان تمييعها من خلال هذه الفرجة واللعبة .. ، وخاصة في هذا الوقت بالذات .
مصطلحات النصر والهزيمة أصبحت تتعلق بكرة القدم أكثر ما تتعلق بغيرها .
ولعل ما أنفق على هذا اللقاء أو ذاك بين الفريقين من كلتا الدولتين لو أنفق ثلثه على البؤساء والفقراء والمشردين والأرامل والثكالى في غزة لكفاهم مؤنة سنة كاملة ولحفظ ماء تلك الوجوه الذي يراق على رؤوس تلك القمم العربية ... وإن شئت فقل تلك المهازل العربية ..؟؟؟
بل لعله لو صرفت تلك الأموال على شحنة واحدة من السلاح ووضعت بيد المقاومة لأمكن لحكام العرب المراهنة على مشروع المقاومة وقلب الموازين في المنطقة كلها .
فأي نصر وأي هزيمة .. ؟ وثلاثة أرباع البلاد العربية ترزح تحت نير الاحتلال أما احتلالا مباشرا على الأرض كما هو الشأن في فلسطين .. ، والعراق والجولان وجزء كبير من صحراء مصر
أو غير مباشر بالولاء المجبور لا الاختياري وهذا لا أعتقد جازما أن هناك بلاداً عربية من الخليج إلى المحيط يملك حكامها زمام أمورهم بأنفسهم اللهم
إلا إملاءات جبرية قسرية من البيت الأبيض أو البيت الأحمر .. ،
لا أحد ينكر على الشعوب أو حتى تلك الظلال الادمية التي نصطلح على تسميتها بالحكام
الفرحة الفرجة أوالمتعة .. بل بالعكس ندعو إلى شيء من ذلك لعلنا نستطيع أن نخفف بشيء من الفرح آلام شعوبنا ما دمنا لم نقدر أن نزرع الفرحة على تلك الملامح برغيف خبز نظيف نوفره لها .
نعم للفرجة والمتعة
نعم للفرح
نعم للمتعة الآنية في حدودها
بعيدا عن مصطلحات النصر أو الهزيمة
هذا الذي حدثتني به نفسي وأنا أتابع تلك المشاحنات بين البلدين الشقيقين مصر والجزائر اثناء تلك الفرجة التي جمعت فريقي البلدين ، حتى تطورت الامور من مجرد لعبة لكرة القدم الى معركة جعلت بعض الاعلاميين الى وصفها بحرب داحس والغبراء
أنا جزائري أشعر بالفرح عندما أتابع هذه الفرجة والمتعة ، واشعر بشيئ من فرح شفيف يداخلني بعدما تاهل فريق بلدي الى كأس العالم
ولو أنكرت هذا سأكون منافقا صرفا ، ....
ومن ينكر عليا فرحتي هذه في حدود العقل يصبح كعاذل لشيئ لم يدرك كنهه بل لمجرد العذل وكفى ..
فهل تحملني فرحتي هذه إلى أن أعادي مصر ،وشعب مصر أو أكن لهم في نفسي شيئا من البغض أو أعلن حربا شعواء على المصريين .. .. ؟؟
بهذا الشكل أكون خارج دائرة الضوء إن فعلت بل خارج دائرة العقل .
الولاء لله في الدين .. لا للأرض
والمتعة تبقى في حدودها ولا ينبغي أن تصرف إلى غير تلك الوجهة
كتتبه سراي علي بن احمد / مدينة الجلفة