ابن البيطار أعظم طبيب عربي ظهر في علم النبات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ابن البيطار أعظم طبيب عربي ظهر في علم النبات
تزايد شعبيّة الطب البديل يوماً بعد يوم، بسبب النتائج التي توصّل إليها الأطباء العرب في معالجة كثير من الحالات المرضيّة بما فيها المستعصية باستخدام الأعشاب الطبيعيّة، وانكبّ المهتمون على تراث الأجداد ينهلون من منابعه، ويقتبسون من معارفه، ويستعيدون سيرة بناة الحضارة الذين أعطوا العلم عطاءً ليس له حدود، وفي مقدمتهم الطبيب العشّاب المصنّف ابن البيطار المالقي الأندلسي.

ولد عبد الله بن أحمد المشهور بابن البيطار، في مالقة سنة 1197 م تلقى مبادئ العلوم الدينيّة واللغويّة على علماء بلده، ودرس الطب على مشاهير الأندلس، سافر إلى المغرب وجاب شمال إفريقيا فكان يجمع الأعشاب، ويدرس خصائصها، ويدوّن نتائج ما توصّل إليه، وقد ساعدته حافظة قويّة وسعة أفق على استيعاب هذا الفن، ثم توجّه نحو بلاد الإغريق والروم وبلاد الشام بحثاً عن الأعشاب والزهور والنباتات دون كلل، وقام خلال جولاته البحثيّة بلقاء الأطباء والاستفادة منهم، فاتسعت مداركه، وانتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته و أماكنه ومنافعه .
وذكر معاصروه أنّه لم يقتنع بدراسة مؤلفات نحو مائة وخمسين عالما ممن سبقوه في البحث والدرس ـ ذكرهم جميعا ـ فدرس كتبهم دراسة فاحصة ناقدة مستفيضة، وقام بإغناء علم النباتات بتجاربه الخاصة .
وكان غرضه من تأليف كتابه (جامع الأدوية المفردة) استيعاب القول في الأدوية والأغذية المستعملة وصحة النقل فيما يذكره عن الأقدمين وترك التكرار، وهو أجمع ما جمع في هذا المعنى ويقال له مفردات ابن البيطار وكذا يطلق على الكل لفظ المفردات.
وقام بترتيبب النباتات وأسماء الأمراض على حروف المعجم، ونبّه على أغلاط المتقدمين وعرض الأسماء بسائر اللغات، وهو النهاية في مقصده.
وكان ابن البيطار أوحد زمانه في معرفة النباتات اجتمع بجماعة كثيرة من الذين يعانون هذا الفن وعاين منابته وتحققها وعاد بعد أسفاره وخدم الكامل بن العادل الأيوبي، وكان يعتمد عليه في الأدوية والحشائش وجعله في الديار المصرية رئيسا على سائر العشابين وأصحاب البسطات ومن بعده خدم ولده الصالح وكان حظيا عنده وله من المصنفات كتاب (المغني في الأدوية المفردة) أيضا في الأدوية وكتاب (الإبانة في الأدوية المفردة) و(الإبانه والإعلام عن ما في المنهاج من الخلل والأوهام) و(الأفعال العجيبة والخواص الغريبة) و(الإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام) و(ميزان اللبيب) وشرح كتاب (ديسقوريدوس) قال الذهبي انتهت إليه معرفة تحقيق النبات وصفاته وأماكنه ومنافعه وتوفي بدمشق سنة 646 هجريّة .

أثنت الباحثة الألمانية زيجفريد هونكه على منهجه في البحث فقالت:

إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات، فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره، وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودَرْس وتدقيق 150 مرجعا من سالفيه الذين اعتمد عليهم في بحوثه، بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويتيقن منها، ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواءً جديداً من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائه، وطرق استعماله، وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري، توفي بدمشق.

تحيـــاتي
و دعواتكـــم
ور الـــروح دة
 
بارك الله فيك وردة الرووح
جزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top