مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

الإحسان ركن واحد وهو : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك

والدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] وقوله تعالى
: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ - الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ - وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ - إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء: 217 - 220]
وقوله تعالى:
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ} [يونس: 61]

والدليل من السنة :
حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: أخبرني عن الإيمان، قال " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره " قال: أخبرني عن الإحسان، قال " أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال: أخبرني عن الساعة؟" ما المسئول عنها بأعلم من السائل " قال أخبرني عن أماراتها، قال: " أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " قال: فمضى، فلبثنا قليلاً. فقال " يا عمر أتدري من السائل "؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم» رواه مسلم في صحيحه.

بارك الله فيك أخي لمين
اجابة مختصرة و نافعة.
أراك قد اصبت أصل الاجابة.
بارك الله فيك.
 
توقيع ابو ليث
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الناظم نفعنا الله بعلمه في الدارين آمين مراتب الإسلام
المرتبة الثالثة
الإحسان بركنه ودليله
ثَـالِثَـةُ المــراتِـــبِ الإحْسَــانُ * * * وَ الـرُّكْـــنُ وَ احِـــدٌ و ذَا بَيَـــانُ
فلتعبُـــدِ اللهَ كَــــأنْ تَـــــــرَاهُ * * * إنْ لَــمْ تَكُــنْ تَــرَاهُ قَـدْ رَأى هُـوْ
دَليلُهــا بـآيــةٍ فــي (النَّحْـلِ)* * * يحــوزُهـا كــلُّ نَجِيـــبٍ فَحْـــــلِ
وفي حَـدِيـثٍ ظَـاهـرٍ طَــويــلِ * * * مُعَــــــوَّلٍ بِــهِ علــى جبــــريـــلِ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمابعد


فدرسنا اليوم يتعلق بالمرتبة الثالثة من مراتب الإسلام وقد ذكرنا في مامضى المرتبة الأولى وهي الإسلام ثم الرتبة الثانية وهي الإيمان والأن نشرع بحول الله وقوته فيما يتعلق بالإحسان وهو اضيق هذه المراتب أضيقها لأهميته ودقته ولفضله
لإن أفضل هذه المراتب هو الإحسان ثم الإيمان ثم الإسلام وبعض أهل العلم يمثل ذالك بدوائر ثلاث
الدائرة الأولى
هي الدائرة الكبرى وهي الإسلام بداخلها دائرة أضيق منها وهي الإيمان ثم بداخل ذالك دائرة أضيق من الوسطى وهي دائرة الإحسان ولذالك من بلغ دائرة الإحسان فإنه يشمل المراتب الثلاث وكل محسن ٍ يعد مؤمناً مسلماً وليس كل مسلم يعد مؤمناً محسناً وكل مؤمن فهو مسلم ولا يلزم أن يكون محسناً
والمسلم هو من دخل دائرة الإسلام العامة فإنه لايلزم أن يكون مؤمناً أو محسناً إذاً بهذه الدرجة
أما الإحسان فهو مصدر من الرباعي
من أحسنَ-يحسنُ-إحساناً
والإحسان في أصله إطلاق هو إتقان الشيء
الإحسان في اللغة هو إتقان الشيء فإذا أتقنت الشيء فقد أحسنته
اما في الإصطلاح فبعضهم عرفه بركنه وهو الأثر فقال إن الإحسان في الإصطلاح هو
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
ويمكن أن نعبر بتعريف آخر ونقول
الإحسان هو إتقان المرء عبادته ومن أتقن هذه العبادة فقد أحسنها ولا يتم إتقان هذه العبادة إلا بإستحظار أمرين
ان تعبد الله بهذه العبادة كأنك تراه امامك وإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك فإن إستحضار رؤيتك لله جلا وعلا أثناء العبادة هذا من دواعي الإتقان ومن حظي بهذا الإستحضار فلا شك أنه متقن لعبادته هذا هو الإحسان من حيث الإصطلاح والإحسان في الحقيقة ينقسم إلى قسمين
إحسانُ إلى الخالق وهو المراد معناه في درسنا اليوم
وأما القسم الثاني
فهو الإحسان إلى المخلوقين والإحسان إلى المخلوقين أيضاً ينقسم إلى قسمين
1-إحسان واجب
2-إحسان مستحب
أما الإحسان الواجب فهو مايجب على المرء تجاه إخوانه في الدين من الحب في الله
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن النصح ونصرة الظالم والمظلوم كل هذا من الإحسان الواجب في حق العباد وصلة الرحم وغير ذالك
أما الإحسان المستحب فهو مالا يجب على الإنسان تجاهُ وإنما هو من باب المستحبات كإغاثة الملهوف والقرض وحمل الناس على مايعينهم في أمور دينهم ودنياهم مما لايجب عليك وسواءُ كان هذا الإحسان في الأمور المالية أو بالإمور البدنية
إن كان في الامور البدنية كاالحج مثلآ فإن هذا من الأمور البدنية إذا حججت عن مريض او نحو ذالك ممن يستنيبُك أو تحُج عنه تطوعاً إما أن ينيبك بمال أو تحُج عنه ُ مثلآ تطوعآ هذا من الأمور البدنية
والامور المالية أن تتصدق عن أبيك أو أخيك أو عن صاحبك أو نحو ذالك أو تدعو له في ظهر الغيب إذاً هذا مايتعلق بالإحسان
والإحسان في حق المخلوقين يشمل الإنس والجن والبهائم كل هذايُمكن ان يكون من الإحسان
تُحسن إلى الإنس وتُحسن إلى الجن بأن تتقي إيذا إخوانك الجن وأن لاتجلس في أماكنهم
ومواطنهم في معاطن الإبل التي هي مثلآ أماكن الجان واماكن الحشوش المحتظرة من الجن لإننا نعلم أن الجن منهم الصالحون ومنهم دون ذالك وكذالك الإحسان إلى البهائم ففي كل كبدٍ رطبةٍ أجر
كما جاء في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب الإحسان على كلِ شيء (إن الله كتب الإحسان على كلِ شيء فاإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحة وإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )
فاللهُ جل وعلا كتب الإحسان على كل شيء ولذالك جاء في الحديث أيضاً عند مسلم وغيره
في المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها فلاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض وايضاً ماجاء في الصحيح من قصة البغي التي أسقت الكلب في خُفها أي حذائها حين نزلت إلى البئر وخرجت ووجدت كلبآ يلهث فسقته فأدخلها الله الجنة
إذاً الإحسان مطلوب من كل وجه ولكن الذي نعنيه من هنا فيما يخص العبادة الخاصة المتعلقة بالله جل وعلا
قال الناظم : "" ثالثةُ المراتب الإحسانُ والركنُ واحدُ ولا بيانُ "" :
قوله ذالك ومراتب أي أنه قد مر قبل ذالك في المرتبة الأولى والمرتبة الثانية وقد قلنا أن المراتب جمع مرتبةوالمرتبة هي المنزلة والدرجة " وقوله والركن واحدُ ولا بيانُ "
ذكرنا فيما مضى مرتبة الإيمان وأركان الإيمان وذكرنا في مرتبة الإسلام أركان الإسلام
اما الإحسان فليس له إلات ركنُ واحد هذا الركن هوالذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور الطويل الذي رواه البخاري ومسلم
قد رواه البخاري عن عمر رضي الله تعالى عنه ورواه مسلم عن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنه وقد جاء في ألفاظ متعددة لكن الشاهد من ذالك أن جبريل عليه السلام لما سأل حينما جاء في سورة رجل لا يظهر عليه أثر السفر ولا يعرفه أحد من الصحابة حينما دخل عليه وأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه على فخذيه وأخذ يسأله عن أشياء منها الإحسان قال أخبرني عن الإحسان
قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك هذا ركنُ واحد هو ركن الإحسان لاركن له آخر لكن هذا الركن يتجزأ فففيه الأرفع وفيه الأقل منه
فأرفع درجات الأحسان هو أن تجمع بين أمرين
أن تعبد الله كأنك تراه وكأنه يراك فأنت حينها تؤدي العبادة تستحضر أمامك أنك ترى الله جل وعلا كما يرى المخلوق السلطان والملك وللهِ المثلُ الأعلى حينما يسأله حاجته يكون إلى الذل أمامه أقرب حينما يستحضر مقابلته او يدعو أمامه فأنت حينها تستحضر أثناء هذه العبادة أن الله يراك وأنك ترى الله
وأنك تعبدٌ ربك كأنك تراه فلا شك أن هذا أدعى إلى إتقان العبادة وإحسانها وفي نفس الوقت تستحضر أنه يراك فهذا هو أعلى درجات الإحسان
تجمع بين أمرين بين كأنك تراه ولا نقول في الأخُرى كأنه يراك بل هو يراك أما في الاولى كأنك تراه لأنك أصلاً لا تراه في الدنيا وإنما ترى ربك جل وعلا في الآخرة إذا كُنت من أهل الجنة فإنك ترى الله سبحانه وتعالى
أما في الدنيا فإنك تعبدُ ربك كأنك تراه والكاف هنا للتشبيه يعني كأنك تراهُ أمامك لأن الإنسان إذا أكمل الشيء ووووو...الذي نعمل امامه فسيكون ذالك غاية التمام والإحسان وتستحضر أن الله يراك
أما المرتبة الثانية أو الدرجة الثانية من درجات الإحسان هو ان تعبد ربك كأنك تراه ولكن تستحضر أنه يراك وهذه هي المرتبة الثانية من مراتب الإحسان فاأعلاها إستحضار أمرين وأدناها إستحضار أمر واحد
هل نقول هناك درجة ثالثة ؟
أن تعبد الله كأنك تراه فقط ولا تستحضر أنه يراك هذا لايمكمن ان تأتي هذه القسمة
لأنه تحصيل حاصل حيثُ إننا نعلم ان الله يرانا من دون إشكال وان من إستحضر أنه يرى الله فيدخل في الضمن أن الله يراه بعكس الاولى
قد لايستحضر هوَ أنه يرى الله لكن يستحضر ان الله يراه إذاً ارفع درجات الإحسان او درجتي الإحسان هو ان يستحضر أمرين أن تعبد ربك كأنك تراه وتستحضر أنه يراك الآن
ثم الدرجة الثانية هو أن تعبد الله لكن لاتستحضر كأنك تراه وإنما تستحضر أنه يراك ولذالك
قال الناظم هنا : "" ان تعبُدِ الله كأن تراهُ إن لم تكن تراهُ قد رأهُ "" :
هذا من الجناس يسمى جناساً وهو من الجناس الناقص وليس الجناس التام لإن الكلمة مختلفة
والجناس كما تقدم معنا قسمان
جناس تام
وجناس ناقص
أما التام إذا إشترك في تمام الحروف أو الكلمة
وأما الناقص إذا إختلفت هُنا الحروف من حيث الفاصل فهنا تراهُ متصلاً وأما في الأُخرى كما ترون قد رأهُ أي الله جل وعلا إن لم تكن تراهُ أي أنت قد رأى هو أي الباري سبحانه وتعالى وهذا المعنى من أعظم الدلائل على الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه أي فاعلم أنه يراك فأحرص على تحقيق الإحسان في كل أمورك العبادية وبذالك كان من أعظم علامات القبول هو أن تكون مُحسناً في عبادتك وهذا الإحسان يستحضر أمرين مهمين
إذا وقع الأمر الأول أنك تكون مُخلصاً لله سبحانه وتعالى في أداء العبادة وهذا جزء من جزء قبول العبادة
الأمر الثاني أنك تحرص على إتقانها إذا أخلصت للهِ تعالى وإستحضرت أنه يراك وكأنك تراه حرصت على إتقانها وأن لاتعبد ه إلا بما أمرك وبما طلب منك أي أن لاتعبده إلا بماشرع فإذاً الإحسان يتظمن درجتي قبول العمل أو شرطي قبول العمل ونحن نعلم أن العمل لايكون مقبولاً تاماً إلا بشرطين
بالإخلاص لله جل وعلا
ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم قال الناظم : "" دليلُها بأيةٍ في النحلِ يحوزُها كلُ نجيبٍ فحلِ "" :
" دليلها " أي دليل مرتبة الإحسانماهو الدليل على هذه المرتبة؟
الدليل على هذه المرتبة الدليل بأية جاءت في سورة النحل هذه الأية (إن الله مع الذين إتقوا والذين هم محسنون )
قوله : "" يحُوزُها كلُ نجيبٍ فحل "" :
يحوز من حاز الشيء من الثلاثي من حاز يحوز حيازةً والحيازة هي تطويق الشيء وجمع الشيء والإحاطة به يُقال لهُ حيازة فهذه الأية لايحُوزُها ويجمع معناها إلا من كان موصوفاً بالنجابة والفحولة كما قال الناظم " كلُ نجيبٍ فحلِ " فكل من هو نجيب فحل موفق في مثل هذهِ الأمور فإنهُ يحُوز معنى هذه الأية حفظاً وعملاً والنجيب مأخوذ من النجابة النجابة في الشيء وهي التميز التميز فيهِ والفحولة تُطلق على كل من رُزق فهماً وعلمًا نافعاً فإنه يوصف بأنه فحل في هذا الأمر فهي وصف مدح في أي جانب
تقول هذا فحلُ في صناعته وهذا فحلُ في علمه وهذا فحلُ في عبادته وهكذا.... " يحوزها كلُ نجيبٍ فحل "

ثم قال الناظم : "" وفي حديثٍ ظاهرٍ طويلِ معولٍ بهِ على جبريلِ ""
اي أن هذا الدليل الآخر من السُنة لأننا نأتي بالدليلين الدليل من الكتاب والدليل من السُنة
أما الدليل من السُنة فكما قال الناظم في حديث اي الحديث النبوي ظاهرٍ طويل ظاهر أي واضح بيَن لاإشكال فيه بل هو من الاحاديث المُحكمة
وطويل وصف للحديث بأنه حديث طويل وهذا معروف
حديث جبريل الطويل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وسأله عن الإيمان وسأله عن الإحسان وسأله عن علامات الساعة إلى آخر الحديث....
حديثُ طويل ويصفُه أهل العلم بحديث عمر الطويل او حديث جبريل الطويل
وإذا قيل حديث جبريل الطويل إنصرف إلى هذا الحديث " مُعولٍ بهِ على جبريلِ "
مُعول مأخوذ من التعويل على الشيء أي الرجوع إليه والإعتماد فأنا أقول أُعول عليك في هذه المسألة أي أعتمدُ عليك
وقول الناظم هُنا مُعولٍ به على جبريلِ أي ان هذه القصة مُعولٍ فيها على حديث أن هذه المسألة أو هذا الدليل مُعولٍ به على حديث جبريل وقولهِ هُنا جبريل بحذف المضاف أي حديث جبريل وليس مُعولٍ به على نفس جبريل لإن جبريل سأل عن الإحسات والذي أجابه هو النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لابأس في حذف المُضاف وإبقاء المُضاف إليه كما في قولهِ تعالى (وسئلِ القرية التي كُنا فيها ) أي وسأل أهل القرية
ولذالك قال إبنُ مالك في الالفية
ومايلي المُضاف يأتي خلفاً عنهُ في الاعرابِ إذا ماحُذِفَ وهُنا محذوف المضُاف وبقي المضاف إليه وهو جبريل أي مُعولٍ به على حديث جبريل الطويل عليه السلام هذا هو خلاصة مايتعلق بالمرتبة الثالثة
شبكة ومنتديات الشيخ سعود الشريم
بارك الله فيك أخي الطيب الأثري.
تفصيل ماتع و نافع، لكن لمن الاجابة بارك الله فيك.
 
توقيع ابو ليث
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
هذه المرة الأولى لي في هذا الركن الراقي برقي موضوعه.
وبهذا أسجل اشتراكي بهذه المسابقات القيمة، ابتغاء للإفادة والإستفادة إن شاء الله.
وقبل ذلك كله أريد أن انوه إلى بعض ما رأيته في الأجوبة:
أرجو من الإخوة أن يبنوا مصدر الإابة، وأن لا يكون النقل مطولا بدون عنونة وترتيب...وجزاكم الله كل خير
بارك الله فيك، هذه نقطة مهمة و أصيلة، اذ أن هذا العلم دين فاعرفوا عمن تأخذون دينكم، كما قال ابن سرين رحمه الله.
و زيادة على التطويل، فإن لم يكن اليه حاجة، فلا دعي له حتى لا يتعب القارئ الكريم و المتابع من الاخوة و الأخوات المشاركين.
أما عن مشاركتك معنا، فقد سررنا بها، على أنه لم يبقى من تمام المسابقة الا أربعة أسئلة، نعرضها في مرحلتها الأخيرة و الحاسمة، أعننا الله على زين التمام، و رزقنا حسن الختام.
 
آخر تعديل:
توقيع ابو ليث
المصدر ..منتديات وشبكة الشيخ سعود الشريم ....اخي ابو ليث
 
توقيع الطيب الجزائري84
للامانة فقط اخي ابوليث ..نقلت الاجابة كاملة حتى ابتعد عن النقصان او الزيادة من المصدر ..يعني حتى تكون المصداقية فقط ..بعيدا عن التحريف ..والله اعلم ..
 
توقيع الطيب الجزائري84
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد جمع بسيط من كتب العقيدة ومتون الأحاديث وشروحها، خرجت بهذه المعلومات في معنى الإحسان، وقد أكون أطلت، لما في الموضوع من كلام، لكنني حاولت أن أعنون وأرتب ما جمعته ليسهل الإنتفاع.
أولا: بعض الآيات الواردة في الإحسان:
قال تعالى: {ليْسَ عَلى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة:93). قرن تعالى الإحسان في هذه الآية بالإيمان.
وقال تعالى: {بَلى مَنْ أَسْلمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (البقرة: من الآية 112) قرنه بالإسلام.
وقوله: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان: من الآية 22).
وقرنه تعالى بالتقوى فقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل:128).
وذكره الله تعالى مفردا فقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: من الآية 26) .
ثانيا:الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الإحسان:
حديث عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الرجل وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ،فقال: "فأخبرني عن الإحسان، قال: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك "( رواه مسلم).
ثالثا:معنى الإحسان :
الإحسان: لغةً: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير.
أما اصطلاحا فهو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. فهو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي رؤية الحق موصوفًا بصفاته بعين صفته، فهو يراه يقينًا ولا يراه حقيقة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "كأنك تراه" .( التعريفات للجرجاني ص12).
رابعا: الشرح:
قوله صلى الله عليه وسلم في الجواب عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه".
فقد جاء من الآيات الواردة فيه, مقرونا ومفردا ما فيه كفاية لطالب الهدى, وإنما أخر جبريل السؤال عنه في هذا الحديث, وإن كان ورد بعض الأحاديث توسطه؛ لأن الإحسان هو غاية كمال الإسلام والإيمان, بل هو المقوم إذ بعدمه يتطرق إلى أعمال الإسلام الظاهرة الرياء والشرك وإلى الإيمان النفاق, فيظهره رياء أو خوفا.
قال الله تعالى: {بَلى مَنْ أَسْلمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} (البقرة: من الآية 112) {ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} (المائدة: من الآية 93) .
خامسا: حقيقة الإحسان: أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه, وينظر إليه في حال عبادته, فإذا عبد الله تعالى على هذه الصفة أوجبت له النصح في العبادة, وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.
فلهذا كان جزاء من عبد مولاه على حالة كأنه فيها يراه النظر إلى الله يوم لقاه , ويشهد لذلك قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: من الآية 26)، فقد فسرت بالنظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم, جزاء لأهل الإحسان بعد التفضل عليهم بدخول الجنان.(العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين لابن أبي بكر بن غنام، ص55).
سادسا: من الأحاديث التي حثت على الإحسان:
عن أبي ذر قال: "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخشى الله كأني أراه, فإن لم أكن أراه فإنه يراني. (جامع العلوم والحكم (1/126)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: "اعبد الله كأنك تراه" .(خرجه النسائي في الرقاق من الكبرى (5/481)
وحديث زيد بن أرقم: "كن كأنك ترى الله, فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (رواه أبو نعيم في الحلية (8/202)
وغير ذلك من الأحاديث.
سابعا: خلاصة توضيح المعاني المتعلقة بالإيمان والإسلام والإحسان:
أَمَّا الْإِحْسَانُ فَهُوَ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهِ، وَالْإِيمَانُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنَ جِهَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْإِسْلَامِ. فَالْإِحْسَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِيمَانُ، وَالْإِيمَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِسْلَامُ، وَالْمُحْسِنُونَ أَخَصُّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُؤْمِنُونَ أَخَصُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَهَذَا كَالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَالنُّبُوَّةُ دَاخِلَةٌ فِي الرِّسَالَةِ، وَالرِّسَالَةُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهَا وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهَا، فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، وَلَا يَنْعَكِسُ.)شرح الطحاوية،ت: الأرناؤوط، (2/488).

 
نجعل اجابة الأخ الطيب، و الأخت أمينة هي الاجابة المرجعية عن السؤال.
لم يبقى من الكثير الا القليل.
نرجوا من اخواننا الالتحاق بنا و لو في أخر السير، عسى يحضروا معنا ختم هذه المسابقة الطيبة، التي قطعنا شوطا طيبا في بيان أصول الايمان بالدليل من الكتاب و السنة وأقوال سلف الأمة، بصيغة السؤال والجواب، و هو أسلوب نبوي كما سبق و أن بينت.
وفقني و اياكم الى حسن الختام.

و جعل أعمالنا مقبولة عنده كلها، مع قلتها و كثير الشوائب العالقة بها، انه عفو كريم.

Q
آسفة لتغييبي ع المشاركة وان كـٌنتـ مرغمة و كما قال المولى
* وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم *

استاذي هل انتهت المنافسة ؟
 
توقيع أم عبد الله
Q
آسفة لتغييبي ع المشاركة وان كـٌنتـ مرغمة و كما قال المولى
* وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم *

استاذي هل انتهت المنافسة ؟
لم تنتهي بعد، لكننا في العد التنازلي، و لا بأس من مشاركتك فيما تبقى من الأسئلة.
 
توقيع ابو ليث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد جمع بسيط من كتب العقيدة ومتون الأحاديث وشروحها، خرجت بهذه المعلومات في معنى الإحسان، وقد أكون أطلت، لما في الموضوع من كلام، لكنني حاولت أن أعنون وأرتب ما جمعته ليسهل الإنتفاع.
أولا: بعض الآيات الواردة في الإحسان:
قال تعالى: {ليْسَ عَلى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة:93). قرن تعالى الإحسان في هذه الآية بالإيمان.
وقال تعالى: {بَلى مَنْ أَسْلمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} (البقرة: من الآية 112) قرنه بالإسلام.
وقوله: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان: من الآية 22).
وقرنه تعالى بالتقوى فقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل:128).
وذكره الله تعالى مفردا فقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: من الآية 26) .
ثانيا:الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الإحسان:
حديث عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الرجل وسأله عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان ،فقال: "فأخبرني عن الإحسان، قال: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك "( رواه مسلم).
ثالثا:معنى الإحسان :
الإحسان: لغةً: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير.
أما اصطلاحا فهو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. فهو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي رؤية الحق موصوفًا بصفاته بعين صفته، فهو يراه يقينًا ولا يراه حقيقة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "كأنك تراه" .( التعريفات للجرجاني ص12).
رابعا: الشرح:
قوله صلى الله عليه وسلم في الجواب عن الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه".
فقد جاء من الآيات الواردة فيه, مقرونا ومفردا ما فيه كفاية لطالب الهدى, وإنما أخر جبريل السؤال عنه في هذا الحديث, وإن كان ورد بعض الأحاديث توسطه؛ لأن الإحسان هو غاية كمال الإسلام والإيمان, بل هو المقوم إذ بعدمه يتطرق إلى أعمال الإسلام الظاهرة الرياء والشرك وإلى الإيمان النفاق, فيظهره رياء أو خوفا.
قال الله تعالى: {بَلى مَنْ أَسْلمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} (البقرة: من الآية 112) {ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} (المائدة: من الآية 93) .
خامسا: حقيقة الإحسان: أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة كأنه يراه بقلبه, وينظر إليه في حال عبادته, فإذا عبد الله تعالى على هذه الصفة أوجبت له النصح في العبادة, وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها.
فلهذا كان جزاء من عبد مولاه على حالة كأنه فيها يراه النظر إلى الله يوم لقاه , ويشهد لذلك قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس: من الآية 26)، فقد فسرت بالنظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم, جزاء لأهل الإحسان بعد التفضل عليهم بدخول الجنان.(العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين لابن أبي بكر بن غنام، ص55).
سادسا: من الأحاديث التي حثت على الإحسان:
عن أبي ذر قال: "أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخشى الله كأني أراه, فإن لم أكن أراه فإنه يراني. (جامع العلوم والحكم (1/126)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال: "اعبد الله كأنك تراه" .(خرجه النسائي في الرقاق من الكبرى (5/481)
وحديث زيد بن أرقم: "كن كأنك ترى الله, فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (رواه أبو نعيم في الحلية (8/202)
وغير ذلك من الأحاديث.
سابعا: خلاصة توضيح المعاني المتعلقة بالإيمان والإسلام والإحسان:
أَمَّا الْإِحْسَانُ فَهُوَ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهِ، وَالْإِيمَانُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَأَخَصُّ مِنَ جِهَةِ أَهْلِهِ مِنَ الْإِسْلَامِ. فَالْإِحْسَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِيمَانُ، وَالْإِيمَانُ يَدْخُلُ فِيهِ الْإِسْلَامُ، وَالْمُحْسِنُونَ أَخَصُّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُؤْمِنُونَ أَخَصُّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَهَذَا كَالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ، فَالنُّبُوَّةُ دَاخِلَةٌ فِي الرِّسَالَةِ، وَالرِّسَالَةُ أَعَمُّ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهَا وَأَخَصُّ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهَا، فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ، وَلَا يَنْعَكِسُ.)شرح الطحاوية،ت: الأرناؤوط، (2/488).

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
والله لست أجد ما أقول الا، بارك الله فيك و نفع بك، و هكذا فلتكن اجابتنا.
نقل ماتع و جمع نافع و عبارات مختصرة و كلمات معبرة، و عقد من الدرر يتميز نوره و هداه لاجتماع كلام خاصة أهل العلم في تفسير كلام الله و مبتغاه، و كذلك كلام الهادي البشير، عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى التسليم.
اجابة مثالية و بحث نفيس على اختصاره.
العلامة الكاملة.
 
توقيع ابو ليث
بعض الاضافة على اجابة الأخت وردة رمال الصحراء.
الرجل المذكور خبره في حديث الاحسان هو جبريل عليه السلام، لذا فقد اشتهر هذا الحديث بحديث جبريل الطويل.
أما عن معنى الاحسان.
جاء في حاشية السندي على سنن ابن ماجه قوله في بيان معنى الاحسان:
الإحسان في العبادة والإحسان الذي حث الله تعالى عباده على تحصيله في كتابه بقوله والله يحب المحسنين قوله : ( كأنك تراه ) صفة مصدر محذوف أي عبادة كأنك فيها تراه أو حالا أي والحال كأنك تراه وليس المقصود على تقدير الحالية أن ينتظر بالعبادة تلك الحال فلا يعبد قبل تلك الحال بل المقصود تحصيل تلك الحال في العبادة والحاصل أن الإحسان هو مراعاة الخشوع والخضوع وما في معناهما في العبادة على وجه راعاه لو كان رائيا ولا شك أنه لو كان رائيا حال العبادة لما ترك شيئا مما قدر عليه من الخشوع وغيره ولا منشأ لتلك المراعاة حال كونه رائيا إلا كونه تعالى رقيبا عالما مطلعا على حاله وهذا موجود وإن لم يكن العبد يراه تعالى ولذلك قال - صلى الله تعالى عليه وسلم - في تعليله فإنك إن لا تراه فإنه يراك أي وهو يكفي في مراعاة الخشوع على ذلك الوجه.
جاء في تحفة الأحواذي من حديث جبريل الطويل في شرح معنى الاحسان قول الشارح المباركافوري:
قال فما الإحسان إلخ ) هو مصدر تقول أحسن يحسن إحسانا ويتعدى بنفسه وبغيره [ ص: 291 ] تقول : أحسنت كذا إذا أتقنته وأحسنت إلى فلان إذا أوصلت إليه النفع ، والأول هو المراد لأن المقصود إتقان العبادة وقد يلحظ الثاني بأن المخلص مثلا محسن بإخلاصه إلى نفسه ، وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوع وفراغ البال حال التلبس بها ومراقبة المعبود . وأشار في الجواب إلى حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق ، حتى كأنه يراه بعينه ، وهو قوله : كأنك تراه أي وهو يراك والثانية أن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو قوله فإنه يراك ، وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته .

وقال النووي : هذا من جوامع الكلم التي أوتيها -صلى الله عليه وسلم - لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى لم يترك شيئا مما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : اعبد الله في جميع أحوالك كعبادتك في حال العيان ، فإن التتميم المذكور في حال العيان ، إنما كان لعلم العبد باطلاع الله سبحانه وتعالى عليه ، فلا يقدم العبد على تقصير في هذا الحال للاطلاع عليه ، وهذا المعنى موجود مع عدم رؤية العبد ، فينبغي أن يعمل بمقتضاه ، فمقصود الكلام الحث على الإخلاص في العبادة ومراقبة العبد ربه تبارك تعالى في إتمامه الخشوع والخضوع وغير ذلك.

و جاء في الاتقان في علوم القرءان للسيوطي.
والإحسان
: هو الإخلاص في واجبات العبودية لتفسيره في الحديث بقوله : أن تعبد الله كأنك تراه ؛ أي : تعبده مخلصا في نيتك ، وواقفا في الخضوع ، آخذا أهبة الحذر إلى ما لا يحصى.
 
توقيع ابو ليث
الاجابة النموذجية عن سؤال الاحسان و هي للشيخ حافظ حكمي:

س : ما هو الإحسان في العبادة ؟

جـ : فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل لما قال له : « فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » (1) ، فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين ، أعلاهما عبادة الله كأنك تراه ، وهذا مقام المشاهدة ، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان ، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان . الثاني : مقام المراقبة وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى ؛ لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل ، ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر .
_________
(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) .

.........................................

س : ما دليل الإحسان من الكتاب والسنة ؟

جـ : أدلته كثيرة منها قوِله تعالى : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ، { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } ، { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ، { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ، { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله كتب الإحسان على كل شيء » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " « نعما للعبد أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له » (2) .


_________
(1) رواه مسلم ( الصيد / 57 ) .
(2) رواه البخاري ( 2549 ) ، ومسلم ( 46 ) .
 
توقيع ابو ليث
بارك الرحمن بك أستاذي
وحفظك الباري من كل سوء
ورزقك الخير في الدارين يارب
ننتظر التالي أيها الفاضل المفضال
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
والله لست أجد ما أقول الا، بارك الله فيك و نفع بك، و هكذا فلتكن اجابتنا.
نقل ماتع و جمع نافع و عبارات مختصرة و كلمات معبرة، و عقد من الدرر يتميز نوره و هداه لاجتماع كلام خاصة أهل العلم في تفسير كلام الله و مبتغاه، و كذلك كلام الهادي البشير، عليه من ربي أفضل الصلاة و أزكى التسليم.
اجابة مثالية و بحث نفيس على اختصاره.
العلامة الكاملة.

اللهم آمين
شكرا على التزكية العطرة
بارك الله فيك ونفعنا الله وإياكم بكل مفيد
وجزاك الله خيرا على الإضافة المفيدة التي أوضحت ما يمكن أن يقع في نفس القارئ لإجابتي من إبهام
 
في انتظار الاسئلة التالية ..وفق الله الجميع في طلب العلم
 
توقيع الطيب الجزائري84
في انتظار الاسئلة التالية ..وفق الله الجميع في طلب العلم
أحسن الله اليك أخي الطيب.
ها هي ذا قد جائتك، فكن من فرسان الميدان كما عهدناك أيها الفاضل المفضال.
 
توقيع ابو ليث
السؤال السابع : ما هو ضد الإيمان، بين أقسامه و أستدل على كل منها مع ذكر لتعريفه و شرحه ؟
نحن الأن في العد التصاعدي من حيث كم الأسئلة، و في العد التنازلي من حيث ختم المسابقة.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه و فضله، أن يجعل كافة أعمالنا و اجتهادنا فيها خالصا لوجه الكريم مقبولا مقربا منه سبحانه، ذلك ما نرجوا منه عز و على و هو الجواد الكريم.
 
توقيع ابو ليث
الكفر هو ضد الايمان سمي بذلك لأنه تغطية وستر للحق

الكفر قسمان في الأصل : كفر أكبر مخرج من الملة ، وكفر أصغر لا يخرج من الملة ، والكفر الأكبر أنواع كثيرة منها :



أولا : كفر الجحود : وذلك بأن يكون عندهم معرفة للحق في قلوبهم ويقين به ، لكن يجحدونه ظاهرًا ، إما عنادًا أو تكبرًا ، وإما لأجل طمع في رئاسة أو غير ذلك ، وعلى هذا غالب الكفار ؛ كما قال تعالى : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ، وقال تعالى : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ، فأخبر أنهم استيقنتها أنفسهم ، ولكن جحدوها ظلمًا وعلوا ، أي من أجل الظلم والعلو على الناس ، فهذا يسمى كفر الجحود


وقال موسى - عليه الصلاة والسلام - لفرعون : لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا



ثانيًا : كفر التكذيب ، وذلك كما في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ، سماهم كافرين بسبب أنهم كذبوا بآيات الله تعالى ، وكذبوا بالحق لما جاءهم ، ولما جاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذبوه وقالوا : ساحر كذاب ، كذبوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كما كذب غيرهم من الأمم رسلهم ؛ قال تعالى : كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، وقال : كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ، وقال : كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ وقال : كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ هذا كفر التكذيب


ثالثًا : كفر الشك والظن ، بأن يكون شاكًّا فيما جاءت به الرسل ويظن أنهم على غير حق ، وذلك كما في قوله سبحانه وتعالى في قصة الرجلين : وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ يعني : بستانه الذي فيه الأشجار والأنهار فأعجب به ، وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً : شك في اليوم الآخر ، وشك في البعث ، وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا يقول : إن بعثت - يعني : هذا احتمال عنده - فأجد في الآخرة أحسن من هذه ؛ لأن الله تعالى ما أعطاني هذه الجنة في الدنيا إلا لكرامتي عليه ، ومنزلتي عنده ، فإذا بعثت ، على فرض وجود بعث بعد الموت ، إذا بعثت سأجد خير منقلب عند الله ، وهذا منه شك والعياذ بالله في البعث ، وهذا كفر كما قال تعالى : قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ، قال له : أَكَفَرْتَ ؛ لأن من شك أو ظن وبنى عقيدته على الظن والشك فهو كافر ؛ لأن الإيمان باليوم الآخر وغيره من أركان الإيمان لا بد فيه من اليقين ، وإلا يكون الإنسان كافرًا .





رابعًا : كفر الإعراض ، أي : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به ؛ قال تعالى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا سماهم كافرين لإعراضهم عما أنذروا به ، فهم معرضون لا يهتمون ، لا يتعلمون الدين ولا يعملون به ، ولو تعلموا لا يعملون به ، هذا هو كفر الإعراض .


خامسًا : كفر النفاق - والعياذ بالله - النفاق الاعتقادي . فالمنافقون كفار يظهرون الإسلام لكنهم كفار في قلوبهم وعقائدهم ، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، والله سبحانه وتعالى بين حال المنافقين فقال سبحانه : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم ، والعياذ بالله . فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ هذا هو النفاق ، أن يتظاهر الإنسان بالإسلام ويبطن في قلبه الكفر ، وهو إنما يظهر الإيمان نفاقًا من أجل أن يعيش مع المؤمنين ؛ لأنه لا يقدر على مجابهة المؤمنين ، ولا يقدر على مفارقتهم ، فاضطر إلى أن ينافق ، والعياذ بالله .


النوع الثاني: كفر أصغر لا يخرج من الملة، وهو الكفر العملي - وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفرا، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر - مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [النحل: 112]
ومثل قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» (1) . وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض» (2) ومثل الحلف بغير الله قال صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله كفر أو أشرك» (3) فقد جعل الله مرتكب الكبيرة مؤمنا،
_________
(1) رواه البخاري ومسلم.
(2) رواه الشيخان.
(3) رواه الترمذي وصححه الحاكم.


قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178] فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا، وجعله أخا لولي القصاص فقال: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178] والمراد أخوة الدين بلا ريب. وقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] إلى قوله تعالي: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10] انتهى من شرح الطحاوية

( باختصار.)
ملخص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر: 1 - أن الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الأعمال، والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط الأعمال، لكن ينقصها بحسبه، ويعرض صاحبها للوعيد.
2 - أن الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار، والكفر
الأصغر إذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلد فيها. وقد يتوب الله على صاحبه فلا يدخله النار أصلا.
3 - أن الكفر الأكبر يبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يبيح الدم والمال.
4 - أن الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب. وأما الكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاة مطلقا، بل صاحبه يحب ويوالى بقدر ما فيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر ما فيه من العصيان.

-الفوزان-
 
آخر تعديل:

السؤال السابع : ما هو ضد الإيمان، بين أقسامه و أستدل على كل منها مع ذكر لتعريفه و شرحه ؟

ضد الإيمان هو الشرك والعياذ بالله
أن الشرك في اللغة هو : اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر . يقال : أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين ، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين .

وأما في الشرع فهو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات .
والند هو : النظير والمثيل . ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى :

( فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة / 22 .
وقال جل شأنه : ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) إبراهيم / 30 .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار ) رواه البخاري (4497) ومسلم (92)



أقسامه::


ينقسم الشرك إلى قسمين: أكبر وأصغر .
1- الشرك الأكبر: هو اتخاذ ند مع الله يعبد كما يعبد الله، وهو ناقل من ملة الإسلام محبط للأعمال كلها، وصاحبه إن مات عليه يكون مخلدا في نار جهنم لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها .

أنواع الشرك الأكبر: وينقسم الشرك الأكبر إلى أربعة أنواع:
- شرك الدعوة، أي الدعاء وذلك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادة، بل هو لب العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)) رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح ، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] .

ولما ثبت أن الدعاء عبادة، فصرفه لغير الله شرك، فمن دعا نبيا أو ملكا أو وليا أو قبرا أو حجرا أو غير ذلك من المخلوقين فهو مشرك كافر، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117] .

ومن الأدلة على أن الدعاء عبادة وأن صرفه لغير الله شرك قوله تعالى:
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَما نَجاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65]،
فأخبر عن هؤلاء المشركين بأنهم يشركون بالله في رخائهم، ويخلصون له في كربهم وشدتهم، فكيف بمن يشرك بالله في الرخاء والشدة عياذا بالله .

2 - شرك النية والإرادة والقصد، وذلك أن ينوي بأعماله الدنيا أو الرياء أو السمعة، إرادة كلية كأهل النفاق الخلص، ولم يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، فهو مشرك الشرك الأكبر، قال الله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلا النارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[هود: 15-16] .

شرك الطاعة، فمن أطاع المخلوقين في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، ويعتقد ذلك بقلبه أي أنه يسوغ لهم أن يحللوا ويحرموا ويسوغ له ولغيره طاعته في ذلك مع علمه بأنه مخالف لدين الإسلام فقد اتخذهم أربابا من دون الله وأشرك بالله الشرك الأكبر .
قال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَما يُشْرِكُونَ} [التوبة:31] .
وتفسير الآية الذي لا إشكال فيه: طاعة العلماء والعباد في المعصية (أي في تبديل حكم الله) لا دعاؤهم إياهم، كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله فقال: لسنا نعبدهم ؟ فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية (في تبديل حكم الله)، فقال: (( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ))، قال: بلى . قال: (( فتلك عبادتهم ))، رواه الترمذي وحسنه، والطبراني في (المعجم الكبير) .

شرك المحبة، والمراد محبة العبودية المستلزمة للإجلال والتعظيم والذل والخضوع التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له، ومتى صرف العبد هذه المحبة لغير الله فقد أشرك به الشرك الأكبر، والدليل قوله تعالى:
{وَمِنَ الناسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] .


2- النوع الثاني من أنواع الشرك، الشرك الأصغر:
وهو كل ما كان ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه أو ما جاء في النصوص تسميته شركا ولم يصل إلى حد الأكبر، وهو يقع في هيئة العمل وأقوال اللسان . وحكمه تحت المشيئة كحكم مرتكب الكبيرة .
ومن أمثلته ما يلي:يسير الرياء، والدليل ما رواه الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: ((الرياء، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )) .قول: ((ما شاء الله وشئت))، روى أبو داود في (سننه) عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان )) .
و قول: " لولا الله وفلان "، أو قول: " لولا البط لأتانا اللصوص "، ونحو ذلك، روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22],
قال: " الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لأصحابه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا، هذا كله به شرك " .



أنواع الشرك على التفصيل:
1- الشرك الاعتقادي:
وهو اعتقاد شريك مع الله، بإثبات ما هو خاص بالله تعالى لغيره، سواء كان ذلك الاعتقاد مناقضاً لوحدانية الله في ذاته أو أسمائه وصفاته أو أفعاله .
2- شرك الطلب:
وحقيقة اتخاذ واسطة بين المخلوق والخالق، سواء كانت تلك الواسطة فيما يتعلق بالتدبير والتصريف، أو فيما يتعلق بالتشفع إلى الله بتقريب طالب الشفاعة .
3- شرك النية والإرادة والقصد .
لا يمكن أن يعيش الإنسان في هذه الحياة دون أن يكون له غاية يسعى إليها، ومراد مطلوب محبوب يكون نهاية أمله، وغاية قصده، وباعث سعيه وكدحه .
4-شرك التقرب والنسك .
كل ما ثبت أنه عبادة مشروعة وجوباً أو استحباباً فصرفها لغير الله شرك في العبودية، ومن تحقق منه ذلك كان مشركاً، سواء اعتقد مع ذلك استحقاق المعبود للعبادة من دون الله، أو اعتقد أنه لا يستحق العبادة لذاته، وإنما هو وسيط وشفيع إلى الله .

نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه حتى نلقاه ، ونعوذ بعزته – سبحانه - أن يضلنا ؛ فهو الحي الذي لا يموت والجن والأنس يموتون . والله أعلم وأحكم ، وإليه المرجع والمآب .
 
السؤال: ما هو ضد الإيمان، بين أقسامه و أستدل على كل منها مع ذكر لتعريفه و شرحه ؟
أولا:المقصود بضد الإيمان: هو الكفر
أولا تعريفه لغة:

"أصل الكُفْر التغطية على الشَّيْء والستر لَهُ، فَكَأَن الْكَافِر مغطى على قلبه، ...وكَفَرَ فلَان النعمةَ، إِذا لم يشكرها"(جمهرة اللغة لابن دريد (2/768).
ويجمع على " (الْكَافِرِ) (كُفَّارٌ) وَ (كَفَرَةٌ) وَ (كِفَارٌ)، كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ...وَجَمْعُ الْكَافِرَةِ (كَوَافِرُ)... يقال للمزارع: " كافراً " لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ، وَ (الْكُفَّارُ) الزُّرَّاعُ"( مختار الصحاح للرازي (271)).
ومنه سمي الكفر الذي هو ضد الإيمان " كفراً "، لأن في كفره تغطية للحق بجحد أو غيره , وقيل: سمي الكافر "كافراً " لأنه قد غطى قلبه بالكفر.
أما الكفر اصطلاحا:
فقد عرفه أكثر من عالم، وقد اخترت هذه التعاريف من أمهات الكتب في العقيدة:
الكفر عند ابن حزم " صفة من جحد شيئاً مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معاً، أو عمل عملاً جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان". (الإحكام في أصول الأحكام(1/49)
وأما الغزالي فيرى أن الكفر: " هو تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام، في شيء مما جاء به ". (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة (128)
ويقول ابن تيمية: " الكفر يكون بتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم". (درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/242).

ويقول أيضا: "والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين ضرورة أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها".
وقد عرفه الباقلاني تعريفا موضفا فيه المعنى اللغوي للكفر، فقال: "الكفر: هو ضد الإيمان، وهو الجهل بالله عز وجل، والتكذيب له الساتر لقلب الإنسان عن العلم به، فهو كالمغطي للقلب من معرفة الحق... وَقد يكون الْكفْر بِمَعْنى التَّكْذِيب والجحد وَالْإِنْكَار ". (تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل للباقلاني (395).

ثالثا:أقسام الكفر الوارد في الكتاب والسنة: (كلها من كتاب أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة لسعود بن عبد العزيز الخلف (2/49).
يمكن تقسيم مواقف الناس الكفرية من الدين الحق إلى خمسة أنواع من الكفر:
1 - كفر التكذيب والجحود. وذلك يعم كل من كذب الرسل في الباطن, وهو حقيقة المكذب. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} [الأنعام21] .
أما من كذب الرسل في الظاهر, وهو يعلم صدقهم في الباطن, فهذا هو الجاحد, وهذا حال كثير من المكذبين للرسل, خاصة ممن عاينوا آيات الأنبياء.قال تعالى عن فرعون وملائه: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً} [النمل14] .
2 - كفر الإباء والاستكبار: وذلك بأن يعلم الحق ويعرفه, ويتكبر عن الانقياد والاذعان. وذلك مثل كفر إبليس: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَر} [البقرة34] .
3 - كفر الشك: ا]لذي يناقض التصديق واليقين, ومن هذا الجنس كفر صاحب الجنة. قال تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً} [الكهف35] , وقد جعل الله الريب, وهو الظن والشك من الكفر الموجب دخول النار. قال تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ} [ق24، 25] ,
4 - كفر الإعراض. وهو أن يعرض عن الحق فلا يسمعه ولايقبله. قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف3].
5- كفر النفاق:وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر. قال تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون 1 - 3] .
فهذه الأقسام الخمسة التي ينقسم إليها كفر الكفار من ناحية موقفهم من الشرع والدين الحق.
أما كفرهم من ناحية انتماءاتهم الدينية،فكل من دان بدين غير الإسلام فهو كافر، ويمكننا أن نقسمهم من ناحية مذاهبهم إلى ثلاثة أقسام:
1 - مشركون: وهم كل من عبد غير الله تعالى من الأصنام والأوثان وغيرها.
2 - أصحاب ملة: وهم كل من انتمى إلى ملة غير ملة الإسلام, كاليهودية والنصرانية أو المجوسية أو البوذية بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
3 - ملاحدة: وهم كل من لم يؤمن بدين, وإنما يعتقد الإلحاد.
 
آخر تعديل:
باركـ الله فيكن و الله استفدت من ردودكن فحقا السؤال لم افهمه جيدا
فكنت اترقب الاجابة وخاصة ع ضد الايمان
 
توقيع أم عبد الله
العودة
Top Bottom