أفراح من حقق التوحيد والسنة.....يا ربي اجعلنا منهم

فتحون

:: عضو مُتميز ::
إنضم
29 نوفمبر 2013
المشاركات
717
نقاط التفاعل
582
النقاط
31
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أفراح من حقق التوحيد والسنة


لفضيلة الشيخ الدكتور
سليمان بن سليم الله الرُّحيلي
-حفظه الله-
attachment.php


الحمد لله الملك القدوس السَّلام؛ أكرمنا بدين الإسلام، وأكمل لنا الدِّين وأتم علينا الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له المعبود الحق على الدوام وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للأنام، من التزم سنته؛ اهتدى واستقام، ومن أعرض عن دينه؛ تخبَّط في دياجير الظلام، صلى الله عليه وسلم أكمل صلاةٍ وأتمَّ سلام، ورضي الله عن آله الطيبين الأعلام وصحابته الخيار الكِرام.
أما بعد:

فأيها المشاهدون والمشاهدات؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إنَّ الإنسان في الدنيا تمر به لحظات فرحٍ وسعادة يأنسُ بها قلبه ويشعر براحةٍ وطمأنينة، ومن تلك اللحظات المباركات للمؤمنين؛ ما يكون في عيد الفطر من سعادة وبهجة وفرح وسرور؛ لأن المؤمن قد عبَد الله -عز وجل- في شهره الكريم، وهذه الفرحة العظيمة للمؤمن يحسُّ بها أُنْسا وطمأنينةً كبرى..

فما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا كان في ساعة الاحتضار ونُودِيت روحه: "أيَّتها النَّفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اُخرجي حميدة وأبشري بروحٍ وريحان وربٍّ غير غضبان"!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا نُودي في قبره: "أَنْ صَدَق عبدي؛ فأفرِشوه من الجنة، وألبِسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة"!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا جاءه في قبره رجلٌ حَسَن الوجه طيب الريح وقال: "أَبْشر بالذي يسُرُّك، هذا يومك الذي كنت تُوعد"، فيقول: وأنت من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: " أنا عملك الصالح"!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن وسعادته وسروره إذا لقي الله -عز وجل-؛ فأُوتي كتابه بيمينه فانقلب إلى أهله مسرورا: "هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ.. هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ!"

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا لقي الله -عز وجل- فكان ممن أدخلهم الله الجنة بغير حسابٍ ولا عذاب أو كان من الذين عَرض الله عليهم ذنوبهم ثم قال: "سترتُها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم"!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن وقد اجتاز الصراط؛ لأنه كان في الدنيا على الصراط!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن وهو يدخل الجنة مع الدَّاخلين وقد اكتظَّت أبوابها زحامًا من الداخلين.. وهو معهم!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا دخل الجنة ورأى نعيمها. وأقل الناس نعيمًا في الجنة: رجلٌ يقول له الله -عز وجل-: "أترضى أنْ أُعطيك مثل مُلك مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: "رضيتُ ربي"، فيقول: "لك ذلك، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله، فيقول في الخامسة: "رضيتُ ربي"، فيقول: "لك ذلك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذّت عينك".. الله أكبر!
أقل الناس نعيما في الجنة رجل نعيمه مثل نعيم خمسين مَلِكًا من ملوك الدنيا المنَعَّمين وفوق هذا يزيده الله أنَّ له ما اشتهت نفسه ولذت عينه.

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا دخل الجنة فأُكرِم بالأكل من زيادة كبد الحوت؛ وهو أول طعام يأكله المؤمن في الجنة ثم ذُبح ثور الجنة إكرامًا للداخلين، فأَكل من لحم ثورها، ثم شرب على ذلك من عينٍ فيها تسمى سلسبيلا!

ما بالكم -أيها الإخوة والأخوات- بفرح المؤمن إذا رأى الله -عز وجل- في الجنة وهو المَزيد الذي لا سعادة فوقه ولا فرح فوقه ولا سرور فوقه!

إنها أفراحٌ للمؤمن عظيمةٌ جدا.. ولكنها لمن؟!
إنها لمن حقق التوحيد والسنة؛ فأدى حق الله؛ فكان من المُوَحدين
وأدى حق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان من المتَّبِعين.

وكان حذِرًا أشدَّ الحذر من الشرك بأنواعه؛ فلم يستغث بأحدٍ إلا الله، ولم يستعن بأحدٍ فيما لا يقدر عليه إلا الله إلا بالله
-سبحانه وتعالى-، ولم ينذر لأحدٍ إلا لله، ولم يذبح لأحدٍ إلا لله سبحانه وتعالى؛ فحقق التوحيد وبرِئ من الشرك
أكبره وأصغره.

وكان حذِرًا من البدع مُلازمًا للسنة، وكان حذِرًا من من المهلكات؛ الشهوات التي تقوده إلى المعاصي؛ بل كان صابرًا على طاعة الله، صابرًا عن معصية الله، صابرًا على أقدار الله -سبحانه وتعالى-؛ فيكون جزاؤه أن يكون من أهل هذه الأفراح يوم القيامة، يبدؤها من ساعة الاحتضار، وأعظمها أن يرى الله عز وجل!
ما أعظمها من أفراح!

وإنّ هذا الأمر إذا أدركناه ليَجْعلنا نصبر على طاعة الله -عز وجل-، ولا نغتر ببهرجة الدنيا و لذائذ الدنيا، فإن الدنيا كلها قليل منذ أن خلقها الله، والباقي منها قليل فقد اقتربت الساعة، والذي لكل واحد منا منها قليل، والله أعلم ماذا بقي لنا من قليلنا، الله أعلم متى نموت! لكن الفرح كل الفرح في هذه المواقف العظيمة.

فالله الله معاشر المؤمنين والمؤمنات.. الله الله في الصبر على دينكم والبعد عما يغضب الله عز وجل!!

أسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُنِير قلوبنا جميعا، وأن يجعلنا من أهل التوحيد والسنة ومن أهل الطاعة وأن يكفينا شرور أنفسنا والشياطين.
والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا وسلم.


أفراح من حقق التوحيد والسنة. للشيخ سليمان الرحيلي .mp3‏ (1.83 ميجابايت,)

- الآجري-
 
رد: أفراح من حقق التوحيد والسنة.....يا ربي اجعلنا منهم

جزاااك الله خيرااااااااااااا
 
رد: أفراح من حقق التوحيد والسنة.....يا ربي اجعلنا منهم

بارك الله فيك
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top