ماذا بقي من رمضان في هذا الزمان

nazif kalam

:: عضو منتسِب ::
إنضم
6 أوت 2010
المشاركات
45
نقاط التفاعل
0
النقاط
2
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعله أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فيه ينزل القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فيه تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فيه ليلة هى خير من ألف شهر , و فيه قال صلى الله عليه وسلم : )) الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم (( ::: رواه البخاري ومسلم ::: وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم : (( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه (( ::: رواه البخاري ومسلم :::, و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة ::: متفق عليه ::: ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الصدقة في رمضان (( فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصلة الارحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل و الشعور بعزة العبادة و لذتها .
ولكن هل في خضم الانسلاخ الديني والأخلاقي الذي يعيشه المجتمع المسلم، هل مازال رمضان يمثل هاته القيم لدينا ؟
والجواب سهل إيجاده، فما عليك إلا بجولة سريعة في أسواقنا الشعبية والعصرية كمثال بسيط على ما يمثله رمضان للمسلمين في هذا الزمن، فلم يبق من رمضان إلا المظاهر الخداعة التي اتخذها أصحابها كقناع لإخفاء الوجه القبيح ليكون كضوء النار الذي يخدع الفراشات لتقترب منه وتشوى حية.
هل يؤمن التاجر الذي يحتكر طعام المسلمين ليبيعه بأضعاف مضاعفة بمناسبة شهر حلول هذا الشهر أن رمضان هو شهر الرحمة والغفران وفرصة لمسح الذنوب والتقرب من الله أم أنه يرى في رمضان فرصة لملء الخزائن ولو على حساب أخوه المسلم، وهو يعلم أنه من احتكر الطعام أربعين ليلة ملعون عن ربه، أليس صومه وصلاته وكل ما يظهره من مظاهر التدين والتقوى بمناسبة رمضان، ماهو إلا ديكور يدخل في إطار الاحتيال على اخوته في الدين واللغة.
هل المسلم الذي برى في رمضان ذريعة ليتشهى ويجلس إلى مائدة إفطار لا مثيل لها إلا في روايات ألف ليلة وليلة باذلا من أجل ذلك كل ما يملك وربما يضطر إلا الاستدانة من أجل ارضاء بطنه، هل هذا المسلم يؤمن بفضائل الشهر الكريم ؟
لقد أصبح كل من البائع والشاري مسعورين في أسواقنا فالأول مثله مثل مصاصي الدماء لا يتوانى في مص دم إخوته في أول فرصة أما الشاري فهو مسعور باللهفة وكأن القيامة ستقوم وكأن رمضان شهر التخمة، فهل بقي لهولاء من رمضان إلا الجوع والعطش فقط ؟
كيف يكون رمضان شهر التراحم والتغافر وصلة الأرحام وأنت حيثما وجهت نظرك في الشارع ترى وجوها مكفهرة عابسة يعلوها السواد تسير وكأنها قنابل موقوتة تنفجر عند أول لمسة ؟


كيف يكون رمضان شهر العمل والعبادة وأنت عندما تتوجه إلى أي إدارة أو مصلحة تجدهم صائمون عن العمل بحجة تأثير التدخين أو طول السهر والويل لك إذا تذمرت أو طالبت بحقك في قضاء مصالحك ؟
كيف يكون رمضان شهر التوبة وأنت تجد أفواج الصائمين تحج إلى السهرات التي تشهد الأفراح والليالي الملاح وكل ما هو محرم يكون فيها مباح من أكل وشرب وتدخين و ....؟
هل بعد هذا النزر اليسير من الملاحظات يبقى لنا أن نقول أن رمضان مازال شهر التوبة والرحمة والغفران، أم أنه أصبح شهر الكسب الحرام واللهفة وارتكاب المعاصي بكل الأشكال والألوان.
بصراحة لم يعد لدينا من ديننا إلا الظاهر فقط فما الإسلام عند الغالبية منا إلا لحية تعفى وشارب يحلق وخمار يسدل أو حركات نؤديها خمس مرات في اليوم بدون تأمل ولا خشوع وأخيرا ثلاثون يوما نفضي فيها النهر في الجوع والعطش يتلوها مساء تستباح فيه كل الممنوعات.
رحمتك يا أرحم الراحمين ولطفك
 
بارك الله فيك أخي على تذكيرك
شكرا على معلوماتك
 
شكرا لك اخي الكريم
ربي يخليك
 
جزاك الله خيرا صدقت والله فيما ذكرت
وكم هو رائع وجميل أن يكون رمضان مدرسة لنربي أنفسنا على تطبيق الاسلام الحق!!!؟؟؟
 
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك خير الجزاء
والواقع العام لحال المؤمنين في هذا البلد الطيب وغيره يا أخي غني عن التعريف .بيد أن الواقع الخاص لكل مؤمن يختلف من فرد إلى فرد ومن جماعة إلى جماعة.فمن كانت المساجد داره والأصحاب الصالحون إخوانه ومجالس الذكر والعلم سوقه التي يشتري فيها ويبيع وجيرانه وأهل بيته ساحة جهاده ودعوته إلى الله . ومن تخير لنفسه خير الرفقة من العمل ومن الجيران ومن المسجد ومن ملعب الكرة بل وحتى من أصحاب التجارة
هذا يا أخي الفاضل أظن أن واقعه سيختلف بكثير .بل أظن أن هذه المجموعات الصغيرة هي القلب النابض وكريات الدم البيضاء في الجسد وفي مجتمعنا .وهي اليد التي تبني وتقوم الإعوجاج والإنحراف وعلا متها علو الهمة .فتراها دائما -تلك المجموعات- على القمم ولا تتوانى في إغاثة كل مريد للنجاة طالب للحق .إلا من أبى
فهي لا تكتفي بالتشخيص ..لأن الأمة تحتاج أكثر من ذلك..بل وتقدم الدواء وترشد إليه وترى الهمم دائما في القمم.أمة كان السبب في إنقاذها رجل في غار معه صاحب .وقد نسجت العنكبوت على الغار.لكن العقيدة والهمة بأمر الخالق كانت سببا في ظهور هذه المنارات وتعالي الأصوات في خمسة أوقات.
فالهمة الهمة ولنتبع التشخيص الدواء فما التشخيص مفردا إلا زيادة للأوجاع وتوسعة للجراح.وبدون العقيدة الصحيحة لم يكن ليبنى هذا الصرح.
 
إنه داء أصاب الأمة واستفحل في أوصالها ولم تنج إلا فئة قليلة
لكن المسؤولية الواقعة على عاتق هؤلاء هي تشخيص هذا الداء ومحاربته لإنقاذ الأمة
 
آخر تعديل:
مشكور بزاف على هذا الموضوع المميز
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top