الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

سلام الله عليكم....أحبّتي

هو ..موضوعي الأوّل هنا معكم

أردت أن أعود بكم الى تلك الحقبة التاريخية التي جعلت من الأندلس
دارا للغربة....سكنتها معالم الصليب و غيرت وجه الجمال و الدّين
و الحياة

انّها الأندلس التي وددت أن أقف كما وقف شعراءها يوما
يبكون مجدها الضائع

أتمنى أن يكون لموضوعي هذا صدى في نفوسكم

لكم الشكر...و الامتنان
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

و قبل أن نختم حديثنا عن رثاء المدن الاندلسية بودنا أن نتطرق
الى شاعر آخر بكى مدينته بنفس صادقة لا تقل حسرة و أسى
عن باقي الشعراء ، فيقول الشاعر المجهول في مدينته المرثية
فيا أصدقائي ودّعوها كريمة
أو استودعوها من اليه أمورنا
منازل أبائي الكرام و منشئ
أوّل أوطان غذّاني خيرها
و قرأوا عليها من سلامي تحية
تجددها أصالها و بكورها
ومن خلال هذه الابيات نرى الشاعر يودع مدينته و يقرؤها سلام الوداع
لأنها كانت مرتع شبابه و صباه و من خيراتها تغذى و نمى
و هاهي اليوم تؤخذ منه عنوة دون ان يستطيع الذود و الدفاع عنها
و لم يكتف الشاعر بتخليد مأساة سقوط مدينته التي قتلها رعب الحصار
الذي ضربه حولها الملكان الكثولكيان الى أن سقطت ،و انما يعتزّ
بانتسابه اليها و يعترف بما لها عليه من أفضال، و لكن لا يملك الاّ أن
يودعها بعد أن فقد الأمل في استردادها بتحيات تقطر أسى
ليرحل عنها و قلبه يتمزق ألما ، ويحترق لوعة لفراقها.
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

و مجمل القول أن رثاء المدن الاسلامية في الأندلس له مميزات عديدة
اذ اعتمد الشاعر في رثائه على ظاهرة بارزة هي:
-الدين الاسلامي الذي بامكانه ان يجمع المسلمين تحت راية واحدة
و هو الدين الوحيد الذي باستطاعته أن يمحو هذا الظلم و هذا الجور
و هذا الاضطهاد الذي يعانيه الأهالي ،و هو الوحيد الذي بامكانه رد
الأعداء و صدهم و هو الدين الوحيد الذي بامكانه أن يعيد اليهم وطنهم
و هذا بفضل الجهاد
-الاستصراخ و طلب النجدة ، وقد ارتكز هذا على الأفارقة الذين
تجمعهم بهم صفة العروبة و الاسلام و هاتان الرابطتان بامكانهما
أن تهزّا الأنفس و تلهب الحمم
-التوبيخ: فجل شعراء الأندلس اعتمدوا على هذه الظاهرة و هي توبيخ
الحكام الذين تهاونوا في الدفاع عن الوطن و اتخذوا من اللّهو و البذخ
حياة أبعدتهم عن رعيتهم التي تشردت و قاست الويلات رغم ذلك لم
يحركوا ساكنا .
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

رثــــــــــــــــاء الـــــــــــدول و الــــــــــــــممـــــــــــــالــــــــــــــــــــــــيك

رثاء المدن و المماليك فن برع فيه الشعراء الأندلوسيون لكثرة ما تعرض
له ملكهم من زوال و لما لحق بدولهم من فناء، وهذا اللّون يعتمد في الكثير
من الأحيان على العبرة و العظة و الربط بين الماضي و الحاضر ، أي ماضي الأندلس
و حاضرها.
و الدول التي رثاها الشعراء الأندلسيون هي تلك الدول التي لم تسقط
تحت وطأة الجيوش الافرنجيّة و انما التي سقطت تحت وطأة جيوش
مسلمة وافدة من افريقيا حينا و منطقة من بقاع الأندلس نفسها حينا آخر
حتى غدى حال الاندلس كحال الشهب لا تكاد تلمع في الأعالي حتّى
تتهاوى الى الحضيض.
يقول عمر الدقاق....[ كان بعضهم ليوسّعوا ملكهم و يزيدوا سطوتهم ، ثمّ لا يكون
من جراء ذلك سوى تساقطهم واحدا في اثر واحد تساقط أحجار الشطرنج فوق تلك الرقعة
الدامية.كما لم يكن سكان الحواضر و المدن يحصدون من هذا سوى المحن و الألآم
التي بللت القصائد بالسواد و بللت قوافيها بالدموع]

 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

ماشاء الله على موضوع القيم انا في متابعة
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

ماشاء الله على موضوع القيم انا في متابعة


ألف شكر لمرورك العطر أختاه
جزيل الشكر و الامتنان لمتابعتك القيّمة
مرحبا بك في صفحتي المتواضعة

تحياتي ....أنا نسيم
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

أما الدول التي خلد رثاؤها و ضفرت باهتمام كبير كل من
مؤرخي الأدب و الباحثين هي كل من دولتي بني عبّاد في اشبيليّة
و بني المظفّر في بطليوس و ماردة و كانتا دولتا فروسيّة و نخوة و شجاعة
و أدب و شعر .و تمتاز دولة بني المظفّر عن دولة بني عبّاد بالعلم و التأليف
و قد لقيتا مصرعهما على يدي يوسف بن تاشفين
و سنبدأ حديثنا عن
بـــــــــــــنـــــــــــــي عـــــــــــــــــــــــــــــــبّـــــــــــــــــــــــــــاد

قامت دولتهم في أشبيلية على أنقاض الخلافة الأموية في الأندلس ، وقد أسسها قاضي أشبيلية أبو القام محمد بن إسماعيل بن عباد سنة 414هـ ، الذي تولى الأمور في أشبيلية ، واستطاع أن يدراً عنها الأخطار ، ولكي يوطد دعائم رئاسته ، أظهر رجلا شبيها بهشام الثاني المؤيد الأموي ، ودعا إلى تجديد البيعة له .
توفي القاضي فخلفه ابنه عباد فوسع ملكه ، واكتفى في بادئ الأمر بلقب الحاجب ، لكنه فيما بعد أعلن أن هشام المؤيد قد توفي ، فاستقل بالأمر لنفسه وظل متولياً يدير دفة الحكم حتى توفي سنة 433هـ ، فأعقبه ابنه المعتضد الذي استمر على نهج والده حتى توفي سنة 461هـ ، فأعقبه في الحكم ابنه محمد بن عباد ، الذي تلقب بالمعتمد بالله ، وهو آخر ملوك بني عباد وأكثرهم شهرة وتلقب بالمعتمد بالله ، وقد وفق المعتمد في فتح قرطبة والاستيلاء على جزء من إمارة طليطلة .
اشتد عليه خطر الفونسو السادس ملك قشتالة وليون ن فاستعان المعتمد بيوسف بن تاشفين – زعيم المرابطين – في المغرب ، فقدم يوسف بجيشه وانتصر على الفونسو في معركة الزلاقة المشهورة ، واكتفى ابن تاشفين أول الأمر بنزول المعتمد له عن الجزيرة الخضراء ، لكنه لم يلبث أن خلع ملوك الطوائف ، واستولى على اشبيليه سنة 484هـ ، بعدما قبض على المعتمد وأرسل به أسيراً إلى إغمات ، حيث توفي بالأسر لتنتهي بذلك دولة بني عباد .

 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

قــــــــــــــصة الـأنــــــــــــــدلــــــــــــــــــــــــــــــــــس
الحلقة الــــــــــــــــــــرابعة
متابعة.....ممتعة
https://www.youtube.com/watch?v=GOLAl_DRESQ
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

كان المعتمد بن عباد و هو في منفاه يشتاق الى وطنه الذي أبعد
عنه و هذا كلما رأى طيفا يذكّره به فيحمله الى ذلك العهد فكان
[ أقلّ شيئ يهيّج في نفسه الشوق و يبعث الذكرى و يدفق الشعر]
اذ نراه يقول في احدى قصائده عندما شاهد سرب القطا
بكيت الى سرب القطا اذ مررن بي
سوارح ، لا سجن يعوق و لا كبل
هنيئا لها ان لم يفرق جمعها
و لا ذاق منها البعد عن أهلها أهل
و ان لم تبت مثلي تطير قلوبها
اذ اهتز باب السجن أو صلصل القفل
لنفسي الى لقيا الحمام تشوّق
سواي يحب العيش في ساقه حجل
ألا عصم الله القطا في فراخها
فان فراخي خانها الماء و الظلّ
فالمعتمد في هذه الأبيات يغبط الطير و يحسدها على ما تنعم به من حياة
الطلاقة و الحرية ، اذ لا يكدر عيشها سجن ، و لا ينغص أيامها بعد و لا فراق
و الاّ فأي معنى لحياة كحياته ، ان الموت في رأيه خير منها ...
على ان ابن عباد يسمو الى ذروة المساعر الانسانيه عندما يدعو ربه
أن يصون تلك الطيور في فراخها من كلّ أذى ، و يحفظها من كل سوء
و يجنبها ما حلّ بأولاده من ويلات ، حين مزق الدهر شملهم فقتل ثلاثة منهم و سبيت رابعة
مما جعل قلبه يتقطر أسى و لوعة...

 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

و تمضي الأيام و يأتي العيد الذي هو بالنسبة للكثير يوم للسعادة و الفرح
و تبادل التهاني و الأماني و لكنه عند ابن عبّاد فهو لون آخر لأحزان أخرى
تتجدد بتجدد الأيام التي تمضي متوشحة السواد لا تحمل أدنى بصيص للأمل
و تدخل على ابن عبّاد بناته في يوم عيد فلما رآهن في الأطمار الرّثة و قد
بدت عليهن آثار الفاقة و ما أصابهن من بؤس و شقاء فراح يناجي نفسه
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا
يطأن في الطين ، و الأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكا و كافورا
قد كان دهرك ان تأمره ممتثلا
فردّك الدهر منهيّا و مأسورا
من بات بعدك في ملك يسرّ به
فانما بات في الأحلام مغمورا
و يصف لما الفتح بن خاقان حالة بن عباد في أيامه الأخيرة
فيقول [و لم تزل كبده تتوقد بالزفرات و جلده يتردد بين النكبات
و العثرات ، ونفسه تنقسم بين الاشجان و الحسرات ، الاّ أن شفته منيته
و جاءته بها أمنيته فدفن بأغمات، و أريح من تلك الأزمات ، و عطلت المآثر من حلاها
و أفردت المفاخر من علاها.... ]
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

قصة....الأنـــــــــــــــــــــدلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس
الحلقة الخامسة
متابعة مفيدة
https://www.youtube.com/watch?v=Yj6utp6c4s4
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

لقد كان المعتمد بن عبّاد أوّل من رثى نفسه، و هو لم يصنع
هذا الرثاء على طريقة من يئسوا من حياتهم لمرض عضال
أو أمل ضائع بل كان يرثي دولته حين أمر أن يكتب على قبره
هذه الأبيات و قد أحس بدنو منيته في الأسر

قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ
بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت
بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي
بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا
بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي
بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ
بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي
نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ
مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ
وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ
أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ
كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ
رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ
يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ
تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي
حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً
مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ
وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً
عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ

 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

جزيت خيرا ..:up:

لك الشكر الجزيل الجزيل ..

ولي عودة للمتابعة والقراءة ..:-r

جهد مشكور عليه كثيرا كثيرا ..:up:

وتستاهل تشجيعات وتقييمات كثيرة +++++++++

**********
دمت كاتبا سالما مفيدا.:regards01:
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

جزيت خيرا ..:up:

لك الشكر الجزيل الجزيل ..

ولي عودة للمتابعة والقراءة ..:-r

جهد مشكور عليه كثيرا كثيرا ..:up:

وتستاهل تشجيعات وتقييمات كثيرة +++++++++

**********
دمت كاتبا سالما مفيدا.:regards01:


سلام الله عليكم
ألف شكر للمتابعة و للتشجيع المستمرين
و لا حرمنا من جميل عباراتك الراقية
و من ردودك العطرة

تحياتي....أنا نسيم
 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

من خلال كلّ هذا نلمح روح المعتمد بن عبّاد الحزينة
التي تزين أبياته كيف لا و هو يرثي ذاته التي كانت ذات يوم
بسمة أمل لشعبه و لدولته و كيف لا و هي التي كانت ذات يوم تجوب
الوطن [اشبيليّة] و هي فيعظمتها و سؤددها ، و كيف لا يرثي
يرثي ذاته و هي أيضا دولته التي شيدها و سهر على بناء أركانها
حجرا حجرا و زاوية زاوية ...
يقول المؤرخ الكبير دوزري في كتابه اسبانيا الاسلامية
[لم يتح لملك ما أتيح للمعتمد من رهافة الحسّ و شاعرية النفس و لقد كانت أتفه الحوادث
التي تمرّ به في حياته سرعان ما ترتدي الثوب الشعري، و يمكن أن تصاغ ترجمة حياته
-أو على أيّ حال-حياته الفكريّة من أشعاره ، فهي فيض قلبه الخالص الذي
تنعكس فيه مسرّاته و أحزانه التي كان يبعثها اشراق الشمس الضامية
أو يثيرها تراكم الغيوم ...و لقد ظلت ذكراه أثيرة في النفوس باعتباره
آخر فرع في دوحة أسرة الملوك الشعراء الذين حكموا الأندلس]
لقد كان سقوط عرش المعتمد بمثابة صدمة كبيرة في نفوس المسلمين عامّة
و الشعراء خاصّة كابن اللّبانة و عبد الصمد اذ فقدوا في شخص المعتمد تلك الشخصية
الفذّة و ذلك الحاكم الفارس و الصديق الكريم و الشاعر الماهر و كانوا في تصوير
هذه الصدمة العنيفة أعمق انفعالا و أشدّ اشتعالا
يقول مصطفى الشكعة في كتابه الأدب الأندلسي :[ و لقد نشط الشعر
في رثاء المعتمد أعني في رثاء مملكة بني عبّاد ، بل أنّ كتبا ألفت في رثائهم
فانّ الشاعر أبا بكر الداني المشهور بابن اللّبانة قد ألف كتابين أحدهما
السلوك في وعظ الملوك ضمنه ما قيل فيهم من شعر في رثائهم و البكاء على
مملكتهم ، و الكتاب الثاني الأعتماد في أخبار بني عبّاد و هو كتاب يهتم بتاريخهم
و أخبارهم.

 
رد: الأندلس...سحر...و مجد....مندثر

و كانت المصيبة أكبر من أن يتحملها قلب الشاعر و عاطفته
فلقد رثى ابن اللّبانة دولة بني عبّاد و المعتمد على قيّد الحياة بعيدا عن عرشه
و مملكته ، رثاه و هو في أسره في مدينة أغمات في المغرب ، رثاه و المعتمد في حلّة انسان عادي، كأي سجين يرتكب جريمة و يودع السجن منتظرا تنفيذ الحكم، رثاه و هو انسان بسيط
لا يزينه تاجه و لا تميّزه بزّته الفخمة ، و لا يرفع من مكانته رتبته و لا تحرسه حاشيته
و لكنه يبقى في نظر الشاعر ذلك الملك و ذلك الحاكم و ذلك الفارس الذي يقول فيه:

لكلّ شيئ من الأشياء ميقات
و للمنى من مناياهنّ غايات
و الدهر في صبغة الحرباء منغمس
ألوان حالاته فيها استحالات
و نحن من لعب الشطرنج في يده
و ربما قمرت بالبيدق الشاة
فانفض يديك من الدنيا و ساكنها
فالأرض قد أقفرت و الناس قد ماتوا

نلمح من هذه الأبيات روح الحكمة والعظة فالدهر هو كالحرباء التي لا تثبت
و لا تستقر على لون واحد بل تتعدد ألوانها ،كذلك هو الدهر فهو ذو أوجه
متعددة و متقلبة اذ لا نراه يستقر على أمر واحد و نحن بالنسبة للدهر كقطع من
يلهو بها و يضعها مثلما شاء فتارة يرفعنا الى فوق حتى نبلغ القمم و تارة أخرى
يسقطنا الى الهوّة السحيقة .
كذلك هو المعتمد بن عبّادالذي رفعته الحياة ثمّ أسقطته الى الهاوية
يقول عمر الدقّاق [ و هذه المرثية للملك بن عبّاد الزائل و سعدهم الآفل
انما تنطوي على أنين خافت و حزن دفين، اذ تتضامن فيها نبرة التفجع و رنّة البكاء
و لعلّ مرد هذا النفس الهادئ عند ابن اللبانة انه نظّم قصيدته بعد أمد من الاحاطة بالمعتمد و نهاية ملكه حين لم يكن ذلك الجرح نديّا و حدثا صارخا ، و آنئذ تخمرت الأحزان في نفس الشاعر فغدت انينا مكتوما و جفّت الدموع في عينيه فأصبحت أسى دفينا و هكذا أتيح للذهن الآن
أن يفلسف الألم و أن يكوّن من كل ذلك هذا المزيج المحبب الذي تجلى في أبيات
الحكمة التي علت بشمولها فوق الحدث و نجاوزت حدود الزمان و المكان]
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top