أمــك ... وأبــوك ...

arwa19

:: عضو مُشارك ::
إنضم
17 أوت 2011
المشاركات
111
نقاط التفاعل
3
النقاط
7
أمــك ... وأبــوك ...





ضاق صدر يحيى أصغر أفراد أسرته من إلحاح أمه التي تجاوزت الثانية والثمانين من العمر فقد كانت تسأل عن كل أمر عدة مرات ، وفي أحد الأيام وبينما هما يتناولان الطعام ، وإذا بصوت غريب يصدر قرب النافذة المفتوحة فقالت الأم : ماهذا الصوت ؟

قال يحيى : إنه صوت غراب!

قالت الأم: لم أفهم! ماذا قلت؟

إنه غراب يا أمي! قلت لك إنه غراب!

لم أسمعك جيداً! ماهذا الصوت؟

كاد يحيى ينفجر وهو يقول بضيق: كم مرة سأضطر للجواب! إنه غراب .. غراااااب ...

بصعوبة أشارت الأم بيدها إلى مصنف قديم في خزانة الكتب .. وطلبت من ابنها أن يعطيها إياه! فأحضره بضجر وخصوصاً أن الغبار يعلوه! قائلاً: هل هو من مصنفات المرحوم أبي ...

تجولت أصابع الأم المرتعشة بين الأوراق ... إلى أن استقرت عند صفحة ما فأخذت تتأملها من خلال نظارتها السميكة ... ثم قالت بصوت خافت: إقرأ .... يا بني ....

نظر يحيى إلى المصنف فوجد كتابة قديمة تعلوه وتذكر أنه يضم أحلى الذكريات، إن عمر هذا المصنف يقارب عمر يحيى أي أربعين عاماً تقريباً.

بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابننا يحيى سنته الرابعة وها هو يمرح ويركض في الحديقة هنا وهناك وبينما كنا نحتفل به حصل أمر غريب إذ حام غراب في طرف الحديقة وصار يصدر بعض الأصوات.... فسألني ابني ما هذا الصوت؟ فقلت له إنه غراب فعاد وسألني نفس السؤال ثلاث عشرة مرة ثم انتقل إلى أبيه فسأله نفس السؤال خمس عشرة مرة .. وكلما قلنا له إنه صوت غراب عاد فكرر السؤال وكأنه لم يسألنا من قبل ... وكنا نحضنه ونقبله وسرورنا لا يوصف ..

لقد كنا سعداء جداً في ذلك اليوم وتمت سعادتنا بتلك الأسئلة التي صار يحيى يصر على إعادتها ... إنها مسؤوليتنا أن نجيب على كل سؤال يطرحه أولادنا ولو كرروه مئات المرات ...

ارتجف يحيى من رأسه إلى قدميه ونظر إلى أمه فلم ير وجهها الذي غطته بيديها …

لم يستطع أن يتكلم فقد خنقته دموعه .. ولم ير أمامه إلا لوحة كبيرة كتب عليها قول الله تعالى:


( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) ...

صدق الله العظيم

مم راق لي أختكم فى الله arwa
ودمتم بالخير
 
والله الموضوع غاية في الروعة، يبين لنا كم أن والدينا صرا من أجلنا فلماذا حين نكبر ويهم بدورهم يكبرون ننسى كل أفعالهم نحونا، كم نحن مقصرين في حقهما ومهما فعلنا لهما أبدا لن نوفيهما حقهما.

أنا لا أتذكر والدي فهو توفي وأنا صغيرة ولكن أمي معي وهي تاج فوق رأسي وستظل كذلك مهما حييت، شكرا على الموضوع الرائع.
 
موضوع رائع بارك الله فيك اختي وجعلها الله في ميزان حسناتك
 
بارك الله فيك اختي..​
 
والله الموضوع غاية في الروعة، يبين لنا كم أن والدينا صرا من أجلنا فلماذا حين نكبر ويهم بدورهم يكبرون ننسى كل أفعالهم نحونا، كم نحن مقصرين في حقهما ومهما فعلنا لهما أبدا لن نوفيهما حقهما.

أنا لا أتذكر والدي فهو توفي وأنا صغيرة ولكن أمي معي وهي تاج فوق رأسي وستظل كذلك مهما حييت، شكرا على الموضوع الرائع.
الله يرحم بباك ويسكنه فسيح جنانه ويخليلك يماك
مشكورة على الرد نور صفحتى

موضوع رائع بارك الله فيك اختي وجعلها الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اختي..

نورتم صفحتى بمروركم الطيب






 
بارك الله فيك اختي موضوع هادف
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top