السلام عليكم أهل اللمة . . .
أردت أن أفتح معكم اليوم موضوعا خاصا بالغش في مجتمعنا الجزائري
هذه الآفة اللعينة التي استفحلت و أصبحت جزءا من حياتنا بالرغم أننا ندعي الإسلام و عقلية dz على حد تعبير الأخ لاجودان شاف جزاه الله عنا خيرا.
الكل يعترف بأن الغش حرام و النصوص الشرعية القطعية الدلالة واضحة بهذا الخصوص منه قوله سبحانه تعالى: ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون و إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون . . .
و قول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه و سلم و هو يضع يده في كيس القمح المبلل: من غشنا فليس منا
لكن الغريب في الأمر أن الجميع يقع في هذه الآفة اللعينة كما قلت
فالتاجر يغش عندما يبيع سلعة و هو يعلم أنها فاسدة
و الخضار الغشاش الذي يغطي سلعته بطبقة من الفواكه و الخضر التي تسر الناظرين و من تحتها المضروبة و الخامجة و الصغيرة و القارصة و غيرها من الحبات المشوهة
و الطالب يغش في الإختبارات و الفروض
و الأستاذ يغش بإعطاء الطالب نقطة ما يستاهلهاش أو يفرض على التلاميذ الساعات الإضافية في البيت بـ 600 دج للشهر و إلا "ماكانش المعدل"
و الطبيب يغش المريض عندما يطلب منه أن يزوره في عيادته الخاصة بدعوى أن المستشفى يفتقد للأدوات الضرورية
و الوزير يغش و يكذب على الشعب عندما يصرح أن الدواء موجود و هو غير موجود أو عندما يصرح أن الأستاذ سيقبض 5 ملايين في الشهر و الحقيقة أنه لا يصل للأربعة ملايين
و بائع السيارات و يا ويلي يا ويلي على غش في بيع السيارات حدث و لا حرج
و بائع العسل الحر يغش في سلعته بوضع الشهدة داخل العسل لكي يوهمك أن العسل حر 100 %
و الماصو يغش في بنائه حتى كدنا نقول لا يدخل الجنة ماصو جزائري
و الخباز يغش بجعل الخبزة أقل وزنا من المطلوب
و بائع البنزين (station service) غشاش لأنه يقوم بتعديل العداد حتى يصبح يعطيك 0.8 لتر و يكتب لك 1 لتر
و نحن الشعب نغش بتعديل عداد الكهرباء (strape)
و المقاول يغش في كميات الإسمنت و الحديد عند البناء
و بائع القهوة يوهمك أنك ربحت فنجان قهوة من السيراميك الصينية و الحقيقة أنه باع لك الطين الأبيض بسعر 600 دج للكيلوغرام أو يضع لك 3 حبات كوجاك داخل علبة القهوة
و بائع اللحم يبيع لك العظام و الشحوم بسعر اللحم
أو بائع التوابل الذي يبيعك مسحوق أصفر مسرطن 100% عوض الزعفران
أو شركة الدواء التي تبيعك علبة تحتوي على 15 قرص من الدواء في حين المطلوب هو 3 أقراص في اليوم لمدة 7 ايام كاملة (la durée d'une antibiothérapie) ما يعني أنك مضطر لشراء علبتين ثم ترمي منها 9 أقراص كاملة
و الإمام يغش في صلاته و لا يعطيها حقها من القراءة و الركوع و السجود: والله العظيم أن أحد الأئمة لا يمكنني أن أصل معه إلى: إياك نعبد من الركعة الأولى و الثانية حتى يقول الله أكبر للركوع
و شركة جيزي تغش و تسرق زبائنها عندما تحاول الإتصال بأحد بالهاتف يرفد عليك لكن لا تسمعه و لا يسمعك حتى تعيد الإتصال معه مرة أخرى و تكون قد فقدت إينيتي
و يا ويلي من بائع الأسماك بإمكانه أن يرهجك و يقتلك من أجل 200 دج
و بائع الحليب يغش بزيادة الماء إلى حلبيه حتى تكاد تراه شفافا
المهم الكل يغش و الكل يسرق و كأنهم لم يسمعوا بحرمة هذا السلوك القبيح و المشين
الغريب في الأمر أننا لا نكاد نجد هذه الآفة بهذا الحجم إلا في الجزائر، فلقد زرت بعض البلدان، عربية و غربية و لم أجد أبدا ما نعاني منه في الجزائر.
فما هو سبب، برأيكم، في تفشي هذه الظاهرة و اتفحالها في المجتمع الجزائري ؟
و ما هو، برأيكم، الأسلوب الأمثل لمحاربة هذه الظاهرة ؟
في انتظار آرائكم و ردودكم تقبلوا تحياتي
إليكم الخط