رحلة الى السماء

نور الرحمان

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
3 أفريل 2010
المشاركات
1,551
نقاط التفاعل
2,525
النقاط
71
العمر
37
رحلة الى السماء


قصة المليونير

كان صاحبى رجلا صالحا" ربما قرأ الرقية الشرعية احيانا على بعض المرضى , قال لى: رن جرس هاتفى يوما , فاذا ابن احد كبار التجار يقول : يا شيخ, والدى مريض ,ونرغب فى مجيئكم لزيارته وقراءة الرقية الشرعية عليه, ذهبت الى هناك, فاذا قصر منيف تتفجر النعمة من جدرانه, قابلنى اولاده رحبوا بى الترف ظاهر فى وجوههم, سألتهم عن مرض ابيهم , فقال لى احدهم
ك ابى كان مصابا بتليف فى الكبد واكتشفنا قبل ايام انه معه سرطان فى الدم , وقد حدثنا الطبيب ان التقارير الطبيه تشير الى انه لم يبق له فى الدنيا الا ايام معدودات والعلم عند الله تعالى.


مضيت امشى معهم عند ابيهم فلما كدنا ان ندلف اليه جذبنى احدهم وقال: يا شيخ, عفوا نسينا ان نخبرك, ابونا لايعلم بحقيقة مرضه, فانه لما سألنا عن نتيجة التحاليل خشينا ان يشتد حزنه, او يزداد مرضه, فقلنا له انه مصاب بالتهابات فى البطن عن قريب تزول.

توكلت على الله , ادخلونى على ابيهم, فاذا غرفة فارهة فيها سرير عليه رجل قد جاوز الخمسين بقليل, تبدو عليه آثار النعمه, مريض لكن جسمه لا يزال متماسكا , صافحته برفق, ثم جلست عند رأسه, جلس اولاده حوله, فالتفت اليهم وامرهم بالخروج, خرجوا واغلقوا باب الغرفة, وبقيت انا وهو, فخفض رأسه وظل ساكتا قليلا
ثم استعبر وبكى التفت الىّ ودموعه تجرى على خديه ,
وقال آآآه يا شيخ , فقلت: ما بالك ؟ قال: هذه الدنيا , التى اجمعها منذ ثلاثين سنة, حتى تشاغلت عن صلاتى ,وقراءة القرآن , ومجالس الذكر, وكلما نصحنى احد وقال: يافلان , التفت لاخرتك, صلاة الجماعة, صيام النوافل ,تربية اولادك, ختم القآن, قلت له : سأجمع المال حتى يبلغ عمرى الستين , فاذا بغلت الستين اعطيت لنفسى تقاعدا عن الاعمال , واوكلتها لغيرى , واشتغلت بقية عمرى فى انفاق ما جمعت , والعبادة, والان, كما ترى, هجم علىّ ما ترى من المرض, الذى يزداد يوما بعد يوم , ثم اشتد بكاؤه, فقلت: ابشر بالخير ستشفى بأذن الله , وتتعبد كما تريد, حتى لو قضى الله عليك موتا, فكلنا سنموت, ومالك سينفعك بعد موتك, واولادك لن ينسوك سيبنون لك المساجد ويكفلون الايتام, ويتصدقون عنك ويدعون لك..و..و..
فصرخ بى قائلا : خلاص, كفى .. واخذ يبكى كالصغير , ويردد: اولادك يتصدقون عنك!! يبنون المساجد!! انت انت ما تعرف هؤلاء الانجاس , قلت :لم؟ قال: اولادى هؤلاء الذين يظهرون المحبة لى والشفقةعلىّ, كانوا البارحة مجتمعين عندى , فطال بقائهم واردتهم ان يخرجوا , فاظهرت لهم انى نائم , واغمضت عينى وبدأت بالشخير فظنوا اننى نائم فعلا , فلم تمض دقائق حتى بدأوا يتكلون عن اموالى, وكم سينال كل منهم من ميراث!! وكلهم جهّال فى قسمة الواريث , فاختلفوا, واشتد نقاشهم , حتى اختصموا على عمارة لى فى موقع مميز, كل منهم يريدها من نصيبه ثم بكى الرجل حتى رحمته.
خرجت وانا اردد: { ما اغنى عنى مالية* هلك عنى سلطنيه} فعلا, احب الناس اليه بعد موتهسيجتمعون فى
داره ليقتسموا امواله , لاليقتسموا اعماله.

يموت ويتبعه ثلاثة: اهله,وماله,وعمله, يرجع الاهل والمال , ليتمتع بها غيره, وهو الذى جمعها, ويبقى عمله, فما العمل الذى سيبقى معه ويدخل معه قبره؟
قيام الليل ؟! صدقات؟! بناء مساجد ؟! ام تساهل فى الين, ومتابعة قنوات , ومجالست الفجار؟! ولايظلم ربك احدا
{من اهتدى فانما يهتدى لنفسه ومن ضل فانما عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}


قصة قرأتها وأعجبتنى للشيخ

محمد بن عبد الله العريفى
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top