في بعض المجتمعات تحب الأم أن يطلق اسمها على أبناء أبنائها، ويمنعها من طلب ذلك حبها لاستقرار أبنائها مع زوجاتهم وترك الحرية لهم، فمهما تمنعت فإن للتسمية على اسمها مكانة خاصة في قلبها، ودرجة رفيعة من رد الجميل في نفسها، فلا تحرمها من ذلك.
من البر الحج عن الوالدين قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من حج عن أبيه وأمه فقد قضى عنه حجته وكان فضل عشر حجج " الدار قطني " قال النبي صلى الله عليه وسلم "من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار " الدارقطني " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من حج عن والديه بعد وفاتهما كتب الله له عتقا من النار ، وكان للمحجوج عنهما أجر حجة تامة من غير أن ينقص من أجرهما شيئ ، وما وصل ذو رحم رحمه بأفضل من حجة يدخلها عليه "، البيهقي ، . جاءت امرأة من جهينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : " نعم حجي عنها ، أفرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ اقضوا دين الله فالله أحق بالوفاء " البخاري . جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " إن أبي مات وعليه حجة الإسلام أفأحج عنه ؟ قال : " أرأيت لو أن أباك ترك دينا عليه أقضيته عنه ؟ قال : نعم ، قال : " فاحجج عن أبيك " النسائي "
يمكن عمل مسابقة للأطفال من الأبناء، والأحفاد لأفضل هدية مقدمة للأم، ففي ذلك تعزيز لمكانة الأم في نفوسهم، وتقديرهم لصاحبة الفضل بعد الله، وتسابق بالخيرات.
ـ حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ،ولا تأخذ منهما شيئا بدون إذنهما .
ـ إعمل ما يسر والديك ولو في غير أمرهما ،كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد .
ـ شاور والديك في أعمالك كلها ، واعتذر لهما إذا اضطررت للمخالفة .
ـ أكرم أصدقاء والديك وأقرباءهما ، ولا تصادق عدوهما في حياتهما وبعد موتهما .
ـ لا تجادل والديك ، ولا تخطئهما ، وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب .
ـ لا تعاند والديك ولا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما وتأدب معهما ، ولا تزعج أحد إخوتك إكراما لوالديك .
ـ ساعد أمك في البيت ، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في العمل .
ـ لا تتناول طعاما قبل والديك ، وأكرمهما في الطعام والشراب واللباس .
ـ لا تكذب عليهما ، ولا تلمهما إذا عملا عملا لا يعجبك .
ـ لا تفضل زوجتك وأولادك على والديك واطلب رضاهما قبل كل شيئ .
ـ لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولوكنت ذا مركز كبير ، واحذر أن تنكر معرفتهما أو تؤذيهما ولو بكلمة واحدة .
ـ لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك فهذا عار عليك وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل .
ـ إحذر أن تعق الوالدين وتغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة ، وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك .
ـ إذا اختلفت مع والديك في الزواج والطلاق فاحتكم إلى الشرع فهو خير عون لكم .
ـ إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق لها وأنك مضطر لترضي والديك .
ـ دعاء الوالدين مستجاب فاحرص على أن يدعو لك والداك بالخير ، واحذر دعائهما عليك بالشر
حكم الكره القلبي للأب مع البر بههل يجب علي شرعا أن أحب أبي، علما بأني بار به، ولكني لا أحبه من داخل قلبي، بسبب ظلمه لنا، وسأدعو له -بإذن الله- إن توفي أن يغفر الله له، وأنا أظهر له المودة. فهل علي ذنب ؟
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالواجب عليك شرعاً هو البر بأبيك، وعدم الإساءة إليه مهما فعل بكم، لحقوقه الأبوية التي كفلها له الشرع الحنيف, وقد أحسنت ببرك به، ولك الأجر على ذلك إن شاء الله تعالى, وأما مجرد ما يرد على القلب من عدم المحبة للأب، أو من كره الولد لأبيه مما لا إرادة له فيه، فلا يؤاخذ به الإنسان، وانظر فتوانا رقم: 123449، وفتوانا رقم: 23716 . واعلم أن سوء أخلاق الوالد، وتقصيره في الحقوق الواجبة عليه، لا تُسقط من حقه على أبنائه شيئا، فالوالد في جميع الأحوال يجب بره والإحسان إليه، ويحرم عقوقه ولو كان كافرا، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الأسراء: 23 ـ 24 }، وقال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى . رواه النسائي وأحمد والحاكم. والله أعلم.
أكره والدي وآسفة على أنني وصلت هذا الحد، ولكنني لم أعد أحتمل بعده عن الله، والدي عمره 80 عاماً ولم أذكر مرة أنني شاهدته يصلي أو يقرأ القرآن أو يصوم، بل على العكس، فهو يفعل كل شيء نهى الله عنه ـ يغتاب الناس ويمشي بالنميمة حتى في داخل البيت بيني وبين إخوتي ويتكلم في أعراض الناس بألفاظ مشينة خادشة للحياء حتى في موضوع الطهارة والنجاسة ـ أعزكم الله ـ فإنه لا يتطهر فيخرج من الحمام بدون أن يغسل يديه ـ فغدوت أشعر بأن منزلنا كله نجس، وأصبحت أخاف عند كل صلاة فأعيد تنظيف المكان الذي أصلي فيه عند كل وقت، فهل إن توضأت وأمسكت مقبض الباب مثلاً وكان المقبض عليه شيء من النجس لم أره يكون وضوئي فاسدا؟ ساعدوني أرجوكم ماذا أفعل؟ فأنا أشعر أن صلاتي ووضوئي دائماً فاسدان بسببه، ومع الأسف فنحن نشأنا على هذه الحالة، وإخواني كلهم مثله وأنا لم أعرف الإسلام حقاً إلا بعد أن صار عمري 28 سنة، وهداني الله على يد أحد المشايخ وتركت السفور وارتديت الحجاب والتزمت بتعاليم ديني الذي نشأت وأنا لا أعرف عنه شيئاً، ولكن إخواني لا زالوا على طريق الخطأ الذي تربوا عليه، حاولت كثيرا <h5 style="line-height: 150%; text-align: justify;">مساعدتهم للالتزام والتقيد بتعاليم الإسلام لكنهم لم يستجيبوا، لم أعد أحتمل وأحيانا كثيرة أدعو الله أن يأخذه مع أنني أعرف أن دعائي عليه حرام وأنه من الكبائر، ولكني لم أعد أستطيع أن أحبه أو أن أحترمه، مع العلم أنني أحاول أن لا أكون عاقة وأتجنب الحديث معه، فهل أنا آثمة بكرهي له؟ وهل سيعاقبني الله على مشاعري السلبية تجاهه؟ مع العلم أنه أيضاً غير ملتزم بواجباته كأب، فنحن نعمل لنعيل أنفسنا ونعيله مذ كنا صغاراً.
</h5>لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن كان أبوك على تلك الحال التي ذكرت فهو على خطر عظيم، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 103139. فالواجب عليك بر والدك بما تقدرين عليه من غير ضرر يلحقك، ومن أعظم أنواع البر به أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر برفق وأدب، وإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البرّ فلا تضرك كراهيتك له بسبب معصيته لله ـ إن شاء الله ـ لكن لا تستسلمي لمشاعر الكراهية نحوه، حتى تدفعك إلى عقوقه، وراجعي الفتوى رقم: 43891. وأما ما يتعلق بمسألة الطهارة والنجاسة فاعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة ولا يزول يقين الطهارة بالشك، ثم إن الوضوء لا يفسد بوقوع النجاسة على البدن، فاحذري من الوسوسة في هذه الأمور، فإن الوسوسة داء يشوش على الإنسان فكره وينكد عيشه ويضيع وقته وجهده، فاستعيني بالله وأعرضي عن الوساوس وأقبلي على ما ينفعك في دينك ودنياك. والله أعلم.