فلانٌ مُفْطِر لا فاطر كثيراً ما نسمعهم يقولون: فلان فاطِر , وهذا غير صحيح , والصواب فلانٌ مُفْطِر , لأن الله - سبحانه وتعالى - هو فَاطِر كل شيء , أي خالق الأشياء . ويطلق ( الفاطِر ) على البصر أيضا ـ بخلاف ( مُفْطِر ) , يقال : أَفْطَرَ الصائم فهو مُفْطِر , أي قطع صيامه بتناول مفطراته أو دَخَلَ وقت الفِطر ... إلخ ـ كما في المعاجم اللغوية ,
جاء في المختار:
« ورجلٌ مُفْطِر وقومٌ مفاطير , مثل مُوسِر ومَيَاسير » .
إذن قُل: رجلٌ مُفْطِر , ولا تقل: رجلٌ فاطِر , فَشَتَّان ما بينهما .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:فَطَرَ الصائم ، وهذا غير صحيح ، ويشيع على ألسنة كثيرين ، والصواب : أَفْطَرَ الصائم بِالهمزة ، لا فَطَرَ لأنَّ الهمزة للصيرورة ، يقال : أَفَطَرَ الصائم أي دخل في وقت الفطر كما يقال : أصبحَ وأمسى ويبدو أنَّ هذا المعنى مُحتمل على وجه من الوجوه. جاء في المصباح المنير: " فَطَرَ ناب البعير فهو فاطِر ، وفَطَّرت الصائم ( بالتثقيل ) أعطيته فطوراً ، أو أفسدت عليه صومه فأفْطَرَ هو ... وأَفْطَرَ على تمر جعله فطوره بعد الغروب ... وإذا غربت الشمس فقد أَفْطَرَ الصائم : أي دَخَلَ في وقت الفِطر " . إذن ، قُل : أَفْطَرَ الصائم لا فَطَرَ الصائم .
كثيراً ما نسمعهم يقولون: سمعت مَدْفع الإفطار ـ بفتح الميم ـ وهذا غير صحيح ويشيع في
بعض اللهجات العامية , والصواب أن يقال : سمعت مِدْفَع الإفطار بكسر الميم , وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح , فهكذا نطقت العرب . و( مِدْفَع ) اسم آلة حسب أوزان اسم الآلة عند الصرفيين , و( المِدْفَع ) آلة الدفع , ومنه آلة الحرب ـ كما في المعاجم اللغوية .
وأشار المعجم الوسيط إلى ( المَدْفع ) بفتح الميم ـ وهو مجرى المياه , وهو يختلف عن المِدْفَع بكسر الميم ـ الذي نحن بصدده .
إذن قُلْ : مِدْفَع الإفطار ـ بكسر الميم ولا تقل مَدْفع الإفطار ـ بفتحها .
كثيراً ما نسمعهم يقولون : أكلنا السُّحُور - بضم السين ، وهذا غير صحيح ، ويشيع كثيرا على ألسنتنا ، والصواب : أكلنا السَّحُور - بفتح السين - كما في المعاجم اللغوية ، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، فهكذا نطقت العرب. جاء في مختار الصحاح :
" و( السَّحُور ) - بفتح السين - ما يُتَسَحَّر به " وفي الوسيط:
" ( تَسَحَّر ) : أَكَلَ السَّحُور ـ بفتح السين ـ ويقال أيضا: تَسَحَّر السَّحُور - بفتح السين أيضا - أَكَلَه .. و( السَّحُور ) طَعَام السَّحَر وشرابُه " .
يدعو المؤمن ربَّهُ لا يَدْعي كثيراً ما نسمع بعضهم يقول:يَدْعي المؤمن ربَّه ـ فَيَدْعِي ـ بالياء ـ خطأ والصواب : يَدْعو ـ بالواو ـ لأنَّ ماضيه ( دَعَا ) الألف فيه ثالثة أصلها واو بدليل قولهم : دعا يدْعو ، دَعْوَةً ، ودَعْوَى فليس في المعاجم اللغوية دَعَى يَدْعِي . ففي المعجم الوسيط:
" ( دعا ) بالشيء ـ دَعْواً ، ودَعْوَةً ، ودَعْوَى : طلب إحضاره " والألف إذا كانت ثالثة في الفعل الماضي فإنه يُعْرَفُ أصلها ـ إن كان واواً أو ياءً بالإتيان بالمضارع من الفعل ، أو المصدر ، أو إسناد الفعل إلى الضمائر فمصدر ( دعا ) دعوة، ودعْوَى، والمضارع منه أدعو ، ويَدْعو ، والإسناد : دَعَوْتُ ودَعَوْنا .. وهكذا. يتبيَّن أنَّ الصواب: يَدْعو لا يَدْعي.
كثيراً ما نسمعهم يقولون :الشريعة السمحاء يريدون: السَّهْلة , وهذا غير صحيح , والصواب : السمحة ـ هكذا نطقت العرب ـ لأنه ليس في اللغة العربية ( أَسْمَح ) حتى يقال ( سَمْحاء ) على وزن ( أَفْعَل فَعْلاء ) , بل فيها سَمْحٌ , ومؤنثه سَمْحَة ـ كما في المعاجم اللغوية,
جاء في المختار :
'' ( السَّماح والسّمَاحة ) : الجُود .. و( سَمُحَ ) صار ( سَمْحا ), وامرأة ( سَمْحَة ) '' . وفي الوسيط:
'' ( السَمْحَة ) : مؤنث السَّمْح , يقال : شَرِيعة سَمْحَة : فيها يُسْرٌ وسهولة, والجمع : سِمَاح '' .
الرُّؤْيَة والرُّؤْيا يخلط كثيرون بين كلمتي ( الرُّؤيَة ) و( الرُّؤْيا ) فيستعملون إحداهما مكان الأُخرى مع أنهما مختلفتان في المعنى كأنْ يقال: " وقفتُ أُمتَّعُ النفس برؤيا هلال رمضان" والصواب : "وقفتُ أُمتَّع النفس برؤية هلال رمضان " ، لأنَّ الرؤية بمعنى النظر. ويقولون: "طِرْتُ على جناح الرُّؤية لأُعانق الأحلام" والصواب : طِرْتُ على جناح الرُّؤْيا لأعانق الأحلام ، لأنَّ الرؤيا هنا مرتبطة بالخيال. وحقيقة الأمر أنَّ بينهما فرقا فالرؤية:
النظر بالعين أو بالقلب مجازا ، والرؤيا: ما يراه النائم ، أو يتخَيَّله الأديب ، لذا فالصواب : رؤية هلال رمضان ، لا رؤيا هلال رمضان جاء في مختار الصحاح: " ( الرُّؤْيَة ) بالعين ... وبمعنى العِلْم ... و( رأى ) في منامه ( رُؤيا ) " وفي الوسيط : " رآه رؤية : أبصره ، واعتقده ... ورأى في منامه رُؤيا : حَلَمَ " انتهى. تبيَّن أنَّ ( الرَّؤية ) : النظر ، أما ( الرؤيا ) فهي ما يراه النائم .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:يَزُلُّ عن كذا – بضمِّ الزَّاي ، وهذا غير صحيح ، والصواب : يَزِلُّ – بكسرها – أو يَزَلُّ – بفتحها – بمعنى يتَنَحَّى عن كذا . كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ، فهكذا نطقت العرب ،
جاء في مختار الصحاح:
"( زَلَّ ) في طينٍ أو مَنُطِقٍ يَزِلُّ – بالكسر ، وقال الفرَّاء: زَلَّ يَزَلُّ – بالفتح " وفي المصباح : " ( زَلَّ عن مكانه زَلاَّ ) من باب ضَرَبَ : تَنَحَّى عنه ، و( زَلَّ زلَلاً ) من باب تَعبَلغة " أي أنَّ هناك لغتين في مضارع الفعل ( زَلَّ ) وهما : يَزِلُّ – بكسر الزاي، ويَزَلُّ – بفتحها – أما ( يَزُلُّ ) بضمَّ الزاي فهي خطأ ، إذ لم ترد في العربيَّة . إذن، قُلْ : يَزلُّ عن كذا ، أو يَزَلُّ عنه – بكسر الزاي أو فتحها فهما لغتان جائزتان ولا تقل: يَزُلُّ – بضمها ، لأنَّه غير صحيح إذ لم يرد عن العرب.
شرفُ مَرُوم لا مُرَام كثيراً ما نسمعهم يقولون :شَرَفُ مُرَام وهدف مَُرام ، ونحو ذلك ، وهذا غير صحيح ، والصواب : شَرَفُُ مَرُوم ، وهدف مَرُوم أي مطلوب ونحو ذلك ، ومن ذلك قول الشاعر: إذا غاَمْرتَ في شَرَفٍ مَرُوم فلا تقنع بما دون النجوم – فالصواب ( مَرُوم ) لا ( مَُرَام ) كما في المظانّ اللغويَّة ، فهكذا نطقت العرب ، لأنَّ اسم المفعول من الفعل الثلاثي يكون على صيغة مَفْعول يقال : رَامَ الشيء أي طَلَبَه فهو مَرُوم وأصله مَرْوم – بواوين فُحذفت الثانية حسب قواعد الصرف . ولا أحبُّ أنْ أُقْحِم القارئ في العلل الصرفيَّة ، لأنَّ المهمّ هو الاستعمال اللغويّ الصحيح. وليس في اللغة ( أرامَ ) حتى يقال : مُرَام – لكنه يقال : مَرَام – بفتح الميم – ( مصدر ميمي ) والمَرَام – بفتح الميم : المَطْلَب : جاء في المصباح المنير :
" رُمْتُ الشيء أَرُومُه رَوُماً ومَرَاماً : طلبة، فهو مَرُوم " ومثل ذلك في المختار والوسيط وغيرهما . إذن ،قُلْ : هدف مَرُوم ولا تقلمُرَام ، لأنَّ ( مَرُوم ) من الفعل الثلاثي ( رامَ ) لا ( أَرَامَ ) .
كثيراً ما نسمعهم يقولون :رَوْعِي – بفتح الراء كأنْ يقال :وَقَعَ في رَوعِي كذا ، وهذا غير صحيح ، والصواب: رُوعِي – بضمَّ الراء – وهو القلب والخاطر والنفْس كما في المعاجم اللغويَّة , أما رَوْعِي – بفتح الراء فهو بمعنى الخوف أو الفزع – جاء في المختار:
'' ( الرَّوع ) بالفتح الفَزَع و( الرَّوْعَة ) الفَزْعَة . و( الرُّوع ) بالضمِّ : القلب والعَقْل يقال : وَقَعَ ذلك في رُوعي أي في خَلَدي وبالِي ، وفي الحديث : ''إنَّ الرُّوحَ الأمين نَفَثَ في رُوعي'' بضمَّ الراء. وفي المصباح:
''( راعني الشيء رَوعاً ) : أَفْزَعَنِي ، وروَّعني : مثله ، وراعني جماله: أعجبني، و( الرُّوع ) بالضمَّ : الخاطر والقلب ، يقال: ( وَقَعَ في رُوعي كذا ) ( بضم الراء ) . فشَتَّان بين ( الرَّوْع ) بفتح الراء ، و ( الرُّوع ) بضمَّها ، فالأول بمعنى الخوف والثاني بمعنى القلب. إذن،قُلْ: وَقَعَ في رُوعي كذا – بضمِّ الراء، ولاتقل: وَقَعَ في رَوْعي – بفتحها.
دَقَقْت لا دَقَّيْت كثيراً ما نسمعهم يقولون: دَقَّيْتُ الشيء ، وهذا غير صحيح ، والصواب : دَقَقْتُ الشيء بفكّ الإدغام – أي بجعل القاف المُشَدَّدة قافين كما في كتب الصرف أي حسب القانون الصرفي ، وهو الذي يوافق النطق العربّي الصحيح، فهكذا نطقت العرب ، جاء في المصباح المنير: " دَقَقْتُ الشيء دَقّاً " إذن ،قُلْ: دَقَقُتُ الشيء بفكّ الإدغام ، ولاتقل: دَقَّيْتُ الشيء.
وهذا مماثل للأفعال المضعَّفة الثلاثية أي المُشّدَّدة مثل : مَدَّ ، عَدَّ ، ردَّ ، إذا أسندت إلى ضمير رفع متحرك فإنه يقال فيها : مَدَدْتُ ، وعَدَدْتُ ، وردَدْتُ ونحو ذلك ولا يقال : مَدَّيت ، وعَدَّيت ، وردّيت، لأِنَّ هذا من كلام العامَّة ويتجافى ، عنه النطق الصحيح الذي يتمِشّى مع القواعد الصرفيَّة التي تعكس الاستعمال اللغويّ الصحيح.
كثيراً ما نراهم يكتبون:باظت الدجاجة - بالظاء- وينطقونها ظاءً , وهذا غير صحيح , إذ هوخطأ إملائي وخطأ في النطق كذلك . والصواب : باضَت - بالضاد - أي ألقت بيضها ( بإخراج الضاد من مخرجها الصحيح بين الدال والطاء ) , لأن ( باظ ) ( بالظاء ) معناه : سَمِنَ بعد هُزَال - يقال : باظ بيظاَ . جاء في الوسيط:
( باظ ) ـ بَيْظاً : سَمِنَ بعد هُزال . و( البَيْظ ) : بيض النمل خاصة » , وفي المصباح المنير:
بعض الفوائد وهي أن كل أَذُون ولود , وكل صَمُوخ ( بَيُوض ) . يتبين أن صواب الكتابة: باضت - بالضاد - لا باظت ـ بالظاء .
حَدَّق به وحَدَّق إليه لا حَدَّق فيه كثيراً ما نسمعهم يقولون:حَدَّق فيه بالنظر , بتعدية الفعل ( حَدَّقَ ) بحرف الجر ( في ) , وهذا غير صحيح , والصواب : حَدَّقَ به , أو حَدَّق إليه بتعدية الفعل بحرف الجر ( الباء ) أو ( إلى ) كما في المعاجم اللغوية , فهكذا نطقت العرب ,
جاء في الوسيط:
« ( حَدَّق ) به : حَدَقَ وحَدّقَ إليه : سَدّد النظر » , أي أن معنى : حَدَّقَ إليه بالنظر تحديقا : سَدّد النظر إليه ـ ونجد الإشارة إلى ذلك في المختار والمصباح.
يتبين أن الصواب: حَدَّق به أو حَدَّق إليه بتعدية الفعل بالباء أو إلى , لا حَدَّقَ فيه , وبعضهم يجيز ذلك ويعده من باب تناوب حروف الجر على التوسع في الاستعمال اللغوي وبعضهم يمنعه مؤكداً أن حرف الجر يستعمل فيما وضع له .
كثيراً ما نسمع بعضهم يقولون:هذا أخي في الرضاعة باستعمال حرف الجرّ ( في ) وهذا غير صحيح ، والصواب أنْ يقال : هذا أخي من الرَّضاعة ، أو من الرَّضاع باستعمال حرف الجرّ ( من ) ، قال عزَّ وجلّ: “وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِنَ الرَّضَاعَةِ”سورة النساء ، من الآية رقم 23
فالشاهد القرآني وظَّف هنا حرف الجرّ ( مِنْ ) ، لأنَّ ( من ) هنا أنسب فهي لبيان الشيء أنَّ الأخوَّة من جهة الرضاعة وليست أخوَّة مَن جهة الولادة . أمَّا حرف الجرّ ( في ) فهو أكثر ما يستعمل للظرفيَّة ( الوعائية ) مثل الماء في الكوب إلاّ على رأي من يُجيز تناوب حروف الجرّ من باب التوسّع وأكثرهم لا يجيز ذلك بل يرى أنَّ حرف الجرّ يجب أنْ يُستعمل فيما وُضِعَ له.
يتبيَّن أنَّ الصواب: هذا أخي من الرضاعة باستعمال حرف الجرّ ( مِنْ ) لا هذا أخي في الرَّضاعة باستعمال حرف الجرّ ( في ) .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:حُدْوَةُ الفرس أو حُذْوة الفرس – بالدال أو بالذال – وهذا غير صحيح ، والصواب : نَعْلُ الفرس – كما في المعاجم اللغويَّة ، لأنَّ ( النَّعْل ) : الحذاء، وحديد متقوّس يوقى به حافر الدابَّة ، أو جِلْد يوقى ، به الخفّ ، كما في الوسيط والجمع نعْاَل وأَنْعُل – و( النَّعلةُ ) النَّعْل التي يوقى بها القدمُ من الأرض ، و( نَعْلُ ) السيف ما يكون في أسفل جَفْنِه من حديدٍ أو فضَّة كما في المختار ، والمصباح ، والوسيط – فهكذا نطقت العرب. ولم أعثر في المعاجم اللغويَّة على ( حُدْوَةَ الفرس ) بالدال أو حُذْوةَ الفرس – بالذال – بْيدَ أنَّ في المعاجم اللغويَّة ( الحِذاء ) وهو النَّعْل ، وما يطأ عليه البعير من خُفِّه ، والفرس من حافره ( على التشبيه ) ولكن ليس فيها حُدْوَةُ أو حُذوْةُ . يتبيَّن أنَّ الصواب : نَعْلُ الفرس لا حُدْوَةُ الفرس .
كثيراً ما نسمعهم يقولون:جاءوا من كلَّ حَدْبٍ وصوب – بسكون الدال ، وهذا غير صحيح ، والصواب :من كلَّ حَدَبٍ وصَوْب – بفتح الدال – يؤكَّد ذلك الشاهد القرآني ، قال الله تعالى: “ وَهُم من كلَّ حَدَبٍ يَنْسِلُون”سورة الأنبياء ، من الآية رقم 96 . وقد أكَّد أصحاب المعاجم اللغويَّة أنَّ الكلمة مفتوحة الدال، لأنه هكذا نطقت العرب جاء في الوسيط:
“ ( الحَدَب ) : ما ارتفع وغلظ من الأرض ، ونتوء في الظهر . وحَدَبُ الماء : ما ارتفع من مَوْجِه ، ومن الشتاء : شدّة برده . والجمع : أَحْدَاب ، وحِداب” انتهى وزاد في المختار:
“ ( الحَدَبَة ) بفتح الدال أيضاً التي في الظهر ، وقد ( حَدِبَ ) ظهره فهو ( حَدِبُُ ) و( احْدَوْدَبَ ) مثله ، و( أَحْدَبَهُ ) الله فهو ( أَحُدَب ) بيَّن الحَدَب ”
ويقال في الوصف هو أَحْدَب وهي حَدْبَاء . يتبيَّن أنَّ الصواب : من كلَّ حَدَب وصوب بفتح الدال لا من كلَّ حَدْبٍ وصوب - بسكون الدال .
فلانٌ به بُحَّة شديدة لا فلان به بَحَّة شديدة كثيراً ما نسمعهم يقولون : بَحَّة ـ بفتح الباء ـ يريدون بذلك غِلَظَ الصوتِ وخُشُونَتَه من داء أوكثرة صياح أو تَصَنُّع في غناء, وقد يكون خِلْقَةَ. وقولهم : بَحَّة ـ بفتح الباء ـ غير صحيح , والصواب : بُحَّة ـ بضم الباء ـ كما في المعاجم اللغوية , فهكذا نطقت العرب ـ جاء في مختار الصحاح:
" في صوته بُحَّة ( بالضمّ والتشديد ) " , ويقال: هو: أَبَحُّ, وهي بَحَّاءُ. يتبين أن صواب القول: في صوته بُحَّة ( بضم الباء ) لا بَحَّة ( بفتحها ) .
خرجت فإذا هو واقف كثيراً ما نسمعهم يقولون:خرجت فإذا به واقف ، يجعلون الجار والمجرور بعد ( إذا ) الفجائيَّة مثلاً أو يوظّفونها توظيفاً خاطئاً ، كأنْ يولونها الأفعال ، والصواب أنَّ ( إذا ) الفجائيَة مختصة بالدخول على الجملة الاسميّة كأنْ يقال : خرجت فإذا هو واقفُ أو خرجت فإذا الأسد في طريقي ، وهكذا . أشارت إلى ذلك المظانّ اللغويَّة، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح ، فهكذا نطقت العرب ، قال صاحب مختار الصحاح عن ( إذا ) الفجائية :« وتكون للشيء توافقه في حالٍ أنت فيها نحو قولك : خرجت فإذا زيدُ قائم ، المعنى خرجت ففاجأني زيد في الوقت بقيام » وبُسِطَ القول فيها في الوسيط ، إذْ جاء فيه : « ( إذا ) : كلمة مبنيَّة على السكون تأتي لمعنيين: فتكون حرفاً للمفاجأة، مثل: خرجت فإذا المطرُ، أو فإذا البردُ شديد : أي خرجت ففاجأني المطرُ أو شدّة البرد ، ولا تجِيء في أول الكلام ، وتختص بالدخول على الجملة الاسميَّة ويحذف خبر المبتدأ معها كثيراً » وتكون أداة للشرط والجزاء في المستقبل ....» انتهى كلامه. يتبيَّن أنَّ الصواب: خرجت فإذا هو واقف لا خرجت فإذا به واقف .
التَحَابّ لا التَحَابُب كثيراً ما نسمعهم يقولون:التحابُب بين أفراد الأُسْرَة ضروري أو التحابُب بين المسلمين واجبوهذا غير صحيح ، والصواب : التَّحَابّبإدغام المثلين ، لأن فعله: تَحَابَّ ـ بإدغام أحد الحرفين المتجانسين في الآخر وهما هنا حرفا (الباء) يقال : تَحَاب القوم ، والرجلان تَحَابَّا ، وهم تحابَّوا أي أَحَبَّ كلُّ واحدٍ منهم صاحبه ، والأصل : تَحَابَبَ لكن في الاستعمال اللغويّ يجب إدغام المثلين، وكذلك المصدر (التَّحابّ)، إذ لا يقال- التَحَابُب ـ كما في المعاجم اللغويَّة ، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح، فهكذا نطقت العرب. جاء في الوسيط:
( تَحَابَّوا ) : أحَبَّ بعضهم بعضا ، وفي الحديث: «تَهَادوا تَحَابُّوا» . ومثل ذلك : ( تَسَابَّ ) لا تَسَابَبَ ، و( تَرَادّ ) لا تَرَادَدَ ، و( تَسَارَّ ) لا تَسَارَر . إذن،قُلْ: التَحَابّ ، ولا تقل : التحابُب .