فريق النصر

يونس الصديق

:: عضو بارز ::
أوفياء اللمة

السلام عليكم

1326554608268.png

اهلا وسهلا بالجميع

أعضاء المشاركين في فريق النصر :

فريق النصر :

dahbito
منيني
*sarah dz*
soussou.31
املي
°/°مبدعة اللمة°/°

chouchou rose

سيتم انشاء مجموعة خــاصة لكم من قبل الادارة تضعون فيها اعمالهم في سرية تامة .

- القصة من انشائكم فلا يوجد أي مقاييس استطيع وضعها لهم الا كتابتها بفن ادبي راقــي والابتعاد عن كل ما يخالق بنود اللمة .

- حاولو في ما بينكم اختيار مسؤول علي الفريق كي أبقي علي اتصال به متي كانت الحاجة .


بالتوفيق لكم .

الموضوع خـــاص بقصة فريق النصر
 
آخر تعديل:
توقيع يونس الصديق

jhkhjkh.jpg





انها آخر اللياليّ ... في غرفة بائسة خالية

ريح سارت فوق ذلك السطح المقفحل بردا وثلوجا...
ها هنا راكدة أراقص عيناي وهناك أمسح التراب عن جبهة الأرض . السكون يرعب الليل فيزيد سواده...
و الرعد يعزف لحنا بايقاع من خرير الأمطار المشوش ..في سكون أنصت خفقانفؤادي و نحيب الشجر ..و بكاء الورود و نشيج النهر ... أنا وجلة من سيأتيليرفع سدول الليل
ويستقبل أسوارالصباح..ماعدت قادرة على فتح عيناي القرمزيتان بدأت أنظرلآخر خيوط النور و ما من قوة إلا أن ألجئ لربي الغفور ثم أرسلت من صدريهواءا دافئا يلمس يدي فأمسح به قدمي... بكيت و علمت أنها أغلقت بمفاتييح منفولاذ هذه هي نهايتي وهذا هو قدري .... رفعت عيني لأرى آخر نظرة للدنيافماسر مارأيت؟ ....
فالليل أليل و البرد قاتل..... مراد دافئ و لو بألم فأنا أعلم ..ما صنعت خيرا بدنياي إلا لموتي
تنهدت إذ كادت الروح تصعد لبارئها فلمحت بخيالي أخر جولة لحياتي ..

بدأت قصتي من يوم ميلادي من أول صرخة لي و فرح أبي بقدومي للحياة الذي لميتم حين مرضت أمي و توفيت فاضطر إلى الزواج ثانية من أمريكية كي تساهم فيتربيتي و تحسنها ...واخيبتاه عليك حين ظننت بها خيرا يا أبي .....كنت صغيرةأراقبه وتعامله مع الحياة ...... لم أعرف يوما مشقة تلك الحياة ...لمأفقهيومها معنى إنشاء أسرة وتحمل المسؤولية ....لم أعي معاركة السنين ولا كلهذه الأمور وإنما أنحصر حلمي كأية فتاة بأسرة صغيرة وأبناء أضمهمالى صدريالدافىء وألاعبهم وأمنحهم الحب والحنان
مضى سرب الأيام بسرعة و شاءت الأقدار أن تسود الدنيا في وجهي... فقدت قدوتيو رمز فخري في تلك الحياة حين فارقني صوته وحنانه و ما عدت أرى إلا طيفهفي أرجاء البيت لقد كان سندي ورفيق دربي لم أعد قادرة على إحتمال فراقهحينوضع في ذاك التابوت لم أتقبل فكرة مغادرته عالم الأحياء
غاب عني وأسدل الستار على حياتي فأصبحت أعيش في ظلمة حالكة رغم النورالمنبعث من الشوارع التى إشتقت إلى عبير هواءها ....و من هنا وضعت أولىخطايا في طريق مظلم مليء بالمطبّات ..... هنا إنعكست صورة مرآتي من فتاةمفعمة بالأمل والحياة إلى وجه عابس يتخبّط في مجتمع لا يرحم ...لا يرحميتيما لم ترى عيناه نور الدنيا .....
بعد فترة وجيزة من وفاة والدي لم تغمرني زوجته ولو بذرة من الحنان بل كانتكل نظراتها اليّ مليئة بالإحتقار .. أبدا لم تجعل لنفسها في قلبي مكانا

وذات مرة واذ أنا في مرآب أبي اذ وجدت بين كومة من القش صندوقا خشبيا ما أنهممت بفتحه ... سمعت صوت خطوات مرء خلفي ....أخفيت الصندوق بين ملابسي وقلت رافعة صوتي :"آه...كم اصبح ممل هذا المكان سأخرج قليلا"...وخرجت دون أن ألتفت خلفي .... أسرعت إلى غصن الشجرة التي كانت تتوسط حديقة البيت ...وضعت الصندوق في حجري و أزلت غطائه
اذ بي أرى ورقة بيضاء ملفوفة كتب عليها " إلى بنيتي " أدركت أنه خط أبي أسرعت و فتحتها بلهفة فلم أجد سوى سطرا واحدا تناقص أملي و لكن قرأتها بتمعن فقد كتب فيه :"بنيتي يا حمامتي أوصيك بدينك و حياءك ....و عفافك و حجابك...و أن لا تبخلي على وصيتي"
نزفت عيناي بالدموع و أدركت جيدا وصيته و دونتها بقلم ذهبي في فؤادي ... عهدا على نفسي و على روح والدي .. " سأجعلها نصب عينيّا و صورة دائمة الوجود في ذهني .. ديني عفتي و حجابي خير وصية و ارث لي"
و في تلك اللحظة قررت ان امشي على خطى وصية أبي
أسرعت في غفلة إلى الغرفة الخلفية للمنزل حيث وضعت زوجة أبي كل أغراضه الشخصية بعد وفاته ..
فتّشت بحثا عن كتبه التي كانت تزين مكتبة غرفته يوما فلم أجد سوى ثلاثة كتب .. * مصحف* وكتابين الأول عن صحابة الرسول و الثاني يحكي عن نساء الإسلام،خبأتهم تحت قميصي و أسرعت إلى غرفتي ..

و منذ ذلك اليوم و أنا أنتظر حلول كل ليلة بفارغ الصبر حتى أخصص لنفسي ساعة قراءة و تجول عميق بين الكتب الثلاث ..
لم تتوقف معاناتي الدائمة مع زوجة أبي من إرادتي و عزيمتي لإحياء موروث والدي الغالي
كنت أقضي كل نهار في سماع الشتم و الصراخ و رؤية العجب و المحرمات في منزلأصبح ككهف مظلم في عيني زوجة أبي التى لطالما عاملتني على أننى خادمة لها .. كانت تطعمني طعاما مشبعا بالإحتقار والكراهية ..لا أستطيع وصف كل ماعانيته معها ..حتى الكلمات تقف عاجزة وخجولة من أن تبوح بمعاناتي ..كم ذرفتالدمع و كم كرهت العيش .. كم تمنيت الموت واللحاق بأبي ..كم كرهت إسميالذي أصبح يتلفظ به كل من هب ودب و لكن سرعان ما أنسى كل ذلك لما أفتح صفحةمن كتبي و أنام و أنا أردد محتواها.

و مضت الأيام و الشهور .. و بعد مرور سنة من ذكرى وفاة أبي جاء اليوم الذيغير لي مجرى حياتي .. حين تزوجت زوجة أبي برجل أمريكي مسيحي فأصبح كرههاليكرهين و عذابها لي عذابين
صمدت أياما و أنا أحاول الصبر على ذلك الوضع حتى نفذ صبري نهائيا و أغلقت كل الأبواب في وجهي إلا باب واحد .. *باب الهروب*


وهكذا انتظرت حلول الليل فوظبت حقيبة صغيرة لم أضع فيها سوى لباس و تلكالكتب و صورة والدي مع صندوق أمي الصغير المخبّأ الذي يحتوي على عقدهاالأبيض و صورتها و انتظرت بزوغ الفجر لأهرب من المنزل نهائيا و أرسم طريقاجديدا لحياتي .. طريقا كله إيمان وثقافة إسلامية

ها قد خرجت من ذاك الجحر المظلم بالعصيان و المكروهات في مجتمع أكبر مني و من طاقتي.. غادرته و قررت أن أزيل صورته من مخيلتي
هيهات أنني فرحة مسرورة بحق .. فهذا نصر عظيم
لكن من جهة أخرى أمسك بقلبي ولا أريد أن أنظر إلى ما يخبأه القدر من مصاعب ومواعظ.

و الآن أصبحت حائرة .. وحيدة مرة أخرى إلى أين أذهب و إلى من ألتجأ .. هناك آخر مكان أفكر بالعودة إليه و هنا تراني ذئاب الشوارع فريسة سهلةللياليهم .. فرُحت أمشي .. و أتوه بين الأزقة و تلك الشوارع الظلماء لاأعرف إلى أين ستأخذني .. مرت ساعات و ساعات حلّ الظلام و هنا وجدت نفسيواقفة أمام باب لجمعية خيرية تساعد الأمثال مثلي

طرقت بابهم على أمل مساعدتهم .. ففتحت لي امرأة عجوز و حضنتني قائلة .. * مرحبا بك صغيرتي .. تبدين متعبة و وجهك شاحب .. تفضلي نامي و ارتاحي و بعدها حدثيني عنك .. أنت هنا في مأمن فلا تخافي .. *

لا أتذكر حتى كيف ذهبت و نمت بتلك السرعة من شدة التعب و التوتر اللذان تملّكاني ..
وبعد ليلة من النوم المريح الذي لم أذق طعمه منذ سنين والدي .. استيقظتصباحا و اذ بي أجد نفس العجوز تبتسم في وجهي و تعطيني بعض الطعام .. أكلت وشبعت دون أن أتكلم بحرف ..
ثم قمت متجهة نحو مكتبها في طرف الممر .. دخلت عليها لأشكرها و أذهب في دربي
فبادرت بالكلام و كأنها تعرف ما سأقوله .. * أظن أنك إرتحت الآن و يمكننا أن نتحدث قليلا .. لا تخافي فضفضي .. إعتبريني كصديقة...* ترددت في البداية و لكن سرعان ما نال مني لساني و رحت أبوح لها بكل ما في قلبي و الدموع تروي شفتي .. سردت لها كل قصتي ..
ثم نهضت من مكانها و جلست أمامي و قالت * أحس بك .. لابد أنك عانيت الكثير عزيزتي .. لكن لا تخافي هاهو القدر يقودك إلىجمعيتنا .. أعرف أنك ستندهشين نظرا لما عشته في عالمك الصغير مع إمرأةمسيحية تضطهدك . ها أنا إمرأة مسيحية و لدي الكثير من الأصدقاء المسلمينأحبهم و يحبونني و أساعد المحتاجين منهم .. أقدم لك مساعدي و هو أمريكيمسلم .. "يحيى" .. ستبقين معنا فالشارع لن يرحمك و أنت وحيدة .. هنا ستلقين الرعاية و يمكنك أن تشتغلي بحرفة يدوية .. *
بعدها أخذني الأخيحيبجولة في أرجاء الجمعية ليعرفني على الأشخاص المقيمين فيها ..

وهكذا .. مكتث بالجمعية و تعلمت ممن حولي عن ديني حيث كان أكثرهم منالمسلمين المضطهدين مثلي .. لكل واحد قصة مؤلمة و أسرار مخفية... كنت أشتغلبالكروشيه الذي تعلمته من احدى المتواجدات هناك و نقوم ببعض المعارضالصغيرة لمساعدة أنماء الجمعية ببعض المصاريف .. هكذا كي لا نشعر أننا نعيشفقط تحت رحمة غيرنا .. و أقضي وقتي الأخر في دراسة كتب أبي رحمه الله ..

بقيت هناك سنين من عمري حتى جاء ذلك اليوم و تلك اللحظة التي لم تكن فيالحسبان و التي رسمت لي مسارا جديدا من بين جدران تلك الجمعية .. بينما أناتحت ظل شجرة على صدد مطالعة كتاب نساء الإسلام ... اذ لمحت من بعيد و علىعتبة باب الجمعية شابا....أراد الدخول و لكن بتردد فلم يبصر أحدا يكلمه ويشرح له سبب زيارته ...فالكل كان يأخذ قيلولته ..أصبح يدير رأسه شماليمينحتى رآني مستلقية على ذاك الكرسي المتحرك الخشبي .....فأطلق العنانعلىرجليه و سار متجها نحوي ... و سألني * مرحبا .. أيمكنني أن أسألك ؟ هل يمكننك أن تدليني على مكتب المدير هنا ؟؟ * أجبته ..
*
طبعا بكل سرور تفضل معي .. * و أخذته لمكتب المديرة و أردت الانصراف لكن السيدةايميليفاجأتني بطلبها بالإبقاء معهم قائلة .. * مريم !! .. بما أن يحيى ليس هنا .. أنت من سيساعدني اليوم .. لذى ستحضرين اجتماعاتي مع الزوار ..*
و هكذا جلست بالكرسي المقابل للمكتب و بقيت أستمع للحوار الدائر بينهالأكتشف أن ذلك الشاب هو صاحب و مدير شركة لطباعة الكتب .. يريد التبرع بجزءمن أرباح الشركة للجمعية
في تلك اللحظة .. لا أعرف .. غمرتني سعادة كبيرة و تذكرت والدي ثم أدمعتعيناي بالدموع .. ولم أعرف ماذا أقول أمامهما .. فقام الشاب نحوي و قدم ليمنديلا و قال * امسحي دموعك أختي .. لا أعرف سبببكائك .. و لكن أتمناه خيرا إن شاء الله .. لعل الدنيا ظلمتك و لكن لا تنسيأنه ما دامت الأرواح في نفوس البشر سيبقى الخير في قلوب البعض.. *

لم أستطع التعبير عن حالتي سوى بدموعي حينها لا أعلم كيف أصف شعوري .. لاأستطيع وصفه .. مددت يدي لإلتقاط المنديل....ولمحت في عيني الشاب نظرةمبهمة ثم قالي ماسبب دموعك يا أختاه.. لم أجبه و بقيت صامتة أنظر إليه ثمابتسم لي إبتسامة حزينة و كأنه متأثر لحالتي و في نفس الوقت يريد أن يخففعني ..في هذه اللحظة قالت لي السيدةاميلي.. * عزيزتي مريم إن لم تستطيعي البقاء هنا أخرجي قليلا إلى الحديقة و استنشقي بعض الهواء لترتاحي .. و بعدها ألتحق بك..*
ففعلت كما طلبت منّي و انسحبت من الاجتماع .. لم تكن بإرادتي فقد اخذلتنيدموعي وأخرجت مني كل حزن أعماقي الذي حاولت اخفاءه لسنوات .. ما عدت أستطيعكتم كل تلك المشاعر و الأحاسيس..خرجت مسرعة و جلست على كرسي في الحديقة .. أخذت نفسا عميقا و استغفرت ربي ... ثم أخرجت صورة والدي من بين صفحاتكتابي و كلي شوق لحنانه و قبلاته و رحمته فقد كان نعم أب أجمل هدية منالمولى عزوجل كان أبي أمي التي لم أرى نور وجهها.. وبقيت أتأملها ..
مرت دقائق قليلة .. حتى رأيت نفس الشاب خارجا من المكتب و متجها نحوي .. جلس بالقرب مني و نظر الي سائلا ..*هل ارتحت قليلا ؟؟ * أجبته بنعم .. ثم قال * هل تمانعين أن تكلّميني قليلا فأنا لا أعرف أحدا هنا .. سأحاول أن أكون صديق الجميع و أساعدهم .. أنا متأكد أنك ستساعدينني في الأمر*.. فأجبته و الخجل يقتلني * حسنا و لكن يمكن للأخ يحيى أن يساعدك سوف يأتي بعد قليل* قال لي * و لكنني أتذكر أن المديرة أشارت بأنك من ستساعدها* و ضحك .. لم أنتبه لنفسي فضحكت و نظرت إليه .. هنا قال لي * حسنا لنتعارف .. أنا وليد .. من الأردن جئت إلى هنا مع والداي قبل 10 سنوات .. و أنا الأن أدير مطبعة للكتب و أنت ؟ * ...* أنا مريم .. من الجزائر .. ولدت و كبرت هنا بأمريكا ...* و هكذا أخذ الحوار مجاله .. حكى لي بعضا عن ماضيه ورويت له قصتي .. بقينانحكي قرابة ساعة دون أن نشعر بالوقت يمر..
و بعدها قام و ودّعني و وعدنيأنه سيعود غدا ليتعرف أكثر على باقيالماكثين هنا و أنه سيسعد ان واصلناالحديث حيث توقفنا .. و ذهب .


أحسستبراحة كبيرة بعدما وجدت شخصا ارتحت للحديث إليه بعدما كان طيف والديا هومأنسي الوحيد .. بقيت الإبتسامة في وجهي طوال بقية النهار خصوصا بعدماجاءتالي المديرة و أخبرتني أنه سيكرر زياراته لمساعدة الجمعية ... هكذامرتالأيام والأسابيع و الشهور.. كان يأتي مرة أو مرتين في الأسبوع .. يحكي ويساعد الكل هنا .. و كان كل مرة يخصص لي جانبا من وقته لنتبادلأطرافالكلام ..

إلا أن جاء ذلك اليوم لم أكن أتصور أني سأخرج مرة ثانية إلى العالم و أرىالناس و أحتك بهم ... حين طلبت مني المديرة أن أعمل في الجمعية كمساعدة لهابعد مغادرة مساعدهايحيىإلى مدينة أخرى .. قالت لي أنها بحاجة لفتاة حيوية مثلي كي تساعدها
ترددت في البداية فقد كنت خائفة من تحمل مسؤولية كهذه .. و ما إن جاء وليدحتى قلت له عن عرض السيدةايميلي .. سٌرّ كثيرا و رحب بالفكرة ثم نصحنيبالموافقة و قال لي أنه سيساعدني ويدعمني إن إحتجت إليه .. و هكذا وافقتعلى العرض و بدأت أتعلم شيئا فشيئاأمور إدارة الجمعية و كان الكل يدعمني ويساندني


حتى جاء يوم .. أتى فيه إلى هنا و لكنه لم يتحدث الي بل رأيته ذاهبا مباشرةإلى مكتب المديرة و بعد حوالي ربع ساعه خرج و ذهب .. على غير العادة ..
و في تلك الليلة جاءت السيدةايميليإلى غرفتي و قالت لي ..
*
مريم .. إذا لم تكونى منشغلة أود أن أحدثك بموضوع .. ؟ * فقلت لها *نعم .. تفضلي * . أخبرتني أنوليديريد أن يتقدم لطلب يدي .. لا أدري حينها ماذا حدث لي .. تلعثم لساني و تلبكت من شدة الخجل .. اقتربت مني و قالت * فكري بالأمر .. و من جهتي أراه شابا صالحا .. سينسيك تعب سنينك ..* و ذهبت
أمضيت تلك الليلة و أنا أفكر .. استرجعت فيها كل ما أتذكره عنه و أول لقاء وحوار بيننا .. وضعت نصب عينيّا رأي والدي فيه لو كان حيا ..
و بحلول الصباح اقتربت من مكتبها و الخجل يربكني و يرددني .. ثم دخلت وأخبرتها بموافقتي .. لن أنسى كم كانت فرحتها كبيرة و عارمة .. فرحة جسّدتلي روح والدتي في صورة مديرتي .. ثم قالت لي * .. لطالما حلمت بيوم أفرح فيه بعرس ابنتي .. و لكن ارادة الله شاءت غير ذلك لأنني لم أرزق بالأولاد..
و ها أنا الأن أراك تستعيدين طعم الحياة الذيسلب منك .. و أستطعم ذلكالحلم الذي راودني طويلا .. أنت منحتني في هذهاللحظة شعور الأم بابنتها .. *
فأجبتها و الدموع تروي وجنتيّ * من أول يوم عرفتكفيه رأيت فيك حنان الأم الذي لم أعرفه .. و ها أنا في أيام عمري .. أسمعهذه الكلمات منك التي تزيدني احتراما و محبة لك .. شكرا جزيلا لك ..* و عانقتها ثم قلت *انني أعيش لشيئ لا طالما انتظرت من سيزيح الغبار عنه ليظهر ويبدو لهم ..*
و في مساء نفس اليوم عاد وليد يتلهف الى الجمعية منتظرا إشارة المرور ...كنت أراقبه ... عندما تماشى بخطى زاد من رقتها ثقته وتفاؤله



أخبرتهالمديرة بموافقتي تبسم بسمة لم أراها قط من مرير حياتي ...بعدها طلب أننلتقي ففعلت و بقينا جالسين نتحاور و نبدي أراءنا و أجمل شيئا زاد من فؤاديأن حبه لي حب طاهر شريف وليس حب الشوارع و البيوت الخالية...إننا سنقيمعرسا بأهازيج كبقية الشابات عندها أحسست أنني وجدت من يكملني ويحمل جزءامني...

بعد شهر
...
هاهي الأيام تمضي من صفحتي الجديدة التي تمنيت أنني طويتها من قبــل ولو حن القدر لطويتها مع كل من أحب
{والدي ووالدتي} أكتب هنا وأنا مقبلة على مرحلة جديدة سطحيا تظهر أنها تحوي حياة إسلامية بذاتها....غدا موعد زواجي...
نبشت في صندوق أمي و إسترجعت بعض الذكريات ثم جهزت فستانها الأبيض اللؤلؤي
...
لملمت حاجياتي وغادرت برفقة
وليدمتجهة نحو المقبرة الجهوية للمسلمين هناك ترحمت على والداي وقرأنا الفاتحة
ثم
غادرنا ...عدت إلى البيت وفتحت مذكرتي من جديد وبدأت أخطو كلمات ....كتبتها ويدي ترتعش فرحــــــــــا....إستعدادا ليوم يذكر طول الحياة
طبعا
أكذب على نفسي إن قلت نمت لأول مرة مرتاحة لكن المشكلة التي لا تعتبرمشكلة أنني إستغنيت عن طعم النوم هذه الليلة.....حين قضيتها سارحة في أحلاميبدو أنها ستتحقق أخيرا بعد طول انتظار....أصبحت بحلة جديدة و أقبلت علىعالم جديد اذ بمعازيم تتقدم وقاعة الحفلات تمتلأ بنفوس طاهرة تشع نورا... تقدمت والكل منتبه إلى فستاني الذي اقتنيته من أغلى شخص لم تتمكن عيناي منرأياه

....
فقد تخيلت ملامحه كي لا يبقى إسمه بلا صورة....انتهى الزفاف وبدأت السعادة {بأذن الله تعالى}
و أخيرا فتحت لي البوابة لأباشر بتحقيق آمالي ...و تدوينها في

مذكرتي التي لم و لن أنساها .فلا تتأكدي يا حاملة أسراري أن السعادة لن تنسيني فيك......واعلمي أنني سأزورك دائما بأخبار جديدة
...

وهكذا مضت السنين و مضى سرب الأيام مع وليد .. كانت كسرعة البرق ...ما انيأتي يوم إلا و تلحقه لحظات جميلة بين عشنا الزوجي و عملنا الخيري المشتركفي الجمعية .. اذ خصصت للجمعية وقت أكبر في مجال حرفتي حتى أمد يدالمساعةبقدر الامكان كما مٌدت لي يوما

وبعد 4 سنوات من رحلة زواجنا اقتنينا فيها ثمار حبنا الطاهر .. طارق وأمينة .. كل هذه المدة حقا لم يدق الحزن بابنا يوما ... و لم نسمح للدنيابأنتسيطر علينا .. كيف ذلك و نحن نبني أسرة صغيرة أساسها الإسلام والمحبة ...




إلى أن تغيّر مسارنا و انقلبت سفينة رحلتنا وسط السعادة .. وصل من يوقفبسماتي و بسمات أولادي و يا ليته لم يأتي ...ذالك اليوم الذي لم أتخيله ولم يكن على البال ولا على الخاطر وفي الحسبان .. اليوم الذي وجدت فيه وليديموت وهو حي ... الرمز الذي جاءني بالتفاؤل وصافحنا معا دروب الحياة أجدهمستسلم للقدر .. يذوب أمامي و أنا عاجزة .. خائفة ..
هو اليوم الذي سقط فيه وليد مريضا على الفراش .. لم تكن نزلة برد أو حمى أوأيّ مرض عادي .. لن أنسى كلمات الطبيبة بعد التشخيص و هي تطرق في أذنيكالصاعقة ..* سيدتي .. يجب أن أخبرك و بكل صراحة .. زوجك مريض مرضا سيلزمنا ابقاءه في المستشفى و تحت العناية .. لأنه يعانيمنأعراض سرطان الدم .... *

.......
حينها بدأت المعاناة من جديد وما أحسست أنه انقرض من حياتي وجدتهيطرق قاموسي ... عدت الى وحدتي .. و يأسي و ظلام حزني .. هذه المرة لستوحدي .. بل لدي ولدان .. لا أريدهما أن يعيشا ما عشته و لا أن يعانيا كماعانيت .. لا أريد كل هذا .. يجب أن أقاوم و أثابر هذه المرة ليس من أجلنفسي فحسب بل من أجل أغلى الأشخاص لدي .. زوجي و أولادي

..
عدت الى البيت و تركته هناك بين جدران الوحدة الموحشة في المستشفى .. حتى بيتنا الدافئ أصبح موحشا .. بكيت و صليت و دعوت ربي ليل نهار .. بقيتهكذا أياما بين المستشفى و المنزل
الا أن زادت صدمتي صدمتين و معاناتي معانتين ..وصلتني رسالة مفادها أنالمطبعة أغلقت بسبب تراجع العمل فيها و عدم دفع الضرائب .. تم تسريح العمالمن طرف السلطات
*
ما هاذا يا الاهي .. اسودت الدنيا في وجهي مجددا .. من أين لي بمصاريف العلاج و كيف سأطعم أولادي ماذا سأقول لوليد غدا عندزيارتي كيف سأوجعه أكثر مما هو عليه ؟؟* .. أسئلة اختلطت في ذهني و أفقدتني صوابي .. تركتني حائرة يومها
و في صباح الغد ذهبت كعادتي الى المستشفى و أنا أحاول اخفاء توتري
و دموعيعن وليد .. لا أريده أن يعلم يما يجري .. لا أريد أن أفجعه .. تظاهرت بأنكل شيء على ما يرام .. و عدت للمنزل و عند الباب وجدت السيدةايميليواقفةفي انتظاري .. اندهشت لقدومها فجأة رحبت بها و دخلنا المنزل .. سألتني عنحالة وليد ثم دخلت في صلب الموضوع مباشرة * سمعت بماحدث للمطبعة .. قلبي عندك أعلم أنه صعب عليك .. كل من في الجمعية يسألني عنكما .. تصوري كلهم يريدون المساعدة .. لم ينسوا فضله و فضلك عليهم ..* منحتني مبلغا من المال قد جمعوه أصحاب الجمعية حتى أساعد نفسي به و همتذاهبت داعية أن يشفىوليدفي أقرب وقت ممكن حتى يزيل عني تعب الأيام والسنين


مذكرتيها أنا أعود لك كل عشية وضحاها...حين ما أتفرغ دقائق لرؤية صفحاتك ...تعاتبني نفسي دائما وتقول يجب عليك حماية أطفالك وزوجك بأي شكل منالأشكال فأنا أملهم وبي حاضرهم يقاس ومستقبلهم يبنى...

سامحوني جميعا لم أستطع ... بحثت كثيرا لأجدمريمالقديمة,القوية.. لكن دون جدوى تذكر.لم أفقد الأمل,فكل أمالي في الله...أشكرك يا وليد لأنكجعلتني أستعير السعادة معك وتقمصنا طعم الحرية والإستقرار معا. ضميريالطاهر الوفي دائما يؤنبني ويشعرني أنني لا أبذل أي جهد زائد فكل ما أقومبه واجب أو أقل.


مذكرتي...لا يوجد أحد أبوح له قمة تعبي وأهاتي...الا لك يا رفيقة دربحياتي..ويا حاملة لأسراري...يا صاحبة كياني ووجودي...حينما أكتب هنا,تكتبلي الحياة فرصة لأجل التغيير.فأنا مناضلة بحق... ولا أقول هذا عني...وأفتخربه
لكن لأبين رزانة والدي و صفات أمي التي ورثتها عنها بعد مماتها...


اليوم كعادتي خرجت بأمل جديد متجدد..فاعترضني وحش في الطريق ورأى في طهارةقلبي وحجابي فريسة يثبت بها رجولة العجول....شريفة أنا لأنني منعته منتسوية حاله مني..فكتبت دموعي المكتومة هاته الكلمات:شيوعي أنت بلاديــــــــن ...أما أنا مسلمة وأفتخر بوجودي


تبوح مشاعري أحيانا بكلمات تعاكس ما يجول في عقلي المتزن....أواجه أمورا ...يتبخر مصدر رزقي ويغلق بباب من فولاذ حال أولادي...

هاهي الشهور تمر ...رجل يظهر ورحمة الله تشع...اليوم قدمت رائحة بلديوأصلي تنعنع بأمل يفوق الخيال ولكن مقتنعة فببساطة هذه هي رحمة الله...انهالسيدخالدالقادم من الجزائر...يقول أنه أخغير شقيق لوالدي لأبي انه صديقه الحميم...بحث عني طوال سنين منذ وفاةوالديو اخيرا وجدني جاءني بمال لم يسبق لي أن تلفظت بمبلغه...وقال *هذا رزقك بنيتي* ...في بادئ الأمر رفضت المال كليا لكنه اقنعني ، وما زادني قناعة وضعزوجيالذي تفانى بكل إخلاص في بناء بيت السعادة . وتأثرت لأولادي...ماذنبهم؟ ماخطبهم؟ قبلت المال و أخبرت السيدخالدأننيماقبلته إلا لأساعد زوجي ليقف على رجليه مرة أخرى وأضمن بطاقة لأبنائيفيقطار الحياة الذي كنت متيقنة أنه وما أن ركبوه سيتوقف بهم في أولىسككه...لذاوليديعالج في عيادة خاصة...ويتلقى علاجات كيميائية...وحالته منالجيد إلى الأجود...




هاقد مرت الأيام ووليديتماثلللشفاء شيئا فشيئا و يستعيد طعم الحياة .. يوما بعد يوم أرى إبتسامته تشعفيه نورا و أملا .. مرت ثلاث سنوات كأنها الدهر من دونه .. ثلاث سنواتأمضيناها بين المنزل و المستشفى .. و قد حان وقت عودته إلى بيته .. بينولديه اللذان كبرا و انظما لعالم الدراسة .. و زوجته التي انتظرت هذهالفرصة بكل شوق .. عدنا إلى بناء أسرتنا من جديد و لم شملنا .. و كما كانتصدمتي بمرضه صدمتين .. ها هي فرحتي بعودته فرحتين .. فرحة شفائه و مفاجأةالجمعية التي رافقتها .. كلهم اجتمعو في اعمال و حرف .. شاركو بها في معرض .. ليس من أجلهم هذه المرة بل من أجل رد الجميل .. و بمقابل أرباحهمدفعواضرائب المطبعة المتراكمة .. لتعيد فتح أبوابها من جديد و معها تفتحلناالحياة فرصة الأمل مجددا ..

سارت أيام و مضت السنوات إلى أن كبرطارقوصار طبيبا كما حلم دوما منذ مرض والده .. و تزوجت أمكأمينةو أنجبتك ياايمان.منيوم عودة جدك يا حبيبتي عاهدت نفسي أن أستغل كل لحظة سعادة أعيشها وعلمتني كل تلك السنين ... أن الدنيا اذا أقفلت في وجي باب .. سيفتح لي الربألف باب و هذا الكتاب *نساء الاسلام* لك منذاليوم .. قرأته مرارا و تكرارا وفي كل مرة كنت أتعلم منه .. عن جمالديننا وحياة نساء أنارو شعلة الإسلام قبلنا .....وها أنا اليوم أستقر أمامأولادي وأحفادي وزوجي ...

تفضلي عزيزتي هذه المذكرة خبئيها وافتخريبها .... لأنها رمز ودليل على أصلك ....ها هي ايمان تتخذ من معاناة جدتهادروسا و عبر و تعاهد نفسها على الإلتزام بدينها و تبتعد كل البعد عن شهواتالحياة
لتفتح صفحتها نحو الحياة و تخطو فيها خطوات تثبتها الأخلاق الإسلامية وتنتبه إلى تصرفاتها نحو والديها و مع أهلها و كل المجتمع من حولها ... هيالأن تبدأ في رسم مسار كله ثقافة و علم و ايمان
كل شيئ يتواصل كما كان ...وايمانتعيش حياة جديدة...أساسها نصائح جدّتها ودليلها مذكّرة تروي قصة مثابرة و جهاد لإمرأة وضعت بصمتها بأخلاقها و إسلامها

الى أن تظهر السيدةدلندةزوجة والدمريموهيبحلة جديدة أنستهم في شيخوختها ، لقد اعتنقت الإسلام بعد أن ضاقت بهاربوعالحياة جاءت و الندم يبكي عينيهاولحسن حظها أن تقبلتها السيدةمريمعلى رحب وسعة ما لشيئ إلا لأنها في يوم مضى ...اعتنقت الإسلام
 
آخر تعديل:
توقيع يونس الصديق
الف مبروك لنا
 
ألف مبرووووووووووووك
 
توقيع يوسےفے
توقيع آمِيْرَتُه
توقيع آمِيْرَتُه
توقيع آمِيْرَتُه
الف مبارك للكل و خاصة النا
 
مبروووووووووووووووووووووووووووك لكم
 
الف الف الف الف مبروك الفوز
 
الف مبروك لينا .. و للجميع
شكرااا لكم
 
شكرا بارك الله فيكم على المرور الطيب
 
توقيع آمِيْرَتُه
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة
 
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة

شكرا تمنيت كون كملت معنا مي معليش بقات بصمتك و انا نشكرك بدوري
 
توقيع آمِيْرَتُه
الف مبروك رائعة جداااااااااا
 
الف الف الف مبروووووك الفوز لذا الفريق العظيم و الله مجهود رائع جدا و القصة جميلة جدا عجبتني و الله و خاصة ان مبدعة اللمة حاضرة فيها أكيد يكون فيها الإبداع شكون عندو شك ؟ ههههههههههه
مواهب تبارك الله عليكم عندكم حس كتابي للقصص و الروايات ماشاء الله
ربي يخليكم و نشاله نشوفوا الجديد منكم ديما
تحيتي ليكم جميعاا خاوتي
 
توقيع EL General
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة
و كيما قالت منيني خويا عادل .. بصمتك كانت فاتحة خير لقصتنا
تنمنينا لو واصلت معانا ... بارك الله فيك
 
شكرا لمروركم
 
توقيع آمِيْرَتُه


بــارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
 
توقيع يونس الصديق
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.
العودة
Top Bottom