تأمُّلاتٌ في آياتٍ .. ۩۞ سُورةُ آل عِمران ۩۞ ~

Nilüfer

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
15 أكتوبر 2011
المشاركات
11,103
نقاط التفاعل
16,877
النقاط
351
السلآم عليكم ورحمة الله تعالى وبركآته

تأمُّلاتٌ في آياتٍ .. [ سُورةُ آل عِمران ] ~





﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ 2. في هذه الآيةِ توحِيدٌ للأُلُوهِيَّةٌ
وتوحِيدٌ للأسماءِ والصِّفات.


﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾ 5.
فإنْ استترتَ عن أعيُن الناسِ؛ لِتَعصِيَ رَبَّكَ، فاعلَم أنَّه سُبحانه مُطَّلِعٌ عليكَ،
ولا يَخفَى عليه شيءٌ من أمركَ. فإنْ كُنتَ تستحيي من الناس أن يَرَوكَ
على مَعصيةٍ، فاللهُ سُبحانه أحَقُّ مَن يُستَحيَى منه.


﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ 6. فاللهُ سُبحانه
هو الذي يَخلُقُ الجنينَ في بَطنِ أُمِّه، ويَعلَمُ نَوعَه ذكرًا كان أم أُنثى،
وحَسَنًا أم قبيحًا، وشَقِيًّا أم سَعيدًا. وفي الحديث: (( إنَّ أحدَكُم يُجمَعُ خَلْقُهُ
في بَطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا، ثمَّ يَكونُ في ذلك عَلَقةً مِثلَ ذلِكَ، ثمَّ يَكونُ مُضْغَةً
مِثلَ ذلِكَ، ثمَّ يُرسَلُ المَلَكُ فيَنفُخُ فيهِ الرُّوحَ ويُؤمَرُ بأربعٍ كلِماتٍ: بكَتبِ رِزْقِهُ
وأَجَلِهُ وعَمَلِهُ وشَقِيٌّ أو سَعِيدٌ ))
رواه البُخاريُّ ومُسلِم.


﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ﴾
10، فمهما جَمَعَ الكافِرُ من مال، ومهما بلَغَ
عَدَدُ أولادِه، فلن يَنفعُه من ذلك شيءٌ في الآخِرة، ولن يستطيعَ أن يفتدِيَ بهم
ويُنقِذَ نَفسَه من النار، واللهُ تعالى يقولُ: ﴿ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ
يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴾
الزمر/47. وليس هُناكَ ظُلْمٌ أعظَم من الكُفْر.


﴿ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ 13. فخُذ بالأسباب، وافعَل ما يكونُ سببًا
في تأييدِ اللهِ لكَ من طاعاتٍ، وانصُر دِينَه باتِّباعِهِ والاستقامةِ عليه والدَّعوةِ
إليه، يَنصُركَ الله، ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾ محمد/7.


﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾
14.
فزُيِّنَ للناسِ حُبُّ الشَّهَواتِ الدُّنيويَّة، وما ذُكِرَ في الآيةِ منها أعظَمُ هذه
الشّهَواتِ؛ فتَجِدُ الرجلَ يُحِبُّ زوجتَه وأولادَه، وقد يتزوَّجُ بأكثر من امرأةٍ،
ويُريدُ أن يكونَ عنده عَدَدٌ كبيرٌ من الأبناء، ويَعملُ ويَكدحُ لِيَجمَعَ المالَ.
وتَجِدُ صاحِبَ الخيلِ يُحِبُّها ويَعملُ على تكثيرها وزيادة عَددها. ولكنْ من الناسِ
مَن جعلَ هذه الشَّهَواتِ مقصودةً لذاتها، فكانت سببًا في شقائِهم، ومنهم مَن
جعلوها وسيلةً للطاعةِ يتقرَّبونَ بها إلى رَبِّهم سُبحانه، فكانت سببًا في فلاحِهم.
وكُلُّ هذه الشَّهَوات متاعٌ زائِلٌ، ﴿ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ ، فتمتَّع به كيفما
شِئتَ، لكنْ لتعلَم أنَّكَ راحِلٌ عنه وتاركُه، أو هو زائِلٌ عنك، إلَّا إذا جعلته مَعبرًا
للآخِرة، وتقرَّبتَ به إلى رَبِّكَ سُبحانه. ﴿ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ﴾ ، فاعمَل
ما ينفعُكَ في آخِرتِكَ، ويُقرِّبُكَ إلى رَبِّكَ؛ لتنالَ ما عنده من أجرٍ وفضل.


﴿ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ﴾
15. ألَا تعملُ لهذا أخي؟! ألَا تكونُ
من المُتَّقينَ الفائزينَ بالحُور العِين ورضوان رَبِّ العالَمين؟! ﴿ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
16. فقُل: آمنتُ
باللهِ، واستقِم على دِينه، تفُز بما عِندَه سُبحانه. ﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ
وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾
17. فاصبِر على طاعةِ اللهِ
وافعلها بنَفسٍ مُحِبَّةٍ طائِعةٍ راضيَة، واصدُق في حُبِّكَ له وفي طاعتكَ، وفي
قولِكَ وفِعلِكَ، وأنفِق ولا تبخَل بمالِك، وأخرِج زكاتَه إنْ بلَغَ النِّصابَ وحالَ
عليه الحَوْلُ، واستغفِره سُبحانه، خاصَّةً وقتَ السَحَر، فهو مَظِنَّةُ الإجابة.


﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ 19، فالإسلامُ هو الدِّينُ المقبولُ عند اللهِ،
والنَّاسِخُ لِكُلِّ ما سبقه من شرائع، وصاحِبًه هو الفائزُ بالجِنان، النَّاجِي من
النِّيرانِ بإذن الله.

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
26.
فكَم من صاحِبِ مُلْكِ ذَهَبَ مُلْكُه، ورُبَّما تملَّكَه غيرُه! وكَم من عَزيزٍ ذَلَّ!
وكَم من ذليلٍ عَزَّ! وكم من غنِيٍّ افتقر! وكَم من فقيرٍ اغتنَى! فلا يَغُرنَّكَ
أيُّها الإنسانُ ما أنتَ فيه من مُلْكٍ وجاه، فقد يَزولُ في لَحظةٍ بقُدرة الله.
ولا تحزَن أيُّها الفقيرُ الكَسير، فاللهُ قادِرٌ على أن يُبدِّلَ حالَكَ ويرزُقكَ
من حيثُ لا تحتسِب.


﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 28.
نَهَى اللهُ تعالى عن مُوالاةِ الكُفَّار؛ وتكونُ مُوالاتُهم بمَحبَّتِهم، ونُصرتِهم،
والاستعانةُ بهم في الأمور التي لا يُستعانُ فيها إلَّا بالمُسلمين، وكذلك
بمُشاركتِهم أعيادهم، وتهنئتهم بها. والمُوالاةُ لا تكونُ إلَّا للمُؤمنين.


﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ 29.
فاللهُ سُبحانه يَعلَمُ كُلَّ شيءٍ، في السَّماءِ كان أو في الأرض، ويطَّلِعُ عليكَ،
ويَعلَمُ ما تُسِرُّه وما تُعلِنُه، فطَهِّر قلبَكَ، وأسِرّ الخيرَ دائِمًا، واعمَل به.
ولا تُفكِّر إلَّا في الخير، وفيما يعودُ عليكَ بالنَّفع.


﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ
لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾
30، ذلك يوم القيامة، يوم الحِساب، فإنْ
عملتَ الخيرَ في الدُّنيا، فرِحتَ به في الآخرة، وإنْ عملتَ السُّوءَ والشَّرَّ،
تمنَّيتَ أنْ لو ابتعدَ عنكَ، وتحزن لذلك. فاعمل الخيرَ، فما زِلتَ في دار
العَمل، وبادِر بالصالحاتِ قبل الممات.


﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ 30؛ أيْ: يُخَوِّفُكم عِقابَه. فهل تَحَرَّكَ قلبُكَ أخي؟!
ألَا تخشى عِقابَ اللهِ إنْ عَصيتَ؟! ألَا تتَّقِي وتَحذَر؟! فإنْ كان اللهُ غفورًا رَحيمًا
لِمَن أطاعه والتزم شرعَه، فإنَّه شَديدُ العِقابِ لِمَن خالَفه وعَصَى أمرَه.


هل تُحِبُّ اللهَ حقًّا؟ هل تُريدُه سُبحانه أن يُحِبَّكَ؟ كُلُّنا يدَّعي المَحبَّة، لكنْ
المَحبَّة الحَقَّة في الاتِّباع، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾
31. وإنْ أحبَّكَ اللهُ، غَفَرَ ذنبكَ. فهل أنتَ في غِنَىً
عن حُبِّ اللهِ؟! وهل أنتَ على هُدَىً إنْ لم تَتَّبِع سُنَّةَ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم؟!


قال عيسى بن مريم لبني إسرائيل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ﴾ 51.
فكَذَبَ مَن قالوا إنَّ اللهَ هو المسيحُ بن مريم، وكَذَبَ مَن قالوا إنَّ اللهَ ثالِثُ ثلاثة.
تعالى اللهُ عَمَّا يقولُ الظَّالِمون عُلُوًّا كبيرًا.


﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا ﴾
55. فكَذَبَ مَن قالوا إنَّ المسيحَ صُلِبَ.


﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ 97.
فالحَجُّ فَرضٌ على كُلِّ مُسلِمٍ بالِغٍ عاقِلٍ مُستطيعٍ ببدنه وماله وراحلته.
فمَن لم تتوفَّر عنده الاستطاعة، فلا حَرَجَ عليه، ولا يَحزَن لذلك.


﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ 103. أمرنا اللهُ تعالى بالاعتصام
بدِينه والتَّمَسُّكِ به، وأمرنا بالاتِّحادِ والاجتماعِ والتآلُف، ونهانا عن التَّفرُّق والاختلاف.
فلنَستَجِب لأمره سُبحانه، ونجتنب نَهيَه، وإنْ تعدَّدَت آراؤنا، وإنْ اختلفت وِجهاتُ
نظرنا، طالما أنَّنا نَدِينُ بدِينٍ واحدٍ؛ هو الإسلام، واعتقادنا واحِدٌ.


﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ 110. ما سَبَبُ هذه الخَيريَّة؟
﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾
110.


﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ 133.
سارِع أخي بعَمل الصالحات؛ صلاة وصيام، ذِكر وشُكر، صدقة وإنفاق،
برّ وصِلة وإحسان، حِفظ للجوراح . سارع قبل انقضاءِ الأَجَل.


﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ
الصَّابِرِينَ ﴾
142. هذا استفهامٌ إنكاريٌّ، أيْ: لا تَظُنُّوا، ولا يَخطُر ببالكم أن
تدخلوا الجنَّة مِن دُون مَشقَّةٍ واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاءِ مَرضاته،
فإنَّ الجنَّة أعلى المطالب، وأفضلُ ما به يتنافسُ المُتنافِسُون. وكُلَّما عَظُمَ
المطلوبُ، عَظُمَت وسيلتُه، والعَملُ المُوصِلُ إليه، فلا يُوصَل إلى الراحةِ إلَّا
بترك الراحة، ولا يُدرَك النَّعِيمُ إلَّا بترك النَّعيم. ولكنْ مكاره الدُّنيا التي تُصِيبُ
العَبدَ في سبيل الله، عند توطين النَّفْسِ لها، وتمرينها عليها، ومعرفة ما
تئولُ إليه، تنقلب عند أرباب البصائر مِنَحًا يُسَرُّونَ بها، ولا يُبالونَ بها، وذلك
فَضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء.
"تفسير السَّعدي"


﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ 185. فكُلُّنا راحِلٌ عن هذه الدُّنيا. الجِنُّ والإنسُ
سيموتون، وكذلك الملائكةُ وحَمَلَةُ العَرش، ولن يبقى إلَّا اللهُ الواحِدُ الأحَدُ
سُبحانه، ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾
الرحمن/26-27
.


﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ 185. فهِيَ متاعٌ زائِلٌ ولَذَّةٌ فانِيَة.

قد ينظُرُ المُسلِمُ للكافِر، فيَراه مُتَمَتِّعًا بحياته، غارقًا بين لَذَّاتِه، عِنده من
المال الكثير، إذا سأل الناسَ شيئًا لم يمنعوه، فيَحزن لذلك وهو الفقيرُ الذي
لا يَجِدُ ما يكفيه. لكنَّ اللهَ تعالى يقولُ: ﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
الْبِلَادِ ﴾
196. فلا تغترَ أيُّها المُسلِمُ بحال الكافِر، ولا تَظُنَّنَه بذلك الفائِز،
فما هو فيه ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ 197. فهو متاعٌ
دُنيويٌّ فقط. أمَّا الآخِرةُ فهِيَ للمُسلِمين المُتَّقين، وليس للكافِر منها نصيبٌ،
﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾
198.


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ ﴾
200. فاصبِروا على الطَّاعَاتِ والمَصَائِب وعن المَعَاصِي،
وصابِروا الكُفَّارَ؛ فلا يَكُونُوا أَشَدَّ صَبْرًا مِنْكُم، وأقِيمُوا عَلَى الجِهَاد، واتَّقُوا اللهَ
فِي جَمِيع أَحْوَالكُمْ، لَعلَّكم تَفُوزُونَ بِالْجَنَّةِ وَتَنْجُونَ مِنْ النَّار.
"تفسيرُ الجَلالَيْن - بتصرُّفٍ يسير"


في أمآن الله
 
بارك الله فيكم جميعآا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله في هذه التأملات وجعلها في ميزان حسناتك .

شكرا لك .
 
بارك الله فيك اخية
جزاكي الله خيرا

 
وفيكم بركه

جزآكم الله كل خير
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top