أول ما يعيه الكائن الحي إدراكه للوجود، والإنسان يدرك ذاته من خلال الوجود، فهو الأرضية التي ينشأ عليها المجتمع ومنه يستقِ معاييره ومثله من الرابط الأوحد الذي يربط الانسان بالوجود قبل اكتساب الأشياء وهو إدراك الحب عبر نمو الاحساس 
أحدّق في المطر وهو يلتهم النافذة،والليل يتدفق نهراً من الظلال...أحدّق... كما أفعل منذ ألف عام،وللمرة الأولى.. أرى الأشباح بوضوح تاموهي تتابع حياتها خارج الغرف الموصدة على الصدأ...أفتح النافذة، وأمد يدي إليهافتضمها - بأصابعها الدخانية - بحنان...وأمضي معها إلى غابة المجهول نتسامر بحكايا ما وراء المألوف..آه كيف قضيت عمري كالحمقى أخاف من الأشباح، وهم مفتاح الليل و 'كلمة السر'؟
وذلك أن إحساس المرء بالمحيط يبدأ من إدراكه للجسم وفهمه للنفس وإيمانه بالحياة، والايمان نتيجة طبيعية تتم عن طريق مراحل يمر بها الموجود ، ليتأكد من حقيقة المثل الناجمة عن الحب الذي يمثل الوجود المتقن الجميل، ومن خلاصة الاحتكاك به نتجت المعرفة وترسخت ماهية الحب من خلال الصراع لأجل انتصار القيم الطبيعية والأنظمة والقوانين الضامنة لبقاء الجماعات البشرية وترويض سلوكها لأجل اكتساب المعرفة من مدى استعمال الأدوات الموجودة التي ابتكرت بفضل المعرفيين من اكتشاف النار واستعمال الحجر وبناء البيوت والزراعة ومروراً باختراع الكهرباء والهاتف إلى ثورة الحاسوب والانترنيت
مما اتضحت علاقة الانسان بذاته وتحسنت من خلال الآخر والعالم عموماً.
فقد الانسان ما يربطه بالوجود المعرفة، نتيجة استحكام غرائز السلطة والتملك، والفردية والاحتكار والجهل والسيطرة على الثروة والاستعداء مما أبعدته عن الكينونة المعرفية التي هي الرسالة الحية والواضحة في الحب وممارسته فاستبدله أحياناً كثيرة بمفاهيم مبتدعة معادية للأصل النقي الذي يعود الانسان إليه وهو الحب 
فالأحاسيس ،الادراكات ، الفهم، الإيمان، الحدس ، التأمل، التفكير، والتساؤل مفاتيح معرفة الوجود،وإن هذه المفاتيح نتاج ارتباط الكائن الانساني بالوجود من خلال الحب الذي يمثل لدى الانسان المفاتيح التي من خلالها بدأ الانسان سبر الوجود لأجل المعرفة..