مسابقة في العقيدة (المرحلة الأخيرة و الحاسمة)

عن عمران بن الحصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال ( ليس منا من تطير أو تُطير له ) رواه البزار بإسناد جيد
الطيرة هذه الظاهرة التي قل أن يسلم منها مجتمع وقد أبلغ النبي صلى الله عليه وسلم في الوعظ عندما قال " ليس منا من تطير أو تُطير له " وقال مرة أخرى " الطيرة شرك " والشرك أعظم الذنوب على الإطلاق ، وكيف لا يكون كذلك وقد قال الله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يُشرك به " ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار "
والكلام على هذه المواعظ النبوية يكون على النحو الآتي :

أولاً ** معنى الطيرة
الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء ، وقد تسكن : هي التشاؤم بالشيء
وأصله فيما يقال : التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما . وكان ذلك يصد أهل الجاهلية عن مقاصدهم ، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر
إذن الطيرة هي التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم
♦عرف علماء الشريعة الحسد بتعريفات عدة..
كلها تدور في فلك واحد..
ألا وهو تمني زوال النعمة من الغير..

♦قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى-:
الحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها.. سواء كانت نعمة دين أو دنيا..

♦قال الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى-:
أما الحسد عند علماء الشريعة فحده كراهية النعمة.. وحب زوالها عن المنعم عليه..

♦قال الإمام ابن الجوزي – رحمه الله تعالى-:
(الحسد: هو تمني زوال نعمة المحسود.. وإن لم يصل للحاسد مثلها..
ما شاء الله موفقة أيضا.
لكن ما تعريف العين و هل هي مستقلة في جلب الضر و دفع النفع، و ما حكم الاستسقاء بالأنواء؟
 
توقيع ابو ليث
سلام عليكم ورحمة الله
(( تعريف العين ))

اسمها :

قال ابن عثيمين رحمه الله : هي ما يسمونه الآن " النحاتة " وبعضهم يسميها " النفس "
وبعضهم يسميها " الحسد " وأيضا يطلق عليها اسم "
النظرة " وأيضا
" عين الحسود " .

تعريفها :

قال العلامة ابن القيم رحمه الله : هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن
نحو المحسود والمعيون، تصيبه تارة وتخطئة تارة
فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه ولابد
وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام
لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها.

لأدلة من القرآن الكريم على إثبات العين :

{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ }القلم51

قال الأمام البغوي رحمه الله :
أن الكفار أرادوا أن يصيبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعين

قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ليزلقونك أي لينفذونك بأبصارهم أي يعينوك بأبصارهم بمعني يحسدونك
لبغضهم لك؛ قال ابن كثير رحمه الله
وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل.

الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: شرك أكبر وله صورتان.

الصورة الأولى: أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: "يا نوء كذا اسقنا" أو "أغثنا" وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر، قال الله تعالى: {ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون}، وقال الله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً}، وقال عز وجل: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين}، وهذا شرك في العبادة والربوبية.

الصورة الثانية: أن ينسب حصول الأمطار إلى هذا النوء ولو لم يدعها على أنها هي الفاعلة لنفسها دون الله، بأن يعتقد أنها هي التي تنزل المطر دون الله فهذا شرك أكبر في الربوبية.


القسم الثاني: شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سبباً، والله هو الخالق الفاعل، وإنما كان شركاً أصغر لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه، ولا بقدره، فهو مشرك شركاً أصغر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني.
 
توقيع أم عبد الله
السؤال الثالث من الأسئلة الاضافية:
عرف ما يأتي؟
الطيرة لغتا و شرعا، والعين و هل لها تأثير مستقل أم هي بقضاء الله و قدره، و الحسد و هل هو سواء مع العين في المعنى أم لا؟ ثم ما حكم قول القائل سقنا بنوء كذا و كذا؟

أما من جهة اللغة؛ فإن صاحب "لسان العرب" جمعَ وأجاد إذ قال:

والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أو تَشاءَمْت، وأصله في ذي الجناح.... والمصدرُ منه: الطِّيَرَة، وجَرَى له الطائرُ بأمرِ كذا، وجاء في الشر؛ قال الله - عز وجل - ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131] المعنى: ألا إنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا.... وقد تَطَيَّر به، والاسمُ: الطِّـيَرَةُ، والطِّيْـرَةُ، والطُّورةُ.
وقال أبو عبيد: الطائرُ عند العرب: الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب، البَخْتَ.
وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم: العمَلُ، وطائرُ الإنسانِ: عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل: رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر....
وقوله - عز وجل - في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إليهم صالحٍ عليه السلام: ﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [النمل: 47] معناه: ما أصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم: ﴿ اطَّيَّرْنَا ﴾: تَشاءَمْنا - وهو في الأصل "تَطَيَّرنا" - فأجابَهم الله تعالى فقال: ﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19] أي: شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم.
وقيل للشُؤْم: طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة؛ لأن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأخْذِها ذاتَ اليَسارِ إذا أثارُوها، فسمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً؛ لتشاؤُمهم بها.... والطِّيَرَةُ: من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت [1].
وأما عند علماء الشريعة فقد قال الإمام القرطبي: الطِّـيَرة: أن يسمع الإنسان قولاً، أو يرى أمراً يخاف منه ألا يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله [2].
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: الطِّـيَرة - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي التشاؤم - بالشين - وهو مصدرُ "تطيَّرَ" مثل "تحير حيرة"[3].
قال النووي: والطِّـيَرة لا تكون إلا فيما يسوء، قالوا: وقد يُستعمل[4] مجازاً في السرور [5].
وقال ابن الأثير: الطَّيَرَة - بكسر الطاء وفتح الياء وقد تُسَكّن - هي التَّشاؤُم بالشَّيء [6].
وقال المناوي: والطِّـيَرَة - بكسر ففتح -: التشاؤم بأسماء الطيور، وأصواتها، وألوانها، وجهة مسيرها عند تنفيرها [7].
وأما التطيُّرُ فقد "صاغوه على وزن التفعُّل؛ لِما فيه من تكلُّف معرفة حظّ المرء بدلالة حركات الطير، أو هو مطاوعةٌ؛ سُمي بها ما يحصل من الانفعال من إثر طيران الطير" [8].

وقال الإمام النووي: والتطير: التشاؤم، وأصلُهُ الشيءُ المكروه من قول، أو فعل، أو مرئي [9].
وقال ابن القيم: التطـيُّر: هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع [10].
وقال القرافي: فالتطير: هو الظن السيّئُ الكائن في القلب، والطِّـيَرة: هو الفعل المرتَّب على هذا الظن من فرار أو غيره [11].
وقال ابن تيمية:
وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمراً متوكِّلاً على الله، أو يعزم عليه، فيسمع كلمة مكروهة مثل "ما يتمُّ" أو "ما يفلح" ونحو ذلك، فيتطير ويترك الأمر فهذا منهيٌّ عنه [12].
مما تقدم يظهر أنّ التطيُّر هو: توقُّع السُّوء من جهة الطيور وحركاتِها وأصواتِها، ثم أُطلِق على كل ما يُتوهَّمُ أنه سببٌ في الضرر والشُّرور.

تعريف العين
لغة

عان فلاناً يعينه إذا أصابه بعينه، فهو معين، ومعيون؛ ورجل عائن، ومعيان، وعيون.
اصطلاحاً
نظر باستحسان، مشوب بحسد، من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر.
والإصابة بها لا يمكن أن تكون إلا بقضاء الله تعالى وقدره، فإن العين لا تسبق القدر، كما أخبرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث حين قال: (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).

معنى الحسد لغةً:
الحسد مصدره حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً، وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ وعليه
معنى الحسد اصطلاحًا:
وقال الجرجاني: (الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد) .
وقال الكفوي: (الحسد: اختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك) .
وعرفه الطاهر بن عاشور فقال: (الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد) )
الاشتراك في الأثر والاختلاف في الوسيلة والمنطلق :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله- : ( ويشتركان - الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ، ومصدره انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) 0
2- الحسد قد يقع في الأمر قبل حصوله :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( فالحاسد قد يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) 0
3)- الحاسد أعم وأشمل من العائن :
قال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائنا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
4)- الحسد أصله تمني زوال النعمة :
قال ابن القيم : ( أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي -رحمه الله - : ( ومصدر الحسد تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس، والعائن مصدره انقداح نظرة العين ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ).
والمعين يحتمل أن يصيب المعين ويتمنى زوال النعمة عليه ، وقد لا يكون ذلك ، وحالما يقع نظره على أمر بإعجاب واستحسان قد يصيبه بالعين ، دون قصد زوال تمني النعمة عليه.
5)- الحسد لا يقع في الأهل والمال بعكس العين التي قد تصيب الأهل والمال :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( وقد يعين العائن ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) .
6)- يحصل الحسد عند غيبة المحسود ، وأما العين فتتكيف نفس العائن وتتوجه لمقابلة المعين :
قال ابن القيم : ( والعاين والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء ، فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه ؛ فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته ، والحاسد يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا ) ( بدائع الفوائد – بتصرف - 2 / 233 ).
7)- الحسد يقل في تأثيره عن العين :
قال ابن القيم : ( ويقوى تأثير النفس عند المقابلة فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قبلا اجتمعت الهمة عليه وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى أن من الناس من يسقط ومنهم من يحم ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيرا ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
8)- الحسد يأتي مع الكراهية والحقد :
قال ابن القيم : ( والنظر الذي يؤثر في المنظور قد يكون سببه شدة العداوة والحسد ؛ فيؤثر نظره فيه كما تؤثر نفسه بالحسد، وقد يكون سببه الإعجاب وهو الذي يسمونه بإصابة العين ؛ وهو أن النظر يرى الشيء رؤية إعجاب به أو استعظام ، فتتكيف روحه بكيفية خاصة تؤثر في المعين ، وهذا هو الذي يعرفه الناس من رؤية المعين فإنهم يستحسنون الشيء ويعجبون منه فيصاب بذلك ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
9)- الحسد يصحبه في كثير من الأحيان فعل للتعبير عما يكنه الحاسد من حقد وكراهية في نفسه :
فلا يقتصر ضرره بما أحدثه للمحسود من ضرر في بدنه وماله بتأثير حسده له ، بل يتعدى ذلك لإتباع كافة السبل والوسائل للنيل من ذلك المسكين ، كغيبته والوشاية به ، وإيذائه في نفسه وماله .
قلت : وقد لوحظ على بعض الحالات المرضية التي عاينتها التأثر بآيات الحسد والسحر ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تأثر المريض بحسد الحاسد ، وقيام ذلك الحاسد بفعل السحر لهذا المسكين ، نتيجة لما يحمله في قلبه من حقد دفين .
10)- العين علاجها أيسر من الحسد :-
وذلك لسهولة معرفة العائن في كثير من الحالات ، والحصول على الأثر والاغتسال به أو التصرف به على نحو مشروع ، كما سوف يتضح الأمر في الحديث عن ( علاج العين ) .
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الفرق بين العين والحسد فأجاب - حفظه الله - :
( العين : هي النظرة إلى الشيء على وجه الإعجاب والإضرار به ، وإنما تأثيرها بواسطة النفس الخبيثة ، وهي في ذلك بمنزلة الحية التي إنما يؤثر سمها إذا عضت واحتدت ، فإنها تتكيف بكيفية الغضب والخبث ، فتحدث فيها تلك الكيفية السم ، فتؤثر في الملسوع ، وربما قويت تلك الكيفية واتقدت في نوع منها ، حتى تؤثر بمجرد نظرة ، فتطمس البصر ، وتسقط الحبل ، فإذا كان هذا في الحيات ، فما الضن في النفوس الشريرة الغضبية الحاسدة ، إذا تكيفت بكيفيتها الغضبية ، وتوجهت إلى المحسود ، فكم من قتيل ! وكم من معافى عاد مضني البدن على فراشه ! يتحير فيه الأطباء الذين لا يعرفون إلا أمراض الطبائع ، فإن هذا المرض من علم الأرواح ، فلا نسبة لعالم الأجسام إلى عالم الأرواح ، بل هو أعظم وأوسع وعجائبه أبهر ، وآياته أعجب ، فإن هذا الهيكل الإنساني إذا فارقته الروح أصبح كالخشبة ، أو القطعة من اللحم ، فالعين هي هذه الروح التي من أمر الله تعالى ، ولا يدرك كيفية اتصالها بالمعين ، وتأثيرها فيه إلا رب العالمين.
وأما الحسد : فهو خلق ذميم ، ومعناه تمني زوال النعمة عن المحسود ، والسعي في إضراره حسب الإمكان ، وهو الخلق الذي ذم الله به اليهود بقوله تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ ) ( سورة البقرة – الآية 109 ) أي أنهم يسعون في التشكيك وإيقاع الريب وإلقاء الشبهات ، حتى يحصلوا على ما يريدونه من صد المسلمين عن الإسلام ، ولا شك أن الحسد داء دفين في النفس ، وتأثيره على الحاسد أبلغ من تأثيره على المحسود ، حيث أن الحاسد دائماً معذب القلب ، كلما رأى المحسود وما فيه من النعمة والرفاهية تألم لها ، فلذلك يقال :
اصبر على كيد الحسود فــإن صبـــرك قاتلـه
النـار تأكـــــل نفسهــــا إن لم تجد مـا تأكلـه
وقال بعض السلف : الحسد داء منصف ، يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود )
ما حكم قول القائل سقنا بنوء كذا و كذا؟
هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله – عز وجل - (من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب) .
والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تذم ، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله – تعالى – وهو الذي له الحمد أولاً وآخراً وله الحمد على كل حال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

يمكن أني أطلت في الجواب
نسأل الله التوفيق والسداد يارب

 
آخر تعديل بواسطة المشرف:

°Nina Dz° _ أمينة16
زادكم الله علماً و نفع بكم الاسلام و المسلمين و كتب لكم الأجر

اللهم آمين وإياكي يا فاضلة يا طيبة
نور الله وجهك في الدنيا والآخرة
وجعلك من أهل الجنان يارب
 

°Nina Dz° _ أمينة16
زادكم الله علماً و نفع بكم الاسلام و المسلمين و كتب لكم الأجر

واياكـ وجعل الجنة مثوانا ومثواكـ يارب
نتسابق للخيراتـ هو شعار مسابقتنا و مسيرها استاذنا ابا ليث
ان شاء الله فقط نكون وفقنا ويكون اجرنا ع الله

سلامي
 
توقيع أم عبد الله
واياكـ وجعل الجنة مثوانا ومثواكـ يارب
نتسابق للخيراتـ هو شعار مسابقتنا و مسيرها استاذنا ابا ليث
ان شاء الله فقط نكون وفقنا ويكون اجرنا ع الله

سلامي
أحسن الله اليك، كذلك هو خلق الأخوات فيما بينهن، جمع الله قلوبكم على حبه و حب من يحبه و حب كل عمل يقربكم الى حبه، و شعارنا دائما و أبدا مفاتيح خير مغاليق شر، أو قلي ان شئت التصفية و التربية، أو التخلية و التحلية، قال تعالى: ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون).
 
توقيع ابو ليث
السؤال الثالث من الأسئلة الاضافية:
عرف ما يأتي؟
الطيرة لغتا و شرعا، والعين و هل لها تأثير مستقل أم هي بقضاء الله و قدره، و الحسد و هل هو سواء مع العين في المعنى أم لا؟ ثم ما حكم قول القائل سقنا بنوء كذا و كذا؟

أما من جهة اللغة؛ فإن صاحب "لسان العرب" جمعَ وأجاد إذ قال:

والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أو تَشاءَمْت، وأصله في ذي الجناح.... والمصدرُ منه: الطِّيَرَة، وجَرَى له الطائرُ بأمرِ كذا، وجاء في الشر؛ قال الله - عز وجل - ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 131] المعنى: ألا إنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا.... وقد تَطَيَّر به، والاسمُ: الطِّـيَرَةُ، والطِّيْـرَةُ، والطُّورةُ.
وقال أبو عبيد: الطائرُ عند العرب: الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب، البَخْتَ.
وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم: العمَلُ، وطائرُ الإنسانِ: عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل: رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر....
وقوله - عز وجل - في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إليهم صالحٍ عليه السلام: ﴿ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ﴾ [النمل: 47] معناه: ما أصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم: ﴿ اطَّيَّرْنَا ﴾: تَشاءَمْنا - وهو في الأصل "تَطَيَّرنا" - فأجابَهم الله تعالى فقال: ﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19] أي: شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم.
وقيل للشُؤْم: طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة؛ لأن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأخْذِها ذاتَ اليَسارِ إذا أثارُوها، فسمَّوُا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً؛ لتشاؤُمهم بها.... والطِّيَرَةُ: من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت [1].
وأما عند علماء الشريعة فقد قال الإمام القرطبي: الطِّـيَرة: أن يسمع الإنسان قولاً، أو يرى أمراً يخاف منه ألا يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله [2].
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: الطِّـيَرة - بكسر المهملة وفتح التحتانية وقد تسكن - هي التشاؤم - بالشين - وهو مصدرُ "تطيَّرَ" مثل "تحير حيرة"[3].
قال النووي: والطِّـيَرة لا تكون إلا فيما يسوء، قالوا: وقد يُستعمل[4] مجازاً في السرور [5].
وقال ابن الأثير: الطَّيَرَة - بكسر الطاء وفتح الياء وقد تُسَكّن - هي التَّشاؤُم بالشَّيء [6].
وقال المناوي: والطِّـيَرَة - بكسر ففتح -: التشاؤم بأسماء الطيور، وأصواتها، وألوانها، وجهة مسيرها عند تنفيرها [7].
وأما التطيُّرُ فقد "صاغوه على وزن التفعُّل؛ لِما فيه من تكلُّف معرفة حظّ المرء بدلالة حركات الطير، أو هو مطاوعةٌ؛ سُمي بها ما يحصل من الانفعال من إثر طيران الطير" [8].

وقال الإمام النووي: والتطير: التشاؤم، وأصلُهُ الشيءُ المكروه من قول، أو فعل، أو مرئي [9].
وقال ابن القيم: التطـيُّر: هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع [10].
وقال القرافي: فالتطير: هو الظن السيّئُ الكائن في القلب، والطِّـيَرة: هو الفعل المرتَّب على هذا الظن من فرار أو غيره [11].
وقال ابن تيمية:
وأما الطيرة بأن يكون قد فعل أمراً متوكِّلاً على الله، أو يعزم عليه، فيسمع كلمة مكروهة مثل "ما يتمُّ" أو "ما يفلح" ونحو ذلك، فيتطير ويترك الأمر فهذا منهيٌّ عنه [12].
مما تقدم يظهر أنّ التطيُّر هو: توقُّع السُّوء من جهة الطيور وحركاتِها وأصواتِها، ثم أُطلِق على كل ما يُتوهَّمُ أنه سببٌ في الضرر والشُّرور.

تعريف العين
لغة

عان فلاناً يعينه إذا أصابه بعينه، فهو معين، ومعيون؛ ورجل عائن، ومعيان، وعيون.
اصطلاحاً
نظر باستحسان، مشوب بحسد، من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر.
والإصابة بها لا يمكن أن تكون إلا بقضاء الله تعالى وقدره، فإن العين لا تسبق القدر، كما أخبرنا بذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث حين قال: (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين).

معنى الحسد لغةً:
الحسد مصدره حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً، وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ وعليه
معنى الحسد اصطلاحًا:
وقال الجرجاني: (الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد) .
وقال الكفوي: (الحسد: اختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك) .
وعرفه الطاهر بن عاشور فقال: (الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد) )
الاشتراك في الأثر والاختلاف في الوسيلة والمنطلق :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله- : ( ويشتركان - الحسد والعين - في الأثر ، ويختلفان في الوسيلة والمنطلق ، فالحاسد : قد يحسد ما لم يره ، ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، ومصدره تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس والعائن : لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ، ومصدره انقداح نظرة العين ، وقد يعين ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) 0
2- الحسد قد يقع في الأمر قبل حصوله :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( فالحاسد قد يحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) 0
3)- الحاسد أعم وأشمل من العائن :
قال ابن القيم : ( فالعائن حاسد خاص، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن لأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد ، وليس كل حاسد عائنا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن وإعجازه وبلاغته ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
4)- الحسد أصله تمني زوال النعمة :
قال ابن القيم : ( أصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي -رحمه الله - : ( ومصدر الحسد تحرق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، وبتمني زوالها عنه أو عدم حصولها له وهو غاية في حطة النفس، والعائن مصدره انقداح نظرة العين ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ).
والمعين يحتمل أن يصيب المعين ويتمنى زوال النعمة عليه ، وقد لا يكون ذلك ، وحالما يقع نظره على أمر بإعجاب واستحسان قد يصيبه بالعين ، دون قصد زوال تمني النعمة عليه.
5)- الحسد لا يقع في الأهل والمال بعكس العين التي قد تصيب الأهل والمال :
قال الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطي - رحمه الله - : ( وقد يعين العائن ما يكره أن يصاب بأذى منه كولده وماله ) ( أضواء البيان – 9 / 644 ) .
6)- يحصل الحسد عند غيبة المحسود ، وأما العين فتتكيف نفس العائن وتتوجه لمقابلة المعين :
قال ابن القيم : ( والعاين والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء ، فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه ؛ فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته ، والحاسد يحصل له ذلك عند غيبة المحسود وحضوره أيضا ) ( بدائع الفوائد – بتصرف - 2 / 233 ).
7)- الحسد يقل في تأثيره عن العين :
قال ابن القيم : ( ويقوى تأثير النفس عند المقابلة فإن العدو إذا غاب عن عدوه قد يشغل نفسه عنه ، فإذا عاينه قبلا اجتمعت الهمة عليه وتوجهت النفس بكليتها إليه ؛ فيتأثر بنظره حتى أن من الناس من يسقط ومنهم من يحم ومنهم من يحمل إلى بيته ، وقد شاهد الناس من ذلك كثيرا ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
8)- الحسد يأتي مع الكراهية والحقد :
قال ابن القيم : ( والنظر الذي يؤثر في المنظور قد يكون سببه شدة العداوة والحسد ؛ فيؤثر نظره فيه كما تؤثر نفسه بالحسد، وقد يكون سببه الإعجاب وهو الذي يسمونه بإصابة العين ؛ وهو أن النظر يرى الشيء رؤية إعجاب به أو استعظام ، فتتكيف روحه بكيفية خاصة تؤثر في المعين ، وهذا هو الذي يعرفه الناس من رؤية المعين فإنهم يستحسنون الشيء ويعجبون منه فيصاب بذلك ) ( بدائع الفوائد - 2 / 233 ) 0
9)- الحسد يصحبه في كثير من الأحيان فعل للتعبير عما يكنه الحاسد من حقد وكراهية في نفسه :
فلا يقتصر ضرره بما أحدثه للمحسود من ضرر في بدنه وماله بتأثير حسده له ، بل يتعدى ذلك لإتباع كافة السبل والوسائل للنيل من ذلك المسكين ، كغيبته والوشاية به ، وإيذائه في نفسه وماله .
قلت : وقد لوحظ على بعض الحالات المرضية التي عاينتها التأثر بآيات الحسد والسحر ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على تأثر المريض بحسد الحاسد ، وقيام ذلك الحاسد بفعل السحر لهذا المسكين ، نتيجة لما يحمله في قلبه من حقد دفين .
10)- العين علاجها أيسر من الحسد :-
وذلك لسهولة معرفة العائن في كثير من الحالات ، والحصول على الأثر والاغتسال به أو التصرف به على نحو مشروع ، كما سوف يتضح الأمر في الحديث عن ( علاج العين ) .
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الفرق بين العين والحسد فأجاب - حفظه الله - :
( العين : هي النظرة إلى الشيء على وجه الإعجاب والإضرار به ، وإنما تأثيرها بواسطة النفس الخبيثة ، وهي في ذلك بمنزلة الحية التي إنما يؤثر سمها إذا عضت واحتدت ، فإنها تتكيف بكيفية الغضب والخبث ، فتحدث فيها تلك الكيفية السم ، فتؤثر في الملسوع ، وربما قويت تلك الكيفية واتقدت في نوع منها ، حتى تؤثر بمجرد نظرة ، فتطمس البصر ، وتسقط الحبل ، فإذا كان هذا في الحيات ، فما الضن في النفوس الشريرة الغضبية الحاسدة ، إذا تكيفت بكيفيتها الغضبية ، وتوجهت إلى المحسود ، فكم من قتيل ! وكم من معافى عاد مضني البدن على فراشه ! يتحير فيه الأطباء الذين لا يعرفون إلا أمراض الطبائع ، فإن هذا المرض من علم الأرواح ، فلا نسبة لعالم الأجسام إلى عالم الأرواح ، بل هو أعظم وأوسع وعجائبه أبهر ، وآياته أعجب ، فإن هذا الهيكل الإنساني إذا فارقته الروح أصبح كالخشبة ، أو القطعة من اللحم ، فالعين هي هذه الروح التي من أمر الله تعالى ، ولا يدرك كيفية اتصالها بالمعين ، وتأثيرها فيه إلا رب العالمين.
وأما الحسد : فهو خلق ذميم ، ومعناه تمني زوال النعمة عن المحسود ، والسعي في إضراره حسب الإمكان ، وهو الخلق الذي ذم الله به اليهود بقوله تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ ) ( سورة البقرة – الآية 109 ) أي أنهم يسعون في التشكيك وإيقاع الريب وإلقاء الشبهات ، حتى يحصلوا على ما يريدونه من صد المسلمين عن الإسلام ، ولا شك أن الحسد داء دفين في النفس ، وتأثيره على الحاسد أبلغ من تأثيره على المحسود ، حيث أن الحاسد دائماً معذب القلب ، كلما رأى المحسود وما فيه من النعمة والرفاهية تألم لها ، فلذلك يقال :
اصبر على كيد الحسود فــإن صبـــرك قاتلـه
النـار تأكـــــل نفسهــــا إن لم تجد مـا تأكلـه
وقال بعض السلف : الحسد داء منصف ، يعمل في الحاسد أكثر مما يعمل في المحسود )
ما حكم قول القائل سقنا بنوء كذا و كذا؟
هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله – عز وجل - (من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب) .
والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تذم ، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله – تعالى – وهو الذي له الحمد أولاً وآخراً وله الحمد على كل حال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

يمكن أني أطلت في الجواب
نسأل الله التوفيق والسداد يارب

الأخت أمينة عودة قوية، و اجابة مثالية.
العلامة الكاملة بفضل الله.
 
توقيع ابو ليث
سلام عليكم ورحمة الله
(( تعريف العين ))

اسمها :

قال ابن عثيمين رحمه الله : هي ما يسمونه الآن " النحاتة " وبعضهم يسميها " النفس "
وبعضهم يسميها " الحسد " وأيضا يطلق عليها اسم "
النظرة " وأيضا
" عين الحسود " .

تعريفها :

قال العلامة ابن القيم رحمه الله : هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن
نحو المحسود والمعيون، تصيبه تارة وتخطئة تارة
فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية عليه أثرت فيه ولابد
وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام
لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها.

لأدلة من القرآن الكريم على إثبات العين :

{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ }القلم51

قال الأمام البغوي رحمه الله :
أن الكفار أرادوا أن يصيبوا الرسول صلى الله عليه وسلم بالعين

قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما ليزلقونك أي لينفذونك بأبصارهم أي يعينوك بأبصارهم بمعني يحسدونك
لبغضهم لك؛ قال ابن كثير رحمه الله
وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل.

الاستسقاء بالأنواء ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: شرك أكبر وله صورتان.

الصورة الأولى: أن يدعو الأنواء بالسقيا، كأن يقول: "يا نوء كذا اسقنا" أو "أغثنا" وما أشبه ذلك، فهذا شرك أكبر، قال الله تعالى: {ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون}، وقال الله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً}، وقال عز وجل: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين}، وهذا شرك في العبادة والربوبية.

الصورة الثانية: أن ينسب حصول الأمطار إلى هذا النوء ولو لم يدعها على أنها هي الفاعلة لنفسها دون الله، بأن يعتقد أنها هي التي تنزل المطر دون الله فهذا شرك أكبر في الربوبية.


القسم الثاني: شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سبباً، والله هو الخالق الفاعل، وإنما كان شركاً أصغر لأن كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه، ولا بقدره، فهو مشرك شركاً أصغر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني.
ما شاء الله، تتمة طيبة تستحقين بها العلامة الكاملة، في انتظار مشاركة الأخت بلقيس و النظر في تتمتها المطلوبة.
 
توقيع ابو ليث
إني أرى دخول الأخ الطيب الجزائري، ننتظر مشاركتك الطيبة أيها الأخ الفاضل.
 
توقيع ابو ليث
السلام عليكم ..عساك بالف خير اخي ابوليث والاخوة المشاركين ..انا بصدد البحث عن السؤال ..بارك الله فيك على المجهود
 
توقيع الطيب الجزائري84
تعريف الطيرة لغة : مصدر تطير طيرة بمعنى تفرَّق وذهب ، وكانت العرب إذا أرادت المضي لمهم مرت بمجاثم الطير وأثارتها لتستفيد هـل تمضي أو ترجـع ([1]) .
اصطلاحاً : هي التشاؤم ([2]) .
2 - حكم الطيرة :
ترى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن التَطَّيَر من الأمور التي كانت سائدة في الجاهلية ، وحينما جاء الإسلام نهى عنها وأمر بالتوكل على الله. فقد سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الطيرةُ في المرأة والفرس والدار. فغضبت غضباً شديداً ، وطارت شِقّةً في الأرض وشقة في السماء ، وقالت : إنما قال : كان أهلُ الجاهلية يتطيرون من ذلك) ([3]) .
والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (لا عدوى ولا طيرة ، ويُعجبني الفأل. قالوا : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيِّبَةٌ) ([4]) . المصدر..مدينة المصطفى
العيْن : " مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين " ، كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة "( 1 / 271 ) .
الحسَد : هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه !!
وقال الراغب الأصفهاني : " الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها " انتهى من "المفردات في غريب القرآن" (118) .

وأما الفرق بينهما :
1. الحسد أعم من العيْن ، فكل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائناً .
2. العائن أضر من الحاسد .
3. الحاسد قد يحسد ما لم يره ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل .
4. مصدر الحسد : تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، ومصدر العين : انقداح نظرة العين ، أو نفس خبيثة .
5. الحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يصاب بأذى ، كمالِه وولده ، والعين تقع على ما يكره العائن أن يصاب بأذى كولده وماله .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
"والمقصود : أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ؛ لأنه أعم ، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد ، وليس كل حاسد عائناً ، فإذا استعاذ من شر الحسد : دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته ، وأصل الحسد هو : بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها" انتهى من " بدائع الفوائد " ( 2 / 458 ) .
وينظر جواب السؤال رقم ( 20954 ) .

ثانياً:
أما حكمهما : فلا شك أنه التحريم .
أ. أما الحسد : فقد جاء عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ... ) .
رواه مسلم ( 2559 ) .
قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
"وكذلك قوله أيضاً في هذا الحديث ( لا تحاسدوا ) يقتضي النهي عن التحاسد ، وعن الحسد في كل شيء على ظاهره وعمومه ، إلا أنه – أيضاً - عندي مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) هكذا رواه عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى من" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 6 / 118 ) .
ب. وأما العيْن : فتحريمها من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب/ 58 ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ ) رواه ابن ماجه ( 2314 ) ، وحسَّنه النووي وابن الصلاح وابن رجب - كما في " جامع العلوم والحكم " ( ص 304 ) - وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".
قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث -:
"نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره، ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه، أو غيره" .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .
وانظر جوابي السؤالين ( 163185 ) و ( 7190 ) .
ثالثاً:
أما من يتعمد إصابة الناس بعينه ويهددهم بذلك : فلا شك أنه آثم بذلك ، وعلى ولي الأمر حبس هذا العائن ومنعه من لقاء الناس ، والإنفاق عليه إن كان فقيراً حتى يتوب توبة نصوحاً أو يموت فيرتاح الناس من شرِّه وضرره .
سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :
سمعنا أن هناك بعض الأشخاص لهم قدرة الإصابة بالعين لمن أرادوا ومتى أرادوا ، فهل هذا صحيح ؟ .
فأجاب :
"لاشك أن العين حق كما هو الواقع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ ) – رواه مسلم - ، وفي حديث آخر ( إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ وَالجَمَلَ القِدْرَ ) – رواه أبو نعيم في " الحلية " وحسنه الألباني في " الصحيحة " ( 1249 ) - ، أي : يحصل بها الموت ، أما حقيقتها : فالله أعلم بذلك .
ولاشك أنها تكون في بعض الناس دون بعض ، وأن العائن قد يتعمد الإصابة فيحصل الضرر ، وقد لا يتعمد الإصابة فتقع منه بغير قصد ضرر ، وهناك من يحاول الإصابة ولا يقدر عليها .
وقد أمر الله بالاستعاذة من العائن ، فهو داخل في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق/ 5 ، وبالاستعاذة من شره يحصل الحفظ والحماية ، والله أعلم" انتهى من" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " .
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
"ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم " أنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس ، وأن يلزم بيته ؛ فإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به ؛ فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس - كما تقدم واضحاً في بابه - وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة " ، قال النووي : " وهذا القول صحيح متعين لا يُعرف عن غيره تصريح بخلافه " انتهى من" فتح الباري " ( 10 / 205 ) .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 123 ) :
والنقول من مختلف المذاهب متضافرة على ما ذكره ابن بطال من كون الإمام يمنع العائن من مخالطة الناس إذا عرف بذلك ويجبره على لزوم بيته ؛ لأن ضرره أشد من ضرر المجذوم وآكل البصل والثوم في منعه من دخول المساجد ، وإن افتقر فبيت المال تكفيه الحاجة لما في ذلك من المصلحة وكف الأذى .
انتهى . وينظر أيضا : ( 16 / 229 ) .

رابعاً:
الصحيح أن العائن المتعمد يضمن ما أوقعه من ضرر على الآخرين ، حتى إنه ليُقتل إذا قتل بعينه.
قال القرطبي – رحمه الله - :
"لو أتلف العائن شيئاً : ضمنه ، ولو قَتل : فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ، وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفراً " انتهى .
انظر " الموسوعة الفقهية " ( 17 / 276 ) .
وقال شرف الدين الحجاوي – رحمه الله - :
"والمِعيان : الذي يقتل بعينه ، قال ابن نصر الله في " حواشي الفروع " : ينبغي أن يُلحق بالساحر الذي يقتل بسحره غالباً ، فإذا كانت عينه يستطيع القتل بها ويفعله باختياره : وجب به القصاص ، وإن فعل ذلك بغير قصد الجناية : فيتوجه أنه خطأ يجب فيه ما يجب في القتل الخطأ ، وكذا ما أتلفه بعينه يتوجه فيه القول بضمانه ، إلا أن يقع بغير قصد فيتوجه عدم الضمان"انتهى من" الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل " ( 4 / 166 ) .

والله أعلم...المصدر اسلام سؤال وجواب ..الشيخ محمد صالح المنجد

ما حكم الاستسقاء بالأنواء؟

ج: قال الله تعالى: { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالأنواء والنياحة » [176] وقال صلى الله عليه وسلم: « وقال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب » [177]
المصدر ..اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
س: ما حكم الطيرة وما يذهبها؟

ج: قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » [178] وقال صلى الله عليه وسلم: « الطيرة شرك، الطيرة شرك ». قال ابن مسعود: وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل [179] وقال صلى الله عليه وسلم: « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » [180] ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو: « من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: " أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك » [181] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أصدقها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك » [182]
186

س: ما حكم العين؟

ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « العين حق » [183] ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال: « استرقوا لها فإن بها النظرة » [184] وقالت عائشة رضي الله عنها: « أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقى من العين » [185] وقال صلى الله عليه وسلم: « لا رقية إلا من عين أو حمة » [186] وكلها في الصحيح. وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة، ولا تأثير لها إلا بإذن الله، وقد فسر بها قوله عز وجل: { وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } عن كثير من السلف رضي الله عنهم.
المصدر ..أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
توقيع الطيب الجزائري84
بارك الرحمن بك أستاذي الفاضل
الله يقويك ويجعلك ذخرا للاسلام والمسلمين
ويجعلك مثل الغيث أينما وقع نفه
وفقكم الباري
 
التعديل الأخير تم بواسطة بلقيس لينا ; 20 - 03 - 2013 الساعة 12:10
اخي الفاضل اجبت في نفس الموضوع
 
طلب من الأخ أبو ليث
فضلا عجل لنا في الاسئلة قبل أن تغادرنا الغالية :$أمينة 16
 
طلب من الأخ أبو ليث
فضلا عجل لنا في الاسئلة قبل أن تغادرنا الغالية :$أمينة 16

يأتيكم السؤال الرابع في هذه الأمسية الطيبة بإذن الله.
بارك الله فيك.
 
توقيع ابو ليث
تعريف الطيرة لغة : مصدر تطير طيرة بمعنى تفرَّق وذهب ، وكانت العرب إذا أرادت المضي لمهم مرت بمجاثم الطير وأثارتها لتستفيد هـل تمضي أو ترجـع ([1]) .
اصطلاحاً : هي التشاؤم ([2]) .
2 - حكم الطيرة :
ترى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن التَطَّيَر من الأمور التي كانت سائدة في الجاهلية ، وحينما جاء الإسلام نهى عنها وأمر بالتوكل على الله. فقد سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الطيرةُ في المرأة والفرس والدار. فغضبت غضباً شديداً ، وطارت شِقّةً في الأرض وشقة في السماء ، وقالت : إنما قال : كان أهلُ الجاهلية يتطيرون من ذلك) ([3]) .
والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (لا عدوى ولا طيرة ، ويُعجبني الفأل. قالوا : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيِّبَةٌ) ([4]) . المصدر..مدينة المصطفى
العيْن : " مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين " ، كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة "( 1 / 271 ) .
الحسَد : هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه !!
وقال الراغب الأصفهاني : " الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها " انتهى من "المفردات في غريب القرآن" (118) .

وأما الفرق بينهما :
1. الحسد أعم من العيْن ، فكل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائناً .
2. العائن أضر من الحاسد .
3. الحاسد قد يحسد ما لم يره ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل .
4. مصدر الحسد : تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود ، ومصدر العين : انقداح نظرة العين ، أو نفس خبيثة .
5. الحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يصاب بأذى ، كمالِه وولده ، والعين تقع على ما يكره العائن أن يصاب بأذى كولده وماله .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
"والمقصود : أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ؛ لأنه أعم ، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد ، وليس كل حاسد عائناً ، فإذا استعاذ من شر الحسد : دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته ، وأصل الحسد هو : بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها" انتهى من " بدائع الفوائد " ( 2 / 458 ) .
وينظر جواب السؤال رقم ( 20954 ) .

ثانياً:
أما حكمهما : فلا شك أنه التحريم .
أ. أما الحسد : فقد جاء عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ... ) .
رواه مسلم ( 2559 ) .
قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
"وكذلك قوله أيضاً في هذا الحديث ( لا تحاسدوا ) يقتضي النهي عن التحاسد ، وعن الحسد في كل شيء على ظاهره وعمومه ، إلا أنه – أيضاً - عندي مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) هكذا رواه عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى من" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 6 / 118 ) .
ب. وأما العيْن : فتحريمها من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب/ 58 ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ ) رواه ابن ماجه ( 2314 ) ، وحسَّنه النووي وابن الصلاح وابن رجب - كما في " جامع العلوم والحكم " ( ص 304 ) - وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".
قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث -:
"نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره، ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه، أو غيره" .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .
وانظر جوابي السؤالين ( 163185 ) و ( 7190 ) .
ثالثاً:
أما من يتعمد إصابة الناس بعينه ويهددهم بذلك : فلا شك أنه آثم بذلك ، وعلى ولي الأمر حبس هذا العائن ومنعه من لقاء الناس ، والإنفاق عليه إن كان فقيراً حتى يتوب توبة نصوحاً أو يموت فيرتاح الناس من شرِّه وضرره .
سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :
سمعنا أن هناك بعض الأشخاص لهم قدرة الإصابة بالعين لمن أرادوا ومتى أرادوا ، فهل هذا صحيح ؟ .
فأجاب :
"لاشك أن العين حق كما هو الواقع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ ) – رواه مسلم - ، وفي حديث آخر ( إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ وَالجَمَلَ القِدْرَ ) – رواه أبو نعيم في " الحلية " وحسنه الألباني في " الصحيحة " ( 1249 ) - ، أي : يحصل بها الموت ، أما حقيقتها : فالله أعلم بذلك .
ولاشك أنها تكون في بعض الناس دون بعض ، وأن العائن قد يتعمد الإصابة فيحصل الضرر ، وقد لا يتعمد الإصابة فتقع منه بغير قصد ضرر ، وهناك من يحاول الإصابة ولا يقدر عليها .
وقد أمر الله بالاستعاذة من العائن ، فهو داخل في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق/ 5 ، وبالاستعاذة من شره يحصل الحفظ والحماية ، والله أعلم" انتهى من" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " .
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
"ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم " أنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس ، وأن يلزم بيته ؛ فإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به ؛ فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس - كما تقدم واضحاً في بابه - وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة " ، قال النووي : " وهذا القول صحيح متعين لا يُعرف عن غيره تصريح بخلافه " انتهى من" فتح الباري " ( 10 / 205 ) .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 123 ) :
والنقول من مختلف المذاهب متضافرة على ما ذكره ابن بطال من كون الإمام يمنع العائن من مخالطة الناس إذا عرف بذلك ويجبره على لزوم بيته ؛ لأن ضرره أشد من ضرر المجذوم وآكل البصل والثوم في منعه من دخول المساجد ، وإن افتقر فبيت المال تكفيه الحاجة لما في ذلك من المصلحة وكف الأذى .
انتهى . وينظر أيضا : ( 16 / 229 ) .

رابعاً:
الصحيح أن العائن المتعمد يضمن ما أوقعه من ضرر على الآخرين ، حتى إنه ليُقتل إذا قتل بعينه.
قال القرطبي – رحمه الله - :
"لو أتلف العائن شيئاً : ضمنه ، ولو قَتل : فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ، وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفراً " انتهى .
انظر " الموسوعة الفقهية " ( 17 / 276 ) .
وقال شرف الدين الحجاوي – رحمه الله - :
"والمِعيان : الذي يقتل بعينه ، قال ابن نصر الله في " حواشي الفروع " : ينبغي أن يُلحق بالساحر الذي يقتل بسحره غالباً ، فإذا كانت عينه يستطيع القتل بها ويفعله باختياره : وجب به القصاص ، وإن فعل ذلك بغير قصد الجناية : فيتوجه أنه خطأ يجب فيه ما يجب في القتل الخطأ ، وكذا ما أتلفه بعينه يتوجه فيه القول بضمانه ، إلا أن يقع بغير قصد فيتوجه عدم الضمان"انتهى من" الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل " ( 4 / 166 ) .

والله أعلم...المصدر اسلام سؤال وجواب ..الشيخ محمد صالح المنجد

ما حكم الاستسقاء بالأنواء؟

ج: قال الله تعالى: { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالأنواء والنياحة » [176] وقال صلى الله عليه وسلم: « وقال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب » [177]
المصدر ..اعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
س: ما حكم الطيرة وما يذهبها؟

ج: قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » [178] وقال صلى الله عليه وسلم: « الطيرة شرك، الطيرة شرك ». قال ابن مسعود: وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل [179] وقال صلى الله عليه وسلم: « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » [180] ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو: « من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: " أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك » [181] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أصدقها الفأل ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك » [182]
186

س: ما حكم العين؟

ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « العين حق » [183] ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال: « استرقوا لها فإن بها النظرة » [184] وقالت عائشة رضي الله عنها: « أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقى من العين » [185] وقال صلى الله عليه وسلم: « لا رقية إلا من عين أو حمة » [186] وكلها في الصحيح. وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة، ولا تأثير لها إلا بإذن الله، وقد فسر بها قوله عز وجل: { وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } عن كثير من السلف رضي الله عنهم.
المصدر ..أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
حياك الله أخي.
والله بحثك أعجبني، و حسن تنسيقه جذبني، و من الدرر اخترت ما أسعدني.
العلامة الكاملة بارك الله فيك.
 
توقيع ابو ليث
السؤال الإضافي الثاني: ما حكم السحر و فاعله، و حكم الكاهن و المتكهن له، و حكم علم التنجيم للكهانة و العرافة، ثم ما هي النشرة و هل فيها ما يشرع و فيها ما لا يشرع؟
يرجى تفصيل الجواب بكلام كبار أئمة أهل العلم.

السؤال الثالث من الأسئلة الاضافية:
عرف ما يأتي؟
الطيرة لغتا و شرعا، والعين و هل لها تأثير مستقل أم هي بقضاء الله و قدره، و الحسد و هل هو سواء مع العين في المعنى أم لا؟ ثم ما حكم قول القائل سقنا بنوء كذا و كذا؟
الكلام و الاجابة تكون عن أهل العلم الكرام، لكن يرعى الاختصار لتعم الفائدة الجميع (مشاركين و متابعين).
نرجوا ألا تنسونا في ظهر الغيب من صالح دعائكم.
: ما حكم السحر والساحر ؟

جـ : السحر متحقق وجوده وتأثيره مع مصادفة القدر الكوني ، كما قال تعالى : { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ } ، وتأثيره ثابت في الأحاديث الصحيحة ، وأما الساحر فإن كان سحره مما يتلقى عن الشياطين ، كما نصت عليه آية البقرة فهو كافر ، لقوله تعالى : { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ } إلى قوله : { وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } . الآيات .
س : ما حد الساحر ؟

جـ : روى الترمذي عن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حد الساحر ضربه بالسيف » (1) وصحح وقفه وقال العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وهو قول مالك بن أنس ، وقال الشافعي رحمه الله تعالى : إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل من سحره ما يبلغ الكفر فأما إذا عمل دون الكفر فلم ير عليه قتلا ، وقد ثبت قتل الساحر عن عمر وابنه عبد الله وابنته حفصة ، وعثمان بن عفان ، وجندب بن عبد الله ، وجندب بن كعب ، وقيس بن سعد ، وعمر بن عبد العزيز ، وأحمد ، وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله .
_________
(1) ( ضعيف مرفوعا ، صحيح موقوفا ) رواه الترمذي ( 1460 ) ، والدارقطني ( 3 / 114 ) ، والحاكم ( 4 / 360 ) ، والبيهقي ( 8 / 136 ) ، والطبراني في الكبير ( 1665 ) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وقال الآبادي تعليقا على الدارقطني : الحديث أخرجه الحاكم والبيهقي والترمذي ، وفي إسناده إسماعيل بن مسلم المكي ، ا هـ . قال الحافظ في التقريب : وكان فقيها ضعيف الحديث . وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث ، وإسماعيل بن مسلم العبدي البصري قال وكيع : هو ثقة ويروي عن الحسن أيضا ، والصحيح عن جندب موقوف ، ا هـ . قال البيهقي : إسماعيل بن مسلم ضعيف ، وقد ضعف الحديث أيضا الحافظ بن حجر ، والشيخ الألباني .
س : ما هي النشرة وما حكمها ؟

جـ : النشرة هي حل السحر عن المسحور فإن كان ذلك بسحر مثله فهي من عمل الشيطان ، وإن كانت بالرقى والتعاويذ المشروعة فلا بأس بذلك .
س : ما هي الرقى المشروعة ؟

جـ : هي ما كانت من الكتاب والسنة خالصة وكانت باللسان العربي ، واعتقد كل من الراقي والمرتقي أن تأثيرها لا يكون إلا بإذن الله عز وجل ، « فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد رقاه جبريل عليه السلام » (1) ورقى هو كثيرا من الصحابة وأقرهم على فعلها بل وأمرهم بها وأحل لهم أخذ الأجرة عليها ، كل ذلك في الصحيحين وغيرهما .
_________
(1) رواه مسلم ( السلام / 39 ، 40 ) .
س : ما هي الرقى الممنوعة ؟

جـ : هي ما لم تكن من الكتاب ولا السنة ، ولا كانت بالعربية ، بل هي من عمل الشيطان واستخدامه والتقرب إليه بما يحبه ، كما يفعله كثير من الدجاجلة والمشعوذين والمخرفين وكثير ممن ينظر في كتب الهياكل والطلاسم كشمس المعارف ، وشموس الأنوار وغيرهما مما أدخله أعداء الإسلام عليه وليست منه في شيء ، ولا من علومه في ظل ولا فيء ، كما بيناه في شرح السلم وغيره .
ما حكم الكهان ؟

جـ : الكهان من الطواغيت وهم أولياء الشياطين الذين يوحون إليهم كما قال تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ } . الآية ، ويتنزلون عليهم ويلقون إليهم الكلمة من السمع فيكذبون معها مائة كذبة كما قال تعالى : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ }{ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ }{ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي : " « فيسمعها مسترق السمع ، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة » (1) . الحديث في الصحيح بكماله ، ومن ذلك الخط بالأرض الذي يسمونه ضرب الرمل ، وكذا الطرق بالحصى ونحوه .
_________
(1) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، تفسير سورة سبأ ( 4800 ) .
س : ما حكم من صدق كاهنا ؟

جـ : قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } ، وقال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } . الآية ، وقال تعالى : { أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } ، وقال تعالى : { أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى } ، وقال تعالى : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما » (2) .
_________
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 429 ) ، والبيهقي ( 8 / 135 ) ، والحاكم ( 1 / 8 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين ولم يخرجاه ، وصححه الألباني ( صحيح الجامع 5815 ) ، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر .
(2) رواه مسلم ( السلام / 125 ) ، وأحمد ( 4 / 68 ، 5 / 380 ) .
س : ما حكم التنجيم ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } ، وقال تعالى : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } ، وقال تعالى : { وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » (1) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الأئمة » (2) وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم : " ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق " (3) ، وقال قتادة رحمه الله تعالى : خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك فقد أخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به (4) .
_________
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 227 ، 311 ) ، وأبو داود ( 3905 ) ، وابن ماجه ( 3726 ) ، والبيهقي ( 8 / 138 ) وقد سكت عنه الإمام أبو داود وصححه الألباني ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .
(2) ( ضعيف قد يحسن ) وقد روي بمثله وبنحوه عن عدد من الصحابة ، وكلها لا يخلو من ضعف ، وقد بين ذلك الشيخ الألباني في الصحيحة ( 1127 ) وسبقه إلى ذلك الحافظ الهيثمي في المجمع ( 7 / 203 ) وقال : عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم وتكذيب بالقدر وحيف السلطان » . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو لين وبقية رجاله وثقوا ، ا هـ . وذكر الألباني أن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الصحة ، ا هـ .
(3) ( صحيح ) رواه البيهقي ( 8 / 139 ) ، وعبد الرزاق ( 11 / 19805 ) ، وابن أبي شيبة ( 8 / 414 ) ، والدر المنثور ( 3 / 35 ) وسنده صحيح ، رجاله ثقات .
(4) أورده الإمام السيوطي في كتابه الدر المنثور ( 3 / 43 ) .
س : ما حكم الاستسقاء بالأنواء ؟

جـ : قال الله تعالى : { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالأنواء ، والنياحة » (1) وقال صلى الله عليه وسلم : « وقال الله تعالى : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب » (2) .
_________
(1) رواه مسلم ( الجنائز / 29 ) .
(2) رواه البخاري ( 846 ، 1038 ) ، ومسلم ( الإيمان / 125 ) .
س : ما حكم الطيرة وما يذهبها ؟

جـ : قال الله تعالى : { أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « الطيرة شرك ، الطيرة شرك » . قال ابن مسعود وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل (2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك » (3) ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو : « من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا : فما كفارة ذلك ؟ قال : " أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك » (4) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أصدقها الفأل ولا ترد مسلما ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك » (5) .
_________
(1) رواه البخاري ( 5707 ) ، ومسلم ( السلام / 101 ، 102 ، 103 ) .
(2) ( صحيح ) رواه أحمد ( 1 / 389 ، 438 ، 440 ) ، والبخاري في الأدب ( 909 ) ، وأبو داود ( 3910 ) ، والترمذي ( 1614 ) ، وابن ماجه ( 3538 ) ، والحاكم ( 1 / 17 / 18 ) ، والبيهقي ( 8 / 139 ) ، والبغوي في شرح السنة ( 12 / 177 ، 178 ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وسكت عنه أبو داود وصححه الحافظ العراقي وقال الحاكم : صحيح سنده . ثقات رواته ، وأقره الذهبي ، قال الألباني : وهو كما قال . قلت : وهو عندهم جميعا مرفوع ولكن قال الإمام الترمذي : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان سليمان بن حرب يقول : هذا الحديث ( وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل ) قال : هذا عندي قول عبد الله بن مسعود ، ا هـ .
(3) ( ضعيف ) رواه أحمد ( 1 / 213 ) قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف لانقطاعه ، ا هـ . وذكر أن ابن علاثة هو محمد بن عبد الله بن علاثة القاضي ، قال البخاري في الكبير : وهو ثقة يخطئ ، وثقه ابن معين وأفرط الأزدي وغيره في تضعيفه ورميه بالكذب ، ورجح الشيخ شاكر أن ما قاله البخاري : في حفظه نظر ، هو الحق ، ومسلمة الجهني فيه جهالة ، ترجمه البخاري ولم يخرجه وهو متأخر عن أن يدرك الفضل بن عباس .
(4) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 220 ) ، وابن السني ( 293 ) قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح ، قال الهيثمي ( 5 / 105 ) : رواه أحمد والطبراني ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات ، وقد صححه الألباني في الصحيحة ( 1065 ) وقال : قلت والضعف الذي في حديث ابن لهيعة إنما هو في غير رواية العبادلة عنه ، وإلا فحديثهم عنه صحيح كما حققه أهل العلم في ترجمته ، ومنهم عبد الله بن وهب ، وقد رواه عنه كما رأيت ، ا هـ . قلت : وهو في مسند ابن السني .
(5) ( ضعيف ) رواه أبو داود ( 3919 ) ، والبيهقي ( 8 / 139 ) ، وابن السني ( 294 ) وسكت عنه أبو داود . وضعفه الألباني والاختلاف على عروة بن عامر له صحبة أم لا ، قال أبو القاسم الدمشقي : ولا صحبة له تصح ، وذكر البخاري وغيره : أنه سمع من ابن عباس ، فعلى هذا يكون الحديث مرسلا .
س : ما حكم العين ؟

جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « العين حق » (1) ، «
ورأى صلى الله عليه وسلم جارية في وجهها سفعة فقال : " استرقوا لها فإن بها النظرة » (2) ، وقالت عائشة رضي الله عنها : « أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقى من العين » (3) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « لا رقية إلا من عين أو حمة » (4) . وكلها في الصحيح ، وفيها أحاديث غير ما ذكرنا كثيرة ، ولا تأثير لها إلا بإذن الله ، وقد فسر بها قوله عز وجل : { وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ } عن كثير من السلف رضي الله عنهم .
_________
(1) رواه البخاري ( 5740 ، 5944 ) ، ومسلم ( السلام / 41 ، 42 ) .
(2) رواه البخاري ( 5739 ) ، ومسلم ( السلام / 59 ) .
(3) رواه البخاري ( 5738 ) ، ومسلم ( السلام / 55 ، 56 ) .
(4) رواه البخاري ( 5705 ) ، ومسلم ( الإيمان / 374 ) .
 
توقيع ابو ليث
السؤال الرابع الإضافي: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها ؟
ملاحظة هامة ملاحظة هامة ملاحظة هامة.
أقصى مدة للاجابة من اليوم فصاعدا يوم فحسب، و الذي يفوته الركب يفوته الكسب.
هيا لنرى الأن من الأجدر بالجواب المناسب في الوقت المناسب.
اذ إذا جد الجد لن ينفع الهزل.
 
توقيع ابو ليث


س: ما حكم التعاليق من التمائم والأوتار والحلق والخيوط والودع ونحوها؟
جـ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من علق شيئا وكل إليه» (2) . «وأرسل صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت» (3) وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» (4)
_________
(2) (حسن) رواه أحمد (4 / 130، 311) ، والترمذي (2072) ، والحاكم (4 / 216) ، وعبد الرزاق (11 / 17 / 1972) عن الحسن مرسلا، وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي (1691) قال الشيخ البنا في الفتح الرباني (17 / 188) : هذا الحديث لا تقل درجته عن الحسن، لا سيما وله شواهد تؤيده والله أعلم، اهـ.
(3) رواه البخاري (3005) ، ومسلم (اللباس / 105) ، وأحمد (5 / 216) ، وأبو داود (2552) .
(4) (صحيح) رواه أحمد (1 / 381) ، وأبو داود (3883) ، وابن ماجه (3530) ، والبغوي في شرح السنة (12 / 156، 157) وقد سكت عنه الإمام أبو داود، وصححه الألباني وحسن إسناده الشيخ أحمد شاكر ورواه الحاكم (4 / 217، 218) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

----------------------
وقال صلى الله عليه وسلم:
«من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له» (1) وفي رواية: «من تعلق تميمة فقد أشرك» (2) «وقال صلى الله عليه وسلم للذي رأى في يده حلقة من صفر: " ما هذا "؟ فقال: من الواهنة. قال: " انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا» (3) وقطع حذيفة رضي الله عنه خيطا من يد رجل، ثم تلا قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] وقال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: (من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة) (4) وهذا في حكم المرفوع.
_________
(1) (حسن) رواه أحمد (4 / 154) ، والحاكم (4 / 216) وصححه ووافقه الذهبي. قال الهيثمي في المجمع (5 / 103) : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجالهم ثقات اهـ. وفي سنده خالد بن عبيد المعافري، قال الحافظ في التعجيل عنه: ورجال حديثه موثوقون (262) ، وقال المنذري: إسناده جيد.
(2) (صحيح) رواه أحمد (4 / 156) ، والحاكم (4 / 219) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات (5 / 103) وقال المنذري في الترغيب: ورواة أحمد ثقات (4 / 307) وصححه الشيخ الألباني، وصحح له الحاكم اهـ. (صحيحه 492) .
(3) (حسن على الراجح) رواه أحمد (4 / 445) ، وابن ماجه (3531) ، وابن حبان (1410) ، قلت: وقد حسن إسناد ابن ماجه البوصيري، وصحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي، وقد ضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة (1029) والراجح أنه حسن فانظر ما قال.
(4) (ضعيف) رواه ابن أبي شيبة (7 / 375) حديث رقم (3524) وفي سنده الليث بن أبي سليم بن زنيم، قال الحافظ في التقريب: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك اهـ. ويؤيده ما حكاه ابن أبي شيبة عن جرير قوله في الليث: كان أكثر تخليطا، وقال ابن حبان: اختلط آخر عمره، قلت: ثم إن رواية مسلم عنه مقرونة بأبي إسحاق الشيباني.


(أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة)
للشيخ حافظ بن أحمد بن علي الحكمي رحمه الله
 
آخر تعديل بواسطة المشرف:
تنبيه: نظرًا لتوقف النقاش في هذا الموضوع منذ 365 يومًا.
قد يكون المحتوى قديمًا أو لم يعد مناسبًا، لذا يُنصح بإشاء موضوع جديد.

المواضيع المشابهة

العودة
Top Bottom