التفاعل
17
الجوائز
67
- تاريخ التسجيل
- 31 جويلية 2011
- المشاركات
- 528
- آخر نشاط

أياماً معدودات عشناها في طاعة الله عزوجل ، أحسسنا فيها بلذة القيام وجهد الصيام ،
عجلنا فيها إلى الله عزوجل كان شعارنا فيها " وعجلت إليك رب لترضى " ،
كان نشيدنا فيها " إني ذاهب إلى ربي سيهدين " ،
وهكذا أيام رمضان تنتهي سريعاً لا يمر فيها يوم إلا تبعه أيام والسؤال :
لماذا لا تكون السنة كلها رمضان؟
القرآن يحذر : يقول الله تعالى :
" ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم " [ النحل :92 ]
فمثل الله من ينقض العهد مثل امراءة حمقاء، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة !
ويحذرنا أيضاً بقوله :
" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " [ الحج : 11 ]
والتعبير القرآني يصوره في عبادته لله " على حرف " غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في العبادة ، ويصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى . ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب .
النبي صلى الله عليه وسلم يدعو
دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستمرار علي الطاعة، ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام ؟ فقالت : لا ، كان عمله ديمة .
فعلى خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم سر وكن على عمل دائم حتى ينتهي سباقك ويأتيك أجلك ،
قال الحسن: إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، ثم قرأ " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ".
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه يدعونا إلى المبادرة والمسارعة إلى الأعمال الصالحة ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ، ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " . [ رواه مسلم ]
يقول الإمام النووي:
معنى الوصية: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها
والانشغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل المظلم لا المقمر ،
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن ، ينقلب الإنسان هذا الانقلاب وهو أنه : يمسي مؤمناً ويصبح كافراً أو عكسه .
وتلك الفتن قد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في وصية أخرى مفصلة فقال : " بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة " . [ رواه مسلم ]
والمقصود بخاصة أحدكم هو الموت ،
والمقصود بأمر العامة هو يوم القيامة .
ولنا في سلفنا الصالح القدوة
فهاهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمنا بأن العاقل هو : من يحاسب نفسه ويقهرها حتى يصل إلى طاعة الله عزوجل قبل أن يقف في موقف الحساب
يقول عمر رضي الله عنه :
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وتجهزوا للعرض الأكبر " يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية "
وعن حاتم الزاهد رحمه الله قال :
" أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة: الشباب لا يعرف قدره إلا الشيوخ ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء ، ولا قدر الصحة إلا المرضى ، ولا قدر الحياة إلا الموتى ،
والناس في هذه الدنيا وتجاه الأعمال الصالحة ثلاثة : رجل يشغله معاده عن معاشه ، ورجل يشغله معاشه عن معاده ، ورجل يشتغل بهما جميعاً
فالأول درجة الفائزين والثاني درجة الهالكين والثالث درجة المخاطرين ".
سئل الإمام الشبلي : أيهما أفضل رجب أم شعبان ؟ فقال : " كن ربانياً ولا تكن شعبانياً "
بهذه الكلمة يقرع بها أسماع من عبد الله على حرف فعرفه في شعبان ونساه طوال العام ، وسالت دموعه في رمضان وقحطت في غير رمضان .
ولما قيل لبشر بن الحارث الحافي إن قوماً يتعبدون ويجتهدون فقال : بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في شهر رمضان، وقال : " إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها " .
وأخيراً إليك هاتان الوصيتان
1- احذر من العجب بالطاعة
فالمسلم يقف بعد رمضان إذا كان ممن وفقه الله لحسن الصيام وحسن القيام وقفة الفرح بفضل الله وبتوفيقه ويسأل الله أن يتقبل منه ولا يعجب بنفسه
فإياك والعجب والغرور بما وفقت إليه من طاعة، فإنك لا تدري أقبلت منك الطاعة أم لا فربما شابها شائبة من الرياء أو عدم الإخلاص أو العجب
والعجب مهلك ومفسد للطاعة والصوم ، قال علي رضي الله عنه : " سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك "
أي سيئة تنكد عليك وتندم عليها خير من حسنة تعجب بها وتغتر ،
فالطاعة التي تورثك العجب والاستكبار وتقول بعده من مثلي ؟ أنا الذي صمت وقمت ، أنا الذي صليت التراويح وصليت القيام ، أنا الذي تصدقت وأطعمت ، وما يدريك يا مسكين أن هذا قد قبل منك .
2- لا تترك أيام شوال
ومما حث عليه الإسلام الاستمرار في الطاعة ودوام الصلة بالله بعد رمضان
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على صيام ست من شوال وقد قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر كله " [رواه مسلم ]
وجاء تفسير ذلك في حديث آخر قال : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة" .[ رواه النسائي وابن ماجة ]
فصيام رمضان بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين أي صيام السنة كلها ،
وإذا استمر على ذلك كل سنة فقد صام الدهر كله .
اللهم وفقنا لحسن طاعتك ، وارزقنا الدوام عليها ، واجعلنا يا ربنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
منقول بتصرف للفائدة
عجلنا فيها إلى الله عزوجل كان شعارنا فيها " وعجلت إليك رب لترضى " ،
كان نشيدنا فيها " إني ذاهب إلى ربي سيهدين " ،
وهكذا أيام رمضان تنتهي سريعاً لا يمر فيها يوم إلا تبعه أيام والسؤال :
لماذا لا تكون السنة كلها رمضان؟
القرآن يحذر : يقول الله تعالى :
" ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم " [ النحل :92 ]
فمثل الله من ينقض العهد مثل امراءة حمقاء، ضعيفة العزم والرأي، تفتل غزلها ثم تنقضه وتتركه مرة أخرى قطعاً منكوثة ومحلولة !
ويحذرنا أيضاً بقوله :
" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " [ الحج : 11 ]
والتعبير القرآني يصوره في عبادته لله " على حرف " غير متمكن في العقيدة، ولا متثبت في العبادة ، ويصوره في حركة جسدية متأرجحة قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى . ومن ثم ينقلب على وجهه عند مس الفتنة ووقفته المتأرجحة تمهد من قبل لهذا الانقلاب .
النبي صلى الله عليه وسلم يدعو
دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستمرار علي الطاعة، ولما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص يوماً من القيام ؟ فقالت : لا ، كان عمله ديمة .
فعلى خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم سر وكن على عمل دائم حتى ينتهي سباقك ويأتيك أجلك ،
قال الحسن: إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت، ثم قرأ " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ".
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه يدعونا إلى المبادرة والمسارعة إلى الأعمال الصالحة ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن "رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ، ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا " . [ رواه مسلم ]
يقول الإمام النووي:
معنى الوصية: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها
والانشغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل المظلم لا المقمر ،
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن ، ينقلب الإنسان هذا الانقلاب وهو أنه : يمسي مؤمناً ويصبح كافراً أو عكسه .
وتلك الفتن قد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في وصية أخرى مفصلة فقال : " بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة " . [ رواه مسلم ]
والمقصود بخاصة أحدكم هو الموت ،
والمقصود بأمر العامة هو يوم القيامة .
ولنا في سلفنا الصالح القدوة
فهاهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمنا بأن العاقل هو : من يحاسب نفسه ويقهرها حتى يصل إلى طاعة الله عزوجل قبل أن يقف في موقف الحساب
يقول عمر رضي الله عنه :
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإنه أيسر وأهون لحسابكم ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، وتجهزوا للعرض الأكبر " يومئذ ٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية "
وعن حاتم الزاهد رحمه الله قال :
" أربعة لا يعرف قدرها إلا أربعة: الشباب لا يعرف قدره إلا الشيوخ ، ولا يعرف قدر العافية إلا أهل البلاء ، ولا قدر الصحة إلا المرضى ، ولا قدر الحياة إلا الموتى ،
والناس في هذه الدنيا وتجاه الأعمال الصالحة ثلاثة : رجل يشغله معاده عن معاشه ، ورجل يشغله معاشه عن معاده ، ورجل يشتغل بهما جميعاً
فالأول درجة الفائزين والثاني درجة الهالكين والثالث درجة المخاطرين ".
سئل الإمام الشبلي : أيهما أفضل رجب أم شعبان ؟ فقال : " كن ربانياً ولا تكن شعبانياً "
بهذه الكلمة يقرع بها أسماع من عبد الله على حرف فعرفه في شعبان ونساه طوال العام ، وسالت دموعه في رمضان وقحطت في غير رمضان .
ولما قيل لبشر بن الحارث الحافي إن قوماً يتعبدون ويجتهدون فقال : بئس القوم لا يعرفون الله حقاً إلا في شهر رمضان، وقال : " إن الصالح الذي يعبد ويجتهد السنة كلها " .
وأخيراً إليك هاتان الوصيتان
1- احذر من العجب بالطاعة
فالمسلم يقف بعد رمضان إذا كان ممن وفقه الله لحسن الصيام وحسن القيام وقفة الفرح بفضل الله وبتوفيقه ويسأل الله أن يتقبل منه ولا يعجب بنفسه
فإياك والعجب والغرور بما وفقت إليه من طاعة، فإنك لا تدري أقبلت منك الطاعة أم لا فربما شابها شائبة من الرياء أو عدم الإخلاص أو العجب
والعجب مهلك ومفسد للطاعة والصوم ، قال علي رضي الله عنه : " سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك "
أي سيئة تنكد عليك وتندم عليها خير من حسنة تعجب بها وتغتر ،
فالطاعة التي تورثك العجب والاستكبار وتقول بعده من مثلي ؟ أنا الذي صمت وقمت ، أنا الذي صليت التراويح وصليت القيام ، أنا الذي تصدقت وأطعمت ، وما يدريك يا مسكين أن هذا قد قبل منك .
2- لا تترك أيام شوال
ومما حث عليه الإسلام الاستمرار في الطاعة ودوام الصلة بالله بعد رمضان
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على صيام ست من شوال وقد قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر كله " [رواه مسلم ]
وجاء تفسير ذلك في حديث آخر قال : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة" .[ رواه النسائي وابن ماجة ]
فصيام رمضان بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين أي صيام السنة كلها ،
وإذا استمر على ذلك كل سنة فقد صام الدهر كله .
اللهم وفقنا لحسن طاعتك ، وارزقنا الدوام عليها ، واجعلنا يا ربنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
منقول بتصرف للفائدة