التفاعل
20.4K
الجوائز
3.4K
- تاريخ التسجيل
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 10,472
- آخر نشاط
- الحالة الإجتماعية
- متزوجة
- الجنس
- أنثى
- الأوسمة
- 46

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
العدد التاسع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية التاسعة هي الطبيب و الصيدلي و عالم النباتات و الأعشاب
ابن البَيطار
كان ابن البيطار من أعظم العلماء في العصر الذهبي للإسلام
فقد كان رائدًا في علم النباتات و الأعشاب في زمنه و كان له فضل كبير في حقلي الطّب و الصّيدلة
وُلد أبو محمد عبد اللّه ابن أحمد ابن البيطار ضياء الدين المالقيُ في مدينة ( مالقة ) الأندلسية سنة 593 هـ / 1197 م
و كان ينتمي إلى عائلة مالقية تشتهر بمهنة البيطرة لذا فقد تفتح ذهنه على التعامل علميا مع الحياة منذ طفولته و مع نمو إهتماماته في النباتات و ااحياة الطبيعية قرر أن يتابع دراساته في علم النبات
و كان يُطلق على علماء النباتات في تلك الأيام ( العشابون ) لأن دراساتهم كانت تتناول الأعشاب الطبية
و تتلمذ على يد عالم النباتات الشهير ( أبي العباس أحمد ) في إشبيلية
قرأ ابن البيطار بنهم تخت اشراف معلمه و كان متلهفا للعلم و لم يألُ جُهدا في الاطلاع على كل ما توصلت إليه يظاه من معرفة و كان يقترض نماذج النباتات المختلفة من معلمه و يدرسها بتأني و صبر
كما بدأ يجمع النباتات من أنحاء الأندلس
كانت الأوضاع الإجتماعية و السياسية في الأندلس في تلك المرحلة غير مستقرة بسبب الحملة المسيحية الإسبانية الشرسة الطامحة إلى استرداد الأندلس من أيدي العرب المسلمين و طردهم من شيه الجزيرة الإيبيرية
و قد شهد ابن البَبطار هذه الظروف المتقلقة في سنين دراسته و قرر أن يغادر الوطن
فترك الأندلس سنة 616 هـ / 1219 م في رحلة كان هدفها دراسة النباتات و استكشاف أنواعها المختلفة
و قد كانت تلك الرحلة بداية حياة جديدة بالنسبة له فوصل إلى المغرب سنة 1220 م ثم ارتحل منها إلى الجزائر و تونس و طرابلس ومصر
بدأت شُهرة ابن البَيطار كعالم أعشاب تنمو في مصر فعيّنه حاكمها الملك ( الكامل محمد بن أبي بكر ) رئيس العشابين في الدّيار المصرية و ازدادت حظوته في عهد ابنه الملك ( الصالح نجم الدين أيوب )
و هكذا بدأ ابن البَيطار حياته المهنية مُترافقة مع بحوثه التجريبية
نجح ابن البَيطار في هذا المجال بمساعدة و تشجيع زُملائه من العلماء
في سنة 682 هـ / 1227 م وسّع الملك الكامل مملكته فضّم دمشق و أكثر الشان و رافق ابن بيطار الملك الكامل في حملته و سنحت له الفرصة لأن يجمع و يدرس النباتات سورية و فلسطين و أجزاء من العراق و قد قام برحلات علمية دورية في الجزيرة العربية و اليونان و أرمينيا و تركيا
و كان أينما حلّ يتواصل مع السكان المحليين و أصحاب العلم في تلك الأماكن و تمكن عبر هذه اللقاءات من أن يتعلم الطّب الشعبي و الإجراءات السائدة لعلاج مختلف الأمراض
و دوّن ملاحظاته حول كل هذه الإكتشافات و ضمّنها لاحقا في الكتب التي ألّفها في مجال الطّب و الصّيدلة
و كان يرافقه دائما رسّام يرسم له النباتات التي يكتشفها
وكان يعتمد على الملاحظة و لا يدّون شيئا إلا بعد أن يكون قد أعطاه نصيبه من الدّرس و البحث
لقد كان ابن البيطار يامتع بذاكرة مذهلة و ذكاء علمي و فطنة نال اعجاب تلاميذه و على رأسهم تلميذه ( ابن أبي أُصيبعة )
لم تكُن البيئة العلمية في العصر الإسلامي الوسيط بيئة منعزلة و مقيّدة
فقد كان التعلم وسيلة لخدمة المجتمع كله
و بحسب الفلسفة الإسلامية فإن الله عزوجل قد أوجد لكل داءٍ دواء و كان الواجب المُقدس للطبيب هو أن يُعالج مرضاه
استقّر ابن البيطار في دمشق و قد رعت البيئة المُتحررة لبلاد الشام روح البحث العلمي ممل مكّن العلماء من الإطلاع على علوم مَنْ سبقهم و الإضافة إليها و تحسينِها باستكشاف أشياء جديدة
كانت الرعاية الصحية تعتمد على مبدأ الوقاية أولا و كانت أولى خطواتها الحِمية الصحية و المعتدلة
و كان الأطباء المُمارسون يتمتعون بالحرية لتطبيق ما يشاؤون من علاج و كان للخِبرة دور مهم بالنسبة لعلماء الطب و الصيدلة و ممارسيها
و قد ساعد كل ذلك على تطوير ابن البيطار لمهنته كمعالج بالأعشاب و النجاح فيها
شجّع الحُكام ابأيوبيون على إنشاء العديد من المؤسسات ذات الأهمية التعليمية فازدهرت دمشق بالمكتبات و المُختبرات و المعاهد العلمية و المُستفيات
و كان بناء المشافي من أهم إنجلزات العصر الذهبي للإسلامفهي كانت توّفر العلاج و الرعاية للفقراء و المحتاجين
و أصبحت هذه المستشفيات من أهم الأماكن التي يلتقي بها النعلمون بطُلابهم حيث لا يقتصر عملهم على ظراسة المرضى بل يوّفرون لهم الرعاية أيضا
و قد أجرى ابن البيطار دراسات عن نزلاء المستشفيات و أمراضهم بحيث تعرّف بشكل مباشر على هذه الأمراض و أسبابها المُحتملة و مع اعتماده على نظرية الهلطات التي وضعها اليونانيون القدماء إلا أنه قام بملاحظات شخصية و توّصل منا إلى إستدلالات جديدة
و إكتشف الخواص المُضادة للسّرطان في عُشبة الهندباء و هي عُشبة معروفة في اعالم العربي
شكّل هذا الإكتشاف قفزة كبيرة في عالم الصيدلة
فقد صنع ابن اليطار مُرّكبًا من العُشبة لعلاج الأورام
و كان الإعتقاد السائد في ذلك الحين أنها تنشأ عن إفرازات السوداء و لكنه خمّن أن الهندباء قادرة على علاجها
كان العديد من الأطباء العرب قبل ابن البطار قد حاولوا علاج السرطان وجربوا مختلف الأعشاب لإيجاد العلاج الملائم
و كانوا يعتبرون أنه إضافة إلى الدواء يجب على الميض اتباع حمية جيدة كخطوة أولى للتحكم بانتشار أي مرض
فابن سينا و هو طبيب غزير العلم اكتشف السرطان ينتشر في أنحاء الجسم
و الرّازي اكتشف أنواعا من السرطان تنتشر في أنحاء مختلفة من الجسم كالعينين و الأنف و اللسان و المعدة و الكبد
ثم اكتشف ( الزّهراوي ) الفرق بين التهابات الكِلى و سرطان الكِلى و يوّضح كل ذلك تقدّم الطّب عند المسلمين في القرون الوسطى
كتب ابن البيطار رسالتين مهمتين في الطّب و النباتات الطّبية بالإضافة إلى عدّة كتب عن علم النبات
و يُعد كتابه ( الجامع في الأدوية المُفردة ) موسوعة عن النباتات الطّبية و هو يضم ما لا يقل عن 1400 اسم من النباتات و الخضار ذات القيمة أو الفائدة الطبية
و يُقال أنه اكتشف ما بين 200 و 300 منها بنفسه
و قد تجاوزت أهية الكتاب العالم الإسلامي و أصبح مرجعًا رئيسيا للدّراسة في الشرق الأدنى و العالم الغربي
اكتشف ابن البيطار أن رائحة الليمون تُنقي الهواء الملوث لذا فقد استُخدمت في المستشفيات و اقترح استخدام المافور في علاج التشنجات و الشلل
و قد كرّس ابن البيطار حياته كلها للعلم و دوّن اكتشافاته في هذه الكتب
كان ابن البيطار معلّما متحمسا حتى النهاية و قد شجّع طُلابه على الإستكشاف
و بعد ان استقّر ابن البيطار في دمشق قضى السّواد الأعظم من حياته فيها و قلّت أسفاره بعدها
حتى توفي فيها سنة 646 هـ / 1248 م و كان عمره 51 سنة
انتهى ......
العدد التاسع من سلسلة مشاهير علماء المسلمين
الشخصية التاسعة هي الطبيب و الصيدلي و عالم النباتات و الأعشاب
ابن البَيطار
كان ابن البيطار من أعظم العلماء في العصر الذهبي للإسلام
فقد كان رائدًا في علم النباتات و الأعشاب في زمنه و كان له فضل كبير في حقلي الطّب و الصّيدلة
وُلد أبو محمد عبد اللّه ابن أحمد ابن البيطار ضياء الدين المالقيُ في مدينة ( مالقة ) الأندلسية سنة 593 هـ / 1197 م
و كان ينتمي إلى عائلة مالقية تشتهر بمهنة البيطرة لذا فقد تفتح ذهنه على التعامل علميا مع الحياة منذ طفولته و مع نمو إهتماماته في النباتات و ااحياة الطبيعية قرر أن يتابع دراساته في علم النبات
و كان يُطلق على علماء النباتات في تلك الأيام ( العشابون ) لأن دراساتهم كانت تتناول الأعشاب الطبية
و تتلمذ على يد عالم النباتات الشهير ( أبي العباس أحمد ) في إشبيلية
قرأ ابن البيطار بنهم تخت اشراف معلمه و كان متلهفا للعلم و لم يألُ جُهدا في الاطلاع على كل ما توصلت إليه يظاه من معرفة و كان يقترض نماذج النباتات المختلفة من معلمه و يدرسها بتأني و صبر
كما بدأ يجمع النباتات من أنحاء الأندلس
كانت الأوضاع الإجتماعية و السياسية في الأندلس في تلك المرحلة غير مستقرة بسبب الحملة المسيحية الإسبانية الشرسة الطامحة إلى استرداد الأندلس من أيدي العرب المسلمين و طردهم من شيه الجزيرة الإيبيرية
و قد شهد ابن البَبطار هذه الظروف المتقلقة في سنين دراسته و قرر أن يغادر الوطن
فترك الأندلس سنة 616 هـ / 1219 م في رحلة كان هدفها دراسة النباتات و استكشاف أنواعها المختلفة
و قد كانت تلك الرحلة بداية حياة جديدة بالنسبة له فوصل إلى المغرب سنة 1220 م ثم ارتحل منها إلى الجزائر و تونس و طرابلس ومصر
بدأت شُهرة ابن البَيطار كعالم أعشاب تنمو في مصر فعيّنه حاكمها الملك ( الكامل محمد بن أبي بكر ) رئيس العشابين في الدّيار المصرية و ازدادت حظوته في عهد ابنه الملك ( الصالح نجم الدين أيوب )
و هكذا بدأ ابن البَيطار حياته المهنية مُترافقة مع بحوثه التجريبية
نجح ابن البَيطار في هذا المجال بمساعدة و تشجيع زُملائه من العلماء
في سنة 682 هـ / 1227 م وسّع الملك الكامل مملكته فضّم دمشق و أكثر الشان و رافق ابن بيطار الملك الكامل في حملته و سنحت له الفرصة لأن يجمع و يدرس النباتات سورية و فلسطين و أجزاء من العراق و قد قام برحلات علمية دورية في الجزيرة العربية و اليونان و أرمينيا و تركيا
و كان أينما حلّ يتواصل مع السكان المحليين و أصحاب العلم في تلك الأماكن و تمكن عبر هذه اللقاءات من أن يتعلم الطّب الشعبي و الإجراءات السائدة لعلاج مختلف الأمراض
و دوّن ملاحظاته حول كل هذه الإكتشافات و ضمّنها لاحقا في الكتب التي ألّفها في مجال الطّب و الصّيدلة
و كان يرافقه دائما رسّام يرسم له النباتات التي يكتشفها
وكان يعتمد على الملاحظة و لا يدّون شيئا إلا بعد أن يكون قد أعطاه نصيبه من الدّرس و البحث
لقد كان ابن البيطار يامتع بذاكرة مذهلة و ذكاء علمي و فطنة نال اعجاب تلاميذه و على رأسهم تلميذه ( ابن أبي أُصيبعة )
لم تكُن البيئة العلمية في العصر الإسلامي الوسيط بيئة منعزلة و مقيّدة
فقد كان التعلم وسيلة لخدمة المجتمع كله
و بحسب الفلسفة الإسلامية فإن الله عزوجل قد أوجد لكل داءٍ دواء و كان الواجب المُقدس للطبيب هو أن يُعالج مرضاه
استقّر ابن البيطار في دمشق و قد رعت البيئة المُتحررة لبلاد الشام روح البحث العلمي ممل مكّن العلماء من الإطلاع على علوم مَنْ سبقهم و الإضافة إليها و تحسينِها باستكشاف أشياء جديدة
كانت الرعاية الصحية تعتمد على مبدأ الوقاية أولا و كانت أولى خطواتها الحِمية الصحية و المعتدلة
و كان الأطباء المُمارسون يتمتعون بالحرية لتطبيق ما يشاؤون من علاج و كان للخِبرة دور مهم بالنسبة لعلماء الطب و الصيدلة و ممارسيها
و قد ساعد كل ذلك على تطوير ابن البيطار لمهنته كمعالج بالأعشاب و النجاح فيها
شجّع الحُكام ابأيوبيون على إنشاء العديد من المؤسسات ذات الأهمية التعليمية فازدهرت دمشق بالمكتبات و المُختبرات و المعاهد العلمية و المُستفيات
و كان بناء المشافي من أهم إنجلزات العصر الذهبي للإسلامفهي كانت توّفر العلاج و الرعاية للفقراء و المحتاجين
و أصبحت هذه المستشفيات من أهم الأماكن التي يلتقي بها النعلمون بطُلابهم حيث لا يقتصر عملهم على ظراسة المرضى بل يوّفرون لهم الرعاية أيضا
و قد أجرى ابن البيطار دراسات عن نزلاء المستشفيات و أمراضهم بحيث تعرّف بشكل مباشر على هذه الأمراض و أسبابها المُحتملة و مع اعتماده على نظرية الهلطات التي وضعها اليونانيون القدماء إلا أنه قام بملاحظات شخصية و توّصل منا إلى إستدلالات جديدة
و إكتشف الخواص المُضادة للسّرطان في عُشبة الهندباء و هي عُشبة معروفة في اعالم العربي
شكّل هذا الإكتشاف قفزة كبيرة في عالم الصيدلة
فقد صنع ابن اليطار مُرّكبًا من العُشبة لعلاج الأورام
و كان الإعتقاد السائد في ذلك الحين أنها تنشأ عن إفرازات السوداء و لكنه خمّن أن الهندباء قادرة على علاجها
كان العديد من الأطباء العرب قبل ابن البطار قد حاولوا علاج السرطان وجربوا مختلف الأعشاب لإيجاد العلاج الملائم
و كانوا يعتبرون أنه إضافة إلى الدواء يجب على الميض اتباع حمية جيدة كخطوة أولى للتحكم بانتشار أي مرض
فابن سينا و هو طبيب غزير العلم اكتشف السرطان ينتشر في أنحاء الجسم
و الرّازي اكتشف أنواعا من السرطان تنتشر في أنحاء مختلفة من الجسم كالعينين و الأنف و اللسان و المعدة و الكبد
ثم اكتشف ( الزّهراوي ) الفرق بين التهابات الكِلى و سرطان الكِلى و يوّضح كل ذلك تقدّم الطّب عند المسلمين في القرون الوسطى
كتب ابن البيطار رسالتين مهمتين في الطّب و النباتات الطّبية بالإضافة إلى عدّة كتب عن علم النبات
و يُعد كتابه ( الجامع في الأدوية المُفردة ) موسوعة عن النباتات الطّبية و هو يضم ما لا يقل عن 1400 اسم من النباتات و الخضار ذات القيمة أو الفائدة الطبية
و يُقال أنه اكتشف ما بين 200 و 300 منها بنفسه
و قد تجاوزت أهية الكتاب العالم الإسلامي و أصبح مرجعًا رئيسيا للدّراسة في الشرق الأدنى و العالم الغربي
اكتشف ابن البيطار أن رائحة الليمون تُنقي الهواء الملوث لذا فقد استُخدمت في المستشفيات و اقترح استخدام المافور في علاج التشنجات و الشلل
و قد كرّس ابن البيطار حياته كلها للعلم و دوّن اكتشافاته في هذه الكتب
كان ابن البيطار معلّما متحمسا حتى النهاية و قد شجّع طُلابه على الإستكشاف
و بعد ان استقّر ابن البيطار في دمشق قضى السّواد الأعظم من حياته فيها و قلّت أسفاره بعدها
حتى توفي فيها سنة 646 هـ / 1248 م و كان عمره 51 سنة
انتهى ......