فريق النصر

يونس الصديق

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
7 أكتوبر 2009
المشاركات
5,921
نقاط التفاعل
2,278
النقاط
356
محل الإقامة
غليزان

السلام عليكم

1326554608268.png

اهلا وسهلا بالجميع

أعضاء المشاركين في فريق النصر :

فريق النصر :

dahbito
منيني
*sarah dz*
soussou.31
املي
°/°مبدعة اللمة°/°

chouchou rose

سيتم انشاء مجموعة خــاصة لكم من قبل الادارة تضعون فيها اعمالهم في سرية تامة .

- القصة من انشائكم فلا يوجد أي مقاييس استطيع وضعها لهم الا كتابتها بفن ادبي راقــي والابتعاد عن كل ما يخالق بنود اللمة .

- حاولو في ما بينكم اختيار مسؤول علي الفريق كي أبقي علي اتصال به متي كانت الحاجة .


بالتوفيق لكم .

الموضوع خـــاص بقصة فريق النصر
 
آخر تعديل:
[FONT=&quot]
[/FONT][FONT=&quot]
jhkhjkh.jpg





انها آخر اللياليّ ... في غرفة بائسة خالية[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ريح [/FONT][FONT=&quot]سارت فوق ذلك السطح المقفحل بردا وثلوجا[FONT=&quot]...
[/FONT]
[FONT=&quot]ها هنا راكدة أراقص عيناي وهناك أمسح التراب عن جبهة الأرض . السكون يرعب الليل فيزيد سواده[/FONT][FONT=&quot]...
[/FONT]
[FONT=&quot]و الرعد يعزف لحنا بايقاع من خرير الأمطار المشوش ..في سكون أنصت خفقان[/FONT][FONT=&quot]فؤادي و نحيب الشجر ..و بكاء الورود و نشيج النهر ... أنا وجلة من سيأتي[/FONT][FONT=&quot]ليرفع سدول الليل[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ويستقبل أسوارالصباح..ماعدت قادرة على فتح عيناي القرمزيتان بدأت أنظر[/FONT][FONT=&quot]لآخر خيوط النور و ما من قوة إلا أن ألجئ لربي الغفور ثم أرسلت من صدري[/FONT][FONT=&quot]هواءا دافئا يلمس يدي فأمسح به قدمي... بكيت و علمت أنها أغلقت بمفاتييح من[/FONT][FONT=&quot]فولاذ هذه هي نهايتي وهذا هو قدري .... رفعت عيني لأرى آخر نظرة للدنيا[/FONT][FONT=&quot]فما[/FONT][FONT=&quot]سر مارأيت؟[/FONT][FONT=&quot] ....
[/FONT]
[FONT=&quot]فالليل أليل و البرد قاتل..... مراد دافئ و لو بألم فأنا أعلم ..ما صنعت خيرا بدنياي إلا لموتي[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]تنهدت إذ كادت الروح تصعد لبارئها فلمحت بخيالي أخر جولة لحياتي[/FONT][FONT=&quot] ..

[/FONT]
[FONT=&quot]بدأت قصتي من يوم ميلادي من أول صرخة لي و فرح أبي بقدومي للحياة الذي لم[/FONT][FONT=&quot]يتم حين مرضت أمي و توفيت فاضطر إلى الزواج ثانية من أمريكية كي تساهم في[/FONT][FONT=&quot]تربيتي و تحسنها ...واخيبتاه عليك حين ظننت بها خيرا يا أبي .....كنت صغيرة[/FONT][FONT=&quot]أراقبه وتعامله مع الحياة ...... لم أعرف يوما مشقة تلك الحياة ...لم[/FONT][FONT=&quot]أفقه[/FONT][FONT=&quot]يومها معنى إنشاء أسرة وتحمل المسؤولية ....لم أعي معاركة السنين و[/FONT][FONT=&quot]لا كل[/FONT][FONT=&quot]هذه الأمور وإنما أنحصر حلمي كأية فتاة بأسرة صغيرة وأبناء أضمهم[/FONT][FONT=&quot]الى صدري[/FONT][FONT=&quot]الدافىء وألاعبهم وأمنحهم الحب والحنان[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]مضى سرب الأيام بسرعة و شاءت الأقدار أن تسود الدنيا في وجهي... فقدت قدوتي[/FONT][FONT=&quot]و رمز فخري في تلك الحياة حين فارقني صوته وحنانه و ما عدت أرى إلا طيفه[/FONT][FONT=&quot]في أرجاء البيت لقد كان سندي ورفيق دربي لم أعد قادرة على إحتمال فراقه[/FONT][FONT=&quot]حين[/FONT][FONT=&quot]وضع في ذاك التابوت لم أتقبل فكرة مغادرته عالم الأحياء[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]غاب عني وأسدل الستار على حياتي فأصبحت أعيش في ظلمة حالكة رغم النور[/FONT][FONT=&quot]المنبعث من الشوارع التى إشتقت إلى عبير هواءها ....و من هنا وضعت أولى[/FONT][FONT=&quot]خطايا في طريق مظلم مليء بالمطبّات ..... هنا إنعكست صورة مرآتي من فتاة[/FONT][FONT=&quot]مفعمة بالأمل والحياة إلى وجه عابس يتخبّط في مجتمع لا يرحم ...لا يرحم[/FONT][FONT=&quot]يتيما لم ترى عيناه نور الدنيا[/FONT][FONT=&quot] .....
[/FONT]
[FONT=&quot]بعد فترة وجيزة من وفاة والدي لم تغمرني زوجته ولو بذرة من الحنان بل كانت[/FONT][FONT=&quot]كل نظراتها اليّ مليئة بالإحتقار .. أبدا لم تجعل لنفسها في قلبي مكانا[/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]وذات مرة واذ أنا في مرآب أبي اذ وجدت بين كومة من القش صندوقا خشبيا ما أن[/FONT][FONT=&quot]هممت بفتحه ... سمعت صوت خطوات مرء خلفي ....أخفيت الصندوق بين ملابسي و[/FONT][FONT=&quot]قلت رافعة صوتي[/FONT][FONT=&quot] :"[/FONT][FONT=&quot]آه...كم اصبح ممل هذا المكان سأخرج قليلا[/FONT][FONT=&quot]"...[/FONT][FONT=&quot]وخرجت دون أن ألتفت خلفي .... أسرعت إلى غصن الشجرة التي كانت تتوسط حديقة البيت ...وضعت الصندوق في حجري و أزلت غطائه[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]اذ بي أرى ورقة بيضاء ملفوفة كتب عليها " إ[/FONT][FONT=&quot]لى بنيتي[/FONT][FONT=&quot] " [/FONT][FONT=&quot]أدركت أنه خط أبي أسرعت و فتحتها بلهفة فلم أجد سوى سطرا واحدا تناقص أملي و لكن قرأتها بتمعن فقد كتب فيه[/FONT][FONT=&quot] :"[/FONT][FONT=&quot]بنيتي يا حمامتي أوصيك بدينك و حياءك ....و عفافك و حجابك...و أن لا تبخلي على وصيتي[/FONT][FONT=&quot]"
[/FONT]
[FONT=&quot]نزفت عيناي بالدموع و أدركت جيدا وصيته و دونتها بقلم ذهبي في فؤادي ... عهدا على نفسي و على روح والدي[/FONT][FONT=&quot] .. " [/FONT][FONT=&quot]سأجعلها نصب عينيّا و صورة دائمة الوجود في ذهني .. ديني عفتي و حجابي خير وصية و ارث لي[/FONT][FONT=&quot]"
[/FONT]
[FONT=&quot]و في تلك اللحظة قررت ان امشي على خطى وصية أبي[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أسرعت في غفلة إلى الغرفة الخلفية للمنزل حيث وضعت زوجة أبي كل أغراضه الشخصية بعد وفاته[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]فتّشت بحثا عن كتبه التي كانت تزين مكتبة غرفته يوما فلم أجد سوى ثلاثة كتب[/FONT][FONT=&quot] .. * [/FONT][FONT=&quot]مصحف[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]وكتابين الأول عن صحابة الرسول و الثاني يحكي عن نساء الإسلام،خبأتهم تحت قميصي و أسرعت إلى غرفتي[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT]
[/FONT]​
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]و منذ ذلك اليوم و أنا أنتظر حلول كل ليلة بفارغ الصبر حتى أخصص لنفسي ساعة قراءة و تجول عميق بين الكتب الثلاث[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]لم تتوقف معاناتي الدائمة مع زوجة أبي من إرادتي و عزيمتي لإحياء موروث والدي الغالي[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]كنت أقضي كل نهار في سماع الشتم و الصراخ و رؤية العجب و المحرمات في منزل[/FONT][FONT=&quot]أصبح ككهف مظلم في عيني زوجة أبي التى لطالما عاملتني على أننى خادمة لها[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]كانت تطعمني طعاما مشبعا بالإحتقار والكراهية ..لا أستطيع وصف كل ما[/FONT][FONT=&quot]عانيته معها ..حتى الكلمات تقف عاجزة وخجولة من أن تبوح بمعاناتي ..كم ذرفت[/FONT][FONT=&quot]الدمع و كم كرهت العيش .. كم تمنيت الموت واللحاق بأبي ..كم كرهت إسمي[/FONT][FONT=&quot]الذي أصبح يتلفظ به كل من هب ودب و لكن سرعان ما أنسى كل ذلك لما أفتح صفحة[/FONT][FONT=&quot]من كتبي و أنام و أنا أردد محتواها[/FONT][FONT=&quot].

[/FONT]
[FONT=&quot]و مضت الأيام و الشهور .. و بعد مرور سنة من ذكرى وفاة أبي جاء اليوم الذي[/FONT][FONT=&quot]غير لي مجرى حياتي .. حين تزوجت زوجة أبي برجل أمريكي مسيحي فأصبح كرهها[/FONT][FONT=&quot]لي[/FONT][FONT=&quot]كرهين و عذابها لي عذابين[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]صمدت أياما و أنا أحاول الصبر على ذلك الوضع حتى نفذ صبري نهائيا و أغلقت كل الأبواب في وجهي إلا باب واحد[/FONT][FONT=&quot] .. *[/FONT][FONT=&quot]باب الهروب[/FONT][FONT=&quot]*[/FONT]
[/FONT]

[FONT=&quot]و[FONT=&quot]هكذا انتظرت حلول الليل فوظبت حقيبة صغيرة لم أضع فيها سوى لباس و تلك[/FONT][FONT=&quot]الكتب و صورة والدي مع صندوق أمي الصغير المخبّأ الذي يحتوي على عقدها[/FONT][FONT=&quot]الأبيض و صورتها و انتظرت بزوغ الفجر لأهرب من المنزل نهائيا و أرسم طريقا[/FONT][FONT=&quot]جديدا لحياتي .. طريقا كله إيمان وثقافة إسلامية[/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]ها قد خرجت من ذاك الجحر المظلم بالعصيان و المكروهات في مجتمع أكبر مني و من طاقتي.. غادرته و قررت أن أزيل صورته من مخيلتي[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]هيهات أنني فرحة مسرورة بحق .. فهذا نصر عظيم[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]لكن من جهة أخرى أمسك بقلبي ولا أريد أن أنظر إلى ما يخبأه القدر من مصاعب ومواعظ[/FONT][FONT=&quot].

[/FONT]
[FONT=&quot]و الآن أصبحت حائرة .. وحيدة مرة أخرى إلى أين أذهب و إلى من ألتجأ[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]هناك آخر مكان أفكر بالعودة إليه و هنا تراني ذئاب الشوارع فريسة سهلة[/FONT][FONT=&quot]للياليهم .. فرُحت أمشي .. و أتوه بين الأزقة و تلك الشوارع الظلماء لا[/FONT][FONT=&quot]أعرف إلى أين ستأخذني .. مرت ساعات و ساعات حلّ الظلام و هنا وجدت نفسي[/FONT][FONT=&quot]واقفة أمام باب لجمعية خيرية تساعد الأمثال مثلي[/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]طرقت بابهم على أمل مساعدتهم .. ففتحت لي امرأة عجوز و حضنتني قائلة[/FONT][FONT=&quot] .. * [/FONT][FONT=&quot]مرحبا بك صغيرتي .. تبدين متعبة و وجهك شاحب .. تفضلي نامي و ارتاحي و بعدها حدثيني عنك .. أنت هنا في مأمن فلا تخافي[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]*

[/FONT]
[FONT=&quot]لا أتذكر حتى كيف ذهبت و نمت بتلك السرعة من شدة التعب و التوتر اللذان تملّكاني[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]وبعد ليلة من النوم المريح الذي لم أذق طعمه منذ سنين والدي .. استيقظت[/FONT][FONT=&quot]صباحا و اذ بي أجد نفس العجوز تبتسم في وجهي و تعطيني بعض الطعام .. أكلت و[/FONT][FONT=&quot]شبعت دون أن أتكلم بحرف[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قمت متجهة نحو مكتبها في طرف الممر .. دخلت عليها لأشكرها و أذهب في دربي[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فبادرت بالكلام و كأنها تعرف ما سأقوله[/FONT][FONT=&quot] .. * [/FONT][FONT=&quot]أظن أنك إرتحت الآن و يمكننا أن نتحدث قليلا .. لا تخافي فضفضي .. إعتبريني كصديقة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]..* [/FONT][FONT=&quot]ترددت في البداية و لكن سرعان ما نال مني لساني و رحت أبوح لها بكل ما في قلبي و الدموع تروي شفتي .. سردت لها كل قصتي[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]ثم نهضت من مكانها و جلست أمامي و قالت[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]أحس بك[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]لابد أنك عانيت الكثير عزيزتي .. لكن لا تخافي هاهو القدر يقودك إلى[/FONT][FONT=&quot]جمعيتنا .. أعرف أنك ستندهشين نظرا لما عشته في عالمك الصغير مع إمرأة[/FONT][FONT=&quot]مسيحية تضطهدك . ها أنا إمرأة مسيحية و لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين[/FONT][FONT=&quot]أحبهم و يحبونني و أساعد المحتاجين منهم .. أقدم لك مساعدي و هو أمريكي[/FONT][FONT=&quot]مسلم[/FONT][FONT=&quot] .. "[/FONT][FONT=&quot]يحيى[/FONT][FONT=&quot]" .. [/FONT][FONT=&quot]ستبقين معنا فالشارع لن يرحمك و أنت وحيدة .. هنا ستلقين الرعاية و يمكنك أن تشتغلي بحرفة يدوية[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]*
[/FONT]
[FONT=&quot]بعدها أخذني الأخ[/FONT][FONT=&quot]يحي[/FONT][FONT=&quot]بجولة في أرجاء الجمعية ليعرفني على الأشخاص المقيمين فيها[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT]
[/FONT]​

[FONT=&quot]و[FONT=&quot]هكذا .. مكتث بالجمعية و تعلمت ممن حولي عن ديني حيث كان أكثرهم من[/FONT][FONT=&quot]المسلمين المضطهدين مثلي .. لكل واحد قصة مؤلمة و أسرار مخفية... كنت أشتغل[/FONT][FONT=&quot]بالكروشيه الذي تعلمته من احدى المتواجدات هناك و نقوم ببعض المعارض[/FONT][FONT=&quot]الصغيرة لمساعدة أنماء الجمعية ببعض المصاريف .. هكذا كي لا نشعر أننا نعيش[/FONT][FONT=&quot]فقط تحت رحمة غيرنا .. و أقضي وقتي الأخر في دراسة كتب أبي رحمه الله[/FONT][FONT=&quot] ..

[/FONT]
[FONT=&quot]بقيت هناك سنين من عمري حتى جاء ذلك اليوم و تلك اللحظة التي لم تكن في[/FONT][FONT=&quot]الحسبان و التي رسمت لي مسارا جديدا من بين جدران تلك الجمعية .. بينما أنا[/FONT][FONT=&quot]تحت ظل شجرة على صدد مطالعة كتاب نساء الإسلام ... اذ لمحت من بعيد و على[/FONT][FONT=&quot]عتبة باب الجمعية شابا....أراد الدخول و لكن بتردد فلم يبصر أحدا يكلمه و[/FONT][FONT=&quot]يشرح له سبب زيارته ...فالكل كان يأخذ قيلولته ..أصبح يدير رأسه شمال[/FONT][FONT=&quot]يمين[/FONT][FONT=&quot]حتى رآني مستلقية على ذاك الكرسي المتحرك الخشبي .....فأطلق العنان[/FONT][FONT=&quot]على[/FONT][FONT=&quot]رجليه و سار متجها نحوي ... و سألني[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]مرحبا .. أيمكنني أن أسألك ؟ هل يمكننك أن تدليني على مكتب المدير هنا ؟؟[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]أجبته[/FONT][FONT=&quot] ..
* [/FONT]
[FONT=&quot]طبعا بكل سرور تفضل معي[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot]. * [/FONT][FONT=&quot]و أخذته لمكتب المديرة و أردت الانصراف لكن السيدة[/FONT][FONT=&quot]ايميلي[/FONT][FONT=&quot]فاجأتني بطلبها بالإبقاء معهم قائلة[/FONT][FONT=&quot] .. * [/FONT][FONT=&quot]مريم !! .. بما أن يحيى ليس هنا .. أنت من سيساعدني اليوم .. لذى ستحضرين اجتماعاتي مع الزوار[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][FONT=&quot]*
[/FONT]
[FONT=&quot]و هكذا جلست بالكرسي المقابل للمكتب و بقيت أستمع للحوار الدائر بينها[/FONT][FONT=&quot]لأكتشف أن ذلك الشاب هو صاحب و مدير شركة لطباعة الكتب .. يريد التبرع بجزء[/FONT][FONT=&quot]من أرباح الشركة للجمعية[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]في تلك اللحظة .. لا أعرف .. غمرتني سعادة كبيرة و تذكرت والدي ثم أدمعت[/FONT][FONT=&quot]عيناي بالدموع .. ولم أعرف ماذا أقول أمامهما .. فقام الشاب نحوي و قدم لي[/FONT][FONT=&quot]منديلا و قال[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]امسحي دموعك أختي .. لا أعرف سبب[/FONT][FONT=&quot]بكائك .. و لكن أتمناه خيرا إن شاء الله .. لعل الدنيا ظلمتك و لكن لا تنسي[/FONT][FONT=&quot]أنه ما دامت الأرواح في نفوس البشر سيبقى الخير في قلوب البعض[/FONT][FONT=&quot]..[/FONT][FONT=&quot] *[/FONT]
[/FONT]​

[FONT=&quot]لم [FONT=&quot]أستطع التعبير عن حالتي سوى بدموعي حينها لا أعلم كيف أصف شعوري[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]لا[/FONT][FONT=&quot]أستطيع وصفه .. مددت يدي لإلتقاط المنديل....ولمحت في عيني الشاب نظرة[/FONT][FONT=&quot]مبهمة ثم قالي ماسبب دموعك يا أختاه.. لم أجبه و بقيت صامتة أنظر إليه ثم[/FONT][FONT=&quot]ابتسم لي إبتسامة حزينة و كأنه متأثر لحالتي و في نفس الوقت يريد أن يخفف[/FONT][FONT=&quot]عني ..في هذه اللحظة قالت لي السيدة[/FONT][FONT=&quot]اميلي[/FONT][FONT=&quot].. * [/FONT][FONT=&quot]عزيزتي مريم إن لم تستطيعي البقاء هنا أخرجي قليلا إلى الحديقة و استنشقي بعض الهواء لترتاحي .. و بعدها ألتحق بك[/FONT][FONT=&quot]..*
[/FONT]
[FONT=&quot]ففعلت كما طلبت منّي و انسحبت من الاجتماع .. لم تكن بإرادتي فقد اخذلتني[/FONT][FONT=&quot]دموعي وأخرجت مني كل حزن أعماقي الذي حاولت اخفاءه لسنوات .. ما عدت أستطيع[/FONT][FONT=&quot]كتم كل تلك المشاعر و الأحاسيس..خرجت مسرعة و جلست على كرسي في الحديقة[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]أخذت نفسا عميقا و استغفرت ربي ... ثم أخرجت صورة والدي من بين صفحات[/FONT][FONT=&quot]كتابي و كلي شوق لحنانه و قبلاته و رحمته فقد كان نعم أب أجمل هدية من[/FONT][FONT=&quot]المولى عزوجل كان أبي أمي التي لم أرى نور وجهها.. وبقيت أتأملها[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]مرت دقائق قليلة .. حتى رأيت نفس الشاب خارجا من المكتب و متجها نحوي .. جلس بالقرب مني و نظر الي سائلا[/FONT][FONT=&quot] ..*[/FONT][FONT=&quot]هل ارتحت قليلا ؟؟[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]أجبته بنعم .. ثم قال[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]هل تمانعين أن تكلّميني قليلا فأنا لا أعرف أحدا هنا .. سأحاول أن أكون صديق الجميع و أساعدهم .. أنا متأكد أنك ستساعدينني في الأمر[/FONT][FONT=&quot]*.. [/FONT][FONT=&quot]فأجبته و الخجل يقتلني[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]حسنا و لكن يمكن للأخ يحيى أن يساعدك سوف يأتي بعد قليل[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]قال لي[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]و لكنني أتذكر أن المديرة أشارت بأنك من ستساعدها[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]و ضحك .. لم أنتبه لنفسي فضحكت و نظرت إليه .. هنا قال لي[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]حسنا لنتعارف .. أنا وليد .. من الأردن جئت إلى هنا مع والداي قبل 10 سنوات .. و أنا الأن أدير مطبعة للكتب و أنت ؟[/FONT][FONT=&quot] * ...* [/FONT][FONT=&quot]أنا مريم .. من الجزائر .. ولدت و كبرت هنا بأمريكا[/FONT][FONT=&quot] ...[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]و هكذا أخذ الحوار مجاله .. حكى لي بعضا عن ماضيه ورويت له قصتي .. بقينا[/FONT][FONT=&quot]نحكي قرابة ساعة دون أن نشعر بالوقت يمر[/FONT][FONT=&quot]..
[/FONT]
[FONT=&quot]و بعدها قام و ودّعني و وعدني[/FONT][FONT=&quot]أنه سيعود غدا ليتعرف أكثر على باقي[/FONT][FONT=&quot]الماكثين هنا و أنه سيسعد ان واصلنا[/FONT][FONT=&quot]الحديث حيث توقفنا .. و ذهب[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[/FONT]​


[FONT=&quot]أحسست[FONT=&quot]براحة كبيرة بعدما وجدت شخصا ارتحت للحديث إليه بعدما كان طيف والديا هو[/FONT][FONT=&quot]مأنسي الوحيد .. بقيت الإبتسامة في وجهي طوال بقية النهار خصوصا بعدما[/FONT][FONT=&quot]جاءت[/FONT][FONT=&quot]الي المديرة و أخبرتني أنه سيكرر زياراته لمساعدة الجمعية ... هكذا[/FONT][FONT=&quot]مرت[/FONT][FONT=&quot]الأيام والأسابيع و الشهور.. كان يأتي مرة أو مرتين في الأسبوع[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]يحكي و[/FONT][FONT=&quot]يساعد الكل هنا .. و كان كل مرة يخصص لي جانبا من وقته لنتبادل[/FONT][FONT=&quot]أطراف[/FONT][FONT=&quot]الكلام[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]إلا أن جاء ذلك اليوم لم أكن أتصور أني سأخرج مرة ثانية إلى العالم و أرى[/FONT][FONT=&quot]الناس و أحتك بهم ... حين طلبت مني المديرة أن أعمل في الجمعية كمساعدة لها[/FONT][FONT=&quot]بعد مغادرة مساعدها[/FONT][FONT=&quot]يحيى[/FONT][FONT=&quot]إلى مدينة أخرى .. قالت لي أنها بحاجة لفتاة حيوية مثلي كي تساعدها[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ترددت في البداية فقد كنت خائفة من تحمل مسؤولية كهذه .. و ما إن جاء وليد[/FONT][FONT=&quot]حتى قلت له عن عرض السيدة[/FONT][FONT=&quot]ايميلي[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]سٌرّ كثيرا و رحب بالفكرة ثم نصحني[/FONT][FONT=&quot]بالموافقة و قال لي أنه سيساعدني و[/FONT][FONT=&quot]يدعمني إن إحتجت إليه .. و هكذا وافقت[/FONT][FONT=&quot]على العرض و بدأت أتعلم شيئا فشيئا[/FONT][FONT=&quot]أمور إدارة الجمعية و كان الكل يدعمني و[/FONT][FONT=&quot]يساندني[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]حتى جاء يوم .. أتى فيه إلى هنا و لكنه لم يتحدث الي بل رأيته ذاهبا مباشرة[/FONT][FONT=&quot]إلى مكتب المديرة و بعد حوالي ربع ساعه خرج و ذهب .. على غير العادة[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]و في تلك الليلة جاءت السيدة[/FONT][FONT=&quot]ايميلي[/FONT][FONT=&quot]إلى غرفتي و قالت لي[/FONT][FONT=&quot] ..
* [/FONT]
[FONT=&quot]مريم .. إذا لم تكونى منشغلة أود أن أحدثك بموضوع .. ؟[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]فقلت لها[/FONT][FONT=&quot] *[/FONT][FONT=&quot]نعم .. تفضلي[/FONT][FONT=&quot] * . [/FONT][FONT=&quot]أخبرتني أن[/FONT][FONT=&quot]وليد[/FONT][FONT=&quot]يريد أن يتقدم لطلب يدي .. لا أدري حينها ماذا حدث لي[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]تلعثم لساني و تلبكت من شدة الخجل .. اقتربت مني و قالت[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]فكري بالأمر .. و من جهتي أراه شابا صالحا .. سينسيك تعب سنينك[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]و ذهبت[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أمضيت تلك الليلة و أنا أفكر .. استرجعت فيها كل ما أتذكره عنه و أول لقاء و[/FONT][FONT=&quot]حوار بيننا .. وضعت نصب عينيّا رأي والدي فيه لو كان حيا[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]و بحلول الصباح اقتربت من مكتبها و الخجل يربكني و يرددني .. ثم دخلت و[/FONT][FONT=&quot]أخبرتها بموافقتي .. لن أنسى كم كانت فرحتها كبيرة و عارمة .. فرحة جسّدت[/FONT][FONT=&quot]لي روح والدتي في صورة مديرتي .. ثم قالت لي[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot].. [/FONT][FONT=&quot]لطالما حلمت بيوم أفرح فيه بعرس ابنتي .. و لكن ارادة الله شاءت غير ذلك لأنني لم أرزق بالأولاد[/FONT][FONT=&quot]..
[/FONT]
[FONT=&quot]و ها أنا الأن أراك تستعيدين طعم الحياة الذي[/FONT][FONT=&quot]سلب منك .. و أستطعم ذلك[/FONT][FONT=&quot]الحلم الذي راودني طويلا .. أنت منحتني في هذه[/FONT][FONT=&quot]اللحظة شعور الأم بابنتها[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]*
[/FONT]
[FONT=&quot]فأجبتها و الدموع تروي وجنتيّ[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]من أول يوم عرفتك[/FONT][FONT=&quot]فيه رأيت فيك حنان الأم الذي لم أعرفه .. و ها أنا في أيام عمري .. أسمع[/FONT][FONT=&quot]هذه الكلمات منك التي تزيدني احتراما و محبة لك .. شكرا جزيلا لك[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]و عانقتها ثم قلت[/FONT][FONT=&quot] *[/FONT][FONT=&quot]انني أعيش لشيئ لا طالما انتظرت من سيزيح الغبار عنه ليظهر ويبدو لهم[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][FONT=&quot]*
[/FONT]
[FONT=&quot]و في مساء نفس اليوم عاد وليد يتلهف الى الجمعية منتظرا إشارة المرور ...كنت أراقبه ... عندما تماشى بخطى زاد من رقتها ثقته وتفاؤله[/FONT]
[/FONT]


[FONT=&quot]أخبرته[FONT=&quot]المديرة بموافقتي تبسم بسمة لم أراها قط من مرير حياتي ...بعدها طلب أن[/FONT][FONT=&quot]نلتقي ففعلت و بقينا جالسين نتحاور و نبدي أراءنا و أجمل شيئا زاد من فؤادي[/FONT][FONT=&quot]أن حبه لي حب طاهر شريف وليس حب الشوارع و البيوت الخالية...إننا سنقيم[/FONT][FONT=&quot]عرسا بأهازيج كبقية الشابات عندها أحسست أنني وجدت من يكملني ويحمل جزءا[/FONT][FONT=&quot]مني[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][/FONT]

[FONT=&quot]بعد شهر
[/FONT] [FONT=&quot]...
[FONT=&quot]هاهي الأيام تمضي من صفحتي الجديدة التي تمنيت أنني طويتها من قبــل ولو حن القدر لطويتها مع كل من أحب[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot] {[FONT=&quot]والدي ووالدتي[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT][FONT=&quot]أكتب هنا وأنا مقبلة على مرحلة جديدة سطحيا تظهر أنها تحوي حياة إسلامية بذاتها....غدا موعد زواجي[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT]
[FONT=&quot]نبشت في صندوق أمي و إسترجعت بعض الذكريات ثم جهزت فستانها الأبيض اللؤلؤي[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot]...
[FONT=&quot]لملمت حاجياتي وغادرت برفقة[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot]وليد[FONT=&quot]متجهة نحو المقبرة الجهوية للمسلمين هناك ترحمت على والداي وقرأنا الفاتحة[/FONT]
[FONT=&quot]ثم[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot]غادرنا ...عدت إلى البيت وفتحت مذكرتي من جديد وبدأت أخطو كلمات[FONT=&quot] ....[/FONT][FONT=&quot]كتبتها ويدي ترتعش فرحــــــــــا....إستعدادا ليوم يذكر طول الحياة[/FONT]
[FONT=&quot]طبعا[/FONT]
[/FONT][FONT=&quot]أكذب على نفسي إن قلت نمت لأول مرة مرتاحة لكن المشكلة التي لا تعتبر[FONT=&quot]مشكلة أنني إستغنيت عن طعم النوم هذه الليلة.....حين قضيتها سارحة في أحلام[/FONT][FONT=&quot]يبدو أنها ستتحقق أخيرا بعد طول انتظار....أصبحت بحلة جديدة و أقبلت على[/FONT][FONT=&quot]عالم جديد اذ بمعازيم تتقدم وقاعة الحفلات تمتلأ بنفوس طاهرة تشع نورا[/FONT][FONT=&quot]... [/FONT][FONT=&quot]تقدمت والكل منتبه إلى فستاني الذي اقتنيته من أغلى شخص لم تتمكن عيناي من[/FONT][FONT=&quot]رأياه[/FONT]

[FONT=&quot]....[/FONT]
[/FONT] [FONT=&quot]فقد تخيلت ملامحه كي لا يبقى إسمه بلا صورة....انتهى الزفاف وبدأت السعادة[FONT=&quot] {[/FONT][FONT=&quot]بأذن الله تعالى[/FONT][FONT=&quot]} [/FONT]
[FONT=&quot]و أخيرا فتحت لي البوابة لأباشر بتحقيق آمالي ...و تدوينها في[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]مذكرتي التي لم و لن أنساها .فلا تتأكدي يا حاملة أسراري أن السعادة لن تنسيني فيك......واعلمي أنني سأزورك دائما بأخبار جديدة
[/FONT]​
[FONT=&quot]...[/FONT]​

[FONT=&quot]و[FONT=&quot]هكذا مضت السنين و مضى سرب الأيام مع وليد .. كانت كسرعة البرق ...ما ان[/FONT][FONT=&quot]يأتي يوم إلا و تلحقه لحظات جميلة بين عشنا الزوجي و عملنا الخيري المشترك[/FONT][FONT=&quot]في الجمعية .. اذ خصصت للجمعية وقت أكبر في مجال حرفتي حتى أمد يد[/FONT][FONT=&quot]المساعة[/FONT][FONT=&quot]بقدر الامكان كما مٌدت لي يوما[/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]و[/FONT][FONT=&quot]بعد[/FONT][FONT=&quot] 4 [/FONT][FONT=&quot]سنوات من رحلة زواجنا اقتنينا فيها ثمار حبنا الطاهر .. طارق و[/FONT][FONT=&quot]أمينة[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]كل هذه المدة حقا لم يدق الحزن بابنا يوما ... و لم نسمح للدنيا[/FONT][FONT=&quot]بأن[/FONT][FONT=&quot]تسيطر علينا .. كيف ذلك و نحن نبني أسرة صغيرة أساسها الإسلام و[/FONT][FONT=&quot]المحبة[/FONT][FONT=&quot] ...[/FONT]
[/FONT]


[FONT=&quot]
[FONT=&quot]إلى أن تغيّر مسارنا و انقلبت سفينة رحلتنا وسط السعادة .. وصل من يوقف[/FONT][FONT=&quot]بسماتي و بسمات أولادي و يا ليته لم يأتي ...ذالك اليوم الذي لم أتخيله و[/FONT][FONT=&quot]لم يكن على البال ولا على الخاطر وفي الحسبان .. اليوم الذي وجدت فيه وليد[/FONT][FONT=&quot]يموت وهو حي ... الرمز الذي جاءني بالتفاؤل وصافحنا معا دروب الحياة أجده[/FONT][FONT=&quot]مستسلم للقدر .. يذوب أمامي و أنا عاجزة .. خائفة[/FONT][FONT=&quot] ..
[/FONT]
[FONT=&quot]هو اليوم الذي سقط فيه وليد مريضا على الفراش .. لم تكن نزلة برد أو حمى أو[/FONT][FONT=&quot]أيّ مرض عادي .. لن أنسى كلمات الطبيبة بعد التشخيص و هي تطرق في أذني[/FONT][FONT=&quot]كالصاعقة[/FONT][FONT=&quot] ..* [/FONT][FONT=&quot]سيدتي .. يجب أن أخبرك و بكل صراحة[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]زوجك مريض مرضا سيلزمنا ابقاءه في المستشفى و تحت العناية .. لأنه يعاني[/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot]أعراض سرطان الدم[/FONT][FONT=&quot] ....[/FONT][FONT=&quot] *

.......[/FONT]
[FONT=&quot]حينها بدأت المعاناة من جديد وما أحسست أنه انقرض من حياتي وجدته[/FONT][FONT=&quot]يطرق قاموسي ... عدت الى وحدتي .. و يأسي و ظلام حزني .. هذه المرة لست[/FONT][FONT=&quot]وحدي .. بل لدي ولدان .. لا أريدهما أن يعيشا ما عشته و لا أن يعانيا كما[/FONT][FONT=&quot]عانيت .. لا أريد كل هذا .. يجب أن أقاوم و أثابر هذه المرة ليس من أجل[/FONT][FONT=&quot]نفسي فحسب بل من أجل أغلى الأشخاص لدي .. زوجي و أولادي[/FONT][FONT=&quot]

.. [/FONT]
[FONT=&quot]عدت الى البيت و تركته هناك بين جدران الوحدة الموحشة في المستشفى[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]حتى بيتنا الدافئ أصبح موحشا .. بكيت و صليت و دعوت ربي ليل نهار .. بقيت[/FONT][FONT=&quot]هكذا أياما بين المستشفى و المنزل[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]الا أن زادت صدمتي صدمتين و معاناتي معانتين ..وصلتني رسالة مفادها أن[/FONT][FONT=&quot]المطبعة أغلقت بسبب تراجع العمل فيها و عدم دفع الضرائب .. تم تسريح العمال[/FONT][FONT=&quot]من طرف السلطات[/FONT][FONT=&quot]
*[/FONT]
[FONT=&quot]ما هاذا يا الاهي .. اسودت الدنيا في وجهي مجددا[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]من أين لي بمصاريف العلاج و كيف سأطعم أولادي ماذا سأقول لوليد غدا عند[/FONT][FONT=&quot]زيارتي كيف سأوجعه أكثر مما هو عليه ؟؟[/FONT][FONT=&quot]* .. [/FONT][FONT=&quot]أسئلة اختلطت في ذهني و أفقدتني صوابي .. تركتني حائرة يومها[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]و في صباح الغد ذهبت كعادتي الى المستشفى و أنا أحاول اخفاء توتري[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]و دموعي[/FONT][FONT=&quot]عن وليد .. لا أريده أن يعلم يما يجري .. لا أريد أن أفجعه[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]تظاهرت بأن[/FONT][FONT=&quot]كل شيء على ما يرام .. و عدت للمنزل و عند الباب وجدت السيدة[/FONT][FONT=&quot]ايميلي[/FONT][FONT=&quot]واقفة[/FONT][FONT=&quot]في انتظاري .. اندهشت لقدومها فجأة رحبت بها و دخلنا المنزل .. سألتني عن[/FONT][FONT=&quot]حالة وليد ثم دخلت في صلب الموضوع مباشرة[/FONT][FONT=&quot] * [/FONT][FONT=&quot]سمعت[/FONT][FONT=&quot] بما[/FONT][FONT=&quot]حدث للمطبعة .. قلبي عندك أعلم أنه صعب عليك .. كل من في الجمعية [/FONT][FONT=&quot]يسألني [/FONT][FONT=&quot]عنكما .. تصوري كلهم يريدون المساعدة .. لم ينسوا فضله و فضلك[/FONT][FONT=&quot] عليهم[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]منحتني مبلغا من المال قد جمعوه أصحاب الجمعية حتى أساعد نفسي به و همت[/FONT][FONT=&quot]ذاهبت داعية أن يشفى[/FONT][FONT=&quot]وليد[/FONT][FONT=&quot]في أقرب وقت ممكن حتى يزيل عني تعب الأيام و[/FONT][FONT=&quot]السنين[/FONT]
[/FONT]

[FONT=&quot]مذكرتي[FONT=&quot]ها أنا أعود لك كل عشية وضحاها...حين ما أتفرغ دقائق لرؤية صفحاتك[/FONT][FONT=&quot] ...[/FONT][FONT=&quot]تعاتبني نفسي دائما وتقول يجب عليك حماية أطفالك وزوجك بأي شكل من[/FONT][FONT=&quot]الأشكال فأنا أملهم وبي حاضرهم يقاس ومستقبلهم يبنى[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]سامحوني جميعا لم أستطع ... بحثت كثيرا لأجد[/FONT][FONT=&quot]مريم[/FONT][FONT=&quot]القديمة,القوية[/FONT][FONT=&quot].. [/FONT][FONT=&quot]لكن دون جدوى تذكر.لم أفقد الأمل,فكل أمالي في الله...أشكرك يا وليد لأنك[/FONT][FONT=&quot]جعلتني أستعير السعادة معك وتقمصنا طعم الحرية والإستقرار معا. ضميري[/FONT][FONT=&quot]الطاهر الوفي دائما يؤنبني ويشعرني أنني لا أبذل أي جهد زائد فكل ما أقوم[/FONT][FONT=&quot]به واجب أو أقل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]مذكرتي...لا يوجد أحد أبوح له قمة تعبي وأهاتي...الا لك يا رفيقة درب[/FONT][FONT=&quot]حياتي..ويا حاملة لأسراري...يا صاحبة كياني ووجودي...حينما أكتب هنا,تكتب[/FONT][FONT=&quot]لي الحياة فرصة لأجل التغيير.فأنا مناضلة بحق... ولا أقول هذا عني...وأفتخر[/FONT][FONT=&quot]به[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]لكن لأبين رزانة والدي و صفات أمي التي ورثتها عنها بعد مماتها[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]اليوم كعادتي خرجت بأمل جديد متجدد..فاعترضني وحش في الطريق ورأى في طهارة[/FONT][FONT=&quot]قلبي وحجابي فريسة يثبت بها رجولة العجول....شريفة أنا لأنني منعته من[/FONT][FONT=&quot]تسوية حاله مني..فكتبت دموعي المكتومة هاته الكلمات:شيوعي أنت بلا[/FONT][FONT=&quot]ديــــــــن ...أما أنا مسلمة وأفتخر بوجودي[/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]
[FONT=&quot]تبوح مشاعري أحيانا بكلمات تعاكس ما يجول في عقلي المتزن....أواجه أمورا ...يتبخر مصدر رزقي ويغلق بباب من فولاذ حال أولادي[/FONT][FONT=&quot]...

[/FONT]
[FONT=&quot]هاهي الشهور تمر ...رجل يظهر ورحمة الله تشع...اليوم قدمت رائحة بلدي[/FONT][FONT=&quot]وأصلي تنعنع بأمل يفوق الخيال ولكن مقتنعة فببساطة هذه هي رحمة الله...انه[/FONT][FONT=&quot]السيد[/FONT][FONT=&quot]خالد[/FONT][FONT=&quot]القادم من الجزائر...يقول أنه أخ[/FONT][FONT=&quot]غير شقيق لوالدي لأبي انه صديقه الحميم...بحث عني طوال سنين منذ وفاة[/FONT][FONT=&quot]والدي[/FONT][FONT=&quot]و اخيرا وجدني جاءني بمال لم يسبق لي أن تلفظت بمبلغه...وقال[/FONT][FONT=&quot] *[/FONT][FONT=&quot]هذا رزقك بنيتي[/FONT][FONT=&quot]* ...[/FONT][FONT=&quot]في بادئ الأمر رفضت المال كليا لكنه اقنعني ، وما زادني قناعة وضع[/FONT][FONT=&quot]زوجي[/FONT][FONT=&quot]الذي تفانى بكل إخلاص في بناء بيت السعادة . وتأثرت لأولادي...ما[/FONT][FONT=&quot]ذنبهم؟ ما[/FONT][FONT=&quot]خطبهم؟ قبلت المال و أخبرت السيد[/FONT][FONT=&quot]خالد[/FONT][FONT=&quot]أنني[/FONT][FONT=&quot]ما[/FONT][FONT=&quot]قبلته إلا لأساعد زوجي ليقف على رجليه مرة أخرى وأضمن بطاقة لأبنائي[/FONT][FONT=&quot]في[/FONT][FONT=&quot]قطار الحياة الذي كنت متيقنة أنه وما أن ركبوه سيتوقف بهم في أولى[/FONT][FONT=&quot]سككه...لذا[/FONT][FONT=&quot]وليد[/FONT][FONT=&quot]يعالج في عيادة خاصة...ويتلقى علاجات كيميائية...وحالته من[/FONT][FONT=&quot]الجيد إلى الأجود[/FONT][FONT=&quot]...[/FONT]
[/FONT]



[FONT=&quot]هاقد مرت الأيام و[FONT=&quot]وليد[/FONT][FONT=&quot]يتماثل[/FONT][FONT=&quot]للشفاء شيئا فشيئا و يستعيد طعم الحياة .. يوما بعد يوم أرى إبتسامته تشع[/FONT][FONT=&quot]فيه نورا و أملا .. مرت ثلاث سنوات كأنها الدهر من دونه .. ثلاث سنواتأ[/FONT][FONT=&quot]مضيناها بين المنزل و المستشفى .. و قد حان وقت عودته إلى بيته .. بين[/FONT][FONT=&quot]ولديه اللذان كبرا و انظما لعالم الدراسة .. و زوجته التي انتظرت هذه[/FONT][FONT=&quot]الفرصة بكل شوق .. عدنا إلى بناء أسرتنا من جديد و لم شملنا .. و كما كانت[/FONT][FONT=&quot]صدمتي بمرضه صدمتين .. ها هي فرحتي بعودته فرحتين .. فرحة شفائه و مفاجأة[/FONT][FONT=&quot]الجمعية التي رافقتها .. كلهم اجتمعو في اعمال و حرف .. شاركو بها في معرض[/FONT][FONT=&quot] .. [/FONT][FONT=&quot]ليس من أجلهم هذه المرة بل من أجل رد الجميل .. و بمقابل أرباحهم[/FONT][FONT=&quot]دفعوا[/FONT][FONT=&quot]ضرائب المطبعة المتراكمة .. لتعيد فتح أبوابها من جديد و معها تفتح[/FONT][FONT=&quot]لنا[/FONT][FONT=&quot]الحياة فرصة الأمل مجددا[/FONT][FONT=&quot] ..

[/FONT]
[FONT=&quot]سارت أيام و مضت السنوات إلى أن كبر[/FONT][FONT=&quot]طارق[/FONT][FONT=&quot]وصار طبيبا كما حلم دوما منذ مرض والده .. و تزوجت أمك[/FONT][FONT=&quot]أمينة[/FONT][FONT=&quot]و أنجبتك يا[/FONT][FONT=&quot]ايمان[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]من[/FONT][FONT=&quot]يوم عودة جدك يا حبيبتي عاهدت نفسي أن أستغل كل لحظة سعادة أعيشها و[/FONT][FONT=&quot]علمتني كل تلك السنين ... أن الدنيا اذا أقفلت في وجي باب .. سيفتح لي الرب[/FONT][FONT=&quot]ألف باب و هذا الكتاب[/FONT][FONT=&quot] *[/FONT][FONT=&quot]نساء الاسلام[/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]لك منذ[/FONT][FONT=&quot]اليوم .. قرأته مرارا و تكرارا و[/FONT][FONT=&quot]في كل مرة كنت أتعلم منه .. عن جمال[/FONT][FONT=&quot]ديننا وحياة نساء أنارو شعلة الإسلام [/FONT][FONT=&quot]قبلنا .....وها أنا اليوم أستقر أمام[/FONT][FONT=&quot]أولادي وأحفادي وزوجي[/FONT][FONT=&quot] ...

[/FONT]
[FONT=&quot]تفضلي عزيزتي هذه [/FONT][FONT=&quot]المذكرة[/FONT][FONT=&quot] خبئيها وافتخري[/FONT][FONT=&quot]بها .... لأنها رمز ودليل على أصلك ....ها هي [/FONT][FONT=&quot]ايمان[/FONT][FONT=&quot] تتخذ من معاناة جدتها[/FONT][FONT=&quot]دروسا و عبر و تعاهد نفسها على الإلتزام بدينها و تبتعد كل البعد عن شهوات[/FONT][FONT=&quot]الحياة[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]لتفتح صفحتها نحو الحياة و تخطو فيها خطوات تثبتها الأخلاق الإسلامية و[/FONT][FONT=&quot]تنتبه إلى تصرفاتها نحو والديها و مع أهلها و كل المجتمع من حولها ... هي[/FONT][FONT=&quot]الأن تبدأ في رسم مسار كله ثقافة و علم و ايمان
[/FONT]
[/FONT]​
[FONT=&quot]كل شيئ يتواصل كما كان ...و[FONT=&quot]ايمان[/FONT][FONT=&quot]تعيش حياة جديدة...أساسها نصائح جدّتها و[/FONT][FONT=&quot]دليلها مذكّرة تروي قصة مثابرة و جهاد لإمرأة وضعت بصمتها بأخلاقها و إسلامها[/FONT]

[FONT=&quot]الى أن تظهر السيدة[/FONT][FONT=&quot]دلندة[/FONT][FONT=&quot]زوجة والد[/FONT][FONT=&quot]مريم[/FONT][FONT=&quot]وهي[/FONT][FONT=&quot]بحلة جديدة أنستهم في شيخوختها ، لقد اعتنقت الإسلام بعد أن ضاقت بها[/FONT][FONT=&quot]ربوع[/FONT][FONT=&quot]الحياة جاءت و الندم يبكي عينيها[/FONT][FONT=&quot]ولحسن حظها أن تقبلتها السيدة[/FONT][FONT=&quot]مريم[/FONT][FONT=&quot]على رحب وسعة ما لشيئ إلا لأنها في يوم مضى ...اعتنقت الإسلام[/FONT]
[/FONT]​
 
آخر تعديل:
الف الف مبروك الفوز
 
الف مبارك للكل و خاصة النا
 
مبروووووووووووووووووووووووووووك لكم
 
الف الف الف الف مبروك الفوز
 
الف مبروك لينا .. و للجميع
شكرااا لكم
 
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة
 
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة

شكرا تمنيت كون كملت معنا مي معليش بقات بصمتك و انا نشكرك بدوري
 
الف مبروك رائعة جداااااااااا
 
الف الف الف مبروووووك الفوز لذا الفريق العظيم و الله مجهود رائع جدا و القصة جميلة جدا عجبتني و الله و خاصة ان مبدعة اللمة حاضرة فيها أكيد يكون فيها الإبداع شكون عندو شك ؟ ههههههههههه
مواهب تبارك الله عليكم عندكم حس كتابي للقصص و الروايات ماشاء الله
ربي يخليكم و نشاله نشوفوا الجديد منكم ديما
تحيتي ليكم جميعاا خاوتي
 
ماشي قلتلك منيني بلي هادا هو الفريق لي يفوت

على الاقل تركتو بصمة من بصماتي في القصة ونشكركم على هاذا مبروك خدمتكم و الله مليحة
و كيما قالت منيني خويا عادل .. بصمتك كانت فاتحة خير لقصتنا
تنمنينا لو واصلت معانا ... بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top