الإنسان وطباع الحيوان

karim32911

:: عضو منتسِب ::
إنضم
18 أفريل 2014
المشاركات
98
نقاط التفاعل
95
النقاط
3
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم و به على كل خير نستعين


أما بعد :


فها نحن تلتقي من جديد و ما أحلى لقاء تلك العيون التي أبت إلا أن تنظر في ما يرضي المولى جل و علا في

هذه الشبكة العنكبوتية المليئة بالمنكر ، و النفس و الشيطان بالإنسان في كل لحظة متربصان، يترقبان

الفرصة

للزيل به نحو المعاصي و السيئات و ما أسهل إتيانها فضغطة زر واحدة كافية للوقوع في مهالك النظر إلى

الحرام

و قد ذكر العلماء بأن أفرب نافذة إلى القلب هي البصر ، فكيف بنا نريد أن تسلم قلوبنا و قد أطلنا أبصارنا إلى

غير


ما يحب الجليل ، و صلنا و جلنا بها في غير ما يرضي المولى القدير ، نسأله و هو العلي الكبير أن يوفقنا و يعيننا

على الخير لا غير. آآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييين.


دعونا نعد إلى موضوعنا و نبدأه على بركة الله :


لقد كرم الله هذا الإنسان وشرفه وميزه كما قال سبحانه: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا }

أي: من سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات. إلا أن كثيرا من الناس يأبى لنفسه إلا التشبه بالحيوانات في طباعها، وحظه من ذلك بحسب ما غلب عليه منها.


قال ابن القيم رحمه الله: (( وهم في أحوالهم متفاوتون بحسب تفاوت الحيوانات التي هم على أخلاقها وطباعها .


فمنهم من نفسه كلبية لو صادف جيفة تشبع ألف كلب لوقع عليها، وحماها من سائر الكلاب، ونبح كلَّ كلب يدنو منها فلا تقربها الكلاب إلا على كره منه وغلبة، ولا يسمح لكلب بشيء منها، وهمه شبع بطنه من أيِّ طعام اتفق ميتة أو مذكى خبيث أو طيب، ولا يستحى من قبيح إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث إن أطعمته بصبص بذنبه ودار حولك وإن منعته هرك ونبحك.


ومنهم من نفسه حمارية لم تخلق إلا للكد والعلف كلما زيد في علفه زيد في كده أبكم الحيوان وأقله بصيرة؛ ولهذا مثل الله سبحانه وتعالى به من حملَّه كتابه فلم يحمله معرفة ولا فقها ولا عملا، ومثل بالكلب عالم السوء الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها وأخلد إلى الأرض واتبع هواه .

ومنهم من نفسه سبعية غضبية همته العدوان على الناس وقهرهم بما وصلت إليه قدرته، طبيعته تتقاضى ذلك كتقاضي طبيعة السبع لما يصدر منه.

ومنهم من نفسه فأرية فاسق بطبعه مفسد لما جاروه .

ومنهم من نفسه على نفوس ذوات السموم والحُمَات كالحية والعقرب وغيرهما، وهذا الضرب هو الذي يؤذي بعينه فيدخل الرجل القبر والجمل القدر.


ومن الناس من طبعه طبع خنزير يمر بالطيبات فلا يلوى عليها فإذا قام الإنسان عن رجيعه قمَّه. وهكذا كثير من الناس يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوىء فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها فجعلها فاكهته ونُقْله.

ومنهم من هو على طبيعة الطاوس ليس له إلا التطوس والتزين بالريش وليس وراء ذلك من شيء .

ومنهم من هو على طبيعة الجمل أحقد الحيوان وأغلظه كبدا.

ومنهم من هو على طبيعة الدب أبكم خبيث، وعلى طبيعة القرد.

وأحمد طبائع الحيوانات طبائع الخيل التي هي أشرف الحيوانات نفوسا وأكرمها طبعا وكذلك الغنم وكل من ألف ضربا من ضورب هذه الحيوانت اكتسب من طبعه وخلقه فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى فإن الغاذي شبيه بالمغتذى.

ولهذا حرم الله أكل لحوم السباع وجوارح الطير لما تورث آكلها من شبه نفوسها بها والله أعلم ))
أ.هـ ملخصا من مدارج السالكين.

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top