رد: غمزات ونغزات قلبية...في الحب شؤون
الحلقة السابعة والأخيرة:
بقي على الموعد ساعة، وقلبي يفرفر قلقا ويزقزق فرحة ويهلل مناجاة لربه.. تناقضت مشاعري وتداخلت أفكاري..
ضقت ذرعا بالساعة، ما بك يا ساعة ثقيلة هكذا، يا أثقل من حتى في مواضع شتى تحركي ولا تتثاقلي البتة..
كل شيء جاهز، قالتها والدتي وهي مبتسمة قلقة سعيدة مترقبة..
أخيرا اهتز باب بيتنا بلطف، ثم رن الجرس بنغمة مختلفة رغم أنها معتادة إلا أن اختلاف الحدث يغير النغمات في دواخلنا..
فتح والدي بعد أن صوب طاقيته البيضاء الناصعة..
ورحب بالضيف وأنا متخفية في غرفة الجلوس، أسترق السمع علي أكَون فكرة مبدئية عن الزائر الذي أطال الغيبة وأدمن المشي على البيض سنوات، إلى أن لكزه قربي من الله فكسر البيض وجد المسير إلى البيت..
عادت الساعة إلى حمقها القديم في انتظار نداء والدتي..
شغلت نفسي بالاستغفار وبالدعاء بالخير والثبات..
أخيرا شعروا بي، جاءت والدتي لترافقني إلى البهو..
اختلست النظر فتجمدت مكاني.. وابتلعت الريق في ذهول..
رجل أعرفه تمام المعرفة، نور يشع من وجهه، تمنيته منذ سنوات طويلة، طالما نظرت إليه خفية ودعوت الله أن يرزقني إياه زوجا، تقي نقي أمين قوي العلم والإيمان، نعم هذا من سيأخذ بيدي إلى الجنان بإذن العلي الرحمن..
ضحكَت أعماقي انبهارا وحمدا، إنه إلياس، شقيق صديقتي زينب..
كنا في أول سنة من الجامعة لما رأيته أول مرة يرافق شقيقته، كان معيدا حينها يجهز الدكتوراه في علم الاجتماع..
التصقت بوالدتي ولم أنبس ببنت شفة ولازالت أعماقي تقيم عرسا من الحمد لله والفرح ..
خرج الجميع إلانا..تاركين لنا فرصة للتفاهم والاتفاق..
اكتفيت بالصمت، بينما بدأ هو الحديث..
ولان التواصل رويدا رويدا، وجدنا التواصل سلسا، والأفكار متقاربة، حتى الأحلام متكاملة..
كنت بين الفينة والأخرى أتساءل: معقولة يا ربي نكن بهذا التوافق؟ سبحانك لا مستحيل معك..
مضى كل شيء على ما يرام وتمت الخطبة بفضل الله..
عرفت فيها إنسانا لم أجرأ حتى أن أتخيل مثله زوجا..
إنسان يتقي الله، قوي به، أمين في التعامل معي..
عفيف اللسان، طيب القلب..
استمرت مسيرتي مع الاستغفار حمدا وشكرا على نعمه واستعصاما به في الشدة والرخاء..
بعد شهرين تزوجنا بفضل الله..
وحييت معه حياة رائعة بفضل الله، رزقنا الله ابنتين ..
وها نحن الآن بعد ست سنوات من الزواج، نستمتع بالسعادة وكأنه أول يوم لنا في الزواج..
تذكرت الماضي فسجدت لله سجدة شكر طويلة علها توصل القليل من الشكر والحب لمن ينعم علينا ويمتعنا في كنفه سبحانه ...
