-42- تقسيم الولايات و معارك جيش التحرير الوطني ضد المحتل من 1954-1962
الولايات و معارك جيش التحرير الوطني ضد المحتل
من 1954-1962
حقق جيش التحرير الوطني عبر مراحل الثورة انتصارات عديدة ومستمرة كان لها تأثير كبير وواضح على الصعيد الداخلي والخارجي . وتنوعت هذه الانتصارات بين معارك طويلة دامت عدة أيام ، وكمائن خاطفة ،وعمليات تصفية الخونة والمتعاونين مع الاستعمارالفرنسي وجيوشه الجرارة .
وكانت معارك جيش التحرير قد عمت كل القطر الجزائري أظهر فيها قدراته القتالية خاصة في حرب العصابات التي تعتمد على حسن اختيار المكان والزمان والمباغتة والانسحاب في الوقت المناسب . وتكاد أيام الثورة تكون معارك إذ عمت كل الولايات التاريخية الولاية الأولى و الولاية الثانية والولاية الثالثة و الولاية الرابعة والولاية الخامسة و الولاية السادسة والمنطقتين الشرقية والغربية بالإضافة إلى ما كان يقوم به جيش التحرير الوطني من حرب عالية المستوى في التضحية والفداء واختراق السدين الشائكين المكهربين على الحدود الشرقية والغربية ذهابا وإيابا.
2- الولاية الأولى
صورالقادة العسكريون المتعاقبون على قيادة الولاية الأولى التاريخية ( 1954 - 1962 ).
القائد الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد رحمه الله
عرفت هذه الولاية الأولى عدة معارك كبرى ، أشهرها معركة الجرف التي تحدثنا عليها في الموضوع السابق التي وقعت بين 22 و29 سبتمبر 1955 بقيادة الشهيد بشير شيهاني والشهيد عباس لغرور و الشهيد عاجل عجول، وصل صيتها إلى المحافل الدولية ودعمت نتائج هجومات 20 أوت 1955 في تدويل القضية الجزائرية .
القائد الشهيد البطل بشير شيهاني رحمه الله والقائد الشهيد البطل عباس لغرور رحمه الله
القائد الشهيد البطل أحمد نواورة رحمه الله تعالى
القائد الشهيد البطل لزهر شريط رحمه الله تعالى
وكانت فرنسا الإستعمارية قد خسرت فيها جيشا كبيرا وعتادا باهضا ولذلك قامت بتدريس هذه المعركة " معركة الجرف " في الكلية الحربية سان سير كنموذج لحرب العصابات . ومن أهم المعارك التي لها دلالة واضحة هي معركة جبل أرقو بمدينة (تبسة) بقيادة الشهيد لزهر شريط في جويلية 1956 والتي أصيب فيها السفاح المجرم الجنرال مارسيل بيجار برصاصة قرب قلبه وانكسرت فيها شوكة الاستعمار الفرنسي ومظلييه المحترفين القادمين من الهند الصينية.ولا يمكن أن نحصي جميع المعارك والكمائن والهجمات التي دارت في الولاية الأولى وإنما نقتصر على بعض معارك جيش التحرير في الولاية الأولى التي من أشهر قادتها القائد الشهيد مصطفى بن بولعيد ، القائد الشهيد شيهاني بشير، القائد الشهيد عباس لغرور ، القائد محمود الشريف ، القائد الشهيد محمد لعموري ، القائد الشهيد أحمد نواورة ، القائد الشهيد الحاج لخضر، والقائد الطاهر الزبيري.
العقيد الشهيد البطل الحاج لخضر رحمه الله تعالى
السفاح المجرم الجنرال مارسيل بيجار
3- الولاية الثانية
القائد الشهيد البطل مراد ديدوش رحمه الله والقائد الشهيد البطل يوسف زيغود رحمه الله
اشتهرت الولاية الثانية بهجومات 20 آوت 1955 التي أعطت نفسا جديدا للثورة ودفعتها إلى الأمام دفعا وأكدت للجميع شعبية الثورة الجزائرية .وقد وقعت بها عدة معارك استشهد خلالها قادة الولاية منهم القائد الشهيد مراد ديدوش و القائد الشهيد يوسف زيغود .
وكان القائد يوسف زيغود من كبار قادة الثورة ومنظميها وصاحب فكرة القضاء على عنجهية الكولون وكبرياء الاستعمار .
ولما كان عازما على التوجه إلى الولاية الأولى ليقوم بنفس الدور وشرح مواثيق الصومام وقع في كمين للقوات الاستعمارية بالقرب من سيدي مزغيش بمدينة سكيكدة .وصمد القائد يوسف زيغود مع المجموعة القليلة التي كانت ترافقه أمام العدد الضخم من العساكر. و قاتل قتال الابطال الأشاوس حتى سقط في ميدان الشرف يوم 25 سبتمبر 1956 بالمكان المعروف بوادي بوكركر . وركزنا عليه هنا كونه هو المخطط والمنفذ لأحداث 20 أوت 1955 التي حطمت عنجهية الاستعمار وأفشلت مخططات الجنرال سوستال ونذكر بعض معارك جيش التحرير في الولاية الثانية لندلل على مدى قوة الثورة فيها. ومن أشهر قادة الولاية الثانية: القائد الشهيد ديدوش مراد ، القائد الشهيد زيغود يوسف ، القائد عبد الله بن طوبال، القائد علي كافي ، القائد صالح بوبنيدر.
4- الولاية الثالثة
واجهت الولاية الثالثة معارك ضارية ضد العدو الفرنسي وحققت انتصارات كبيرة وأصبحت مضرب الأمثال في الصمود ،بالإضافة إلى مواجهة القوات الاستعمارية ، واجهت الولاية الثالثة القوى المضادة للثورة ومنها حركة بلونيس التي تمركزت في قرية ملوزة وتسببت في مضايقات واعتداءات على الثوار والشعب معا ، وواجه جيش التحرير ذلك بكل ثبات وحكمة وكان الأمر يقتضي القضاء على الفتنة وخلع جذور الخيانة قبل أن تتسرب إلى الثورة وطوق جيش التحرير القرية يوم 28 ماي 1957 وقضى على أنصار حركة بلونيس. وكان من أبرز قادتها الأفذاذ: القائد كريم بلقاسم ،القائد محمدي السعيد، و العقيد الشهيد عميروش آيت حمودة ، الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الثالثة بكل حزم و ثبات . ومن أشهر ما واجهت الولاية الثالثة عملية الزرق الشهيرة التي استحوذت فيها على أسلحة كثيرة وأحبطت المخطط الاستعماري الذي أريد به إجهاض الثورة في منطقة القبائل .
5- الولاية الرابعة
عرفت هذه الولاية بموقعها الإستراتيجي بحكم قربها من العاصمة وربطها بين مختلف الولايات الأخرى ، وكانت المعارك بها متواصلة عبر الجبال والمدن معا. ومن تلك المعارك نذكر معركة جبل بوزقزة ، معركة أولاد بوعشرة، معركة أولاد سنان ، معركة الكاف الأخضر، معركة جبل باب البوكش 1958 غرب مدينة تيارت .وكان الجبل يمتاز بإرتفاعه الشديد فاتخذ منه المجاهدون حصنا منيعا لهم خاصة أنه كان قريبا من جبال الونشريس وجبال سيدي داود .
القائد الشهيد البطل بوجمعة سويداني رحمه الله
العقيد الشهيد البطل امحمد بوقرة رحمه الله تعالى.
وفي نهاية ماي 1958 وقع تمشيط القوات الاستعمارية للناحية معتمدة على الطائرات الكشافة وبدأت المعركة يوم 24 ماي 1958 وقدرت القوات الاستعمارية بـ 8000 جندي تعززهم الطائرات المقاتلة والعمودية ودامت المعركة 3 ثلاثة أيام وإنتهت بإنتصار المجاهدين . من أشهر قادتها: القائد رابح بيطاط ،القائد الشهيد سويداني بوجمعة ، القائد الشهيد عمر أوعمران ، القائد الشهيد الصادق دهيليس ، القائد الشهيد امحمد بوقرة الذين قادوا معارك جيش التحرير في الولاية الرابعة وأثبتوا كفاءاتهم العسكرية و قدرتهم على التصدي للاستعمار الفرنسي في الريف والمدن.
6- الولاية الخامسة
القائد الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي رحمه الله تعالى
العقيد الشهيد البطل بن عبد الملك رمضان رحمه الله تعالى
تميزت الولاية الخامسة بالموقع الاستراتيجي الحدودي و اتساع الرقعة الجغرافية التي كانت تغطيها .وكان لها قادة كبارمن هم : القائد الشهيد محمد العربي بن مهيدي و العقيد عبدالحفيظ بوصوف و العقيد الشهيد عبد الملك رمضان و العقيد هوراي بومدين والعقيد الشهيد لطفي، وقد استمرت بها المعارك والكمائن طيلة الثورة من بينها معركة جبل عمور في 02 أكتوبر 1956 ، كما تميزت هذه الولاية بإنشاء أول مدرسة لسلاح الإشارة التي هو سلاح ذو حدين في اوت 1957 واالتي كانت أساس إنشاء وزارة العلاقات العامة والاستخبارات.
وكان العقيد لطفي من أبرز قادة الولاية الذين لعبوا دورا كبيرا في مواجهة عمليات الجنرال شال العسكرية . وفي مارس 1960 .حاصرته القوات الفرنسية بقيادة الجنرال شال مع مجموعة من المجاهدين ، منهم ؛ الرائد فراج وكان ذلك في منطقة بشار .
وأنتهت المواجهة بإستشهاد العقيد لطفي رفقة نائبه فراج يوم 27 مارس 1960 .وبقي قادة الثورة يقودون معارك جيش التحرير في الولاية الخامسة إلى أن انهزمت قوافل جيش الاستعمار وانتصرت الجزائر.
7- الولاية السادسة:
العقيد البطل الشهيد سي الحواس رحمه الله تعالى
امتازت الولاية السادسة بالتنظيم السياسي والإداري لخلايا جبهة التحرير الوطني وذلك بحكم طابعها الصحراوي أولا ، بحكم مواجهتها لمختلف الحركات المناوئة للثورة وقد اعتمدت جبهة التحرير السرية للتوغل في صفوف الشعب ، كما امتازت بمحاربة البنية الاقتصادية الاستعمارية خاصة ضد حقول البترول والغاز .
العقيد الشهيد البطل محمد شعباني رحمه الله تعالى
ومن المعارك البارزة في هذه الولاية ، نذكر معارك جبال القعدة و بوكحيل والكرمة والجريبيع في 17/18 سبتمبر 1961 بقيادة العقيد محمد شعباني وامتدت المعركة على الجبل الذي هو جزء من سلسلة جبال الأطلس الصحراوي ، ومعركة جبل ثامر التي استشهد فيها العقيدان سي الحواس و عميروش آيت حمودة .
كما كانت تقوم بتنظيم فرار المجندين الجزائريين في صفوف العدو الفرنسي وجلب الأسلحة والأخبار . وواصل قادتها معارك جيش التحرير في الولاية السادسة
إضغط لتسمع أروع نشيد وطني في العالم
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
... نلتقي لنرتقي وسنعود للجزء الثالث من معارك جبهة جيش التحرير الوطني من سلسلة تاريخ الثورة الجزائرية...
... بحول الله تعالى ...