كثيراً ما نسمعهم يقولون : أَخْشَاب في جمع ( خَشَب ) ، وهذا غير صحيح ، والصواب : خُشُب ،أو خُشْب - بضمّ الخاء والشين أو بضمّ الخاء وسكون الشين أو خُشْبان - كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ،
جاء في الوسيط:
( الخَشَبُ ) : ما غَلُظَ من العيدان . وفي المثل : '' لسانٌ من رُطَب ، ويدٌ من خَشَب'' يضرب فيمن يلين في قوله ، ويَشْتَدُّ في فعله ،
والخَشَب : القسم الصلب من النباتات ، والجمع : خُشُب ، وخُشْب ، وخُشْبَان '' انتهى . والفعل من ذلك : خَشِبَ وهو أصل يدل على الخشونة والغلظة . ولم أعثر في المعاجم اللغويَّة على ( أَخْشَاب ) ، بل المشهور الصحيح : خُشُب ، قال الله تعالى : '' كأنَّهُم خُشُبٌ مُسَنَّدَة ''سورة ( المنافقون ) من الآية (4) . مع أنَّ ( أخشاب ) جاءت على أحد أوزان القلَّة . وبعض اللغويين يَعُدُّ ( خَشَبة ) هي المفرد ، والجمع خَشَب وخشُب ، وخُشْب وخُشْبَان ، وبعضهم يَعُدّ ( خَشَب ) مفرداً ، والجمع كما سبق .
يتبيَّن أنَّ الصواب: خُشُب لا أَخْشَاب، وخير شاهدٍ على ذلك استعمالها في القرآن الكريم.
كثيراً ما نسمعهم يقولون :خَيْزَرَان – بفتح الزاي ، وهذا غير صحيح ، والصواب : خَيْزُران - بضمها - كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ، وهو كُلُّ عودٍ ليِّن كما في المعاجم اللغوية ، ويقال : كأنَّ قَدَّها غُصْنُ بانٍ ، أو قضيبُ خَيْزُران . وله معان معجميَّة أخرى منها : القصب ، وسُكَّان السفينة الذي به تُقَوَّم وتُسكَّن ، وهو في مؤخِّرَتها – والجمع : خَيَازُر ( بضمّ الزاي ) .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:مُدَرَّج المطار بفتح الراء مع التشديد يريدون الطريق أو المسلك أو المنعطف ، وهذا غير صحيح ، والصواب : مَدْرَج - بفتح الراء بلا تشديد - كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق الصحيح
–جاء في المصباح المنير: “ و( المَدْرَج ) بفتح الميم والراء : الطريق ، وبعضهم يزيد المُعْتَرِض أو المُنْعَطِف ، والجمع ( الَمدَارِج )
” وزاد في الوسيط: “ و( المُدَرَّج ) بتشديد الراء وفتحها – مكان ذو مقاعد مُتَدرَّجة ” انتهى أي أنَّ هناك فرقاً بين المَدْرَج والمُدَرَّج فالمُدَرَّج – بالتشديد : مكان ذو مقاعد متدرّجة كالذي في
ملعب الكرة مثلاً بخلاف المَدْرَج بالتخفيف وهو الذي تهبط الطائرة عليه.
يتبيَّن أنَّ الصواب: مَدْرَج المطار بفتح الراء وتخفيفها لا مُدَرَّج المطار بفتح الراء وتشديدها.
حَرَمَه كذا لا حَرَمَه مِنْ كذا كثيراً ما نسمعهم يقولون:حَرَمَه مِن كذا – بتعدية الفعل ( حَرَمَ ) إلى المفعول الثاني بواسطة حرف الجر ( مِن ) وهذا غير صحيح ، والصواب: حَرَمَه كذا– بتعدية الفعل بنفسه إلى مفعولين – كما في المظان اللغويَّة فهكذا نطقت العرب ؛ جاء في المصباح :
" و( حرمت زيداً كذا ) يتعدَّى إلى مفعولين " . وفي المختار:
" و( حَرَمَه ) الشيءَ " . وفي الوسيط :
" ( حَرَمَ ) فلاناً الشيءَ حِرْماناً : مَنَعَه إيَّاه " فالفعل ( حَرَمَ ) يتعدَّى إلى مفعولين . يتبيَّن أنَّ الصواب : حَرَمَه الشيءَ لا حَرَمَه مِن الشيء .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:هو ذميم الخلقة – بالذال – يريدون : قبيح ، وهذا غير صحيح ، والصواب : دميم – بالدال – كما في المعاجم اللغوية ومعنى ذلك أنَّهم صَحَّفُوا الكلمة أي أنهم جعلوا الذال مكان الدال في هذه الكلمة ، والذي في المظانّ اللغوية : ( دَمِيم ) بالدال ومعناه قبيح ، والمؤنَّث دميمة فهكذا نطقت العرب غير أنَّ التصحيف جعل الكلمة ( ذميم ) بالذال من الذمّ وهوالعيب – فحدث اللبس بين الكلمتين ، وهذا اللبس والاختلاط كشفه المعجميُّون ،
قال صاحب المصباح المنير:
" ( دَمّ ) ( دَمَامَة ) بالفتح : قَبُحَ منظره ، وصغر جسمه ، وكأنهمأخوذ من الدَّمّة بالكسر : وهي القملة ، أو النملة الصغيرة ، فهو ( دَميم ) ، والجمع دِمام ،والمرأة دَميمة والجمع دمائم والذال المعجمة هنا تصحيف ، والدَّمام بالكسر : طلاء يُطلى بهالوجه "
يتبيَّن أنَّ الصواب : هو دَمِيم – بالدال – لا هو ذميم – بالذال .
نَدَّى الثوب بالماء لا بَخَّ الثوب بالماء كثيراً ما نسمعهم يقولون :بَخَّ الثوب بالماء – يريدون : بللَه –وهذا غير صحيح ، والصواب: نَدَّى الثوب بالماءكما في المعاجم اللغوية وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح . لأنَّ ( بَخْ ) كلمة تقال عند الرضا والإعجاب بالشيء أو المدح والفخر ، يقال عند استحسان الشيء : بَخْ بَخْ، وبَخٍ بَخٍ .
أما ( نَدَّى ) الشيءَ فمعناه : بَلَّله . جاء في المختار: « ( بَخْ ) كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وُتكَرَّر للمبالغة فيقال : ( بَخْ بَخْ ) و ( بَخٍ بَخٍ ) وربَّما شُدّدت » ومثل ذلك في الوسيط والمصباح . وفي المصباح: « ( الندى ) : ما أصاب من بَلَل ... ونَدِيَتِ الأرض نَدىً فهي نَدِيَة » ويعدىّ بالهمزة والتضعيف » أيْ أنه يقال : أَنْدَى الشيء ونَدَّى الشيء .
يتبيَّن أنَّ الصواب: نَدَّى الثوب بالماء لا بَخَّهُ ، وبعضهم يجيز ذلك على سبيل التوسّع في الاستعمال اللغويّ – أو على سبيل التطور الدلاليّ.
حافلة لا أُوتوبيس كثيراً ما نسمعهم يستعملون الألفاظ الأجنبيَّة مع وجود البديل العربي كقولهم: اركب الأُوتُوبِيس أو الباص ، والأَولى أنْ يقال : اركب الحافلة – مع أنَّ ( الحافلة ) مُحْدَثَة أي استعملها الناس في العصر الحديث ، وشاعت في لغة الحياة العامَّة ، لكنها عربيَّة – وهي أولى من استعمال لفظ أجنبيّ ،وجاء ذكر هذه الكلمة ( حافلة ) في المعجم الوسيط .
إذَنْ قُلْ : حافِلة ولا تقل : أُتُوبِيس أو باص
– علماً أنَّ بعضهم أجاز استعمال الألفاظ الأجنبيّة إذا تَمَّ توظيفها توظيفاً صحيحا من حيث مراعاة نظام الجملة في اللغة العربية من حيث التضام ، والرتبة، والعامل والمعمول ...إلخ .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:المَحَلاَّت التجاريَّة ، يجمعون ( مَحَلّ ) على ( مَحَلاَّت ) وهذا غير صحيح ، والصواب في جمع ( مَحَلَّ ) : المَحَالّ ، ومثل ذلك ( مَحَلَّة ) تجمع على ( مَحَالّ ) أيضاً كما في المعاجم اللغوية ، فهكذا نطقت العرب -
جاء في الوسيط : « ( المَحَلُّ ) : مصدر ميمي والمَحَلُّ : المكان الذي يُحَلُّ : والجمع : مَحَلّ » وفي المصباح المنير: « و( المَحَلّ ) بفتح الحاء ، والكسر لغة حكاها ابن القطاع : موضع الحلول ... و( المَحَلَّة ) بالفتح : المكان ينزله القوم » أيْ أنه يقال : مَحَلّ بفتح الحاء ، ومَحِلّ بكسرها ، ومَحَلَّة – وهذه الألفاظ تحتمل اسم المكان أو المصدر الميمي حسب الاستعمال اللغوي ، والسياق وجمعها مَحَالّ – ولم أعثر في المظان اللغويَّة على جمعٍ آخر لها.
يتبيَّن أنَّ الصواب في جمع: ( مَحَلّ ) : مَحَالّ لا مَحَلاَّت .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:أَهَابَ المدير بالعاملين . وهذا غير صحيح ، والصواب: أَشَادَ بهم لأنَّ ( أهابَ ) بكذا معناه : زَجَرَه أو دعاه وكأنه يفزعه وهذا واضح من جذر الكلمة (هـ ي ب) ، أما أَشادَ بذكره فمعناه : رفعه بالثناء عليه أي : امتدحه – كما في المعاجم وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ، فهكذا نطقت العرب ويبدو أنَّه من ( أَشَادَ البناء ) أي أعلاه ورفعه فأنت تُشيد بالشخص أي تُعْلي من شأنه.
جاء في الوسيط: « أهَابَ به : دعاه للعمل أو لتركه ... وأهابَ الراعي بغنمه : صاح بها لتقف أو لترجع وورد فيه أيضّا « أشاد بالشيء : رفع صوتَه ، وأشاد بذكره : أثنى عليه ، ونَوَّه به »
خاتم الخِطْبَة أو الفَتْخَة لا دبلة الخِطبة كثيراً ما نسمعهم يقولون : دِبْلَة الخِطْبَة أو دَبْلَةبكسر الدال أو فتحهاوهذه الكلمة ليست عربيَّة، إذ لم أعثر عليها في المعاجم اللغويَّة ،والكلمة العربيَّة البديل هي الخاتم أو الفتخة– ويبدو أنَّ الكلمة الأولى أفصح لأني وجدتها في المعاجم اللغويَّة القديمة والحديثة وفي الشعر العربي القديم – كما سيتضح ، في حين أنَّ كلمة ( دِبْلَة ) غير موجودة في المعاجم اللغويَّة قديمها وحديثها، فليس لها ذِكْر فيما وقع تحت يدي من المعاجم –
جاء في المصباح المنير:
'' ( الخاتم ) بفتح التاء وكسرها، والكسر أشهر : حلقة ذات فصّ من غيرها ، فإن لم يكن لها ، فهي فَتْخَة '' وأشار في المختار إلى لغات ( الخاتم ) فقال : ''و( الخاتَم ) و( الخاتِم ) ، و( الخَيْتام ) ، و( الخَاتَام ) كلُّه بمعنىً والجمع ( الخواتيم ) وتَخَتَّمَ : لَِبسَ الخاتَم ، ومحمد صلى الله عليه وسلم – خاتَم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام'' . وزاد في الوسيط: '' ( الفَتْخَة ) : حَلْقَة من ذهب أو فِضَّة لا فَصَّ لها تُلُبَسَُ في البِنْصِر ، كالخاتَم. والجمع : فَتَخُُ ، وفُتُوخُُ '' ,
يتبيَّن أنَّ الصواب : خاتم أو فتخة لا دِبْلة ، والمشهور ( خاتم ) .
كثيراً ما نسمعهم يقولون: أحْنَى رأسه – ( أَحْنَى ) بالهمزة ، وهذا غير صحيح ، والصواب : حَنَى رأسه– باستعمال الفعل الثلاثي المجرّد – كما في المعاجم اللغويَّة ، فهكذا نطقت العرب ، ويقال كذلك : حنا عليه بمعنى عطف ، وليس في المعاجم ( أحنى رأسه ) .
جاء في المصباح : " ( حَنَيت العود أحنيه حَنْياً، وحَنَوْتُه أحْنوه حَنْواً ) : ثنيته ، ويقال للرجل إذا انحنى من الكبر ( حناه الدهر ) فهو مَحْنِيّ ومَحْنوّ " انتهى . ويجوز كتابة ( حنا ) بالوجهين ( حنا ) ، ( حنى ) لأنه يقال حنا يحنو ، وحنى يحني .
اسْتَحَمَّ الرجل لا تَحَمَّمَ الرجل كثيراً ما نسمعهم يقولون: تَحَمَّمَ فلان – يريدون : دخل الحمَّام واغتسل ، وهذا غير صحيح ، لأنَّ الفعل ( تَحَمَّمَ ) معناه اسْوَدَّ ، والصواب أنْ يقال : اسْتَحَمَّ فلان – فشتان بين الفعلين ( اسْتَحَمَّ ) و( تَحَمَّمَ ) وقد فرقت بينهما المعاجم اللغويَّة ،
جاء في الوسيط:
« ( تَحَمَّمَ ) : اسْوَدَّ و( اسْتَحَمَّ ) : دخل الحمَّام واغْتَسَل » . وقال صاحب المصباح:
« و( حَمَّمتُ وَجْهَه تَحميماً ) إذا سوّدته بالفحم... و( الحميم ) : الماء الحارّ ، و( اسْتَحَمَّ الرجل ) : اغْتَسَلَ بالماء الحميم ، ثم كَثُرَ ، حتى استُعمل الاستحمام في كلِّ ماء » أي أنَّه حدث تطوُّرٌ دلاليّ في استعمال الفعل ( اسْتَحَمَّ ) فتحول من الاغتسال بالماء الحار إلى الاغتسال بالماء عامّة ، حاراً أو بارداً أو دافِئاً . يتبيَّن أنَّ صواب القول: اسْتَحَمَّ الرجل لا تَحَمَّمَ . [FONT=lucida console, sans-serif]
كثيراً ما نسمعهم يقولون:في فلان خِصْلة حسنة – بكسر الخاء – وهذا غير صحيح ، والصواب: خَصْلة – بفتحها ، وهي بمعنى الخُلُق – كما في المعاجم اللغويَّة وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ، فليس في المعاجم : خِصْلة – بكسر الخاء بل الذي فيها : خَصْلة – بفتح الخاء ، وخُصْلة - بضمِّها ، والمفتوحة الخاء معناها : الخَلَّة أو الخُلُق .
جاء في الوسيط:
" ( الخَصْلة ) : خُلُقٌ في الإنسان : يكون فضيلة أو رذيلة . وفي الحديث:"مَنْ كانت فيه خَصْلة من خصال النّفاق" – والخَصْلة : العنقود ، وعودٌ فيه شوك ، وطرف العُود الرطب الليِّن . والجمع : خِصَال " . أما ( الخُصلة ) بضمّ الخاء فلها معانٍ أخرى منها الشَّعر المجتمع ، والعنقود ، وعود فيه شوك ، وكلّ غصن ناعم ، والقطعة من اللحم ، والجمع: خُصَل " .
كثيراً ما نسمعهم يقولون: الإسْبوع – بكسر الهمزة ، وهذا غير صحيح ، والصواب : الأُسْبوع – بضمِّها ، وهناك لغة أخرى فيه ، إذ يقال : سُبُوع بضمَّ السين والباء ، وحذف الهمزة من أوَّله – كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق العربيّ الصحيح ، جاء في المصباح المنير:
« و( الأُسْبُوع من الطواف ) بضمَّ الهمزة : سَبْعُ طوفات ( أي سبعَ مرَّات) والجمع أُسبوعات ، وأسابيع ، و( الأُسبوع من الأيام ) : سبعة أيام ، وجمعه أسابيع ومن العرب من يقول فيهما : ( سُبُوع ) »
إذنُ قل: أُسْبْوع – بضم الهمزة فهذا هو النطق الصحيح ويجوز : سُبُوع ، ولا تقل إسْبُوع – بكسر الهمزة.
بَعَثْتُه لا بَعَثْتُ به كثيراً ما نسمعهم يقولون:بعثت بفلان إلى فلان – بتعدية الفعل ( بعث ) بحرف الجرّ ( الباء ) وهذا غير صحيح، والصواب : بعثتُ فلاناً إلى فلان – بتعديته بنفسه إلى المفعول به ، وخاصة إذا كان المفعول به عاقلاً. وقد أشارت إلى ذلك المعاجم اللغويَّة كالمختار ، والمصباح ، وغيرهما ، جاء في مختار الصحاح:
" ( بَعَثَهُ ) و ( ابتعثه ) بمعنى واحد أي أرسله ، وبعثه من منامه أَهَبَّه وأيقظه وبَعَثَ الموتى نَشَرَهُم "
وورد في المصباح المنير : " ( بعثت ) رسولاً بعثاً : أوصلته وابتعثته كذلك ... وكل شيء ينبعث بنفسه، فإن الفعل يتعدَّى إليه بنفسه فيقال : بَعَثْتُه " . يتبيَّن أنَّ صواب القول: بعثته لا بعثتُ به .
كثيراً ما نسمع بعضهم يقول:كانت عملية مُكْلِفَة ـ بكسر اللام من دون تشديد أي بتخفيف اللام ـ وهذا خطأ، والصواب: مُكَلِّفة ـ بكسر اللام مع التشديد ، وهو الذي يوافق النطق العربيّ الصحيح ؛ لأنَّ الموجود في المعاجم اللغويَّة ـ كَلَّفَه ـ بتشديد اللام المفتوحة تكليفاً : أمره بما يَشُقُّ عليه وهو الملائم للمعنى ، أمَّا ( كَلَفَ ) و( كَلِفَ ) و'' أكْلَفَ '' فلها معانٍ معجمية تخرج عن المعنى الذي نريده ؛ جاء في المعجم الوسيط :
'' كَلَفَ الماشية : عَلَفَها ''
وهذه الكلمة مُحْدَثَة أي استعملها المُحْدَثُون في عصرنا الحديث وشاعت في لغة الحياة العامَّة .
و'' كَلِفَ الشيء وبه : أحبَّه وأُولِع به .. واحتمله .. و( أكْلَفَهُ به: جعله يُولَعُ به ) '' .
يتبيَّن أنَّ صواب القول: مُكَلِّف بتشديد اللام لا مُكْلِف بتخفيفها ـ لأنَّ ( مُكَلِّف ) بالتشديد تعني ( مُرْهِق ) وهي المناسبة في هذا المقام .
اسْتَرَدَّ دعواه أو اسْتَرْجَعَ شَكْواه لا سَحَبَ دَعْوَاه
كثيراً ما نسمعهم يقولون: سَحَبَ دَعْواه أو شَكْواه – وهذا غير صحيح إلاّ على سبيل التوسّع والمجاز؛ لأنَّ ( سَحَبَ ) بمعنى : جَرَّ على الأرض ، والصواب : اسْتَرَدَّ دَعْوَاه أو شَكْوَاه أو اسْتَرْجَعَها ؛ لأنَّه يقال : اسْتَرْجَعَ منه الشيء أي أَخَذَ منه ما كانَ دَفَعَه إليه – المعنى رَدَّه وأعاده – وهذا هو الاستعمال اللغويّ الأنسب – كما في المعاجم اللغويَّة ، بل إنَّه الأقرب من حيث الصياغة ، والدقّة في التعبير اللغويّ ؛ لأنَّه هو الأصل .
إذن،قُلْ : اسْتَرَدََّ دَعْوَاه أو اسْتَرْجَعَها ، ولا تقل : سَحَبَها . لأنَّ السَّحْبَ هو الجرّ . يقال: سَحَبْتُه على الأرض فانْسَحَبَ وبعضهم يَتوسَّع في الاستعمال اللغويّ فيجيز غير ذلك على سبيل المجاز.
كثيراً ما نسمعهم يقولون:سَبْحَتُه طويلة أو مَسْبَحَتُه أطول منه – بالفتح يريدون الخَرَزَات المنظومة التي يُسَبَّحُ بهاوهذا غير صحيح ، والصواب : سُبْحَتهُ – بضمّ السين، ومِسْبَحَتهُ – بكسر الميم كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح وهي خرَزَات يعدّ بها المُسبَّح تسبيحه –
جاء في مختار الصحاح : " و( السُّبْحَةُ ) : خَرَزَات يُسَبَّحُ بها . وهي أيضاً : التَّطَوُّع من الذّكْر والصلاة تقول منه : قَضَيْتُ سُبْحَتي " وجمعها سُبَح . أي أنَّ ( السُّبْحَة ) لها معنى آخر وهو الدعاء والصلاة.
وهي كلمة مُوَلَّدة أي استعملها الناس قديماً بعد عصر الرواية ، ويجوز ( مِسْبَحَة ) بكسر الميم لأنها اسم آلة .
إذن ، قُلْ: سُبْحَة بضمَّ السين ، ولا تقل: سَبْحَة بفتحها . وقُلْ: مِسْبَحَة بكسر الميم ولا تقل: مَسْبَحَة بفَتحها ، لأنها آلة للتسبِيح ، واسم الآلة من أوزان ( مِفْعَلَة ) بكسر الميم .
كثيراً ما نسمعهم يقولون في مقام التهنئة :مَبْرُوك الشهر ، وهذا خطأ ، والصواب: الشهر مُبَارَك - وهذا الذي يُفْهم من المعاجم اللغويَّة ، لأنَّ الأولى فعلها ( بُرِكَ ) فهو مبروكٌ فيه وتعني اللزوم والثبات في المكان ، وأمَّا الثانية ففعلها ( بُوْرِكَ ) فهو مُبَارَك فيه ومعناه البركة والخير والمبني للمعلوم من الفعلين السابقين هما : بَرَكَ ، بَارَكَ . ففي المعجم الوسيط : « بارك اللهُ الشيَء وفيه وعليه : جعل فيه الخير والبركة » انتهى . ومضارع ( بَارَكَ ) ( يُبَارِكُ ) ، واسم المفعول منه ( مُبَارَك ) بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر . وهذا هو قياس اسم المفعول من الفعل غير الثلاثي . أمَّا ( مبروك ) فهي اسم مفعول من الفعل الثلاثي ( بُرِكَ ) يقال : بُرِك في هذا المكان فهو مَبْروكٌ فيه ، وبَرَك البعير فهو بارِك، وتعني لزوم الموضع والجثي على الركبتين .
ولم ترد في القرآن الكريم كلمة ( مبروك ) بل الذي ورد ( مُبَارَك ) وفي أكثر من موضع ، قال تعالى : « وَقُل رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزِلِينَ»سورة المؤمنون آية (29) . يتبيَّن أنَّ صواب القول : مُبَارَك لا مَبْرُوك .