قصيدة و حكاية من زمن الابداع والذكاء العربي

bachboucha

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
10 أكتوبر 2011
المشاركات
1,056
نقاط التفاعل
43
النقاط
37
يتيمة الدهر

** تعالوا بنا أيها الأخوة نطوي صفحات من الزمن ونعود الى زمن الابداع والذكاء العربي الوقاد الذي يفخر به كل انسان ينطق بحرف الضاد ولنشنف الآذان بعذب الكلام ونطرب على ماضي العرب المجيد ....
و لنحاول معا ان نرتفع بلغتنا و ان نحيا لاجل رفع هامتنا و احياء موروثنا

***هي نصوص شعرية و قصائد مختلفة احاول ادراج ما استطعت في هذا الركن و الاكيد انها مما حفظه الزمن ...

*** هذه القصيدة مظلومة إعلاميا وهذا أحد أسباب نشري لها
وهي من أروع القصائد التي وصفت المرأة ***

*** قيل أن أميرة في اليمن كان اسمها دعد دعت الشعراء الى كتابة قصيدة في مدحها ووصف جمالها على أن تتزوج صاحب أبدع وأجود قصيدة وكان من بين الشعراء ذوقله المنبجي الذي تصدى لذلك التحدي وكتب في دعد قصيدة رائعة وبينما هو في طريقه الى اليمن قابله شاعر آخر لم تكن قصيدته تصل الى مستوى ما كتبه ذوقله من حيث المعنى أو اللفظ فما كان منه الا ان قتل ذوقله وأخذ القصيدة منه ووصل اليمن ووقف في حضرة الأميرة وبدأ ينشد :


هل بالطلول لسائل رد***أم هل لها بتكلم عهد
درس الجديد جديد معهدها***فكأنما هي ريطة جرد
من طول ما تبكي الغيوم على***عرصاتها ويقهقه الرعد
فوقفت أسألها وليس بها***إلا المها ونقانق ربد
فالجد كندة والبنون هم***فزكا البنون وأنجب الجد
فلئن قفوت جميل فعلهم***بذميم فعلي إنني وغد
أحمل إذا حاولت في طلب***فالجِد يغني عنك لا الجَد
وإذا صبرت لجهد نازلة***فكأنه ما مسك الجهد
ليكن لديك لسائل فرج***إن لم يكن فليحسن الرد


ومضى في القصيدة


فالوجه مثل الصبح مبيض***والشعر مثل الليل مسوّد
ضدان لما استجمعا حَسُنا***والضد يظهر حسنه الضد
لهفي على دعد وما خُلقت***إلا لفرط تلهفي دعد
وأخذت القصيدة تصف الأميرة من رأسها الى أخمص قدميها وكانت المفاجأه الكبيرة عندما قال

إن تتهمي فتهامة وطني***أو تنجدي إن الهوى نجد

حيث صاحت الأميرة عندها وقالت أقتلوا قاتل زوجي ... أقتلوا قاتل زوجي ... فتجمع الحرس حوله وأخذوا يتسألون ما الخبر ؟؟ فشرحت لهم أن كاتب هذه القصيدة من تهامة حسب البيت الأخير بينما هذا الشخص ليس من تهامه لأن لهجته مختلفة عن لهجة أهل تهامه وعندما ضيّقوا الخناق عليه أعترف وقال لقد صدقت الأميرة وأنا من قتلت قائلها ولذلك سميت يتيمة الدهر​

القصيـــــدة:


هـل بالطلـول لسائـل ٍ ردّ

أم هل لهـا بتكلّـم ٍ عهـدُ ؟

دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها

فكأنمـا هـي ريطـة جـردُ

من طول ما تبكي الغيوم على

عَرَصاتِهـا ويقهقـه الرعـدُ

وتلُـثُّ ساريـةٌ وغـاديـةٌ

ويكرُّ نحـسٌ خلفـه سعـدُ

تلقـاءَ شامـيـةٍ يمانـيـة

لهـا بمـورِ ترابهـا سَـردُ

فكست بواطنهـا ظواهرهـا

نـوراً كـأن زهـاءه بــرد

فوقفت أسألها ، وليس بهـا

إلا المهـا ونقانـق رُبــد

فتبادرت درر الشؤون علـى

خـدّي كمـا يتناثـر العقـد

لهفي على دعد وما خلقـت

إلا لطـول تلهفـي دعــدُ

بيضاء قد لبس الأديـم بهـا

ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلد

ويزينُ فوديهـا إذا حسـرت

ضافي الغدائـر فاحـمٌ جَعـد

فالوجه مثل الصبح مُبيـضٌّ

والشعر مثل الليـل مسـودُّ

ضدّانِ لما استجمعـا حسُنـا

والضدُّ يظهر حُسنـه الضـدُ

فكأنهـا وسنَـانُ إذا نظـرَتْ

أو مدنـف لمَّـا يُفِـق بعـد

بفتور عين ٍ مـا بهـا رمَـدٌ

وبها تُداوى الأعيـن الرمـدُ

وتُريـك عِرنيـنـاً يزيّـنـه

شَمَـمٌ وخَـدَّاً لونُـهُ الـورد

وتجيل مسواكَ الأراك علـى

رَتلٍ كـأن رُضابـه الشَهـدُ

والجيد منهـا جيـدُ جازئـة

تعطو إذا ما طالهـا المـرْد

وامتدّ من أعضادهـا قصـبٌ

فَعـمٌ زهتـه مَـرافـق دُرْد

والصدر منهـا قـد يزينـه

نهدٌ كحـق العـاج إذ يبـدو

والمعصمان، فما يرى لهمـا

من نعمـة وبضاضـة زنـد

ولهـا بنـان لـو أردت لـه

عقـداً بكفـك أمكـن العقـد

وكأنمـا سقيـت ترائبـهـا

والنحر ماء الورد إذا تبـدوا

وبصدرها حقـان خللتهمـا

كافورتيـن علاهـمـا نــد

والبطن مطوي كمـا طويـت

بيض الرياط يصونها الملـد

وبخصرهـا هيـف يزيـنـه

فـإذا تنـوء يكـاد ينـقـد

فقيامُها مثنـى إذا نهضـت

مـن ثقلـه وقعودهـا فَـرد

والسـاق خَرعبـة منعّمـةٌ

عَبِلتْ فطَوق الحَجـل منسـدّ

والكَعـب أدرمُ لا يبيـن لـه

حَجم وليـس لرأسـه حَـدُّ

ومشت على قدمين خُصرَتـا

وألينتـا، فتكـامـل الـقـدّ

ما عابهـا طـول ولا قِصَـر

في خلقها ، فقوامهـا قصـد

إن لم يكن وصل لديـك لنـا

يشفي الصبابة ، فليكن وعْدُ

قد كان أورق وصلكم زمنـا

فذوى الوصال وأورق الصَّـدُ

لله أشـواقـي إذا نـزحَـتْ

دارٌ لكم ، ونـأى بكـم بُعـدُ

إن تُتْهمي فتهامـةٌ وطنـي

أو تُنْجدي ، إنَّ الهوى نَجْـدُ

وزعمت أنك تُضْمريـن لنـا

وُدّاً ، فهـلاّ ينفـع الـودُّ !

وإذا المحب شكا الصدودَ ولم

يُعْطَف عليـه فقتلُـه عَمْـدُ

نختصُّها بالود ، وهي علـى

مالا نحب ، فهكـذا الوجـد

أو ما ترى طمـريَّ بينهمـا

رجـل ألـحّ بهزلـه الجـد

فالسيف يقطع وهو ذو صدءٍ

والنصل يعلو الهام لا الغمـد

هل تنفعـن السيـف حليتـه

يوم الجلاد إذا نبـا الحـد ؟

ولقد علمـتُ بأننـي رجـلٌ

في الصالحاتِ أروحُ أو أغدو

سلمٌ على الأدنـى ومرحمـةٌ

وعلى الحوادث هـادن جَلـدُ

متجلبب ثوب العفـاف وقـد

غفل الرقيب وأمكـن الـوِردُ

ومجانبٌ فعل القبيح ، وقـد

وصل الحبيب ، وساعد السعد

منـع المطامـع أن تثلّمنـي

أنيّ لمِعولِهـا صفـاً صلـدُ

فـأروحُ حُـراً مـن مذلّتهـا

والحرُّ حيـن يطيعهـا عَبـدُ

آليـت أمـدح مُقرِفـاً أبـداً

يبقى المديـح وينفـد الرفـدُ

هيهات ، يأبى ذاك لي سلفٌ

خمدوا ولم يخمد لهـم مجـد

فالجَدُّ كِندة والبنـون همـو

فزكا البنون وأنجـب الجـدُّ

فلئن قفوت جميـل فعلهمـو

بذميم ِ فعلي ، إننـي وغـدُ

أجمل إذا حاولت فـي طلـبٍ

فالجِدُ يغنـي عنـك لا الجَـدُّ

وإذا صبـرت لجهـد نازلـةٍ

فكأنـه مـا مسـك الجهـدُ

ليكن لديـكِ لسائـل ٍ فرجٌـا

إن لم يكن.. فليحسـن الـردُّ

وطريد ليـل ساقَـه سَغَـبٌ

وَهْنـاً إلـيَّ وقـادَه بَــرْد

أوسعتُ جُهدَ بشاشة وقِـرى

وعلى الكريم لضيفه الجُهـد

فتصـرّمَ المثُنـي ومنـزلـه

رَحْبٌ لـديّ وعيشـه رَغْـد

ثـم اغتـدى ورداؤه نـعَـمٌ

أسأرتُهـا وردائـي الحمـد

يا ليت شِعـري بعـد ذالكُـمُ

ومصيـرُ كـلّ مؤمـلٍ لحـد

أصريعُ كَلْمٍ أم صريـع ضَنـاً

أودَى فليس من الـرَدى بُـدّ
 
يتيمة الدهر او القصيدة القاتلة
هذه القصيدة التي كانت بمثابة مهر يقدمه الشعراء لتحقيق الزواج من دعد الامير ة
ومع انها مصنفة ضمن روائع الشعر الا ان الكثير يجهلها ويجهل صاحبها حتى اضحت بدون صاحب لانها نُسبتْ إلى أربعينَ شاعراً غير دوقلة، وهؤلاء الشعراء توزَّعوا على عصورٍ مختلفةٍ منذ الجاهلية حتى العصر العباسي،ويبدو ان اسلوبها عباسي لا يمت الى العهد اليمني واميرته دعد بصلة
واصح الظن انها منسوبة الى عليّ بن جبلة الكندي لانها وجدت منقوشة بكاملها في ديوانه المطبوع
وقد جاءت في اكثر من ستين بيتا حذفت بعضها لما تحويه من وصف مبتذل وجرئ
ربما كانت تلك الابيات الماجنة سببا في قتله (راي خاص)

بارك الله فيك شوشوتة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top