تقيد قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بصلاة الفجر والمغرب بدعة

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,283
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
تقيد قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بصلاة الفجر والمغرب بدعة

بسم الله الرحمن الرحيم

من ماهر بن ظافر القطاني إلى من يراه من طلبة العلم وغيرهم من المسلمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..............أما بعد

فقد انتشرت بدعة محدثة بين الكثير من أهل هذه البلاد حفظها الله من كيد الأعداء وهي أن احدهم إذا فرغ

من صلاة الفجر وصلاة المغرب ظن أن من الأذكار المقيدة بهاتين الصلاتين المعوذتين وقل هو الله أحد

فتراه يواظب عليها من جنس مواظبته على قول اللهم أجرني من النار سبعا بعدهما وكلاهما محدث لا دليل عليه تثبت به عبادة أما الأول فعمدتهم فيه منشور نشر لسماحة الوالد العلامة الشيخ عبدا لعزيز بن باز مختص بالأذكار بعد الصلاة وفيه ثم يقر بعد صلاة الفجر والمغرب قل هو الله والمعوذتين ثلاثا فصاروا تأولا يقيدون هذه القراءة بصلاة الفجر وصلاة المغرب ويعتبرونها من الأذكار المقيدة بهاتين الصلاتين من غير أن يسألوا الشيخ عن أصل الحديث ليعبدوا الله على بصيرة معتبرين عاملين بقول رب العالمين(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ....) الآية وقوله تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينا ت والزبر أي بالحجج والدلائل ( راجع تفسير بن كثير) وهذا العمل بهذا القيد محدث لأن هذه القراءة من أذكار الصباح والمساء فهي مطلقة فيهما لا مقيدة بهاتين الصلاتين والقاعدة التي ينبغي استعمالها في أصول معرفة البدع أن ما ورد مطلقا من العبادات و الأذكار فتقيده بلا دليل بزمان أو مكان أو سبب بدعة لأن مقصود الشارع وضعه في المكان المنصوص عليه فتغيره بالعقل أو الرأي أو التقليد استدراك على صاحب الشريعة الكاملة فهذه القراءة مطلقة في الصباح والمساء برهان ذلك مارواه أبو داود(4419) والترمذي(3499) والنسائي (5333) من طرق كلهم عن ابن أبي ذئب عن أبي سعيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن ابن خبيب عن أبيه بسند عند النسائي حسن قال خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا قال فأدركته فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال فلم أقل شيئا قال قل فقلت ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين إذا حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وأبو سعيد البراد هو أسيد بن أبي أسيد مدني .فلم يقل له النبي قل إذا صليت الفجر والمغرب وإنما قال إذا أصبحت وإذا أمسيت فالقراءة خاصة بأذكار الصباح والمساء لا الأذكار المقيدة بعد الصلاة كقراءة آية الكرسي والمعوذتين بعد كل صلاة أما متى يبدأ الصباح والمساء فقد قال بعض أهل اللغة الصباح هو أول النهار والمساء كما قال بن حجر من بعد الزوال إلى اشتداد الظلام وقال غيره من بعد صلاة العصر فانظر إلى هذه البدعة لما قيدت هذا الذكر بصلاة الفجر والمغرب حرم من إعتق أنها مقيدة بهاتين الصلاتين أداءها في وقتها الموسع من الصباح والمساء فيقول من إعتقد أنه مقيد بهاتين الصلاتين وهو غير عالم أن وقته موسع في الصباح والمساء فاتتني قرآءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بعد صلاة الفجر والمغرب فلايمكنني الآن قرآءتها (أي في الصباح والمساء) وهو لايعلم أن قولها موسع فيما يسمى صباح ومساء فيجاب عليه بما تقدم ذكره والله المستعان أما قول اللهم أجرني من النار سبعا بعد صلاة الفجر والمغرب فلم يثبت الحديث بذلك السند وهو مارواه أحمد في مسنده (1732) وأبوداود4417 كلاهما من طريق الحارث بن مسلم أنه أخبره عن أبيه عن رسول الله أنه أسر إليه فقال إذا انصرفت من المغرب فقل اللهم أجرني من النار سبع مرات إذا قلت ذلك فمت من ليلتك كتب لك جوار منها ...قلت وكذلك قال في الانصراف من صلاة الصبح....وهذا سند ضعيف فيه الحارث بن مسلم مجهول ووثقه بن حبان وهو يوثق المجاهيل كما هو معلوم قال بن تيمية والحديث الضعيف لا تبنى عليه أحكام شرعية وقال الترجيح من غير مرجح ممتنع فلم تقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بعد صلاة الفجر والغرب إلا وصاحبها يعتقد أن فضلها مقيد بالفراغ منهما إذا كان يداوم على ذلك أو فعلها ولو مرة بهذا القصد فينبغي للمسلمين أن يسألوا العلماء عن الأدلة للأعمال الصالحة التي يقومون بها ليعبدوا الله على بصيرة كما كان السلف يسألون عن أدلة الأحكام كما جاء عند الترمذي عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرٍ الضَّبُعُ صَيْدٌ هِيَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ آكُلُهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَلَمْ يَرَوْا بِأَكْلِ الضَّبُعِ بَأْسًا وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي كَرَاهِيَةِ أَكْلِ الضَّبُعِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ فلم يكتفي السائل بكلام جابر بل سئل فقال سنة قال نعم وكذلك ينبغي للمفتي أن يذكر الدليل قدر المستطاع قال بن القيم وجمال الفتوى في ذكر الدليل ومنه ما جاء في صحيح البخاري عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ الْمِطْهَرَةِ قَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ فلم يكتفي أبو هريرة بذكر كلامه مجردا عن الدليل ليتعود الناس على التعلق بالسنة لابآرآء الرجال والله المستعان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...........

وكتبه/ أبوعبدالله ماهر بن ظافرالقحطاني
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top