سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..

نزهة الفلاح

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
1 جويلية 2013
المشاركات
1,061
نقاط التفاعل
2,106
النقاط
71

do.php


سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..

وبسم الله نبدأ مع أول قصة حقيقية لفتاة تغيرت حياتها بقوة الله..سأحكيها على لسانها بأمر الله..

اسمي حنان،... خلقني الله وقد حباني بذكاء مميز، لكنه لم يعرف للعبقرية طريقا في محيط لا يعترف إلا بالمظاهر..

ابتلاني الرحمن بإعاقة في الحركة، شلل أطفال كما سماه الطب...

بدأت أكبر وتكبر معي الشتائم من حولي، تقتحم أذناي جهارا نهارا فهذا يقول عرجاء، وهذا يقول مشلولة، وهذا يقول معطوبة وأقلهم ضررا ينظر إلي بشفقة ويقول: مسكيينة ... كان الله في عون والديها..

في يوم من الأيام وأنا في أول سنة ثانوي، كنت في أمس الحاجة لكتاب، وكنت أحرص على دراستي حرصا شديدا رغم أن أهلي لا يعيرون لذلك اهتماما، بل إني أصدم باتهامهم لي بالغباء، ثم يفاخرون بذكائي أمام الناس بشرط ألا أكون موجودة..

يومها كانت رجلاي توجعني جدا، وأحتاج لمن يرافقني مع عكازاي اللذان يحملاني...

طلبت من أخي فعل ذلك، نظرا لأهمية الكتاب واقتراب الامتحان..

فأجابني بما لم أنسه إلى الآن...

يتبع بأمر الله

بقلم: نزهة الفلاح


 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..
الحلقة الثانية:
نظر إلي وعيناه تنطق تذمرا وقال: لا أرضى بالخروج معك..
قلت منصدمة وأنا أرجو ألا يكون قصده ما فهمت: كيف؟ لم أفهم..
قال في حزم: لا تقولي لي أبدا اخرج معي، لا أريد أن يراني الناس معك... وانصرف حتى قبل أن أستوعب الرصاص القابع وراء كلماته...
خرجت لوحدي والدموع تجري مني لا تريد التوقف، وجمرات اللهب تحرق قلبي في صمت وأنا أدعو الله خفية أن يصبرني..
مرت الأيام وتفوقت في دراستي بحمد الله رغم إعاقتي التي كانت سببا غير منطقيا في ألمي وتعامل الناس معي بدونية..
نجحت في الباكالوريا وتفوقت بفضل الله، وعدت فرحة أيما فرحة إلى البيت وكلي رغبة في مشاركة أهلي الفرحة وأن أقتسم معهم نجاحي..
دخلت مع رفيقاي، عكازاي اللذان لا يشتكيان من حملي، وجدت والدتي في المطبخ وإخوتي كل منهم مشغول في شيء...
قلت بأعلى صوتي، لقد نجحت الحمد لله...
نظر إلي أخي الأكبر وكان يومها قد طرد من عمله، وقال في برود: من نجح فقد نجح لنفسه... جيد..
ثم استطرد في تبلد: في كل الأحوال منذ وصلت إلى الدنيا حل الفقر على بيتنا، وكأنه كان يرافقك...
صعقني كلامه والذي أسمعه مرات ولكن كل مرة بطريقة مختلفة وتجمد لساني مكانه... ورغم ذلك حملت عكازاي وغيرت المسار إلى المطبخ نحو والدتي... لعلها تلقي ما يمحو الصاعقة...
لكنها للأسف كررت نفس الكلام بطريقة أخرى...
هذه المرة توجهت إلى غرفتي وأنا أجر خيبتي معي تتعثر بين زوج حذائي الذي يمنع سقوطي ، وضعت محفظتي، وأفرغت جمراتي بين يدي ربي فلا أحد يسمعني سواه ولا أحد يشعر بي سواه..
شعرت بالراحة أخيرا بفضل الله... ورميت كل شيء وراء ظهري وشغلت أناشيد وشرعت أغني وكأن شيئا لم يكن...
بدأ العام الدراسي وبدأ اختيار المجال العلمي والمهني... وصلتني رسالة من عدة مدارس قبلتني للانضمام إلى صفوفها من هندسة وطب وحاسب آلي ... ولأني أعشق الطب.. هرولت بي سيارة الأجرة الصغيرة إلى كلية الطب والصيدلة وأنا كلي شوق لأن أكون طبيبة مختلفة مميزة لخدمة ربي من خلال خدمة عباده والتخفيف من آلامهم بفضله ومنه...
لكني صدمت صدمة عند باب الكلية لم أحسب حسابها قط...
يتبع بأمر الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..
الحلقة الثالثة:
وصلت إلى كلية الطب والصيدلة راجية من الله أن يوفقني فيما أسير إليه.. بلغت بابها بصعوبة بسبب الدرج، لم أكن أعلم أن الكثيرين مما يقفون يراقبونني بنظراتهم...حتى التفت باحثة عمن أسأل..
فلما بلغت الباب، سألت فتاة غير بعيدة، عن الإدارة، فنظرت إلي من حذائي إلى رأسي وقالت بصوت خافت نسبيا: من هنا على اليمين...
ثم استوقفتني بفضول وسألتني بنبرة شممت فيها رائحة سخرية: هل أنت طالبة جديدة؟
فقلت: نعم..
قالت: عجبا !!! لم أكن أعلم أن الكلية تقبل المعاقين، أظنهم سيمانعون عند اختبار كشف الهيئة..
لطمتني المعلومة، ولم يهمني قالب الإهانة الذي قذفت منه، لكن المعلومة نفسها شلت تفكيري.. وانطلقت رغم ذلك للإدارة، فسألت موظفا هناك، وأكد لي المعلومة، لأنه المفروض الطبيب يجب أن يكون معافى ليمارس مهنته..
دارت بي الأرض واستغفرت الله ثم جلست في كرسي قريب ألتقط أنفاسي...
ثم انسحبت إلى بيتنا وأنا أتساءل: لم يا الله هذا الظلم من خلقك؟
دفعت دموعي جفوني لتنسكب بحرارة تعبر عن لهيب يقتحم مشاعري، لكني دفعتها لكي لا تضيع هباء في نحيب على شيء لا أعلم هل هو خير لي أم لا، حتى يحين وقتها بين يدي الله في سجدة أبث فيها شكواي لمن خلقني بهذا الابتلاء وهو يقينا سييسر لي مخرجا منه..
صليت وبكيت وارتحت، ثم شرعت أفكر فيما سأفعل، لا طب يقبلني، وأكيد نفس الشيء بالنسبة للهندسة، إذن ليس لي إلا الحاسب الآلي... ولكن أتراي أحب هذا المجال؟
استخرت الله وسجلت بياناتي في شعبة الحاسب الآلي تخصص برمجة ثم بدأ العام وهنا بدأت أدرك سبب معاناتي، من آية قرأتها، تلاها كتاب قلب كياني... فتغيرت كل حياتي منذ ذلك الأسبوع وبعدها بسنة لم أسمع إهانة قط إلى الآن... فسبحانك ربي يا من وفقتني لذلك...
يتبع بأمر الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..
الحلقة الرابعة:
عدت من دراستي في أول يوم وأنا في قمة الإرهاق النفسي والجسدي، أرهقتني نظرات الناس التي تلاحقني وكأني كائن من الفضاء، غريب مختلف عن أهل الأرض...
صليت المغرب وشرعت في استغفار ربي ليجلو ما في قلبي من شوائب من البشر..
والتساؤل يكبر داخلي: لماذا كل هذا الظلم؟ ما ذنبي أني مشلولة؟ إهانات من أهلي وفي الشارع وفي مكان دراستي، نظرات تقتلني ببطء، لم يا الله؟
بقيت أياما على هذا الوضع، وبدأ يكبر داخلي شعور باقتراب الإجابة، فاجتهدت أكثر في الدعاء،
بكيت بين يدي الله طويلا وطلبت منه توجيهي إلى الإجابة، لأن الموضوع زاد عن حده،
بعدها بأيام، أمسكت مصحفي بين يدي المرتعشتين من الانفعال، وشرعت في قراءة وردي اليومي...
أمرر الآيات وبصيرتي منشغلة مع فكري..
وقعت عيني على الآية: طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) سورة طه
عدت إليها وكأن منبها داخلي اتقد...
فتساءلت بتلقائية: ولم أنا شقية يا الله؟
يقينا ليس العيب في القرآن، إذن مني؟
كيف مني؟؟؟
فاجأني هذا الحوار القصير مع نفسي..، أنهيت وردي وفكري مسيطر عليه هذا الأمر...
شعرت برغبة عارمة في الصلاة في المسجد... فقررت الذهاب إليه في الغد بمشيئة الله..
ورغم صعوبة الوصول إليه لاسيما وأن مسجد النساء في الطابق العلوي، استعنت بالله ثم بالاستغفار ليخلصني من فوبيا السقوط في الدرج...
دخلت وأنا أتصبب عرقا، لكن تسلل شعور رائع بالسكينة لامس شغاف قلبي، أنساني كل تعبي...
أقيمت الصلاة وشرع الإمام في القراءة، وتلا قوله سبحانه:
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
اختلطت داخلي الأفكار أكثر وأكثر وتزعزعت القناعات... كيف من نفسي وشللي لا يد لي فيه؟
وفي غمرة حيرتي، لمحت مكتبة صغيرة غير بعيد، في المسجد، جرني إليها شغفي بالقراءة التي تتيح لي السباحة في عوالم تشغلني عن واقعي... قلبت كتبها المهترئة...و بعد دقائق، أثار انتباهي كتاب يشرح قوله سبحانه:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
تلقفته في لهفة وشعرت بقوة تدفعني من دليل إلى دليل وكأنها رسائل من الله تتوالى... استأذنت القيمة على المسجد لقراءته ووعدتها أني سأعيده بعد أسبوع بأمر الله... ثم وجهت عكازاي نحو الدرج وشرعت في النزول في حذر...
فجأة وعلى حين غفلة مني ولحظة تفكير فيما يشغلني، خانني أحد العكازين ووقعت بين صرخة امرأة أمامي وضربات قلبي المتسارعة التي شعرت معها كأن روحي تخرج من جسدي ، فتشتت القناعات داخلي من جديد وبكيت بحرقة وأنا طريحة الدرج، وسط موسم من الشفقة ودندنات متداخلة لم تشغلني حينها ...
يتبع بأمر الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..

الحلقة الخامسة:

تجاهلت موسم الشفقة حولي، واستندت على عكازاي ثانية مجددة الثقة في الله ثم فيهما، مسحت دموعي وطمأنت من اجتمعن من حولي... ثم عدت إلى البيت.. وحمدت الله أنه لم يصبني شيء سوى بعض الألم الخفيف...

فتحت والدتي الباب، وسألتني ما بي، فقلت لها لا شيء، وانطلقت إلى غرفتي مغلقة كل سبل الحوار معي حتى أفك خيوط الأفكار المتشابكة داخلي والفوضى التي تهز كياني..

قلبت الكتاب بين يدي في شوق لترتيب داخلي، وجدت أني فعلا السبب فيما أنا فيه...كل صفحة تهزني..اكتشفت أني لم أقرأ القرآن من قبل، أنا كنت أمرر الآيات فقط...دون تدبر أو فقه..

فالله تعالى يريد بنا اليسر ويريد أن يخفف عنا، وخلقنا لنسعد أكيد..

وطالما ابتلاني بالشلل فهو اختبار منه سبحانه، إن أحسنت الظن به ورأيته خيرا، كان لي الخير كله، وإن أسأت الظن ورأيته شرا لم أر إلا شرا..

ناهيك عن أن جهل من حولي لا يعني أني ناقصة، مطلوب مني أن أغير نفسي فقط لتكون كما يرضى الله تعالى.. كنت حين أسمع كلاما يقصد منه إهانتي، أبكي وأشعر بالضعف، وأنسى أن ربي كرمني كأي إنسان على وجه البسيطة..

أعبس في وجه الناس وأتهم المجتمع كله أنه ظالم فيزداد ظلمي، والمطلوب مني أن أبتسم وألا أبالي بغيري طالما أني أرضي ربي، فهو من خلقني هكذا إذن أنا هكذا في أحسن حالاتي التي يمكن أن أعمر بها الأرض...

بدأت صفحات الكتاب ترتب أفكاري وكأن الكاتب يضع مجهرا داخلي ويصحح مفاهيمي..

علمني أن تعامل الناس معي أنا السبب فيه، فالناس حين تشم رائحة عدم الثقة في نفسك، تحتقرك أيضا، وهذا عادي لأنك أنت احتقرت نفسك وأنت من أنت أكرم مخلوق وأحب المخلوقات إلى الله..

كان ذلك اليوم أول الغيث في قلب حياتي كلها..

قررت أن أثور على نفسي وأن أعامل الناس بالحسنى وأن أثق في ربي ثم نفسي..

قررت أن أعتني بنفسي، بصحتي وأن أنشغل بعيوبي أصححها ومفاهيمي أراجعها وقناعاتي أعيد تأسيسها...

وبدأت تغيير نفسي لتكون كما أراد الله تعالى... وشققت الطريق نحو السعادة بفضل الله تعالى ثم بفضل الاستغفار الذي اكتشفت أنه هو من كان سببا في فتح الأبواب ونور البصيرة من الله تعالى...

وكان التحدي الأكبر حينها أن أتزوج، على غير ما يتوقع أي أحد حتى أنا قبل يومي هذا..فهذا من رابع المستحيلات...

وبدأت التحدي... وبذل الأسباب الحقيقية نحوه..

فكانت المفاجأة...التي رفعت يقيني إلى درجات عليا لم تنخفض بفضل الله إلى اليوم..ولازالت ترفعني نحو الجمال والروعة بفضل الله...

يتبع بأمر الله

بقلم: نزهة الفلاح

 
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته اختي في الله تتبعت قصتك حرفا حرفا احيي فيك روح العزيمة والنضال وانار الله دربك وحقق كل ما ترغبين فيه انشاء الله صدقيني يستحيل ان ينسي الله ويضيع عبدا استمسك بعروته الوثقي وانت ما شاء الله ايمان وعزم لن يخذلك الله تكفيك نيتك الصالحة والصادقة ورؤيتك للامور حقا الاعاقة اعاقة العقل والقلب ادعو الله الكريم في هذا الشهر العضيم ان يوفقك ويحرصك وينير دربك ويسعد ايامك امين يارب
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته اختي في الله تتبعت قصتك حرفا حرفا احيي فيك روح العزيمة والنضال وانار الله دربك وحقق كل ما ترغبين فيه انشاء الله صدقيني يستحيل ان ينسي الله ويضيع عبدا استمسك بعروته الوثقي وانت ما شاء الله ايمان وعزم لن يخذلك الله تكفيك نيتك الصالحة والصادقة ورؤيتك للامور حقا الاعاقة اعاقة العقل والقلب ادعو الله الكريم في هذا الشهر العضيم ان يوفقك ويحرصك وينير دربك ويسعد ايامك امين يارب

.وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي وتقبل منك
هي قصة صديقة لي وأنقلها بأسلوبي
رضي الله عنك وأوافقك الرأي
تقبل الله دعاءك ورزقك بالمثل وزيادة
بوركت

 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..
الحلقة السادسة:
قررت الثورة على اعتقاداتي وتغيير ما بنفسي، وانطلقت نحو تحديد أهدافي، وكان أول تحدي قررت تحقيقه بقوة الله هو تحدي الزواج..
فاختليت بنفسي أشاورها، ما الذي أحتاجه حقا للوصول إلى ما أريد، والسؤال الجوهري الذي يراودني، هل أنا فعلا أهل لأكون زوجة وأم؟
قضيت الليلة أتقلب في فراشي يشغل فكري ما أنوي السير لتحقيقه بأمر الله...
وانتهى بي المطاف أن علي أن أبدأ فقط وأبحث، ونظرا لأن لي مع الاستغفار قصة دامت سنوات، إذن هو الذي سألازمه لينير الله لي به الطريق ويأتيني بما أسعى إليه...مع بذل الأسباب طبعا والسعي نحوها..
خصصت ساعة يوميا للبحث والقراءة والتعلم... وبدأت أركز بالدعاء والاستغفار..
بعد شهر بدأت أشعر بمعلومات تأتيني دون أن أبحث عنها، وفكري يتطور في هذا المجال،...
بعد شهرين كنت خارجة من بيتنا، تبعني شاب وأصر أن يكلمني وقال بنبرة أحسستها صادقة أنه يريد أن يأتي إلى بيتنا.... تجاهلته وطلبت منه أن يتركني وشأني وأني لا أود الزواج، لم أكن أنا حينها، لا أعلم لم بالضبط، كأني ارتبكت أو أني كنت متفاجئة بهذا الأمر الذي لم يحدث قط... كيف يطلب مني الزواج وأنا مشلولة..وكأن كل القناعات التي رسخها في أهلي والمجتمع طفت من جديد تذكرني أني لست شيئا.. ولا أستحق الحياة..تذكرت في أيام هتلر لما كانوا يطبقون نظرية داروين ويتخلصون من كل إنسان مريض حفاظا على مجتمع قوي..
وكأن كل اليقين الذي بنيته في شهرين هدم في لحظة ارتباك أكدت لي أني لا أثق بعد في ربي كما يجب أن أثق..
عدت إلى البيت، وألغيت برنامجي خارج البيت... وجلست أعيد حساباتي من جديد..
ومرت الشهور وأنا أمضي في دراستي بتفوق بفضل الله، ومصرة على التحدي الذي كنت أغذيه بالقراءة والتعلم والتطور والحاجة إلى الحب المفقود حولي...
إلى أن جاء هو وطرق باب بيتنا، جاء ولازالت لا أصدق كيف جاء...
يتبع بأمر الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..

الحلقة السابعة والأخيرة في أول قصة:


قمت قبل الفجر كعادتي للصلاة، والاستغفار والدعاء، ودعوت ربي وشكوت له ضعفي وطلبت منه القوة والعون وأنا موقنة أنه سيجيبني.. فهو سبحانه من أخبر نبيه أنه قريب يجيب الداعي إذا دعاه.. إذن يقينا هو قريب وعلى كل شيء قدير...



في الصباح ذهبت إلى دراستي وكان كل شيء عاديا... وعدت إلى بيتنا في المساء قبل المغرب..



دخلت وألقيت السلام، شممت رائحة ضيوف، فذهبت إلى المطبخ أتساءل، من عندنا..



وجدت والدتي وأختي تطبخان ووجه والدتي ينطق فرحا ودهشة..



حضنتني بقوة لأول مرة منذ وعيت، لجم لساني الاستغراب..فسكتت..



فأخبرتني أختي أن عندنا زائر مميز لا يأتي كل يوم، زائر غريب يرغب في الزواج بي..



رفرف قلبي سعادة بفضل الله، ولم أجد خيرا من الصمت جوابا..



ذهبت إلى غرفتي ولبست أحسن ما لدي... فلن أقدم مشروبا لأن يداي مشغولتان بالعكازين... ولن أبين شطارتي في شيء سوى أني سأجلس مع والدي والعريس ليراني جيدا ويضبط حساباته..



ارتبك قلبي فطردت انفعاله بالاستغفار، وقويته بالله ثم دخلت..والاستغفار لا يفارقني في سري...



دخل أخي بعد ذلك وعيناه تنطقان انبهارا وقد تفاجأ بعريس وسيم، واضح من سمته أنه غني.. قرأت من كلماته أنه يتقي الله.. فكره راق..



نظرت إلى أخي وكأني أشعر به يقول: ماذا يفعل هذا الرجل هنا، لعله أخطأ العنوان..



لا لم يخطئ العنوان يا أخي، ولكنه جاء بأمر من بيده الأمر..



انتهى اللقاء على خير، وتمت الخطبة بخير بفضل الله...



وكنت ولازلت لا أصدق ( ليس شكا في الله ، حاشا أن أفعل ذلك ) ، وإنما لأنه رزقني برجل فوق توقعاتي بفضله ومنه سبحانه..



تم الزفاف بخير وسط انبهار الأهل والأقارب والجيران، وهناك من كاد يجن من معادلة لم يجد لها حلا، كيف اجتمع هذا الرجل بهذه الفتاة..



لم يعلموا حينها أن المستحيل قناعة في عقولنا فقط، وأن الله على كل شيء قدير ولا مستحيل معه..



وأكرمنا الله بعدها بثلاثة أطفال، وعشت مع زوجي الحبيب أحلى عشر سنوات في حياتي ولازلنا بفضل الله وكأننا تزوجنا البارحة..



فالحمدلله على فضله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى، وصدق سبحانه حين قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا

وما دمنا نتقيه ونرتقي في رحابه، وذلك بفضله وتوفيقه، وما دمنا نحقق معادلة السعادة: الإيمان والعمل الصالح، فهو معنا سبحانه، فاللهم أدم علينا نعمك وكرمك وأنعم علينا بجنانك رفقة حبيبك صلى الله عليه وسلم...
تمت بفضل الله
بقلم: نزهة الفلاح



 
آخر تعديل:

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة الأولى من قصة سلمان :
وبسم الله نبدأ مع ثاني قصة حقيقية لشاب تغيرت حياته بقوة الله..سأحكيها على لسانه بأمر الله..
اسمي سلمان، تخرجت من كلية التجارة وإدارة الأعمال بتقدير جيد، وإحقاقا للحق، نجحت بالغش والتدليس الذي احترفته منذ المرحلة الثانوية، فاستسغت طعمه السهل، وعلمته للكثير من الطلاب والله المستعان..

تخرجت من الجامعة وأنا في قمة السعادة والإقبال على الحياة، ولسان حالي يقول، أخيرا سأعمل وسأستقل ماديا وأتزوج وأكون أسرة، رغم تنبيهي ممن سبقوني أن الحياة واسطة ومحسوبية ولن أعمل إن لم أكن ذو علاقات ثقيلة أو جيب مثقل بالمال، ومن أين لي هذا ووالدي رجل بسيط يبيع النعناع والمعدنوس في سوق الحي، ليأتي لنا بما نسد به رمقنا، ويرش جيبي بمصروف لا يكفيني سوى للتنقل إلى الجامعة.. وأظل طول اليوم بين محاضرة وأخرى وأمعائي تصرخ جوعا وتذمرا على هذا الفقر اللعين الذي يصاحبنا بكرة وعشيا ولا يشعر بأدنى تأنيب أنه ضيف ثقيل جدا وعليه الرحيل إلى الأبد...

بدأت أبحث عن عمل وجهزت طلبا للعمل والسيرة الذاتية، وجهزت حذائي المتواضع للبحث عن عمل محترم يرفعني من هذا الحي الكئيب الذي مللت بيوته القصديرية التي لا تتوفر فيها أبسط شروط الحياة الآدمية..

لبست قميصي وسروالي اليتيمين، بعد أن غسلتهما أمي وكوتهما بمكواة الجارة في غمرة استعجالي وشكواي وملاحظاتي..

خرجت أخيرا إلى وسط المدينة، وبدأت مشوار البحث، أدفع أوراقي فرحا وكأني لا أعلم أن عدد دفعتي فقط ثلاثمائة طالب وطالبة مثلي يبحثون عن عمل..

وفي غمرة بحثي خذلني ووضع جبل هم على كاهلي وهو لا يعلم..


يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة الثانية من قصة سلمان :
في غمرة بحثي عن عمل، وقد وضعت أوراقي في بعض مكاتب المحاسبة وسط المدينة، والسكرتيرات تنظر إلي بطريقة تشعرني بالحقارة والسبب لباسي الذي لا يليق...

سألت نفسي: لم كل هذا الاهتمام بالمظاهر؟

فأجابني حذائي وقد تمزق وفتح فمه كأنه يشمت بي ويشتكي سنوات استخدامه الطوال، ويذكرني أن علي شراء حذاء جديدا...

جررته على استحياء، وأنا أعد الدقائق متى أصل إلى بيتنا، لأستتر من أعين الناس، التي أشعر أنها تقتحم ثقتي بنفسي فتخرمها لتقع محبطة حسيرة..

وصلت البيت، وجدت أمي تطبخ الغداء، سألتني ماذا فعلت، وهل وجدت عملا، فصببت عليها غضبي وصرخت في وجهها وأخبرتها أنها ووالدي السبب في هذا الذل الذي نعيش فيه في هذا المجتمع المقيت..

مرت الأيام وأمي تكافح لتشتري لي حذاء جيدا يليق ببحثي عن عمل..

شهر شهرين سنة، لا جديد، فقررت التجارة بطريفة أخرى عوض انتظار هذه الفرصة التي تنفر مني ولا تريد معرفة طريقي..

ملحوظة: أصف مشاعر سلمان حسب الوضع الذي كان فيه وليس مشاعره الحالية..

يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة الثالثة من قصة سلمان :
ذهبت إلى السوق، أحمل صناديق الخضر، وخبأت شهادة التخرج وقررت نسيانها..

جمعت بعض المال واشتريت صناديق من خضر منوعة أبيعها.. ولو أن الربح قليل إلا أني فضلت الجلوس في السوق على أن تخترق مشاعري نظرات الاحتقار والتنقيص في الشركات..

مضت الأيام تجر بعضها، أنتقل بين المهن، من تجارة الخضر، السجائر، حارس ليلي، في البناء...........

أصبحت السجائر رفيقتي بعد أن كنت أعيب على من يدخنها... أدمنتها ظنا مني أنها ستهدئ أعصابي وتكبح انفعالي وتنسيني همومي التي أثقلت بها كاهلي...

كرهت نفسي ومجتمعي وصرت أتساءل أين الله الذي خلقنا، وهو يرانا نتعذب في بيت صغير وفقر مدقع وبحث مضن عن العمل ولا فرصة ولا بصيص أمل...

ست سنوات من الحيرة والتخبط والتشتت، اسود فيها وجهي ووقعت فيها بعض أسناني بسبب السجائر... واسود معها فكري وحياتي، بت أعيش كالأنعام، أعمل بالنهار لتحصيل لقمة العيش وأنام بالليل كالقتيل من التعب... عطلت تفكيري ونسيت أني درست في يوم من الأيام..

بلدت مشاعري، ونسيت أن للكون إله، بل إني أصبحت أسب الدين جهارا وحتى في رمضان، لا ألقي بالا لما أقول لأني بت أعتبر أن الكون بلا إله...

أخبرتني أمي أني مسحور وأنها ذهبت عند شيخ فقيه وأخبرها أن هناك من وضع لي السحر في دجاجة وربطها ودفنها في مكان بعيد !!

ضحكت بقوة من كلامها وانصرفت، ولكن حين جن الليل تردد كلامها في بالي، لا أعرف لم، المهم أنه سيطر على تفكيري، وأتساءل هل فعلا يمكن أن يكون كل هذا ' العكس' والأبواب المقفلة من حسد أوسحر؟

مر شهر وقد تهت أكثر وأكثر حتى جاء من صفعني بمقترح فتح لي الأبواب كلها رويدا رويدا...


يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة الرابعة من قصة سلمان :
تخبطت مشاعري وأنا أتساءل عن الدجاجة التي حملت سري معها إلى مكان بعيد، ما ذنبي سوى اني درست وتفوقت والحياة عاندتني وأصرت على إذلالي وقفل كل أبواب السعد في وجهي..

ارتعدت فرائصي من الخوف لأول مرة منذ زمن بعيد، وقد لازمتني أحلام تطاردني فيها الدجاجة والجن والأحلام السوداء..

وفي مرة وأنا في المقهى شارد أمام مباراة لكرة القدم..دخل زميل قديم لي في الدراسة، فتصافحنا وتجاذبنا أطراف الحديث حتى اهترأ وبات مكررا مشبعا بالشكوى والهموم ...

فقال لي: ما دمت متأكد أنك مسحور، لم لا تجرب قراءة سورة البقرة شهرا مثلا؟، فهي دواء للسحر وشفاء لما في الصدور..

نظرت إليه في تشاؤم وقلت: ما بي لا دواء له، يبدو أني سأعيش وأموت وأنا في هذا الهوان..

نظر إلي في استغراب وقال: استغفر ربك يا رجل، وهل هناك مستحيل مع من هو على كل شيء قدير...لقد رأيت أناس كانوا أسوأ منك حالا، وهداهم الله للاستغفار وقيام الليل وتدبر القرآن والصدقة ولو بالكلمة الطيبة، فانقلبوا إلى أفضل حال وصاروا من المتقين السعداء بفضل الله..

صمتت وكتمت ما يجول في خاطري أني لم أعد أؤمن أن للكون إله..

انصرفت إلي بيتنا واختليت بنفسي أراجعها، هل أجرب سورة البقرة، أم أنه لا حل لي ..

وكيف أقرأ القرآن وأنا لا أسجد ولا أركع منذ سنوات طوال...

انتصرت على وساوسي بعد صراع ليلة كاملة وقررت قراءة سورة البقرة يوميا حتى لو لم أصلي، أجرب وأرى، وما يدريني لعل الأيام تكشف لي حقيقة الأمور...

مر أسبوع، لم يظهر لي شيء، أسبوعين، لا شيء، قلت في نفسي، أكمل شهرا، إن رأيت ما يستحق كان بها، وإن لم أر، فلا شيء يستحق الحياة، سأنتحر وأتخلص من هذه الحياة المقيتة التي لا تزيدني سوى تعبا ورهقا يوما بعد يوم...

فكان ما لم أتوقعه قط ولم أحسب حسابه..


يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..
الحلقة الخامسة من قصة سلمان :
أقرأ سورة البقرة وأنا أمر على الآيات سريعا أكاد لا أراها ولا أفقه ما أقول، المهم أني أقرأ لينفك رباط الدجاجة فتفك معها وثاق توفيقي ونجاحي وتطلق سراحه...
بدأت أشعر بانشراح في الصدر أحيانا لم أشعر به منذ سنوات طوال، جعلني أقرر استكشاف هذا الكتاب بين يدي، وبدأت أقلبه وكأني لم أره يوما قبل ذلك ولم أحفظ منه آيات وسور في الصغر..
وفي ليلة مقمرة وأنا على السطح مع سيجارتي نتسامر وقد شاب رأسي من التفكير... شعرت برغبة جارفة في الدعاء، فقلت في نفسي من أدعو، فرفعت يدي وقلت: يا من يقولون أنك إله الكون ومليكه، إن كنت حقا إلها فدلني عليك، وأعطني آية تصلح بها حالي، وإن كنت وهما فلا أطلب منك شيئا..
ثم خلدت إلى النوم وكأني لم أقل شيئا،..
وفي الغد وأنا ذاهب إلى العمل، مررت بجانب دكان يخرج منه صوت القرآن، لم أركز، لكن استوقفتني آية حيرتني:
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31) سورة الشورى
كيف بما كسبت يدي؟ وماذا فعلت وما ذنبي لأعيش في هذا الضنك والأزمات؟
تشابكت خيوط التفكير داخلي...فرميت كل شيء وراء ظهري وانصرفت إلى عملي...
وفي غمرة العمل، تذكرت أني دعوت البارحة، فهل هي رسالة من إله الكون؟ وأطرقت مفكرا...ثم قلت في نفسي: لعلها أحاديث نفس،ووسوسة لا علاقة لها بما أبحث عنه، هذا ما تعلمته من بعض كتب علم النفس التي كنت مولعا بمطالعتها أحيانا في مكتبة الجامعة...
ثم شعرت أن شيئا ما يدفعني في هذا الاتجاه، وقررت البحث عما يشفي صدري ويريني الطريق...
سنوات شبابي تتفلت من بين يدي، لا عمل مستقر، ولا أسرة ولا حياة...
تذكرت صديقا قديما كان يدرس معي في الثانوية، والتحق بكلية علم النفس، أأستشيره أم ماذا أفعل؟
وجعني رأسي من التفكير، فقررت حسم أمري وزيارة هذا الصديق في بيتهم، آملا أن أجده بعد كل هذه السنوات..
لم أكن أعلم أنه سيصفعني صفعات متتالية تمخض حياتي كلها وتجعلني أولد من جديد...
يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة السادسة من قصة سلمان :


زرت صديقي في بيتهم، فدلني والده على عيادته وأعطاني رقم هاتفه، اتصلت به فشعرت بالسرور يقفز من صوته.. وطلب مني زيارته...


ذهبت في الموعد، فوجدته كريما بشوشا بي مرحبا ومسرورا، عرفت من أخباره أنه مستقر في عمله وتزوج ولديه طفلين... اشتعل قلبي نارا وقلت في نفسي: كل الناس تغيرت حياتها إلا أنا، لازلت أعيش في قبر الفقر والبؤس..


وبعد الدردشة الطويلة والإنصات الجيد الذي غمرني به صديقي أمين...أخبرته أن لدي أسئلة كثيرة تحيرني وأود الإجابة عنها بعلم النفس، ولم أخفي عنه أبدا أني لا أؤمن بإله، ابتسم على عكس ما أتوقع، وقال في هدوء: هذا طبيعي..


تساءلت في استغراب:بمعنى؟


فقال لي في هدوء وطمأنينة أشعر بها تنتقل إلي من جوارحه الهادئة وصوته المطمئن في وقار يشعرك أنه شخص لا مشاكل لديه ولا خوف ولا قلق: للحياة معادلات حازمة لا تقبل الترقيع، إن لم نطبقها كما ينبغي اختل توازننا وشككنا في كل شيء حتى في أنفسنا..


ثم نظر إلي في ود وكأنه قرأ ما يجول داخلي: أتقبل أن تكون زبونا لي، بالمجان؟؟؟


جحظت عيناي فرحا وكأني وقعت على الكنز الذي أبحث عنه، وقلت في نفسي: أخيييرا وجدت من يجمع شتات نفسي وينهي حيرتي..وبالمجان؟ يالها من فرصة..


اعتدلت في جلستي وقلت: طبعا موافق، شكرا لك..


فقال مبتسما: إذن بسم الله فلنبدأ الآن...تفضل، كلي آذان صاغية..


طويت كتفي إلى الأمام وقوست ظهري وقلت في حزن بالغ: أكبر مشاكلي وأكثرها تعقيدا: فقري وقصر يدي وقلة حيلتي...وما زاد الطين بلة، أن أمي أخبرتني أن أحدهم سحر لي في دجاجة وربطها ودفنها في مكان بعيد ولن يصلح حالي حتى تفك الدجاجة..


ضحك الدكتور أمين بقوة، فاستوقفته غاضبا: من فضلك لا تضحك، فالسحر حق..


فقال في هدوء كنت أحسبه برودا: السحر حق والله ليس حقا؟؟؟ يا سلمان، السحر لا يوقف قدرة الله وهو وهم يعيق الإنسان من الوصول لأهدافه...


وبالمنطق، ألست خريج تجارة واقتصاد؟ لنحسبها بالعقل يا رجل:


دعنا نفترض أن كلام والدتك صحيح، دجاجة مدفونة، هل سيتركها الدود في سلام؟ لقد فك وثاقها الدود بل إنه أحالها ترابا هو وجيش عرمرم من الكائنات المجهرية... فهل هذا يقبله عقل سوي؟؟


لجم المنطق لساني وشل عقلي، وما إن بدأت أستفيق حتى قال:


وعلى فكرة الفقر جريمة يرتكبها الإنسان في حق نفسه فيسمى فقيرا...


قلت في دهشة: ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


قام من مكانه واقترب مني وقال: من هنا ننطلق يا بطل..


يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة السابعة من قصة سلمان :
قال الدكتور أمين: دعنا يا صديقي نستمر في المنطق، ماهو سبب الفقر؟ أليس غياب المال؟ وماهو المتحكم في المال عالميا؟

قلت بسرعة: اليهود...

ابتسم سلمان وقال: دعك من نظرية المؤامرة التي غمستنا في الوحل... اليهود لا يتحكموا في شيء، إن الحكم والملك إلا لله سبحانه... لكن دعك من هذا طالما لا تؤمن.. أخبرني ما المتحكم في الدولار؟

خرس فكري وخرست معه للحظات مكتشفا حقيقة أني خريج تجارة واقتصاد على الورق فقط...

قال في هدوء وكأنه يخرجني من المأزق الحرج: الذهب يا سلمان، ولعلك تتساءل ما علاقة هذا بالفقر وكلامنا؟

علاقته وطيدة يا صاحبي، الذهب مصدره بطن الأرض، والأرض لم تخلق نفسها، ومالكها وضع شروطا ليكون الإنسان غنيا...إن طبقتها صرت غنيا وإن لم تطبقها لن تصير ولو فعلت ما فعلت...

وهذا هو سبب فقرك يا صديقي، العيب ليس في إله الكون، العيب في جهلنا بقوانين الكون والسنن التي وضعها له ليسخر لنا ويكن بين أيدينا، وعوض أن نتحكم فيه، ندخله إلى قلوبنا فيملكنا وحينها تتضارب أمامنا المفاهيم وتهتز القناعات فنتساءل: أين الله، ونكفر به على غير تبين أو تبصر... لهذا أخبرتك أن ما أنت فيه طبيعي...

أشرت إليه بالمتابعة لأني أحاول الاستيعاب..

أمامك طريقان يا سلمان، إما طريق اليهود أو طريق المؤمنين...

قلت: بمعنى؟

قال: اليهود أغنياء ومعروفين بالمال والذكاء والتجارة والتحايل أيضا، اليهود يا صديقي عملوا وحفروا في الصخر وتعذبوا واضطهدوا وتحدوا واشتغلوا لكي يصنعوا لأنفسهم مكانا، فهل يضيعهم الله؟ لا طبعا، فهو وعد من أرد الدنيا أن يعطيها له، وشرط الدنيا العمل والكد وإنتاج الأفكار والإبداع...

والطريق الثاني فيه بنود نناقشها الجلسة القادمة بأمر الله، لأني أرى أنك تعبت، وهذا الأمر يحتاج ذهنا وقلبا متيقظين..

ودعته والشتات يلتهم مشاعري... وأنا أتساءل: ما الذي فعله والدي ليكون فقيرا، فهو يصلي ولم يفوت الفجر منذ ثلاثين سنة وأكثر...


 

سندويشات قلبية.. مع قصص حقيقية لحياة هنية..


الحلقة الثامنة من قصة سلمان :
دلفت إلى بيتنا وأنا تائه عن باب نفسي وأفكاري تزنُّ كالبعوضة المحبوسة في غرفة مظلمة، أشعر بشتات يسحب كل طاقتي، أصابني صداع الرأس، فخلدت إلى النوم، لعلي أمتطي جواد الهدوء فيريح فكري وقلبي... لكن أحلامي فضحت ما بي وشوشت ما بقي من باحات فكري..

مرت يومين واقترب موعدي مع أمين، ومشاعري على أحر من الجمر للتخلص مما أعانيه من شرذمة وتشتت..

أخيرا تلطف بي الزمن وحان وقت اللقاء، استقبلني صديقي بابتسامته المعتادة، وما إن جلست حتى خارت قواي، وانهرت بالبكاء كالطفل الوليد...لم أعد أفهم نفسي، هل أبكي لأني لا أفهم؟ أم أبكي من الكآبة والبؤس اللذان ألفاني فصاحبا قلبي على غير تشاور معي...أم ماذا؟؟

نظر إلى الدكتور أمين وكأنه يقرأ ما وراء وجهي ولغة عيناي وجسدي...

فقال لي مطمئنا: لا تقلق يا سلمان، الشتات لن يدوم طويلا بأمر الله..

اهدأ قليلا وتفضل أفرغ ما بجعبتك.. وثق أن الشتات مع الاستعداد للوصول إلى الحقيقة، هو البداية القوية لوصول جيد، وطالما عقلك يعمل، فلن تضل وستجد الطريق بقوة الله...

شربت كوب ماء قدمه لي أمين وشرعت أحكي له عن تفاصيل حياتي منذ صغري، وكيف عانيت الفقر والجوع والحرمان حتى من الاهتمام، كيف كان سلاحي الصمت لكي لا أبين لأحد أني أغلي من نظرات الطلبة لملابسي واحتقاري، للتعامل معي بدونية، لتملصي من استضافة زملائي في بيتنا، والكثير من الأحداث التي أفرزت تساؤلات من قبيل: أين الله، لماذا كتب علينا الفقر ولم يكتب علينا الغنى، لماذا يفرض علينا مشيئته... كيف أعبده وهو يميز بيني وبين غيري ويفضل بعضا عن بعض..

كل هذا والدكتور أمين يستمع إلي وينصت في هدوء ويسجل بين الفينة والأخرى نقاطا تهمه..

انتهيت بعد ساعة أو يزيد...وأنا مستغرب صبر هذا الرجل معي، وإتقانه عمله كأني أدفع له مالا وأكثر، وكيف يتعامل معي وكأني زبون من العيار الثقيل...

قطع خواطري بصوته الهادئ الرزين... وقال: دعنا نتعرف معا على سنن ومعادلات الكون التي وضعها الله تعالى بدقة، فإن كنت تطبقها وأنت في هذا الحال، فالخلل أكيد في العالم الخارجي، وإن لم تكن تطبقها، فلنتفق على السير فيها لتعلمها والخروج مما أنت فيه بحول الله...

وقبل التطرق للمعادلات، سأحكي لك قصة صغيرة نبني عليها القادم...

كان هناك رجل يبحث عن بيت للإيجار، وبعد بحث طويل وجد بيتا جميلا مرتبا مأثثا بأثاث جميل، كان سعره في المتناول لكن صاحب البيت كانت له شروط: أولها أن البيت أمانة وعليه الحفاظ عليه، ثانيا مقابل عنايته بالبيت سيتكلف هو بشراء الطعام وكل مستلزمات الحياة له... ثالنا أن يشكره كل يوم على ما يقدمه له، فإن لم يفعل، سحب اتفاقه وطلب منه الخروج من البيت وقطع عنه الطعام وكل شيء...

وافق الرجل وتعاقد مع صاحب البيت..واستمر على وعده شهرا، ثم بدأ يألف النعم هو وأسرته ونسي شكر الرجل وتبلد إحساسه، مرت الأيام وصاحب البيت على وعده لكن المستأجر أخلف وعده.. وفي يوم من الأيام عاد من عمله فوجد البيت بدون ماء أو كهرباء، ولا طعام ولا أي شيء مما وعده به صاحب البيت، نام من التعب ولم يركز رغم إصرار زوجته وأولاده وشكواهم...

مر أسبوع والرجل يستحي من أن يكلم صاحب البيت، فاتسخ البيت وعمته الفوضى وصار كئيبا...

في اليوم التالي، وصله قرار إفراغ من المحكمة، والسبب أنه أخل بالاتفاق..

غادر الرجل وأسرته وندم كثيرا لكن بعد فوات الأوان، فهل صاحب البيت ظالم؟

قلت في حماسة: لا طبعاـ بل المستأجر هو الظالم..

فقال أمين مبتسما: فلم تشتكي الظلم وأنت الظالم؟

اعتبرت كلامه إهانة، فقمت من مكاني دون أن أنبس ببنت شفة..

لم يمنعني.. ولكنه قال لي وأنا تارك غرفته ورائي: فكر في كلامي جيدا وأنا في انتظارك...

خرجت مغاضبا وقررت عدم العودة...

ملحوظة: لا أقصد الإطالة ولكن الأحداث فيها مفاتيح مهمة


يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح
 
ما أطعم هذه السندويشات وما املحها متقنة وصفاتها ، جاءت قبلها مقبلات تفتح الشهية ، أكلت منها بنهم فضيع ولم اشبع وصرخت هل من مزيد ، فيها البهارات والمطيبات ،
وانا اقرأ لنزهة الفلاح اشعر كأني اقرأ في الف ليلة وليلة ، قصة بداخل قصة كما يقول الشعر الشعبي العراقي ( دق باب الشعر تنفتح منه ابواب وكل باب الي تدقها تشوف الف كتاب ) غاية في الروعة ، ابداع متناهٍ - نزهة الفلاح - ارجوك زيديني انا لا أمل ولا أكل طماع لااشبع مما تكتبين رغم انك تنهلين من بحر لاينضب مداده الا انني احببت ان اسجل بعض الملاحظات على اخطاء املائية ربما وقعتي بها لأسباب طباعية او بسبب السرعة

( تزنُّ كالبعوضة ) والصح تطن فكلمة تزن هي كلمة عامية أصلها تذن والمصدر طنين وليس هناك شي اسمه زنين
(مرت يومين) والصح مر يومان
(وانهرت بالبكاء ) والصح وأجهشت بالبكاء
(ولغة عيناي ) والصح ولغة عيني لأن العينين هنا مضاف اليه والمضاف اليه مجرور وجر العينين لابد ان يكون بالياء وليس بالالف
( نظرات الطلبة لملابسي واحتقاري) والصح ان نقول احتقارهم لي او تحقيري
(مأثثا ) والصح مؤثث
 
ما أطعم هذه السندويشات وما املحها متقنة وصفاتها ، جاءت قبلها مقبلات تفتح الشهية ، أكلت منها بنهم فضيع ولم اشبع وصرخت هل من مزيد ، فيها البهارات والمطيبات ،
وانا اقرأ لنزهة الفلاح اشعر كأني اقرأ في الف ليلة وليلة ، قصة بداخل قصة كما يقول الشعر الشعبي العراقي ( دق باب الشعر تنفتح منه ابواب وكل باب الي تدقها تشوف الف كتاب ) غاية في الروعة ، ابداع متناهٍ - نزهة الفلاح - ارجوك زيديني انا لا أمل ولا أكل طماع لااشبع مما تكتبين رغم انك تنهلين من بحر لاينضب مداده الا انني احببت ان اسجل بعض الملاحظات على اخطاء املائية ربما وقعتي بها لأسباب طباعية او بسبب السرعة

( تزنُّ كالبعوضة ) والصح تطن فكلمة تزن هي كلمة عامية أصلها تذن والمصدر طنين وليس هناك شي اسمه زنين
(مرت يومين) والصح مر يومان
(وانهرت بالبكاء ) والصح وأجهشت بالبكاء
(ولغة عيناي ) والصح ولغة عيني لأن العينين هنا مضاف اليه والمضاف اليه مجرور وجر العينين لابد ان يكون بالياء وليس بالالف
( نظرات الطلبة لملابسي واحتقاري) والصح ان نقول احتقارهم لي او تحقيري
(مأثثا ) والصح مؤثث

بارك الله فيك أخي الكريم، هذا من فضل الله وليس مني ثم بفضل أصحابها الذين تكرموا بسردها بتفاصيلها ليستفيد الناس منها، جزاهم الله خيرا
أما عن الأخطاء الإملائية حقا جزاك الله عني كل خير، هي بسبب السرعة للأسف لأن هناك من يتابع القصة عبر الفيسبوك وينتظرها، مما يجعلني أسرع غفر الله لي، ليس عندي مجال لتصحيحها هنا، لكن سأصححها عندين جزاك الله كل خير أخي الكريم وتقبل منك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top